هل كان العرب القدامى من سكان الشرق القديم ؟

هل كان العرب القدامى من سكان الشرق القديم ؟
مارس 20, 2020samir

هنري بدروس كيفا

لقد نشر الأستاذ Muthana Alhindawi هذا المنشور في صفحتي

السنة الماضية . سوف أنقله حرفيا لكم :

“نص مسماري من العراق للملك الآشوري آشوربانيبال (668-627ق.م) من الألف الاول قبل الميلاد (العصر الآشوري الحديث) ، يذكر فيه الملك استخدام العرب في بناء قصر (بيت ريدوتي) (قصر ولي العهد ومعناه بيت الخلافة أو الوراثة) في مدينة تاربيصو (حاليا شريف خان شرق نينوى شمال العراق) ، ان هذا النص واحد من نصوص قديمة ومنها المسمارية التي تذكر وجود العرب في العراق .

لدينا نصوص كثيرة تتحدث عن وجود العرب في العراق والشام منذ الالف الأول قبل الميلاد .

شَرّاني ميش ماتو آ – رِ – بي شاَ إِينا آ – دِ – ايا إِخ – طو – او شا إِينا قا بال

تَم – خا – ري بال – طو – اُس س ُ نو او صا بِ تو إِينا كاتا انا اِبي اِش

بِت رِ – دو – أُ – تِ شُ آ تُ إِصو آل لو توب شِ كُ اُ شا آش شِ شو نو تي

((ملوك العرب الذين اخلّوا بمعاهدتي امسكتهم في المعركة احياءً بيدي ، (و) جعلتهم يحملون معول السخرة لبناء بيت ريدوتي)).
قراءة المزيد

الآثارات الآرامية في الأردن!

الآثارات الآرامية في الأردن!
فبراير 29, 2020
samir

الآثارات الآرامية في الأردن!
هنري بدروس كيفا
١ – هنالك كتابة آرامية قديمة و مهمة جدا في موجود في الأردن و معروفة في دير علا .
٢ – إن أشهر أثارات الأردن هي آرامية و هي جميع المعابد و المباني
و الكتابات التي تركها الأنباط : مشكلتنا هي أن الأنباط كانوا آراميين
هوية و لغة و قد ورد ذكرهم في عدة كتابات أكادية تؤكد إنتمائهم الآرامي. و لكن الأنباط سوف يختلطون مع العرب في القرون الأخيرة
قبل مجيئ الإسلام ثم يختفي ذكرهم من التاريخ .
المشكلة هي كبيرة جدا لأن أغلب العلماء اليوم المتخصصين في تاريخ
الأنباط يرددون أنهم من العرب القدامى مع أن المصادر العربية القديمة
هي نفسها قد أطلقت التسمية النبطية على السريان الآراميين و على اللغة
السريانية الآرامية .
قراءة المزيد

ما هي لغة الموارنة القديمة؟

ما هي لغة الموارنة القديمة؟ هنري بدروس كيفا
فبراير 25, 2020
samir

ما هي لغة الموارنة القديمة؟
هنري بدروس كيفا
أهدي هذا المقال الى جميع الأخوة الموارنة الذين يناضلون مثلنا لإحياء اللغة السريانية بين جميع مسيحيي لبنان بشكل خاص و بين مسيحيي شرقنا الحبيب بشكل عام .
قبل ذكر الجواب البديهي العلمي أحب أن أؤكد أن ما أذكره قد وقع فعلا لي و نظرا لإلحاح بعض الإخوة سوف أنشر هذا الموضوع و إنني أكيد أن رفاقي ( ١٩٧٨) في الجامعة اللبنانية الفنار يتذكرون هذا الموضوع …
أخيرا الغاية الأولى هي النقد البناء …
كما أن لي هدف غير مباشر و هو الرد على أحد الإخوة الذي ذكر لي ” لما تقول أن الدكتور صوما هو باحث أكاديمي نزيه !
فكل باحث في التاريخ يجب أن أكاديميا …” سأسرد حادثة وقعت معي تثبت أن بعض الباحثين يزيفون التاريخ من أجل مبادئهم السياسية .
أولا : ما هو الموضوع الذي و بعد ٣٤ لا يزال عالقا في ذاكرتي ؟
* سنة ١٩٧٨ كنت في السنة الثانية في قسم التاريخ و كان عندنا سبع مواد إو مواضيع تاريخية في برنامجنا الدراسي.
قراءة المزيد

ما هي ألعلاقة بين ألتسمية ألسريانية و ألتسمية ألأرامية ؟

ما هي ألعلاقة بين ألتسمية ألسريانية و ألتسمية ألأرامية ؟
فبراير 23, 2020
samir

ما هي ألعلاقة بين ألتسمية ألسريانية و ألتسمية ألأرامية ؟
هنري بدروس كيفا

لقد ورد ذكر برديصان في تاريخ (Eusebius (22 ، كتب هذا ألمؤرخ أن ” برديصان ألسرياني ” له كتابات عديدة بلغته ألوطنية ألتي يسميها ” لغة ألسريان “.
لقد رأينا أن مار أفرام قد يكون أول من سمى برديصان بألأرامي كما أنه يسمي لغتنا بألأرامية .
هل لغة أفرام ألأرامية مختلفة عن لغة برديصان ألسريانية ؟
أليست ألتسمية ألأرامية مرادفة للتسمية ألسريانية ؟
سوف أذكر بعض ألنصوص ألسريانية ألتي تثبت أن ألعلماء ألسريان إستخدموا ألتسميتين ألسريانية و ألأرامية كتسميتين قوميتين مترادفتين
. a – نشر ألعالم NAU F نصا لساورا سابوخت من ألقرن ألسابع ألميلادي جاء فيه ” و لكن ايضا من بعض السريان المتعمقين في الديانة المسيحية نقصد برديصان الذي عرف بالفيلسوف الارامي ” ألتسمية ألسريانية مرادفة للأرامية و ليس للمسيحية !
(23) b – لقد ذكر يعقوب ألرهاوي ( 633- 708 م)
” ܘ ܐܦ ܠܘܬܢ ܐܪ̈ܳܡܳܝܶܐ … ܗܳܟܰܢܳܐ ܐܶܬܩܪܝܺܬ ܡܶܢ ܥܰܬܝܩܳܐ ܒܢܰܝ ܐܪܡ ” ألترجمة:̣ وأيضا عندنا ( نحن ) الأراميون… وهكذا سميت من قبل ألقدامى من أبناء أرام . ( 24 ) كما ورد في أحد ميامره ( 25 )
” ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܳܦ ܚܢܰܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘ ܟܺܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ ”
و هكذا عندنا نحن ألأراميين أو ألسريان .
c – نشر و ترجم ألعالم AMAR ,J.P قصيدة مار يعقوب ألسروجي عن مار أفرام حيت وردت ألتسميتان مترادفتين .
” ܗܢܐ ܕ ܗܘܐ ܟـܠܺܝܠܳܐ ܠܟܠܗ ܐًܪܡًܝܘܬܐ ܗܳܢܳܐ ܕ ܗܘܳܐ ܪܗܝܛܪܐ ܪܰܒܳܐ ܒܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ ”
هذا ألذي صار إكليلا للأمة ألأرامية جمعاء هذا ألذي صار خطيبا كبيرا بين ألسريان .
أخيرا أن العلماء الأجانب في القرن التاسع عشر قد فضلوا إستخدام
تعبير ” اللغة الآرامية ” للغة القديمة و تعبير ” اللغة السريانية ” للهجة
إديسا التي ستنتشر أكثر مع إنتشار الديانة المسيحية بين الآراميين.
فالآرامية و السريانية هما وجهان لعملة واحدة و إسمان مترادفان للغة
و هوية و ليتورجية واحدة !

