حقيقة انشاء الجزيرة الجزء (الخامس والاخير)…
Samir Shamoun
21 يناير 2017 ·
حقيقة انشاء الجزيرة الجزء (الخامس والاخير)… نشوء قبور البيض و منطقة منقار البطة (bac de canard) وعين ديوار …بقلم سمير شمعون_٢١_١_٢٠١٧
في العام ١٩٢٣م _ انطلقت من الحسكة ، حملة براسة الكولونيل بيغو دي غرونرو ، لبسط سلطة فرنسا ، حسب أتفاق أنقرة ،بتاريخ (٢١_ تشرين الأول _١٩٢١) ، على الاراضي حتى دجلة ، و انشأ مركز بياندور(behendour).
ولكن اتفاق انقرة ، لم يوضح الحدود ، بشكل دقيق ، بين سوريا وتركيا فتحولت الحملة باتجاه الجنوب , وفرقة الخيالة من الحملة, تحركت من بياندور باتجاه جزيرة ابن عمر لأكتشافها.
وتدخلت تركيا , واثارت الناس ضد فرنسا, فهاجموا بياندور , وعادت الحملة الى الحسكة, وعادت الفوضى تسود المنطقة , بعد ان ذاقت طعم الهدوء والامان .
في عامي 1924_1925م ، كانت هناك اتصالات ، للكابتن تيريه ضابط استخبارات الحسكة ، برؤساء القبائل ، ولكن محاولاته فشلت نتيجة للوضع الامني المفقود وامتلاء المنطقة بالعصابات .
وفي انقرة عقد اتفاق ثاني في 30_اذار _1926م ، فلم يوضح الحدود ايضا بين الجزيرة العليا وتركيا.
وبعد انشاء القامشلية وفي شهر ايلول , زار الجنرال بيلوت المنطقة وانشئ مركزحربي في الدرباسية وعامودا , وبعد عدة حوادث بدأت القبائل والعشائر الكبرى , تقدم خضوعها ,وحل السلم مكان الفوضى في هذه المنطقة ، وتحركت عجلة الاقتصاد والرفاهية.
وفي عام 1927م , وقام تيريه بجولات باتجاه دجلة ، وبدأت القبائل بالخضوع لامر الواقع ، ولكن تركيا كانت تحرض من عندها عصابات تعيث الفساد بالجانب السوري .
وفي _6_ اب_1927 م قام الجنرال مارتي بمناورة عسكرية استعراضية ، وبعد ذلك تم احتلال دمر قابو.
فاتفق الفرنسيبن والانكليز ، الذين كانوا يضايقون القوات الفرنسية الغريمة لهم ، على انشاء مدينة قبور البيض ، ووضعوا نقطة عسكرية بها .
في شهر كانون الثاني عام 1928م تم حضور لجنة وضع الحدود برئاسة الحنرال الدنيماركي ارنست ووضعت الحدود بين الدولتين ، ولكن ليس بشكل دقيق.
وبعد ان استتب الامن والاستقرار من القامشلية باتجاه دجلة .
بتاريخ _٤_ حزيران_١٩٣٠بعد ان اعتدل الطقس ، انطلقت الحملة العسكرية ، بقيادة الكولونيل فوكوال ، وبرفقة المترجم والموظف المدني ميشيل بيك دوم (الفاء من الاسم فوكوال ، تلفظ بالفرنسية v ) ، متوجهة الى منطقة تدعى ، منقار البطة(bac du canard).
ولدى وصول الحملة ، الى قرية المصطفاوية، وهي بعد رميلان. باتجاه ديريك ، وجدت الحملةالفرنسيية ، ان المصطفاوية ، لازالت فيها القوات العصملية التركية ، وبعد الاجتماع ، بين قائد الحملةالفرنسية ، وقائد الجندرمة العصملية التركية . انزال القائد الكابتن فوكوال ، العلم التركي العصمللي ، الذي رزحت البلاد ، تحت حكم سلاطينه ، اربع قرون مظلمة , ورفع علم , الاحتلال الفرنسي , مكانه وطبعا ، بالمراسيم المعتادة.
وتم بعد ذلك ، شرب كوؤس الشامبانيا، حتى الصباح ، احتفالا بذلك .
وبعد ذلك توجه الكولونيل فوكوال ، مع نصف الحملة ، الى الدبرونة اوالديرونة (حيث الباء تلفظp).
كما ان ، النصف الاخر من الحملة توجه نحو قرية معشوق.
وهكذا اتبعها , استلام خمسة مراكز اخرى , وتم انزال العلم ، التركي العصمللي ، ورفع العلم الفرنسي مكانه.
حتى وصلت ، الحملة الفرنسية ، الى نهر الدجلة.
وهكذا تم احتلال , منطقة الجزيرة العليا باكملها .
وتم احتفال , الجنود الخيالة الفرنسيين(كانوا من مختلف الجنسيات والبلاد والقارات ) , عند وصولهم ، لنهر الدجلة ، بأن شكوا رماحهم ، بنهر دجلة صارخين، جملة الاحتلال الشهيرة :
….. ((من الدانوب إلى الدجلة ))
و هكذا تم تشكيل ، قضاء عين ديوار ، وتقسيم الأراضي وتوزيعها ، وتم تعيين عام ١٩٣٠م الكادر الإداري والتنفيذي من :
_أول قائم مقام ويدعى شفيق الراشد.
_ أول حاكم صلح ويدعى شفيق الجبل .
_وتم تعيين تشكيلات الدرك وخلافها .
وهكذا تم انشاء منطقة عين ديوار .
وتواردت عليها الناس الذين هربوا من المذابح في تركياو والتي استمرت حتى بعد سقوط حكم السلاطين وتم اعتماد مجموعات سرية تابعت ما بدائته من مئات السنين وانهته بفرمان ١٩١٥ م واستمر الذبح والقتل والتهجيرللمسيحيين حتى بعد ١٩٣٠م .
وازداد عدد السكان بشكل غير متوقع وكانوا يهربون اليها من المدن التركية نتيجة للقرب الجغرافي من مثل جزيرة ابن عمر وازخ والولايات الشمالية بتركيا .
وباشروا ببناء البيوت والاسواق والدكاكين وبنى فيها كربيس صاحب مقهى وسينما كربيس في القامشلي ، مقهى كربيس بعين ديوار، وكانت البيوت تبنى بسرعة ويزداد عدد الاحياء بين ليلة وضحاها.واصبحت منطقة عين ديور من المدن المرموقة.
وللتنويه تم بناء منطقة ديريك بعد عين ديوار. وفي هذا الاثناء قدم من بيروت المارشال الفرنسي شارل دي غول .
حيث كان وقتها برتبة كومندان وكان يعمل في بيروت ضابط للأمور السياسية وزار الحملة العسكرية في المصطفوية وايضا زار القامشلي ونام فيها .
عائلتي انا كانت من العائلات التي هربت إلى عين ديوار عام ١٩٣٠ م ، ابي يعقوب شمعون ، واخوته عيسى وعبي شمعون.
أشكر الست فيفيان ميشيل بك دوم للمساعدة بالمعلومات عن مذكرات والدها المكتوبة بخط يد المواطن الشرف الاول.
ميشيل بيك دوم.