لوحة فنية ليس فيها إلا البياض بأكثر من 90 ألف دولار

صورة العضو الرمزية
ماريا حنا
مشرف
مشرف
مشاركات: 1554
اشترك في: الأحد سبتمبر 12, 2010 1:57 pm

لوحة فنية ليس فيها إلا البياض بأكثر من 90 ألف دولار

مشاركة غير مقروءة بواسطة ماريا حنا »


لوحة فنية ليس فيها إلا البياض بأكثر من 90 ألف دولار
صورة

2011/10/14
تباع في لندن الخميس المقبل "لوحة" هي عبارة عن قماشة ارتفاعها 2،74 بعرض 2،13 متر، وخالية من أي رسم، سوى خط أسود على أطرافها وبأسفلها تاريخ اليوم والشهر والعام الذي "رسمها" فيه فنان بريطاني قبل 42 سنة.
مع ذلك يتوقعون أن يتهافت عليها الراغبون بشرائها بأكثر من 90 ألف دولار في مزاد علني تنظمه "دار بونهامز" في صالة الفن المعاصر بمقرها في منطقة نايسبريدج بوسط لندن.

لوحة القصر اللوحة، إن جاز اعتبارها لوحة، هي للفنان البريطاني الراحل في 2004 بعمر 70 سنة، بوب لو، الموصوف بأحد أعمدة فن "الميناميلست" المعقد، والمقتصر شرحه على الفنانين المحترفين، لذلك اتصلت "العربية.نت" بالفنان التشكيلي المصري محمد عبلة، رئيس "أتيليه القاهرة" الشهير، فشرح عبر الهاتف أن "الميناميليست" هو الحد الأدنى لما يراه الفنان في طبيعة "هي الفنان الأكبر، لأنها تعرض أمام الإنسان كل شيء، لذلك فالفنان يرسم منها ما يراه الحد الأدنى من المعروض أمامه" كما قال.

وذكر أن فن "الميناميليست" له مشاهيره "فهناك فنان إيطالي معروف في الأوساط الفنية باسم فونتانا ينجز اللوحة بدقيقة أو دقيقتين، بأن يمر بالسكين على قماشة فيحدث فيها شرخا مرئيا للناظر، ومن بعدها نرى اللوحة تباع بملايين الدولارات" وفق تعبيره.

وتابع أن "الميناميليست" هو موقف تاريخي من الفنان، لا فني، لذلك فللوحة بوب لو قيمة تاريخية، لا فنية "بمعنى أنه حين وضع 22-8-69 أسفل القماشة فإنه أراد أن يقول إن موقفه ذلك اليوم مما تعرضه الطبيعة أمامه هو لا شيء، سوى تاريخ اليوم الذي كان فيه، وهذا الموقف هو الذي يعطي اللوحة أهميتها، لذلك فأنا أشجع على اقتنائها" كما قال.

ولا يبدو أن "الرسام" بوب لو استهلك من وقته أكثر من 5 دقائق لإنجاز اللوحة التي سماها "لا شيء يخيف من 22-8-69" والتي تنفع لتثبيتها على جدار صالة كبيرة، أو لتعليقها في الهواء أعلى أرضية الصالة، نظراً لحجمها الكبير.

ونقرأ عن بوب لو أنه أبصر النور في 1934 ببلدة برينتفورد بالغرب اللندني، ثم انتقل في 1957 الى مقاطعة كورنوال، حيث ازدهرت ذلك الزمان مظاهر الفن الحديث، وحيث تعلم الشعر والرسم والنحت، وكانت أولى أعماله لوحة ليس فيها الا بودرة سوداء مزجها بزيت الكتان ومررها على القماشة في أقل من 5 دقائق، وهي تساوي اليوم عشرات آلاف الدولارات.

ثم عرف بوب لو الشهرة بدءا من 1959 فغادر كورنوال، الساحلية في الجنوب الغربي لإنكلترا، لكنه لم يستطع البقاء بعيدا، فعاد في 1970 وبقي حتى عام وفاته، تاركا زوجته الحية الى الآن، واسمها جينا، ومعها ترك ابنتيه: فانيسا ودانيال، ومع الجميع ترك عشرات اللوحات الفارغة أقمشتها من أي جهد فني، لكنها تساوي ملايين الدولارات.

ونجد على الإنترنت موقعا بريطانيا اسمه Toluna مخصص لاستطلاع الآراء حول بعض الأحداث الاجتماعية والمظاهر الفنية بشكل خاص، وفيه نرى استغرابا أبداه معظم من عبروا عن آرائهم باللوحة وبمجرد عرضها للبيع، الى درجة أن أحد لمشاركين، وعددهم 42 قارئا، قال إنه لا يقبل بأن يتسلمها ولو هدية فيما لو وهبوها إليه بلا مقابل.

أما الآخرون فجميعهم صبوا جام سخريتهم على اللوحة وبائعيها وشاريها، وتساءل معظمهم كيف يدفع أحدهم 90 ألف دولار في لوحة بيضاء وأوروبا بشكل خاص مقبلة على أكبر أزماتها المالية، ودولها تتساقط واحدة بعد الأخرى في العجز الاقتصادي ولا تجد من يسعفها.
ماريا حنا
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى المنوع“