معلولا فلذة القلب ومفرق الطريق/مقدمة من رفيق شامي

معلولا فلذة القلب ومفرق الطريق/مقدمة من رفيق شامي
فبراير 18, 2020
samir

معلولا فلذة القلب ومفرق الطريق/مقدمة من رفيق شامي

ومساهمة هامة جدا من د. اليان مسعد إبن معلولا الشجاع.

مرة ثانية بعد الألف معلولا، ويعود غربان جبهة النصرة لتهديم ما بقي من هذه البلدة الجميلة. بين كر وفر مع قوات النظام لن يترك حجراً على حجر. معلولا هنا رمز كما كانت البلدة الحصينة عليه لآلاف السنين. رمز ليس فقط للشجاعة والكرم، ليس فقط للتعايش مع الآخر لقرون بل هي بنفس الوقت رمز لما هو آت. ما يحدث الآن في معلولا برهان على ما شرحته نظريا قبل أشهر في أكثر من مقابلة صحفية ومقال باللغة الألمانية ونشرته بعد دراسة متأنية في صفحات سورية تحت عنوان لاعب الدمى والفهلوي… وهناك في حواري مع القارئ الذكي “نورس” كتبت في 6.11.2013 ما يلي: وأنا لا أتنبأ إنما أقول ملخص ما خبرته في تجارب شعوب ثانية، أن خطة لاعب الدمى هي تقوية فريق عسكريا ومعلوماتيا وإقتصاديا سرا او علنا حتى يكاد يقضي على الفريق الآخر، وفجأة يتكرم لاعب الدمى بتقديم اسلحة نوعية ( طلعت روحنا ونحن عم ننتظرها) يدحر بها الفريق الأول ويتقدم عليه ويحرر ما إستولى عليه الأول حتى يكاد يهزمه وفجأة تنقطع المساعدات عن الفريق الثاني…وهكذا دواليك إلا أن لا يبقى حجر على حجر في البلد ولا تبقى عائلة واحدة بدون جراح.هذه هي مأساة معلولا وهي كرمز لما سيحصل على طول وعرض الوطن.لكن لمعلولا رمز آخر خطير جداً وهو أن هذه القرية كانت مربيتي الأولى ليس فقط جسديا وإنتماء للأقلية الآرامية المسيحية، بل أيضا ربتني على كشف الخداع فيما يسمى كتاب التاريخ. وهذا بدوره منحني مناعة قوية ضد أبواق الدعاية مهما علا صوتها…معلولا واهلها أصدق من كل كتب التاريخ. وارجو الا يُقرأ هذا على أنه مديح لمدينة جريحة. إنه الواقع.

قراءة المزيد

” سوريا ليست عربية ”

تعليقات تاريخية على مقال ” سوريا ليست عربية ” هنري بدروس كيفا لقد نشر أحد الإخوة الغيورين على صفحتي هذا البحث للكاتب الأب حبيب دانيال و قد طالعت هذا المقال و أحببت أن أوضح بعض النقاط المهمة في تاريخ سوريا القديم . لقد نشر الدكتور روجيه شكيب الخوري تعليقا قيما أشار فيه الى أن العرب المسلمون لا يشكلون ٨٠ بالمئة من المسلمين في العالم كما ذكر الأب حبيب دانيال . و قد شرح الدكتور روجيه إختلاف العلماء العرب أنفسهم في التعريف بالعرب و الهوية العربية ! كتب الدكتور روجيه ” تحديد العروبة او العرب كانت غامضة وما زالت ولا أحد يقنع الآخر بما تعنيه كلمة عربي…وكلّ يغنّي على ليلاه وحتّ العرب مختلفون على أي معنى لها !! ؟؟!” إنني أفضل التمييز بين ” عربي ” و ” عروبي ” و ” مستعرب بمعنى يتكلم اللغة العربية “! فالعربي هو كل إنسان ينتمي تاريخيا الى الشعب العربي الأصيل و نحن نرى أنه لمن الطبيعي أن يفتخر العربي بمنجزات أجداده ! أما ” العروبي ” فهو كل إنسان يدعي بإنتمائه الى العرب ! و ما أكثرهم خاصة بين المسيحيين المشارقة ! أخيرا شكرا للدكتور روجيه شكيب الخوري على ملاحظته بأن الأب حبيب دانيال لم يذكر الآراميين في سوريا مع أنهم سكان سوريا الأصيلين الذين شكلوا فيها أكثرية ساحقة منذ حوالي ١٢٠٠ سنة قبل الميلاد إلى مجيئ الفرنج أي لفترة طويلة جدا حوالي ٢٥٠٠ سنة ! أولا – غموض غير مقصود في العنوان ! أ- عندما يطلع القارئ على العنوان ” سوريا ليست عربية ” سيظن أن الأب دانيال يتكلم عن سوريا التاريخية و لكنه في الواقع يقصد سوريا المعاصرة . ب – يقوم بعض العروبيين في ترويج نظريات خاطئة ( غير علمية ) حول الشعوب الشرقية القديمة مثل الأكاديين و العموريين و الكنعانيين و الآراميين مدعين بأنهم من العرب القدامى .بالنسبة لهم سوريا هي عربية قبل الإسلام بألوف السنين ! ج – الأب دانيال يؤكد أن سوريا المعاصرة ليست عربية لأنها في تاريخها القديم لم تكن عربية و لكنه قد ذكر في حديثه عن تاريخ العرب: ” وأعتقد أن الجماعات العربية المتواجدة قديماً في بعض نواحي بلاد الشام والعراق وفي إيران وتركيا وبعص المناطق الإفريقية هم عرب هاجروا من الجزيرة لأسباب عديدة أهمها الجفاف ” * القبائل العربية القديمة لم تصل الى أسيا الصغرى ( تركيا اليوم ) في تاريخهم القديم ! أما إذا كان يقصد منطقة بيت عربايا و عاصمتها نصيبين فإنني سأشرح لاحقا… *

قراءة المزيد

تاريخ اضطهادات المسيحيين الأرمن والآراميين التي حصلت عام 1915.

تاريخ اضطهادات المسيحيين الأرمن والآراميين التي حصلت عام 1915.
أبريل 27, 2018samir
الدكتور أسعد صوما أسعد
باحث متخصص في تاريخ السريان ولغتهم وحضارتهم
ستوكهولم / السويد

كتاب كلداني هام جداً لكنه غير معروف

اسم الكتاب :تاريخ اضطهادات المسيحيين الأرمن والآراميين في ماردين وآمد وسعرت والجزيرة ونصيبين التي حصلت عام 1915.

تأليف :المطران اسرائيل اودو

Mgr. Isra‘l Audo, Žvque chaldŽen de Mardine
1 مقدمة:
ظهر على الساحة مؤخرا كتاب بالسريانية في غاية الاهمية يبحث في المجازر التي نفذت بحق المسيحيين في الدولة العثمانية عام 1915 وذلك في مناطق ماردين، ومديات، وطور عابدين، وسعرت، وديار بكر، وجزيرة ابن عمر، ونصيبين وغيرها من المناطق المجاورة في جنوب وشرق تركيا الحالية.

