الديانة عند الآراميين في نيرب و عمق و حماة
http://www.ankawa.com/forum/index.php/t ... 091.0.html
الديانة عند الآراميين في نيرب و عمق و حماة
لمحة عن محاضرة البرفسور Herbert Nieher
أولا - في النيرب ألقى الباحث هربرت محاضرته الثالثة يوم الأربعاء في ٢١ آذار و بدأ في تعليق سريع حول النصبين الآراميين من النيرب قرب حلب:
(صورة رقم ١ )
ذكر العالم هربرت أن النصبين قد وجدا في النيرب قرب حلب في نهاية القرن التاسع عشرإ و النصب الأول يمثل كاهنا آراميا ( القبعة و اللباس) و طبعا النص الآرامي الذي يذكر أن هذا الكاهن قد عاش طويلا و رأى أحفاده . يعتقد العالم هربرت أن الطفل قد يكون أحد أبنائه و هذا النصب يثبت لنا أن الآراميين كان لهم نفس المفهوم لذكرى الموتى :
الطاولة - الطعام - الكأس ... و قد ورد في النص الآرامي أسماء
أربعة ألهة و هي:
* " سهر " و هو الإله سين إله القمر الذي كان يعبد في حران
* " شمش " إله أو إلهة الشمس
* " نيكال " من ألهة السومريين
* " نسكو " من ألهة الأشوريين
و قد ورد في النص إسم الكاهن " سن غبار " و هو يعني الإله سن هو جبار و العجيب أن " سن " هو باللغة الأكادية يعني " سهر " أي القمر بلغتنا الآرامية .
أما النصب الثاني
( صورة رقم ٢ )
فإننا أمام تمثال كاهن آرامي يختلف المؤرخون في تفسير وضعيته : إلى من ينظر و من يبارك ؟
إن إسمه Sin zir Ibni هو باللغة الآرامية و يبدأ بإسم الإله " سن " مثل الكاهن في النصب الأول .
ذكر لنا العالم هربرت أن النص الآرامي لا يقول أن هذا الكاهن كان له ذرية و أولاد لذلك فهو يعتقد أنه " مخصي " خاصة و أن التمثال لا يبرز لحية له .
أما وضعية هذا النصب فإن النص الآرامي يؤكد أنه يلعن و يهدد كل إنسان يسيئ الى النصب و لكنه يبارك كل إنسان يقدم له الذبائح .
ثانيا - في عمق لقد علق العالم هربرت على الكتابة الآرامية الموجودة في الصورة
(صورة رقم ٣ )
هذه القطعة من الزينة تعود الى الملك حزائيل ٨٤٣ - ٨٠٣ ق٠م لأنه مكتوب عليها نص آرامي ورد فيه :
zy ntn hdd lmr'n hz'l mn 'mq bsnt 'dh mr'n nhr
الترجمة الحرفية
" هذا ما قدمه هدد لسيدنا حزائيل في عمق في السنة التي إجتاز ( فيها) سيدنا النهر "عمق هي مملكة آرامية كانت متواجة قرب مدينة إنطاكيا الحالية و هدد في هذا النص يعني الكاهن المسؤول عن معبد الإله هدد في عمق.
و الهدية هي هذه القطعة الجميلة من السراج و لكننا لا نعرف في أية سنة. أما بالنسبة الى النهر فالعلماء مختلفون فمنهم من يؤمن أنه نهر الفرات و منهم من يؤمن أنه نهر العاصي.
العالم أندري لومير يعتقد أنه الفرات لأنه النهر الذي يشكل حدودا عبر التاريخ و لكنني أؤيد التفسير الثاني أي أن النهر المقصود هو العاصي لأن مدينة عمق هي قرب العاصي ثم لأن الممالك الآرامية عمق و سمأل كانت على حرب مع الدويلات المعروفة ب " الحثية الجديدة " التي تحدهم من الشمال.
حزائيل هو من أعظم الملوك الآراميين و قد إنتصر على اليهود و سيطر على المناطق الواقعة بين دمشق و غزة و من ضمنها المناطق الواقعة شرقي نهر الأردن. لا شك أن مملكة عمق قد طلبت مساعدة الملك حزائيل فلبى نداء المساعدة و هذا النص الآرامي يؤيد هذا التفسير .
ثالثا - في حماة إنتشار الآراميين في حماة هو غامض لندرة ألنصوص و الإكتشافات الآثرية في حماة تثبت لنا وجود جيوب حثية قديمة في قلب العالم الآرامي.
الرابط التالي ينشر العديد من الأثارات الحثية في حماة .
http://www.hittitemonuments.com/hama/
أغلب المؤرخين يعتبرون ذكور أول آرامي في حماة وقد وصلنا منه قاعدة نصب و القسم الأسفل من تمثال لا شك يعود له .
(الصورة رقم ٤ )
لقد حكم ذكور في بداية القرن الثامن قبل الميلاد (حوالي سنة ٨٠٠ ق٠م) و النص الآرامي يعلمنا أنه جاء من عانه و هي مدينة آرامية على نهر الفرات تقع جنوب مدينة ماري (ابو كمال حاليا).
و قد ورد في النص الآرامي أن تحالفا من ١٦ ملك قد حاصروا مدينته و على رأسهم " برهدد بن حزئيل ملك آرام " و هذا النص يثبت لنا دور ملك دمشق و هنا نراه ملكا على " آرام " أي أن التسمية الجغرافية " آرام " قد محت التسميات القديمة لسوريا .
و قد ورد إسم الإله ILUWER و كانت عبادته منتشرة في حوض الفرات الأوسط و هذا يثبت أن الملك ذكور قد جاء من تلك المنطقة.
ثم الإله " بعل شميم " أي إله السماء الذي كان مشهورا عند كنعانيي الساحل . و كان الملك ذكور قد رأى في الحلم و بواسطة العارفين بالغيب (النص الآرامي ܗܙܝܢ) بعل شميم الذي قال له إنني جعلتك ملك المدينة و لن تقع تحت يد الأعداء ...
و كان العالم هربرت قد ذكر لنا وجود نص لوفي قديم قد ورد فيه إسم الإلهة Ba'alatis و هو بدون شك إسم الإلهة " بعلة جبلا " أي بعلة مدينة جبيل الكنعانية.
و هذا يعني تأثير ديني كنعاني على مدينة حماة قبل إنتشار الآراميين فيها .
و قد أشار العالم هربرت إلى عبادة الإله هدد في مملكة حماة لإكتشاف تمثال له من الذهب .
( صورة رقم ٥ )
رابعا - المعابد
أ - في عمق : الكتابة الآرامية التي وجدت على قطعة من سراج حصان و هي تقدمة من هدد الى الملك حزائيل تؤكد لنا أن " كاهن معبد هدد " هو الذي قدم الهدية !
و طبعا لا نعرف شيئا عن المعبد .
ب - في النيرب : إن علماء الآثار في أواخر القرن التاسع عشر قد وجدوا بقايا معبد و لا شك إن للآراميين معابد لأن بقايا معبد عين دارة لا تزال موجودة.
(الصورة رقم ٦)
يعتقد علماء الآثار أنه كان معبدا للإلهة عشتار .
ج - في حماة : لقد وجد علماء الآثار بقايا معبد في مدينة حماة و لكنهم لم يجدوا كتابات تلقي الضوء حوله .
هنري بدروس كيفا