مقالات ســـــــاخرة 5

حنا لبيب خوري
مشرف
مشرف
مشاركات: 163
اشترك في: السبت مارس 28, 2009 9:59 am

مقالات ســـــــاخرة 5

مشاركة غير مقروءة بواسطة حنا لبيب خوري »

التقيت بطبيب في مناسبة خاصة، ولفت نظري هجومه على كل من يتحمم ويغتسل يوميا، وعندما أبديت له استغرابي من وجهة نظره هذه قائلا له أريد أن أنبهه: النظافة من الإيمان يا دكتور.
رد عليّ متهكما وهو يقول: صحيح ما ذكرته، ولكن على أي أساس أنت تعتقد أن النظافة هي فقط بالاستحمام يوميا؟!، اسمح لي أن أقول لك: أنت ما تفهم، بل إنك مثل الأطرش بالزفة، ويا زينك صامت.
الواقع أنني (انقمصت) وتفشلت وخطر على بالي أن أرد له الصاع صاعين غير أن احترامي لصاحب المنزل جعلني أتنازل

وأسكت.
غير أن ذلك الطبيب (الملوسن) لم يسكت، وأخذ يواصل كلامه نحوي وهو يشير لي بإصبعه قائلا: إنني يا سيدي درست الطب في ألمانيا وعملت في مستشفياتها 15 سنة كاملة، وأنا من تلاميذ البروفسور (شترا سورغر)، الذي يؤكد أن الحمام اليومي ليس له أي نفع خاص للجسم، بل على العكس من ذلك، فضرره أكثر من نفعه.
وعندما تصدى له أحد الحاضرين قائلا: لماذا إذن يستحم اليابانيون يوميا؟!، قال إن الياباني يستحم فعلا يوميا، ولكن استحمامه لا يزيد على دقيقتين بالماء الفاتر دون أن يلامس الصابون جسده.
فأردت إحراجه عندما سألته قائلا: وأنت كم مضى عليك ولم يلامس الصابون جسدك؟!، قال لي دون أن يرف له رمش: لي الآن ما لا يقل عن ستة أشهر، قلت له لا شعوريا: أنعم وأكرم، قال: أعرف أنك بجوابك هذا تريد أن تستهزئ بي، ولكن (إيش علّم الحمير أكل الزنجبيل).

عندها فاض بي الكيل، فالإهانة وصلت حتى للحمير، وأمسكت بطفاية السجاير التي أمامي، ولكنني سرعان ما تركتها عندما شاهدت صاحب المنزل المؤدب وهو يشير لي بيده وكأنه يقول لي: اهدأ، اهدأ، فهدأت وبلعت الإهانة الثانية، وأنا أردد بيني وبين نفسي قائلا: والكاظمين الغيظ، لا حول ولا قوة إلا بالله.

وبهذه المناسبة (الزنخة) أتذكر صديقا انتقل إلى الدار الآخرة قبل سنوات، وكان رحمه الله من المؤمنين بتلك الفلسفة العجيبة بعدم الاستحمام نهائيا، ورغم أن الله فتح عليه وهو من أصحاب الملايين المتلتلة، لكنه يكره الصابون ولا يطيقه ويمارس هوايته اليومية بالغطس في حمام السباحة الكبير في بيته.

وكثيرا ما كنت أذهب وأتردد عليه في منزله وأتعشى معه، وكان (السفرجي) يضع أمامه على المائدة طبقا دائما لا يتغير، وهو عبارة عن صحن ممتلئ بالبصل وطافح بالخل، ويأخذ بتناوله وقرمشته قائلا لي: إن طعمه في فمي ألذ من طعم (الشيكولاتة).

وكان رحمه الله إذا أراد ممازحتي يعبط رأسي ويضعه تحت إبطه وهو يفرقع بالضحكات، في الوقت الذي أفرفص فيه أنا (كالناموسة الدايخة)، بل إن دموعي تهل من شدة رائحته الزنخة التي (تصرع الطير الحايم)، وقد أقسم لي بالله يوما أن الصابون لم يلامس جسده منذ ثمانية أعوام كاملة.
قد تستغربون وتتساءلون عن السبب الذي يحدني عن التردد لبيته، لأكون كالقط الذي يبحث عن خنّاقه، ومعكم كامل الحق في الاستغراب والتساؤل هذا.
ولكن قاتل الله المصالح وأكل العيش، فمن أجل عين (يكرم عندي مرج عيون) ومن أجل (المصاري) أتحمل عرق الآباط، وبعدها أفرغ ما بجوفي في مغسلة الحمام وكأن شيئا لم يكن.
أعتذر منكم على هذا المقال المقرف، ولكنني أردت أن أكون صادقا معكم، فلست أنا بذلك الرجل المثالي."

مقالات ساخرة انقلها للثقافة
صورة العضو الرمزية
ابن السريان
مدير الموقع
مدير الموقع
مشاركات: 4439
اشترك في: الخميس إبريل 23, 2009 4:36 pm

Re: مقالات ســـــــاخرة 5

مشاركة غير مقروءة بواسطة ابن السريان »

سلام الرب معك
أخي الكبير حنا الحبيب
أشكرك على هذه المقالات الرائعة
فأعرفك بصدقك بما تنشره وهو نابع من صدق مشاعرك وأحاسيسك
فهذه هي الحقيقة والصدق في نشر المقال كما هو بدون تزييف أو تجميل
وهذا ما يكسب المقال رونقاً خاصاً سلمت يمناك
لكن أخي الحبيب لم نعرف لما لا يفضلون أستخدام الصابون بالحمام ؟؟؟
وما هي مساوئ الصابون ؟؟؟
وما الضرر من الحمام اليومي فأنا بطبعي لا أحب الحمام اليومي فقط مرتان أوثلاث أسبوعياً
بركة الرب معك
أخوكم: أبن السريان

موقع نسور السريان
أضف رد جديد

العودة إلى ”المنتدى الأدبي و الثقافي“