مؤلف الكتاب هو “اسرائيل أودو” الذي كان مطراناً على الطائفة الكلدانية في مدينة ماردين اثناء وقوع المجازر عام 1915.
أما مخطوطة الكتاب فهي محفوظة ضمن مجموعة مخطوطات الكنيسة الكلدانية في بغداد. وقد استطعنا بعد جهد الحصول على نسخة مصورة عنها. وكل ما نذكره في مقالنا هذا من معلومات ودراسة وتحليل فهو مستند على صورة المخطوطة المذكورة التي بحوزتنا، وكذلك فان ارقام الصفحات التي نستشهد بها فهي ارقام صفحات المخطوطة.
2. كتاب كلداني هام جدا لكن غير معروف:

ورغم اهمية الكتاب القصوى في موضوع المجازر التي تعرَّض لها شعبنا في بداية القرن العشرين وابيد الكثير منه، ورغم كون مؤلفه احد اعلام الكنيسة الكلدانية، الا ان الكتاب مجهول تماماً لدى غالبية الكلدان وبقية افراد شعبنا لكونه مكتوب باللغة السريانية الفصحى التي يجهلها اليوم معظم ابناء شعبنا وخاصة من الطوائف الكلدانية والاشورية والمارونية. ان غالبية افراد شعبنا فقدوا الاهتمام بكتب اجدادهم وبمخطوطاتهم السريانية القديمة والحديثة، وهذا جاء كنتيجة مباشرة لهجرانهم السريانية الفصحى وعدم التعاطي بها كما فعل اجدادهم على مر الاجيال. وامام هذه التحديات اضحت هذه اللغة المسكينة لغة يتيمة ومهجورة، واصبحت كتبها القديمة وتراثها الكتابي الغني ومخطوطاتها منسية على رفوف خزائن الكتب بعد ان تجمَّع عليها غبار النسيان والتناسي والاهمال، فليس لها اليوم لا قرّاء ولا

كتَّاب ولا من يهتم لحالها الا في حالات نادرة.

وعندما يتعرف ابناء شعبنا على شيء من تراثنا المدون فانهم يتعرفون عليه من خلال ترجماته الى لغات اخرى يتقنونها. لكن كتابنا المذكور عن المجازر ليس مترجماَ الى العربية او الى اية لغة اخرى ليتعرف عليه القارئ العام الذي لا يعرف السريانية الكلاسيكية لذلك بقي نسياً منسيا.

وبما ان هذه السنة 2015 تصادف الذكرى المئوية الاولى للمجازر المروعة التي تعرض لها شعبنا عام 1915 لذلك اراها مناسبة موفقة الان لتقديم الكتاب ومحتواه لجميع القراء الاعزاء ليتعرفوا عليه فيدركون اهميته، وربما يلجأوا اليه ليستعملوه كمرجع عن موضوع مجازر الابادة بحق شعبنا.

ومساهمة متواضعة مني في إحياء الذكرى المئوية لشهداء شعبنا الذين سقطوا في مجازر الابادة عام 1915، فانني اقوم الان بترجمة الكتاب المذكور الى ثلاث لغات معاً وبينها العربية، وانشاء الله ستصدر طبعة ترجمتي السويدية في نهاية الصيف 2015.

محتوى الكتاب:
يفتتح سيادة المؤلف كتابه بمقدمة يقدم لنا فيها وجهة نظره عن سبب اضطهاد وهلاك الارمن عام 1915 ويلخصها ان المجازر حصلت بسبب مساعي الارمن وطلبهم للحرية والحقوق (ص 5). ويشرح لنا كيف ان جمعية الاتحاد والترقي التركية وعدت الارمن بالحرية والحقوق، لكن ما ان وصل اعضاء هذه الجمعية للسلطة وعزلوا السلطان عبدالحميد الذي كان قد وجه ضربة عنيفة للأرمن واقاموا اخيه رشاد بدلا عنه انقلبوا بعدئذ على الارمن وبدأوا حرب الابادة ضدهم وضد باقي المسيحيين.

ثم يقدم لنا المؤلف مقدمة ثانية عنوانها “سبب اضطهاد الآراميين الكلدان اي السريان” (ص 26)، ويوجه فيها السؤال التالي ܡܢܐ ܗܘܬ ܥܠܬܐ ܕܪܕܘܦܝܐ ܕܐܪ̈ܡܝܐ اي “ماذا كان سبب اضطهاد الآراميين”؟ ويجيب عن سؤاله بقوله “لا انا ولا غيري يستطيع مهما اجهد نفسه ومهما بحث في الماضي والحاضر ان يجد خطيئة ما او عصيانا او خلافا او حماقة ما قام بها هذا الشعب ضد الدولة …” (ص 27). ويضيف قائلاً: “اية عداوة بمقدوره ان يقوم بها هذا الشعب الذي منذ عهود سحيقة لا بل منذ بداية المسيحية ولغاية الان يُضطهد ويُسحق، وهو مثل الغنم بين الوحوش الكاسرة ومثل الخراف بين الذئاب. فلا الغريب ولا القريب الذين يسكن معهم ومنتشر بينهم منذ القدم يستطيع ان يقيم حجة مهما صغرت ضد الشعب الآرامي” (ص 27).

ويقدم لنا رأي بعض القيادات العثمانية عن سبب مقتل المسيحيين بقوله: “ان البعض من الامراء والحكام الذين لا يملكون الحجة لتبرئة انفسهم من هذه الجريمة يقولون: ان سكان المدن تبددوا بسبب خطأ القوّاد وغلطهم، واما سكان القرى فان الاكراد بسبب وحشيتهم المعروفة قتلوهم لما كنا منهمكين في الحرب. لكن هذه حجة ضعيفة وسقيمة وتستحق السخرية ولا يؤمن بها الطفل الصغير” (ص 28).

ثم يبدأ المؤلف اولا في سرد اخبار مجزرة نُفذت بآمد بحق 85 عائلة كلدانية اقتيدوا وقتلوا (ص 29).

ثم يبدأ اسرائيل اودو بسرد موضوع المجازر في كل بلدة وقرية ويبدأ بأخبار اضطهاد مسيحيي ماردين (ص 30). ولضيق المكان سنكتفي بذكر عناوين الفصول والمحتوى ومنوهين الى رقم صفحاتها حسب المخطوطة.

عن تهجير القافلة الاولى (ص 40)؛

عن انقراض اليعاقبة (ص 44)؛

عن مزايا يعاقبة ماردين (ص 46)؛

عن تهجير القافلة الثانية (ص 48)؛

اسماء الكهنة الذي ذبحوا (ص 53)؛

عن انواع العذابات التي قاسها البعض (ص 56)؛

الكوميسر ممدوح ينهب البيوت (ص 64)؛

تهجير النساء في القافلة الاولى (ص 67)؛

تهجير القوافل (ص 74)؛

عن تهجير النساء واسر الرهبان الافراميين للسريان الكاثوليك (ص 78)؛

ايضا عن تهجير النساء (ص 81)؛

ايضا عن تهجير النساء والرجال (ص 83)؛

عن هروب البعض الى جبل سنجار (ص 87)؛

عن قافلة النساء من ارمينيا من ارزروم وما يجاورها ومن المدن الاخرى (ص 92)؛

عن قوافل النساء الاربع من آمد (ص 96)؛

عن مقتل مسيحيي نصيبين ودارا وعن القس حنا شوحا الشهيد (ص 101)؛

عن قتل المسيحيين في مديات وقراها (ص 112)؛

عن اسر عينورد وأنحل وعن الشدة التي احتملها القس كيوركيس بهلوان (ص 119)؛

عن القتل الذي حصل حوالي ماردين (ص 124)؛

عن مقتل مسيحيي الجزيرة (ص 133)؛

نبذة عن المطران مار يعقوب اسقف الجزيرة (ص 139)؛

عن مقتل المسيحيين في سعرت والقرى المجاورة وعن الاسقفين ادي شير وتوما رشو الكلدانيين (ص 140)؛

