كلمة بنت السريان التأبينية في أربعينية الشاعر واصف متي عزو البرطلي على قاعة سكوتان في سودرتالية السويدفي مساء3_6 _2012
بارخمور أبونا يعقوب الموقّر
عائلة الفقيد وأهله المكلومين
موقع كلنا سريان الحزين
الشعراء والأدباء والحضور الكرام أجمعين
معرفتي بالشاعر الراحل زميلنا واصف
لا تتعدّى العشر دقائق حين التقينا في أمسية الشعراء في تابين الأب الراحل يوسف سعيد
لكن
لم يكن يدر بخلدي
من أنّ الموت سيباغته بهذه السرعة
وسأقف في تأبينه مودّعة
ولأسباب مرضية
منعتني من حضور مراسيم الدفن
أقدّم اعتذاري
وأقول
يا شاعراً إنما اعتذاري واجبي
فليس العين تعلو فوق الحاجب
قلمي مذنب ويدرك ذنبه
فكيف لا أخجل
إن كان واصف معاتبي؟؟
إنّما يا واصف أخطأت أنا
وكذا بالشعر عذراًمطلبي
فاعذرني أيها الشاعرثمَّ
اعذرني أيها الليث الأبي
في أقلامنا جف الحبر خجلاً
وفي عروقنا بكت الدماء أسفاً
عشرمن الدقائق لا أكثر
في شخصكم لمسنا فارساً بطلاً
وما التقينا بعدها
فقدسبقنا الأجل أليكم عاجلاً
قصيدتي في تأبين الشاعر واصف
بعنوان
أطفأ القنديل
ُأُطفِأ القنديل
وما زال في جعبته
من الزيت الكثير
وصمت للأبد باني الكلمة
ومبدع الحرف الأصيل
فمن نوافذ الذكريات البعيدة
طلَّت قصيدةحزينة
متّشحة بالسواد
تهمس بأذن أختها عن رقاد
من كان بالأمس بيننا مؤبّنا
نرثيه اليوم فقد غادر الحياة
ومن قيود الزنزانة
صوت إعتلى من الجبال القمم
عشرون عاما تمخّضت بالألم
على جدارها سطّر التاريخ
إمضاءً خالداًيتكلّم
على مدىالسنين والأعوام
يبقى واصف
أشهرَ من نار على علم......
ولنمضي لعراق الرافدين
وندرك مياه دجلة
قبل أن يجف
ونخبرها
بأنّ عن جواده قد ترجَّل
إبنها واصف
ثم َّنسلك الدرب
وفي عمق بغداد نتوغّل
وبالذات لشارع الرشيد نسأل
هو يخبرنا عن واصف
شاعرنا البطل
ما قد فعل
شهقة في جيوب الطرقات
أنّت بصمت الألم
تبحثّ عن غياب الروح
كلّمت الصخر الأصمّ
وفي عروقها
من الأسرار ما تعظّم
ترجمها شاعرناواصف
في إضمامات ودواوين
بأحرف من دمّ
ترى في ذكرى رحيله
أيَّ ماض نجترُّ وعمَّ نتكلّم
تبكيك القصائد يا أخي
تلك التي
حمّلْتها لواعجَك من زمن بعيد
فكّت جدائلها فوق مثواك ترثيك
ستبقى شريانا
بالكلمة تقاتل وتعيد
يرحل الشاعر
وشعرُه يُخلِّد ذكراه
ويبقىحيّاً في قلب القصيد
أيها النسر المحلق في السماء
الشعرإنتحب
وثوبَ الحداد لبس الأدب
فما كتبت يا شاعر
ليس حبرا يمّحي
إنما جدار التاريخ رصّعت
بحجر كريم وذهب
لا تحسب العالم كله
يرى ما أنت ترى
فإننا
ما لا تحجبه الغيوم عنا
نرى
ولا تقارنّا بك
يامن تحلق الآن في السما
نم قرير العين2
واهنأ في الحمى
فعلى درب الرحيل
كلنا نسير قدما
من أمن بي وإن مات فسيحيا
ليرحمك الله ويسكنك فسيح جنانه شاعرنا الكبير
ويلهم الصبر لعائلتك وأهلك ومعارفك ومحبيك
بأسم موقع نسور السريان نتقدم بأحر التعازي القلبية لأنتقال شاعرنا إلى دار الحق
لكل أهله وذويه ومحبيه ولك أختنا الغالية بنت السريان
لقد أجدت بما سطره قلمك الحزين ولم يبق لنا ما نقول غير الترحم عليه
أسكنه الباري جنان نعيمه ولكم ولنا الصبر والسلوان
أسرة نسور السريان