كل عيد قوزلة وأنتم بخير
في ليلة 13 / 14 كانون الثاني يحتفل سكان الساحل السوري بعيد كبير يدعى ( قوزلة Guzalla ) .
( حرف القاف ) باللغة العربية يلفظ (جيم مصرية) أي حرف G بالانكليزية. وهذا دارج كما في (قال) تلفظ Gal بحسب اللفظ البدوي.
الكلمة ذات جذور سريانية آرامية من فعل ܓܰܘܙܶܠ . (Gawzel )
والاسم السرياني ܓܘܙܠܬܐ ( Gawzalto ) وتعني إضرام النار ، أو لهبة النار ، أو شعلة النار ، آو أجيج النار .
يقع هذا العيد في الأول من كانون الثاني شرقي ، أي في 13/14 كانون الثاني غربي .
وهذا يعني أنه يوم بدء السنة الميلادية بحسب التقويم الشرقي القديم .
فالفارق بين التقويم الشرقي والغربي 13 يوماً .
في هذا اليوم ، أبناء فينيقيا في الساحل السوري ، يضرمون النار تعبيراً عن بدء السنة الميلادية .
واستخدام النار في احتفالات الشعوب قديم جداً.
في المسيحية تضرم النار في ليلة ميلاد السيد المسيح تعبيراً عن قوله : (أنا نور العالم) .
وفي الإسلام تمَّ التعبير عن ماهية الله بأنه ( نور السموات والأرض ).
وأما في الزردشتية تبقى النار مشتعلة في معابدها ليلاً نهاراً على مدار السنة . وهي مقدسة ، وحولها تدور العبادة. وقد سكّت الإمبراطورية الفارسية العملات وجعلت النار رمزا فيها .
يعتبر الملك الروماني ( نوما بومبيلوس 715 – 673 قبل الميلاد ) Numa Pompilius
أول من غير التقويم ببدء السنة من الأول من آذار إلى الأول من كانون الثاني . وقد اعتمدت الإمبراطورية الرومانية هذا التقويم بشكل رسمي بدءاً من عام 153 قبل الميلاد.
في عيد القوزلة تحتفل الأهالي في اللاذقية وطرطوس بإضرام النار ، وتقديم الذبائح ، وإقامة الدبكات ، وزيارة المقامات المقدسة ، وإجراء المصالحة بين من بينهم زعل .
هو عيد جميل فيه تجتمع العائلة حول مائدة الطعام الذي لا بد أن يحتوي على اللحم المشوي ، وعريسة (هريسة) حنطة ، وكبيبات مسلوقة ، وزلبية وغيرها .
لأهلنا في الساحل السوري نقدّم التهاني ،
ونشكرهم على حفظ هذا التقليد الشعبي الذي هو جزء ثمين من التراث السوري العريق .