نبذة عن مار ادي شير مطران سعرت (ص 146)؛

عن مقتل الاسقف توما رشو (ص 150)؛

المحبة الجميلة تستهزأ بالموت (ص 151)؛

عن هروب القس يوسف تفنكجي الى جبل سنجار وعودته واسره (ص 153)؛

عن تهديم كنيسة الكلدان في ماردين (ص 160)؛

عن الانتقام والعدالة الالهية (ص 164)؛

نبذة عن ابرشية امد (ص 166)؛

نبذة عن المطران مار سليمان برصباعي مطران آمد (ص 170)؛

عن القرى والكنائس بجوار آمد (ص 174)؛

عن ميفرقط (ص 177)؛

عن القس حنا ملوس (ص 182)؛

عن قرية بوشاط (ص 183)؛

نبذة عن مدينة الرها (ص 185)؛

عن مصادرة كنائس واديرة جميع المسيحيين عدا اليعاقبة (ص 187)؛

انتقام الهي من الاكراد لقساوة قلوبهم (ص 188)؛

عن القس بنيامين المرجي (ص 190)؛

عن الارمن الغريغوريين في آمد (اي دياربكر) وجوارها (ص 191)؛

عن الارمن الكاثوليك في آمد وجوارها (ص 196)؛

عن السريان الكاثوليك في آمد (ص 198)؛

عن اليعاقبة في آمد وجوارها (ص 199).

هذا وتضم المخطوطة قصيدة سريانية مطولة عن المجازر تشمل الصفحات 202-230 من المخطوطة، وكذلك ملحق مفيد عن المجازر (صفحة 231-262). وتتبعها قصيدة سريانية اخرى عن مريم العذراء (صفحة 263-265) الفها لما كان كاهنا في البصرة.

وفي النهاية ترد نبذة عن حياة اسرائيل اودو كتبها هو عن نفسه (صفحة 266-269).

مخطوطة الكتاب:
ان مخطوطة كتاب المجازر، التي نملك نسخة مصورة عنها، مذكورة في جدول المخطوطات السريانية التابعة للكنيسة الكلدانية في بغداد والمسمى “المخطوطات السريانية والعربية في خزانة الرهبانية الكلدانية في بغداد، تأليف الاب “المرحوم” بطرس حداد (1937-2010) والمطران جاك اسحق، صدر في بغداد عام 1988، الجزء الاول هو عن المخطوطات السريانية والجزء الثاني عن المخطوطات العربية. واسم جدول المخطوطات بالسريانية هو ܟܬܝ̈ܒܬܐ ܣܘܪ̈ܝܝܬܐ ܘܥܪ̈ܒܝܬܐ ܕܒܝܬ ܐܪ̈ܟܐ ܕܕܝܪܝܘܬܐܕܟܠܕܝ̈ܐ ܒܒܓܕܕ ، اما اسمه بالإنكليزية
Syriac and Arabic Manuscripts in the Library of the Chaldean Monastery in Baghdad, Part I: Syriac Manuscripts, by Petrus Haddad and Jacque Isaac, Iraqi Academy Press, 1988,
ويرد اسم مخطوطة كتابنا المذكور في الصفحة 220 من جدول المخطوطات هذا تحت اسم “مخطوطات آرامية” وتحمل الرقم 573.

ان قياس مخطوطة كتاب “مجازر الأرمن والآراميين” هو 20x 15 سم وتقع في201 صفحة، وحوالي 18 سطرا في كل صفحة. كما ان المخطوطة تتضمن بعض اشعار المطران اسرائيل وهي ايضا عن المجازر.

أما لغة المخطوطة فهي السريانية الفصحى ومدونة بالقلم السرياني الشرقي المعروف بالكلداني و النسطوري. لكن جودة الخط متوسطة لان الناسخ/الكاتب كتبها بسرعة دون الالتفات الى جمال الخط حيث وردت فيه بعض الحروف مثل حرف الشين بشكل غريب، كما ان نظام التنقيط المتبع في نهاية الجمل واشباه الجمل ليس جيداً.

أما اسم مخطوطة الكتاب في السريانية حسب جدول المخطوطات فهو ܡܟܬܒܢܘܬܐ ܥܠ ܪ̈ܕܘܦܝܐ ܕܟܪ̈ܣܛܝܢܐ ܐܪ̈ܡܢܝܐ ܘܐܪ̈ܡܝܐ ܒܡܪܕܐ ܘܐܡܕ ܘܣܥܪܕ ܘܓܙܪܬܐܘܢܨܝܒܝܢ ܕܗܘܐ ܫܢܬ 1915، أي “تاريخ اضطهادات المسيحيين الأرمن والآراميين في ماردين وسعرت والجزيرة ونصيبين التي حصلت عام 1915″، لكن حسب نسخة اخرى للمخطوطة فهو “تاريخ اضطهادات المسيحيين في ماردين وامد وسعرت والجزيرة ونصيبين التي حلت بالأرمن عام 1915”.
ان المخطوطات السريانية بشكل عام تضم صفحة في نهايتها تسمى في الاوساط الاكاديمية “كولوفون” ويدوِّن فيها ناسخ المخطوطة اسمه وتاريخ نسخه المخطوطة واسم بلدته ومكان نسخه المخطوطة وعلى اية مخطوطة اعتمد في نسخ مخطوطته، كما يذكر بعض الاحداث الهامة المعاصرة كنسية كانت ام سياسية.

لكن في حال مخطوطتنا المذكورة فان “الكولوفون” مختصر جداً ليس فيه اية معلومات غير اسم كاتب المخطوطة الذي هو ܗܘܪܡܝܙܕ ܟܕܘ ܐܠܩܘܫܝܐ “هرمز كادو الالقوشي”، وقد كتبها يوم الثلاثاء في الثالث والعشرين من شهر نيسان لسنة 1968 ميلادية.

وحسب علمنا هناك مخطوطات اخرى مختلفة لنفس الكتاب لكن بسبب ضيق الوقت لم يسعفنا الحظ للحصول على نسخ منها لنطلع

عليها ومقارنتها ببعضها لنحقق النص تحقيقا علميا وطباعته اي ما نسميه بلغة العلم critical edition لكن ربما في المستقبل قد نفعل ذلك.

مؤلف الكتاب شاهد عيان:
مؤلف الكتاب كاهن كلداني يتحدر من احدى ارقى العائلات الكلدانية الالقوشية التي لها الكثير من الخدمات والافضال على اللغة السريانية والكنيسة الكلدانية ألا وهو المطران إسرائيل أودو الالقوشي الكلداني (1859-1941) الذي كان مطرانا على ابرشية ماردين (في جنوب شرق تركيا) اثناء فترة المجازر 1915، فكتب عن المجازر التي حصلت في مدينة ماردين مركز ابرشيته وكذلك عن المجازر في باقي المدن القريبة والبعديدة.

