لقد قرأنا خبراً مفاده بان الكنيسة السريانية الارثوذوكسية مقبلة على افتتاح جامعة خاصة في مدينة القامشلي باسم جامعة الاخطل. ان هذه الخبر مفرح ومحزن بنفس الوقت. مفرح لان الكنيسة تحاول افتتاح جامعة وبالتاكيد ستدرس بها السريانية وفرع علم السريانيات التي تفتقده الجامعات الاخرى، أكان في سوريا أو المنطقة عدا مصر. وهذا مبعث فرح وأمل لكل محبي السريانية والتراث السرياني الآرامي.
لكن المحزن في الموضوع ان هذه الجامعة التي ستفتتحها كنيستنا لا تحمل اسما سريانياً لينطق بحضارة الاجداد في المنطقة. بل سمتها بجامعة الاخطل على اسم الشاعر العربي الاموي الكبير. والاسم يحمل هوية صاحبه. وهذا يجعلنا ان نستفسر عن الهدف الحقيقي من افتتاح هذه الجامعة. هل هو هدف قومي عربي لاعطاء الهوية العربية لطلابها من سريان وغيرهم، أم هو هدف مادي بحت للارتزاق من هذه المنشأة العلمية. أم ان هدفها هو القومية العربية والربح المادي معاً؟
اذا كان هدف هذه الجامعة الاخطلية تعزيز القومية العربية كما يتراءى من اسمها، فبئس الهدف المشؤم، وان كان الربح المادي فذاك الطامة الكبرى.
المطلوب من كنيستنا افتتاح المدارس والمعاهد لاخراج لغتنا وتراثنا من سجنهم الطويل وتعليمهم للطلاب لتخريج أجيال سريانية وحتى غير سريانية لكن تؤمن بلغتنا وحضارتنا وتاريخنا ومكانتنا اليوم على الساحة. هل اصبحنا تجاراً نتاجر على حساب وجودنا وحضارتنا المهددة؟ اذا كان المكتوب يُعرف من عنوانه فاننا نطالب كنيستنا ان تتصدى لحملات التعريب والتتريك المشبوهة التي تُمارس بحقنا من الجميع، وان تسارع لتغيير هذا الاسم العروبي واستبداله باسم سرياني ينطق بحضارة الاجداد المجيدة. الا يكفي بوجود جامعة اخرى "المأمون" في القامشلي يحمل اسمها التراث العربي العباسي لنضيف نحن بجلهنا او تعمدنا التراث العربي الاموي ايضاً على حساب سريانيتنا؟
