وأما الآن فأنا ماض إلى الذي أرسلني، وليس أحد منكم يسألني: أين تمضي؟ لكن لأني قلت لكم هذا قد ملأ الحزن قلوبكم. لكني أقول لكم الحق : إنه خير لكم أن أنطلق، لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم. ومتى جاء ذاك يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة.
أما على خطية فلأنهم لا يؤمنون بي. وأما على بر فلأني ذاهب إلى أبي ولا ترونني أيضا وأما على دينونة فلأن رئيس هذا العالم قد دين إن لي أمورا كثيرة أيضاً. لأقول لكم، ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن . وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه، بل كل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية. ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم كل ما للآب هو لي. لهذا قلت: إنه يأخذ مما لي ويخبركم بعد قليل لا تبصرونني، ثم بعد قليل أيضاً ترونني، لأني ذاهب إلى الآب.
الشرح
بعد الدعاء من الرب يسوع المسيح له المجد الذي هو معلمنا ومرشدنا ومعزينا نقول:
ـ في آخر أوقاته مع التلاميذ نجد الرب يسوع :
1ـ ينبه التلاميذ إلى المزيد من الاضطهاد.
2ـ يخبرهم إلى أين هو ذاهب، ومتى يتركهم ولماذا؟
3ـ يؤكد لهم أنه لن يتركهم وحدهم، بل أن الروح سيأتي إليهم. وقد عرف الرب يسوع بما هو مقبل عليه، ولم يرد لإيمانهم أن يتزعزع أو يتبدد. وكذلك يريد الله منك أن تعلم أنك لست وحيدا في العالم، فمعك الروح القدس يعزيك ويعلمك الحق ويعينك.
ـ مع أن التلاميذ قد سألوا يسوع عن موته (13: 36 ؛ 14: 5) إلا أنهم لم يستفسروا عن معنى ذلك أبدا. فغالبا ما كانوا مهتمين بذواتهم، فإن ذهب يسوع فماذا يحدث لهم؟
ـ يوجد ثلاثة أعمال هامة للروح القدس وهى:
1ـ تقديم البرهان للعالم على الخطيئة وإقناعه بخطيته.
2ـ إظهار إمكانية الحصول على بر الله لأي إنسان يؤمن به.
3ـ إظهار دينونة المسيح للشيطان.
ـ إن موت المسيح على الصليب قد جعل إقامة علاقة خاصة وشخصية مع الله أمراً ممكناً ومتاحاً لنا. وعندما نعترف بخطايانا يبررنا الله، وينقذنا من دينونة خطايانا.
ـ قال الرب يسوع: للتلاميذ إن الروح القدس سيخبرهم بالمستقبل، أي بطبيعة إرساليتهم، وبالمقاومة التي سيواجهونها وبالنتيجة النهائية لجهودهم. ولم يفهم التلاميذ تماماً هذه الوعود إلى أن جاء الروح القدس بعد موت يسوع وقيامته. حينئذ أعلن الروح القدس للتلاميذ الحقائق التي سجلوها في الأسفار التي شكلت كتاب العهد الجديد.
وللمسيح المجد من الأزل وإلى آبد الأبدين آمين .