وكل ما كتبه اسرائيل اودو في كتابه عن المجازر كان قد شاهده بأم عينه او سمعه من شهود عيان كما صرح كقوله مثلا: ܘܒܥܝܢܝ̈ܢ ܚܙܝܢ ܕܡܢ ܫܘܩ̈ܐ ܘܡܢ ܚܢܘ̈ܬܐܘܡܢ ܕܪ̈ܬܐ ܢܓܕܝܢ ܠܟܠܕܝ̈ܐ ܘܠܣܘܪ̈ܝܝܐ ܟܢܫܝ̈ܢ ܟܢܫܝ̈ܢ. ܘܡܢ ܥܕ̈ܬܐ ܡܦܩܝܢ ܠܟܗܢ̈ܐ ܘܠܡܫܡܫܢ̈ܐ ܘܡܥܪܡܝܢ ܒܒܝܬ ܐܣܝܪ̈ܐ. ܘܒܬܪ ܕܣܒܠܝܢܬܡܢ ܢܓܕ̈ܐ ܘܒܙܚ̈ܐ ܕܙܢܝ̈ܢ ܙܢܝ̈ܢ܆ ܕܒܪܝܢ ܠܗܘܢ ܒܦܘܩܕܢ ܡܕܒܪܢܐ ܕܐܝܬܘܗܝ ܡܢ ܒܢ̈ܝ ܡܕܝܢܬܐ ܘܪܫ ܟܪܟܐ ܘܩܛܠܝܢ. (ص 28-29 من المخطوطة). “وقد شاهدنا بأم اعيننا كيف كانوا يسحبون الكلدان والسريان من الاسواق والدكاكين والبيوت، ويخرجون الكهنة والشمامسة من الكنائس ويرموهم في السجون. وبعد ان يشبعوهم هناك ضرباً وتعذيباً بأشكال متنوعة، كانوا يسوقوهم بأمر المدبر الذي كان من ابناء المدينة ورئيس البلدية، ويقتلوهم). وكذلك قوله: ܠܐ ܐܪܗܛܬ ܩܢܝܐ ܒܟܬܘܒܘܬܗܢܐ ܣܦܪܐ ܐܠܐ ܥܠ ܗܘ ܡܐ ܕܚܙ̈ܝ ܥܝܢ̈ܝ ܘܫܡܥ̈ܝ ܐܕܢ̈ܝ ܚܬܝܬܐܝܬ. ܘܡܢ ܪܘܪܒܐ ܣܓܝ ܐܬܪܚܩܬ. ܫܡܥܐ ܕܝܢ ܕܠܐ ܒܨܬܐ ܘܒܘܚܢܐ ܣܟ ܠܐ ܩܒܠܬܗܐܦܠܐ ܪܫܡܬܗ “لم المس القلم في تدوين هذا السفر إلا عما رأته عيناي وسمعته اذناي، ولقد ابتعدت كثيرا عن المبالغة في القول، حيث ان الاخبار التي لم اتحقق من صحتها او التحري عنها فانني لم اقبلها ولم ادونها” (ص 3).

وفي موضع اخر يستشهد بالمصدر الذي زوده ببعض المعلومات عن دياربكر فيقول ܟܠܡܐ ܕܟܬܒܢ ܗܪܟܐ ܥܠ ܐܝܟܢܝܬ ܪ̈ܕܘܦܝܐ ܕܡܫܝܚܝ̈ܐ ܕܐܡܝܕ ܘܕܩܘܪ̈ܝܐܕܚܕܪ̈ܝܗ̇ ܡܢ ܦܘܡ ܟܗܢܐ ܟܠܕܝܐ ܐܡܝܕܝܐ ܩܫܝܫܐ ܛܝܡܬܐܘܣ ܦܨܠܝ ܬܩܢܐ ܫܡܥܢܝܗܝ ܘܡܗܝܡܢܐܝܬ ܟܬܒܢܝܗܝ ܒܠܥܕ ܬܘܣܦܬܐ ܐܘ ܒܘܨܪܐ… “ان كل ما قمنا بتدوينه هنا عن اضطهادات المسيحيين في آمد والقرى التي حولها، فأننا سمعناه من فم الكاهن الكلداني القس طيمثاوس فضلي، وقد دوناه بامانة بدون زيادة او نقصان” (ص 201).

والمؤلف “اسرائيل أودو” هو ابن القس هرمز شقيق البطريرك الكلداني يوسف السادس أودو (1792- 1878) وشقيق العلامة اللغوي الشهير المطران الشهيد توما أودو (1855-1918) مطران اورميا الذي وقع نفسه ضحية المجازر اثناء مساعدة شعبه المتعرض للفناء في اورميا، والعلامة اللغوي توما اودو هو مؤلف القاموس السرياني الشهير ܣܝܡܬܐ ܕܠܫܢܐ ܣܘܪܝܝܐ “كنز اللغة السريانية” الذي يعتبر اوسع واشهر قاموس سرياني سرياني، وقد طبع لأول مرة في مطبعة الدومينيكان في الموصل عام (1897)، وثم اعيدت طباعته في السويد عام (1979) وفي هولندا عام (1985). ولهذا القاموس فضل علينا شخصيا لأننا نعود اليه كلما دعت الحاجة الى استقصاء كلمة سريانية ما.
ولد “اسرائيل اودو” في القوش في الخامس من آب عام 1859، ودرس في المدرسة الكهنوتية في الموصل وارتسم كاهنا في الثاني من ايار عام 1886 على يد البطريرك الكلداني ايليا الثاني. وانتقل بعدها الى بغداد للخدمة الكهنوتية ثم الى البصرة. عام 1898 سافر الى بومباي وملبار في الهند للاستجمام وعاد بعدها الى البصرة ومكث فيها 17 سنة، وبنى فيها كنيسة على اسم مار توما وقد سدد معظم

نفقاتها من ماله الخاص، ثم بنى مدرسة. كما بنى كنيسة بإحدى القرى بجوار البصرة على اسم السيدة مريم وشيد فيها مدرسة ايضا. عام 1910 اختير لأسقفية ماردين وارتسم فيها في 22 من شهر شباط على يد البطريرك الكلداني مار عمانوئيل الثاني (1900-1947) في كنيسة مسكنتا مقر الكرسي البطريركي آنذاك. وسافر الى ابرشيته في ماردين فوصلها في 19 اذار من نفس السنة فشمر عن ساعد الجد والعمل 1910. خدم ابرشيته احدى وثلاثين سنة، وقد عانى كثيرا بعد قتل الكثير من ابناء رعيته وكهنتها، حيث يخبرنا بانه بقي وحيدا لم يجد من يتحدث اليه . توفي عام 1941 في ماردين ودفن فيها.

لقد دوَّن المؤلف قصة حياته بالسريانية بايجاز شديد في نهاية كتابه مبتدئا “ولدتُ انا اسرائيل اودو مطران ماردين… (صفحة 266 من مخطوطة الكتاب).

اهمية كتاب مجازر الأرمن والآراميين:
تبرز اهمية كتاب مجازر الارمن والآراميين في عدة محاور منها:

أولاً: اهميته في موضوع المجازر التي يوثقها لنا، وخاصة ان هذه السنة 2015 تصادف ذكرى مرور مئة سنة كاملة عل المجازر.

ثانياً: أهميته في اعتباره الكلدان والسريان والاشوريين شعباَ واحداً.

ثالثاً: أهميته بأطلاقه تسمية قومية واحدة موحدة على الكلدان والسريان والاشوريين، وهي تسمية “آراميين”.
أولاً: أهمية الكتاب عن موضوع الـمـجـازر بحـق شعـبـنـا:

لقد تعرض شعبنا بمختلف طوائفه لمجازر بشعة تقشعر لها الابدان اوصلته الى حد الفناء، نفذها به الاتراك وبعض الاكراد في المنطقة الواقعة جنوب شرق تركيا عام 1915 فذهب ضحيتها مئات الالاف من شعبنا معظمهم من طائفة السريان.

