حوالي عام1966من القرن الماضى كا ن الناس يعملون السليقة وضمن اجواء احتفالية وتعاونية رائعة حيث كنا نحجز النقرة (وهى وعاء كبير يتسع لمئتين كيلومن الحنطة) ليوم الثلاثاء مثلا وتكون النقرة عند بيت سليمو دولى (وهو مقيم بحلب)وفى اليوم الثانى ياتى دور بيت ابلحد بيرى (ابو جاك وهو ازخينى مقيم فى اميركا ) وبعدها بيت حنا الشد كى ومراد الاخرس وهو مقيم فى اميركا وبيت عموسمعان زوج خالة شمانة بائع اطيب بوظة على مر العصور وبيت خالة جانيت ام سمير الاحمر لاعب الجهاد000 حيث كان اجار النقرة ربع ليرة او تعطى كخير على روح الاموات
وقد جاء دورنا حيث كانت امى (شمونى بنت كورية اوسى مختار ازخ ) قد جمعت خلال السنة اغصا ن الشجر التى كان ابى ( يعقوب شمعون خاتى الازخينى)يقلمهم0وروث البقرة وعجلها الصغيرالذى كنت قد اسميته (ماغى) وكانت امى تصنع روث البقر ة بطريقة معينة (مثل نسوان هذة الايام ) على شكل اقراص دائرية وتلقى به على السطح لكى ينشف طوال السنة وكا ن القرص يدعى( طبكة ) ونجلب نشارة واخشاب من سوق النجارين .
وعند مغيب الشمس كان يجتمع عندنا اما م الدار ا خى بيوس (المانيا – تام )
واصد قائه وهم جورج حنوش (قامشلى )وجور ج بولص ابو جونى (قامشلى ) وطونى حسنو كورو( سويد)والياس بازو ( كندا واتوقع انه توفى )
حيث توضع اربعة بلوكات وبينهاتراب لكى لا يتضرر الزفت وفوق الار بع بلوكات توضع النقرة ويوضع تحت النقرة الاغصا ن والطبكا ت وتملىء امى النقرة ثلثين ماء ونسجر ( أي نشعل )النار تحت النقرة وتكون عائلا ت الحارة كل سهران امام منزله العربى حيث كان يسكن فى كل بيت عدة عوائل وكل عائلة كانت تستاجر اوضة وبخيرى ( الاوضة هى غرفة استقبال والبخيرى هى غرفة للنوم وهى اصغر من الاوضة وانا اتقصد ذكر الاسماء كما كانت تسمى فى ذللك التاريخ كى انقل من يهتم بهذا المنتدى الى اجواء تلك الايام ) وهكذ ا تكون الحارة كلها سهرانة
وهى مستعدة للمساعدة فى جو من الالفة والمحبة ( فقدناه مع غزو ثقافة البناية والشقة مجتمع القامشلى).
وعندما يغلى الماء يتم اضافة الحنطة الى الماء المغلى بنسبة الثلث حنطة وثلثين ماء ونبتعدعن النقرة حيث كنا نضع بين الرما د بصل وبطاطة ونتركها حتى تنضج وكنا ناكلها ولله كانت اطيب من الكبا ب وكان يسود جو من الهرج والتعليق والنكات وكنا نلعب الصليبة حتى تنضج الحنطة وكانت مجموعة اخرى تلعب السكمبيل ( الاوشلى او البينيكيل )والبنات يلعبون الخطة ومجموعة اخرى لعبة الغميضة .
وعند ما تنضج السليقة كان ياتى اولاد الحارة والحارات الاخرى وكل واحد بيده صحن ويطلب صحن سليقة وكانت امى تملئ الصحن وترش عليه البزورات والسكر الخاص بهذه المناسبة .
وتطفئ امى النار وياتى دور الشباب والصبايا للعمل حيث تملئ امى السطل سليقة وينقلها اخى بيوس الى حبل ومربوط عليه جنقا ل .( خطاف او جنكل ) ويكون جورج حنوش على السطح ويرفعها الى السطح ويعطى السطل لطونى حسنى فينقلهاالى سطح بيت نزار فلا حة حيث كان سطحهم اسمنت فكان الياس بازو يفرش السليقة على السطح ----وعند الفجر تكون السليقة مفروشة على السطح فى اروع ملحمة للتعاون والمحبة والعطاء والعفوية .
ويكون التعب قد انهكنا فاخذ جرتى الصغيرة واملائها بالماء واصعد الى السطح الى السرير (التخت) الكبير واغمض عيناى فاكون غارق فى الاحلا م.
الان انا ذاهب الى النوم وافكر كيف تغيرت الناس مع ثقافة الشقة التى كرست الانا عقيدة والتشفى سلوك
الان انا ذاهب الى النوم يمكن بشى حلم ارجع لايام السليقة واسترجع اخى بيوس المسافر وجيرانى وا لحب النقى الخالى من شوائب ومفرزات عصر السرعة