12 شباط , 2012
أكد علي الغتيت أستاذ القانون الدولي أن ما تتعرض له سورية والعالم العربي هو مؤامرة اخطبوطية بالمعنى الدقيق للكلمة لها أوجه متعددة تستدعي جهودا واستراتيجية واضحة لتفادي أخطارها.
واعتبر الغتيت في حوار نشرته مجلة الأهرام العربي أن الأزمة السورية لها ديناميكية سريعة يصعب السيطرة عليها بسبب تدخل أطراف لبنانية وتركية وإسرائيلية ومرتزقة من ليبيا والولايات المتحدة والعراق ويجب على الجامعة العربية أن توقف أي علاقة للأزمة السورية بمجلس الأمن وترسل بعثة من المخلصين للقضية العربية وحقوق الإنسان للمساعدة في حل الأزمة السورية بطريقة مختلفة تماما عن الطريقة التي تعاطت فيها مع ليبيا تجنبها الدخول في الحرب الأهلية.
ورأى الغتيت أن رئيس وزراء قطر بصفته رئيسا للدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب ينفذ مهام تنطوي على فرض قرارات تخرق ميثاق الجامعة ومنها تعليق عضوية سورية الذي تم تبنيه من قبل دول الخليج العربي والمغرب والجزائر دون موافقة بقية الدول العربية خدمة للمشروع الأمريكي الأمر الذي يهدد وجود الجامعة العربية ويجعلها في حالة اختطاف ويحولها إلى جامعة حكومات أو بالأصح جامعة خليجية وليست جامعة شعوب.
ولفت الغتيت إلى انه شاهد بنفسه مرتزقة بعضهم ليبيون يهربون اسلحة إلى سورية عبر تركيا مشيرا إلى الدور الذي يقوم به مجلس اسطنبول وميليشيا ما يسمى الجيش السوري الحر في تحقيق ما يخطط له المتآمرون على سورية حيث يوفرون عليهم التدخل بجيوشهم كما فعلوا في العراق وليبيا وينفذون المهمة عبر مرتزقة تأتي من لبنان واسرائيل ويجرون البلاد إلى ما يشبه الحرب الاهلية التي يراهن عليها الغرب لإسقاط سورية وفي حال فشلها في تحقيق الغرض سريعا سيتركون اطرافها تتنازع حتى يضعف الجميع بينما يكون الغرب قد استجمع قواه او وجد خطة بديلة للعمل.
واشار الغتيت إلى الدور الذي يمكن ان تضطلع به الجامعة العربية في الوصول إلى حل مناسب للازمة في سورية عبر مبادرة تصون اركان الدولة السورية وتعترف بحقها في ممارسة مسؤولياتها معتبرا ان المطالبة بسحب الجيش من المدن يخل بالمسؤوليات المطلوبة منه ويتيح للمسلحين مواصلة القتل ويحرم المدنيين من الحماية وهذا ما أكده تقرير بعثة المراقبين العرب الذي ازعج بعض الأطراف من رئيس البعثة الفريق مصطفى الدابي.
وقال الغتيت.. إن الغرب لطالما عمل على التدخل في شؤون المنطقة تحت شعارات توريد المدنية سابقا وتعليم الديمقراطية حاليا موضحا أن تركيا تقوم حاليا بدور الوكيل لأوروبا والولايات المتحدة في المنطقة اللتين تعملان على تحقيق مصالحهما وتقديم المساعدة لإسرائيل وهما غير قادرتين على التدخل المباشر لأنه مكلف اقتصاديا وتستعيضان عن ذلك بالقوة البديلة والناعمة وتخفيف حالة العداء لدى شعوب المنطقة تجاه اسرائيل.
وأوضح الغتيت أن ما اصطلح على تسميته ربيع الثورات العربية هو مصطلح أمريكي المنشأ والمقصود به أن هذه الثورات مثل الربيع ما إن تزهر حتى تموت مستغربا دعوات البعض لتوضيح عناصر التآمر الغربي على المنطقة إذ يكفي أن يقال تآمر حتى يتضح أنه يجري في الخفاء وليس اتفاقا معلنا يمكن الكشف عنه ببساطة أو تحديد عناصره المباشرة فالصورة مركبة جدا تتداخل فيها عدة معان لكن أسبابها تبقى واضحة في علاقة الغرب بالمنطقة.