وكان مؤلف الكتاب مطرانا على الكلدان في مدينة ماردين اثناء وقوع المجازر وكان شاهدا لما جرى بحق شعبنا. فكتب مما شاهده، كما انه جمع بعض الاخبار من الاشخاص الذين عاينوا المجازر وعاشوها ونجوا منها. لذلك ما دونه يعتبر كلاما هاما من شاهد عيان ورجل مسؤول يعرف خفايا الامور وما يجري خلف الكواليس كونه مطران وفي قلب الحدث. وقد صرح بقوله ܥܠ ܗܘ ܡܐ ܕܚܙ̈ܝ ܥܝܢ̈ܝ ܘܫܡܥ̈ܝ ܐܕܢ̈ܝ اي انه كتب فقط “ما شاهدته عيناي وسمعته اذناي” (صفحة 3).
لكن صورة المجازر الاجمالية التي نفذت بحق شعبنا ناقصة لدى كل من كتب عنها حينها بسبب صعوبة الاحاطة بكل جوانب الموضوع وذلك لفقدان الاخبار ووسائل الاعلام والتواصل والتنقل السريع آنذاك، بالإضافة الى المخاطر الجمة التي كانت تنتظرهم. كما لا توجد ارقام صحيحة عن عدد الشهداء الذين سقطوا من ابناء شعبنا في كل طائفة.
والجدير ذكره ان مجازر الابادة هذه طالت جميع طوائف شعبنا. وحتى ابناء شعبنا من الطائفة المارونية في جبل لبنان طالتهم الابادة رغم بعدهم، وذلك عندما اوقف المجرم جمال باشا الامدادات التموينية عن جبل لبنان فتعرض شعبنا هناك الى مجاعة رهيبة سقط على اثرها ثلث سكان الجبل ضحية التجويع.

وكتاب “مجازر الأرمن والآراميين” لإسرائيل اودو ليس الوحيد في موضوعه عن المجازر التي تعرض لها شعبنا. فقد ظهرت حينها عدة كتب وألفت بعض الاشعار عن هذا الموضوع منها الكتاب الهام “القصارى في نكبات النصارى” بالعربية من تأليف الاب العلامة اسحق أرملة المارديني (1879-1954)، طبع في بيروت عام 1919، واعيد طبعه 1970، وكذلك كتاب ܕܡܐ ܙܠܝܚܐ “الدم المسفوك”

بالسريانية من تأليف أمير اللغة السريانية في القرن العشرين الملفونو عبدالمسيح قرباشي (1903-1983). طبع الكتاب عام 1997، وترجم الى العربية وطبع عام 2005، وترجم الى الالمانية وطبع عام 1997،

كما ظهرت بعض الدراسات العلمية الحديثة عن موضوع المجازر ومن اهمها:

Sebastian de Courtois, The Forgotten Genocide: Eastern Christians, The Last Arameans, New Jersey 2004.

David Gaunt, Massares, Resistance, Protectors: Muslim-Christian Relations in eastern Anatolia during World War I, New Jersey 2006.

لكن كتاب المطران اسرائيل أودو مهم كونه ايضا شاهد عيان للمجازر بالاضافة ما جمعه من خلا ما سمع وقرأ ودوَّن. لذلك حان الوقت لخروج هذا الكتاب الى النور وترجمته.

ثانياً: أهمية الكتاب في اعتباره الكلدان والسريان والاشوريين شعباَ واحداً،

كان المطران اسرائيل اودو يعرف ان الكلدان والسريان والاشوريين هم شعب واحد بأثنيته ولغته وتراثه المدون. ويبدو انه كانت لديه نظرة وحدوية حينما كتب عن الكلدان والسريان والاشوريين معتبرا اياهم شعبا واحداً رغم انقساهم كنسيا طالما ان السفاح الذي قتلهم لم يكن يميز بينهم الا ما ندر. ففي الكثير من المدن والقرى التي تعرضت للمجازر مثل دياربكر وغيرها سكن فيها الكلدان والاشوريون الى جانب السريان. ورغم كون اسرائيل اودود كاهنا كلدانيا كاثوليكيا ورغم التحيز لكنيسته وطائفته ومذهبه الى انه اعتبر الكل شعبا واحدا.

ثالثاً: أهمية الكتاب في اطلاقه تسمية قومية واحدة موحدة على الكلدان والسريان والاشوريين، ألا وهي تسمية “آراميين”.
لقد اطلق مؤلفنا اسرائيل اودو تسمية “آراميين” على الكلدان والسريان والاشوريين. وبإطلاقه تسمية “آراميين” عليهم فان المؤلف اسرائيل اودو ساهم ولو اسميا في توحيد شعبنا في تسمية واحدة مستقاة من تراثه المدون، وهذه باعتقادي نظرة قومية جيدة وخطوة توحيدية رائدة خطاها في ذلك الوقت الطائفي، وهذا يشبه الى حد كبير ما يحاول غبطة البطريرك الكلداني الحالي مار لويس ساكو في مسعاه الان باختيار التسمية الآرامية كإحدى الحلول لتوحيد التسمية لدى الكلدان والسريان والاشوريين وتوحيدهم ولو اسمياً.

فعندما يتحدث اسرائيل اودو عن المجازر التي طالت كل فئات شعبنا فانه يسميه بالشعب الارامي او الامة الآرامية، لكن عندما يذكر ما حل بإحدى طوائف شعبنا فانه يستعمل اسم الطائفة والكنيسة فيذكر اسم الكلدان مثلا او السريان. لكن عندما يقصد الجميع فيسميهم آراميين. وقد أورد الاسم الارامي الى جانب الاسم الارمني لتشابهما اللفظي كقوله المجازر بحق “الامة الارمنية والامة الآرامية”، وكذلك قوله “اضطهادات الارمن والآراميين”.

وقد استعمل المؤلف اسرائيل اودو العديد من التعابير والجمل التي اطلق فيها التسمية الآرامية على الكلدان والسريان والاشوريين، منها بقوله ܥܡܐ ܐܪܡܝܐ ܕܥܡܪܒܣܥܪܕ ܘܒܐܡܝܕ ܘܒܓܙܪܬܐ ܘܡܪܕܐ ܘܚܕܪ̈ܝܗܝܢ اي “الشعب الارامي الساكن في سعرت وديار بكر والجزيرة وماردين وما حولهما” (صفحة 2 من المخطوطة التي اعتمدت عليها)؛

وكذلك ܡܘܒܕܢܘܬ ܢܦ̈ܫܬܐ ܕܠܐ ܡܢܝܢ ܡܢ ܥܡܐ ܕܐܪ̈ܡܢܝܐ ܘܥܡܗܘܢ ܥܡܐ ܐܪܡܝܐ اي “اهلاك نفوس كثيرة لا تحصى من الشعب الارمني ومعه الشعب الآرامي” (صفحة 3 من المخطوطة)؛
وكذلك ܪܕܘܦܝܐ ܡܪܝܪܐ ܕܬܪ̈ܬܝܗܝܢ ܐܡܘ̈ܢ ܕܐܪ̈ܡܢܝܐ ܘܐܪ̈ܡܝܐ اي “اضطهاد الأمتيين الأرمنية والآرامية” (صفحة 4 من المخطوطة)؛

ويقول ايضا ܐܬܓܪܦ ܙܪܥܐ ܕܐܪ̈ܡܝܐ ܕܒܛܘܪ̈ܝ ܩܪܕܘ ܕܒܡܢܬܐ ܥܠܝܬܐ ܕܒܝܬ ܢܗܪܝܢ ܙܪܝܥ اي “ابيد نسل الآراميين في جبال جودي في بلاد ما بين النهرين العليا” (صفحة 141 من المخطوطة)؛
وكذلك ܡܢܐ ܗܘܬ ܥܠܬܐ ܕܪܕܘܦܝܐ ܕܐܪ̈ܡܝܐ اي “ماذا كان سبب اضطهاد الآراميين” (صفحة 27 من المخطوطة)؛
وفي الفصل الذي يتناول فيه الاضطهادات والمجازر ضد الكلدان يقول: ܥܠܬܐ ܕܪܕܘܦܝܐ ܕܐܪ̈ܡܝܐ ܟܠܕ̈ܝܐ ܟܐܡܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ اي “سبب اضطهاد الكلدان الآراميين اي السريان” (صفحة 26 من المخطوطة).

