عند بدء موجة التظاهر في سورية كانت تصور المظاهرات الطيارة بواسطة كاميرات الموبايل وتحمّل على صفحات الثورة السورية أوعلى الصفحات الشخصية للثوار ويتم تبادلها ونشرها في غضون ساعة من خروج المظاهرة التي لم تكن لتتجاوز بضع دقائق قبل تدخل الأمن لتفريقها.
أما اليوم وبعد عشر شهور من خروج المظاهرة الأولى اختلفت ماهية المظاهرات وازدادت أعدادها وانتشارها واختلفت طرق نشرها، فالمظاهرات الآن لم تعد طيارة وإنما تحولت إلى احتفاليات تبدأ بشعارات اسقاط النظام وتتوسطها أغاني الثورة وتتخللها خطابات لرجال الدين ورجال التنسيقيات وكثيرا ما ترافقها رقصات خاصة بكل أغنية و بسبب خروج عدة مظاهرات في نفس الوقت في عدة محافظات ومنها حمص وحماة وادلب ودرعا والقلمون، تبينت أهمية البث المباشر سواء على صفحات الانترنت أو الفضائيات المهتمة بنشر المظاهرات ومنها قناة الجزيرة مباشر القطرية و العربية والوصال والاورينت وبردى.
تتوفر خدمة البث المباشر للقنوات الفضائية بشكل مستمر في في حمص في حي بابا عمرو و باب السباع والخالدية ووفي ادلب وبعض مناطق درعا ويستخدم الثوار أجهزة خاصة بالبث عبر الأقمار الصناعية وهي مكلفة جداً،مقارنة بأجهزة الثريا التي يستخدمها الثوار في أغلب مظاهراتهم لكن سرعتها وسرعة الانترنت في سورية لا تساعد الثوار على تقديم بث حي بصورة مقبولة وخصوصاً أن أغلب المناطق الريفية لا تتوفر فيها خدمة الثري جي، وتعتمد في أغلبها على خدمة دايل أب إن لم تقطع خطوط الهاتف.
وفي مظاهرة بثتها الجزيرة مباشر الخميس 5-1-2012 مدة ربع ساعة تقريباً من مدينة قارة في القلمون السوري، أفاد الثوار في المظاهرة أن أجهزة البث المباشر غير متوفرة في مدن القلمون لذلك يقومون بالاستعانة بأجهزة الثوار في حمص والذين يجوبون المحافظات بالتناوب بهدف تقديم هذه الخدمة لهم.
يحافظ من يمتلك الأجهزة على سرية تامة في التخفي أثناء المظاهرة ويتم البث من عدة زوايا وتنشق عن المظاهرة قبل انتهائها ويدافع المتظاهرون عن المراسلون وأجهزتهم بشراسة لأنهم يعتبونها الوسيلة الأضمن التي تثبت سلميتهم وشرعية مظاهراتهم بحسب أحد أفراد تنسيقة قارة في القلمون.
تقدم الفضائيات هذه الاجهزة التي يقدر ثمنها بمئات الألوف لثوار مناطق الاشتباكات المسلحة والمظاهرات الحاشدة و اليومية، أما في بقية المناطق فتقوم عادة التنسيقيات بجمع الأموال الداخلية وتبرعات من معارضين في الخارج في سبيل دفع ثمنها وذلك بحسب معارضين وثوار في ريف إدلب و دير الزور، وترفض تنسيقة يبرود أي دعم مادي خارجي و يعتمدون على ثلاثة أجهزة ثريا تبث مظاهراتهم على الأورينت و الجزيرة مباشر.
أما تنسيقة قارة والتي يعد أغلب معارضيها من مغتربي الإمارات والخليج والقادرة على دفع ثمن هذه الأجهزة، فتفضل تأجيل شرائها إلى وقت قد يتدخل فيه الجيش وتتحول فيه قارة إلى ساحات اشتباك بين مهربي المنطقة ومسلحيها من طرف وبين الأمن والجيش من طرف آخر، ويتمنى أحد أفراد التنسيقيةالمعروف والذي ينحدر من عائلة أغلب افرادها من ضباط الجيش، ألا تتحول المنطقة إلى منطقة اشتباك مسلح رغم إيمانه بأن السلمية وحدها لن تسقط النظام الإجرامي بحسب تعبيرهنو يتمنى ألا يضطرون لشراء مثل هذه الأجهزة، وأضاف أنهم قادرون على بث مظاهراتهم بعد خروجها بشكل دائم من خلال التقاط إشارات الثري جي من مدينة دير عطية القريبة من قارة في القلمون السوري.
تهرب أجهزة البث المباشر عبر الاقمار الصناعية من خلال منافذ التهريب سواء عبر الحدود السورية التركية أو السورية اللبنانية،و يرفض الثوار غالباً عرض الاجهزة على الملأ وتصويرها بسبب غلاء ثمنها ولأنهم يخشون كشف تقنية البث التي تعتمدها خوفاً من التشويش الذي قد يتعرض له البث من قبل السلطات.
يردد الثوار في مظاهراتهم اغنية “خدلي صورة كبيرة وابعتها عالجزيرة” و أكد أحد منظمي المظاهرات في حمص، أن الأمر بسيط ببساطة هتافاتهم أي أنه لا داعي لمثل هذه الأجهزة فالشباب المتظاهر يبث المظاهرات باستخدام أجهزة أي فون و أندرويد و يكون البث جيد الدقة نسبياً.
يستخدم الثوار موقع ustream.tv
لإنشاء قنوات خاصة بهم ونشر مظاهراتهم بشكل مباشر عبر كاميرات الويب الخاصة،مع ارفاق عناوين بملفات البث لموقع المظاهرة وتفاصيل بسيطة حولها.
ومن ثم يضعون رابط قنواتهم على صفحة الثورة على الفيس بوك والتي يتداولها حوالي 340 ألف مشترك.
الطريقة الثانية تعتمد على إستخدام تطبيق Ustream Live Broadcaster للآيفون. هذا التطبيق يسمح بالقيام بالبث المباشر باستخدام أي جهاز آيفون. كما يمكن إستخدام جهاز الآيبود تاتش الجديد مع هذا التطبيق، ولكن يجب العثور على شبكة واي فاي من أجل الوصول إلى شبكة الإنترنت.
ويعاقب الأمن السوري المتظاهرين بعد توقيع تعهد بعدم التظاهر بالسجن ويطبق على من يصور المظاهرات عقوبات شديدة لأن عملهم يمس بأمن الوطن حسب القانون السوري.
عربي برس
2012-01-09