قامشلى ايام زمان00وذكريات عيد السيدة بقلم المهندس سمير شمعون

[المهندس سمير شمعون]

0

منذ بناء كنيسة مار بولص وبطرس للسريان كاثوليك عام 1928جرت العادة فى كل عام وبتاريخ 14اب ليلة عيد العذراء، يقيم القس والشمامسة قداس على روح الاموات ..
واليوم بهذه المناسبة عادت بى الذاكرة الى ستينات القرن الماضى ،حيث كنت أنا و غسان عمسو ابن بنت عمى وأولاد حارتنا ومنهم جان قنطار ( مقيم بالمانيا ) والدكتور جان قواص ( السويد) ياخذ كل منا أكبر كيس ورق ففي الماضي لم يكن هناك أكياس نايلون ونذهب الى القبور عصرا عندالساعة السادسة .تقع القبور مقابل الملعب في موقعهاالحالى ،خلف القبور كانت هناك بضعة بيوت وكان يملك احد هذه البيوت لبيب وهو قريبنا ووالد الاستاذ حنا لبيب خورى العضو بموقعنا هنا كانت تنتهى منازل مدينة القامشلي وتبدا الارض الفلا حيث كانت من عند القبور تزرع الاراضى واذكر باننا كنا اذا جلسنا بالزرع كنا نختفى لأن طوله يصل الى اكثر من المتر وكنا ايضانقطع القيفار ونأكله و نقطع الشوقلّة من بين الزرع ونأكلها0
وكنا عندما نصل يكون القس بطرس ميرزا والقس ميشيل هندو (صاحب اجمل صوت فى الشرق فقد حصل لقاء بينه وبين نور الهدى المطربة العملاقة فى أربعينات القرن الماضى )ومعه الشمامسة والدى يعقوب شمعون خاتى وموسى هندو وحنا هندو وكانوا يقيمون قداس على روح الاموات فى القبور وكان صوت الاب ميشيل يصدح بتلك الالحان الكنسية
التى لازالت ترن باذني وعندما ينتهى القداس كانوا كل من امي شموني كورية اوسي وابنة عمي عبي شمعون حاوى ام سحاق وفهيمة يونان ( المرحومة ) زوجة ابن عمى حنا عيسى شمعون(المرحوم) والدة الاستاذ هشام شمعون والعمة استاذى وكان اسمها نجمة (وكان لها الفضل فى تعليم الكتابة والقراءة والالحان الكنسية فى ازخ لجيل والدى حيث نقلوها الى القامشلى ولا زالت نفس الالحان لحد الان ترنم في كنيستنا ) وسيدة قسطو يجتمعون حول قبر جدتى دلالة قريا قس وكانت سيدة قسصطو (المرحومة)تبدا بالندب على جدتى وكانت صاحبة قول وكأنها شاعرة تجعل الكل يبكى وبعد الصلا ة على الاموات كانت المرحومة سيدة صاحبة نكتة تقول لها :يكفى بكى وهلّى اجا وقت الضحك
كان كل الناس الذين جاؤا للقبور يوزعون الفواكه على روح الأموات وكانت الغالبية توزع العنب والتين وكنا أنا وغسان وأولاد الحارة نتسابق لتجميع العنب ( الأسود الخابورى ) والتين فى الكيس ،وقد تم بناء سور حول القبور لكى لا تهرب الاموات(نكتة)0وهذه العادة موجودة فى القامشلي لدى الكاثوليك فقط واليوم يوزعون بدل التين والعنب الراحة والجوز الهند
وعندما كان يحل الظلام كنا نرحل الى الحارة واثناء مرورنا بالجول كنا نمارس هوايتنا بحرق الاشواك 0
وكنا نجتمع أمام منزلى وكل واحد يتباهى بكمية التين والعنب التي جمعها ثم يذهب كل واحد الى بيته وعند دخولى الى حوش المنزل يكون والدى جالسا فوق مرشكة(بساط ) على الأرض أمام باب الاوضة (الغرفة ) والحديقة أمامه بكل ورودها وعبقها ورطوبتها وصينية العشاء أمامه ، موجود فى الصينية صحن فردكة ( أي لبن ممدد بالماء أي عيران وفيه خبز مقطّع قطع صغيرة)ويكون فى صحن الفردكة قطعة بوظ ( ماء مثلج ) وكنا نشترى قطعة البوز من عند عمو سمعان زوج خالة شمانة بفرنك، وأجلس لأتعشى مع والدى وصوت الأخبار من لندن أو صوت اميركا يرتفع من راديو الفيليبس حتى الصباح..
سابقا كنا نذهب الى القبور من أجل جدتى فقط ( جدى توفى فى عين ديور ) أما الآن فقد طالت اللائحة وكثر عدد الأحبة الأعزاء الراقدين0أحيانا وفي الليل عندما اغلق عيني للنوم، أتذكر السعادة التى كنت أعيشها بوجود امى وأبى واخوتى فأقول (:شو كان بدو يصير لو امى وابوي كانا عايشين لحد الآن ) 0
أختم هذه المقالة بالمثل الشعبى الذى يقول ( أين امي وأبوي تيجيبو اختى و أخوي )

[ابن السريان]

الرب يرحم والديك الغاليين
لأنهما خالدون بك أخي سمير
والمثل يقول ألي خلف ما مات
البركة فيكم
أشكرك على حبك وأخلاصك لكل من حولك
وكما أشكرك على تذكرنا بالمضي الرائع
الذي ربما لن نجده سوى في الأحلام
سأتركك مع حلمك وأنا سأذهب للنوم ربما أحلم مثلك
دمت بألف خير وننتظر حتوته منك مع أحلى الذكريات

[ابو كابي م]

ذكريات جميلة
شكراً لك أخ سمير
ابو كابي