ان الغالبية العظمى من افراد شعبنا اليوم ليس لهم ثقافة ومعرفة بتاريخنا وبتراثنا المدون لذلك عندما يسمعون الاسم الآرامي فانهم يندهشوا ويعتبروه غريباً عنهم ويرفضوه. لكن معظم كتّاب شعبنا من مختلف الطوائف والذين ظهروا على مر العصور كتبوا دائما ذاكرين الانتماء الارامي في كتاباتهم السريانية، وهذا الامر معروف لدى العلماء من اهل الاختصاص باللغة السريانية الفصحى وتراثها. الا ان شعبنا البسيط لا يعرف هذه الحقيقة لأنه لا يعرف قراءة كتب اجداده القديمة وما تتضمنه. فعجباً لأمر هذا الشعب الذي بسبب جهله يعادي ما كتبه اجداده.

لقد كان المطران اسرائيل اودو كاهناً مثقفاً وعارفاً بتاريخنا وتراثنا لذلك اطلق الاسم الآرامي على الكلدان والسريان والاشوريين مثلما يحاول غبطة البطريرك مار لويس ساكو ان يفعل الان لأنه ايضا عالم جليل بتاريخنا وتراثنا ويعلم جيدا ان معظم علمائنا القدماء استعملوا الاسم الآرامي في كتاباتهم وقالوا عن انتماء شعبنا الى الامة الآرامية.
ولا يخفى على القارئ ما للتسمية الآرامية من محاسن كثيرة وقوة تجميعية لكونها حيادية طائفيا وكنسيا، اي لعدم وجود كنيسة من كنائس شعبنا تسمى بالآرامية، ولعدم وجود طائفة أو مجموعة دينية او اثنية تسمى آرامية على غرار طائفة الاشوريين وطائفة الكلدان وطائفة السريان وطائفة الروم.

لغة الكتاب السريانية:
ان لغة الكتاب السريانية من الدرجة الجيدة، وهذا ليس غريباً كون مؤلف الكتاب كاهن مثقف درس هذه اللغة منذ صغره وكبر عليها وعلى كتبها ومخطوطاتها. كما انه من “القوش” التي كانت احدى المراكز الهامة للغة السريانية الفصحى في القرون الماضية، حيث دونت فيها العديد من المخطوطات السريانية وبرزت فيها بعض العائلات التي اشتهرت في خدمتها للغة السريانية والتراث السرياني كعائلة اسرائيل الالقوشي وعائلة اودو. ان مقدرة المؤلف اسرائيل اودود باللغة السريانية ليست اقل من مقدرة اخيه الذائع الصيت المطران الشهيد توما اودو (توفي 1918) مؤلف اكبر واوسع قاموس سرياني سرياني، وله الفضل في الحفاظ على السريانية من الاندثار. ويعتبر اسرائيل اودو مع اخية المطران توما أودو من عمالقة اللغة السريانية. فلغته جملية للغاية وفيها الكثير من التعابير والصور والمصطلحات الجميلة. كما ان الكتابة بالسريانية عن مواضيع سياسية ليس بالأمر السهل ومع ذلك استطاع مؤلفنا ان يطاوع السريانية لتكون اداة ممتازة لتدوين افكاره.

وفي كتابه يُعتبر اسرائيل أودو من باعثي مجد السريانية ومجدديها حيث صاغ عدة تعابير سريانية جديدة وترجم بعض العبارات واسماء الوظائف والاحزاب من التركية والعربية الى السريانية فأغناها مثل عبارة “جمعية الاتحاد والترقي التركية” حيث ترجمها

الى ܟܢܘܫܬܐ ܕܚܘܝܕܐ ܘܕܥܠܝܐ.

بعض الكتب الاخرى عن المجازر التي نفذت بحق شعبنا:
وختاما لهذا الموضوع الشيق عن المجازر التي اقترفت بحق شعبنا المسالم فلا بد ان نذكر بعض الكتب والدراسات التي كتبت عن هذه المجازر. وهذه بعضها:

1-القصارى في نكبات النصارى، تأليف اسحق أرملة (بالعربية)، طبع في بيروت 1919. تُرجم الى السويدية وطبعه في السويد جان بيث صاووعى عام 2005.

مجازر الأرمن والآراميين ܪ̈ܕܘܦܝܐ ܕܟܪ̈ܣܛܝܢܐ ܐܪ̈ܡܢܝܐ ܘܐܪ̈ܡܝܐ، للمطران الكلداني اسرائيل أودو (بالسريانية) طبع في السويد 2004.
الدم المسفوك ܕܡܐܙܠܝܚܐ، تأليف عبدالمسيح قرباشي (بالسريانية) طبع في السويد عام 1997، ترجمه الى العربية المطران جورج صليبا وطبعت الترجمة في بيروت 2005.
كتاب عن مجازر المسيحيين بالفرنسية بعنوان “المسيحيون يُلقون الى الوحوش” تأليف جاك ريطورِه (بالفرنسية)، ترجمه الى السويدية إينغفار ريدباري بعنوانTurkarnas heliga krig mot kristna i norra Mesopotamien 1915 طبعه في السويد جان بيث صاووعىعام 2008.
كتابSvärdets år “سنة السيف” بالسويدية، تأليف برتيل بنكتسون، طبع في السويد عام 2004.
6. كتاب بالفرنسية وترجم للإنكليزية من تأليف سبسطيان دى كورتوا بعنوان The Forgotten Genocide: Eastern Christians, The Last Arameans “الابادة المنسية…” طبع الترجمة في نيو جوزي جورج كيراز عام 2004.
6. كتاب بالإنكليزية بعنوان Massares, Resistance, Protectors: Muslim-Christian Relations in eastern Anatolia during World War I, “مجازر ومقاومة وحماية…” تأليف دافيد غاونت، طبع في نيو جرزي عام 2006.
7.كتاب أين شوكتك سفر برلك، من تأليف أفرام نجمة (بالعربية)، طبع في لبنان 1995.

كتاب سرياني ܓܘ̈ܢܚܐ ܣܘܪ̈ܝܝܐ “غونحى سوريويى” (مآسي سريان طور عابدين) تأليف الخوري شليمون حنو، طبع في هولندا 1987.
كتاب سرياني ܨܘ̈ܠܬܐ ܩܫܝ̈ܬܐ”صولفوثو قشيوثو” (الضربات القاسية) تأليف الملفونو اسمر خوري، طبع في السويد 1998.
كتاب بالسريانية المحكية “سيفو بطور عابدين” تأليف جان بيث صاووعى، طبع في السويد عام 2006.
11 كما هناك بعض الكتب والدراسات الاخرى عن موضوع الابادة منها كتب جاك ريطورِه، وآرنولد توينبي، وجوزف يعقوب ، ويونان شهباز، وبول شمعون، وهنري مورغنثاو، وجون جوزف، ويوجين غريسل، ويوسف اليخوران، الخ.

انتهى المقال
الدكتور اسعد صوما

اكتشاف ثاني أكبر لوحة فسيفساء في سوريا

اكتشاف ثاني أكبر لوحة فسيفساء في سوريا
مايو 1, 2018samir
اكتشاف ثاني أكبر لوحة فسيفساء في سوريا
اكتشاف ثاني أكبر لوحة فسيفساء في سوريا
أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية انتهاء أعمال التنقيب في موقع بلدة عقيربات شرق مدينة حماة الذي اكتشفت فيه ثاني أكبر لوحة فسيفساء في سوريا وتبلغ مساحتها 450 مترا مربعا.

وقال المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا محمود حمود، في تصريح الأربعاء، إن اللوحة التي قامت البعثة الوطنية التابعة للمديرية بالتنقيب عنها هي الثانية من نوعها في سوريا بعد لوحة طيبة الإمام شمال حماة”.

وأضاف أن اللوحة تمتاز بالرسوم المنفذة بإتقان وبعدد النصوص المكتشفة فيها وبتقنية التصنيع، مشيرا إلى أنها جزء من أرضية كنيسة مساحتها الكلية نحو 660 مترا مربعا تعود إلى القرن الخامس للميلاد.

وأوضح حمود أن المشاهد المنفذة في اللوحة عبارة عن أشكال هندسية ونباتية وحيوانية متنوعة ونادرة لها دلالات دينية معروفة من بينها طيور الطاووس والحجل والحمام البري والخراف والغزلان إضافة إلى مشاهد شجرة الحياة التي تدل على الخصوبة والاستدامة.

ولفت المدير العام للآثار والمتاحف إلى أن أهمية اللوحة تكمن أيضا في تضمنها 14 نصا كتابيا باللغة الإغريقية وضعت ضمن أطر هندسية يرد فيها ذكر أسماء أشخاص مولوا هذه الأعمال وهم متبرعون عاديون وأساقفة وموظفون كانوا يقومون بالإشراف على رعاية هذا النوع من الأبنية ورصف أرضياتها بالفسيفساء حيث يرد ذكر المساحات التي تم التبرع بها محسوبة بالأقدام المربعة.

ووفقا لمدير الآثار فإن أسماء بعض هؤلاء الأشخاص وردت في نصوص أخرى تعود إلى تلك المرحلة اكتشفت في مدينة أفاميا الواقعة في سهل الغاب يرجع تاريخها الى ما بين سنتي 414 و437 ميلادي وهو الوقت الذي نفذت فيه أعمال رصف أرضية الكنيسة ما يشير إلى أن موقع عقيربات كان يتبع لأفاميا.

ويتألف مبنى الكنيسة الذي اكتشفت فيه اللوحة من ثلاثة أقسام تفصل بينها الأعمدة وهي قسم رئيسي في الوسط ويتوسطه “بيما” الوعاظ المرتفع قليلا وجناح من كل جانب وبنيت جدرانها من الحجارة الكلسية القاسية ومازالت أجزاء منها موجودة حتى الآن.

يذكر أن موقع عقيربات اكتشف منذ أكثر من ثلاثة أشهر بعد قيام الجيش السوري بتطهير المنطقة من مسلحي “داعش” وإبلاغ مديرية الآثار التي أوفدت بعثة آثارية للموقع مؤلفة من خبراء من دائرة آثار حماة ومن المديرية العامة عملت بشكل متواصل طيلة هذه الفترة للكشف عن كامل اللوحة التي تم نزعها ونقلها إلى متحف حماة الوطني.

نشاطات المركز الثقافي بالقامشلي في الستينات !

نشاطات المركز الثقافي بالقامشلي في الستينات !
فبراير 27, 2020
samir

نشاطات المركز الثقافي بالقامشلي في الستينات !

مرحبا بكم أعزائي ألاصدقاء الكرام .

قال الشاعر :

ومن لم يمت بالسيف مات بغيره —- تعددت الأسباب والموت واحد !

اليوم الأربعاء في 2020-02-26 تناقلت الأخبار في الفيس بوك للتواصل الإجتماعي في عدة مواقع للاصدقاء حول وفاة الفنان الكردي الشهير وعازف البزق القدير المرحوم سعيد يوسف بعد ان تجاوز من العمر ما فوق السبعين عاماً ، وانا شخصياً لم اره منذ اكثر من اربعون عاماً من ايام القامشلي العزيزة .

واحب أن أبدأ عن الخلفية والجو العام الذي نشأ به الفنان المرحوم سعيد ، لأنني كنتُ اعرفه منذ أن كنتُ طفلاً صغيراً في فترة الستينات من القرن الماضي هو ومجموعة من الشباب الهواة للموسيقا والمسرح والفن بشكل عام ، وكلهم كانوا يعشقون الفن والتمثيل ويشحنون مشاعرهم بالتداريب الموسيقية وبقيادة الموسيقار المرحوم كبرئيل أسعد الذي كان يشغل وظيفة مدير لقسم الفنون ( موسيقا ومسرح ) في المركز الثقافي القديم وتحت سينما شهرزاد الصيفية بالقامشلي في الفترة ما بين 1959 ولغاية بداية 1968.

اخبرني صديقنا القديم العزيز الموسيقي الدكتور محمد عزيز زازا عندما قدّم وشجّع المرحوم سعيد يوسف في الإنضمام الى فرقة اصدقاء المركز الثقافي حوالي سنة 1964 والمواظبة في التداريب الموسيقية مع مجموعة كبيرة من الشباب الهواة للموسيقا ورفاق الصِبا .

وممكن هنا أن نفرز مجموعتين من الموسيقيين الذين كانوا يمارسون هواياتهم وتداريبهم في المركز المذكور وتحت إشراف الموسيقار كبرئيل ، المجموعة الاولى :

اليهودي موشي مخلوف ايلياهو ، اليهودي خلف دودو ، سيروب يعقوب ، الياس يوسف كورية ، انطون خياط واشترك معهم ذات مرة المرحوم الفنان آرام تيكران وغيرهم … هذا بالإضافة لمجموعة راقصي الدبكات الفولكلورية واهمهم الراقص يعقوب رزق الله .

المجموعة الثانية للشباب الصغار :

المرحوم جوزيف ملكي خوري ، د. محمد عزيز زازا ، جورج شاشان ، الياس داؤد ، المرحوم حكمت ( حكّو ) ، والمرحوم سعيد يوسف وكذلك مع مجموعة من شباب الكورال ومن بينهم الصوليست ذو الصوت الرائع زكريا القصاب .

وكذلك تعاون مجموعة شباب الفرقة النحاسية للسريان التابعة للفوج الكشفي الرابع للموسيقا .

اتذكر ذات مرة قبل نهاية صيف 1966 وأنا طفلاً إذ كنتُ ارافق دوماً والدي في مشاويره ، بأن دعا المرحوم سعيد يوسف الموسيقار كبرئيل على وليمة ومعه مجموعة من موظفي المركز الثقافي ومن بينهم كان امين المكتبة عبدالرحمن المنفي ( من ديرالزور ) ، الياس يوسف كورية ، المرحوم تاج الدين مصطفى واخرون … كلنا كنا معزومين الى قرية العنترية في شرق القامشلي التي كان يعيش فيها المرحوم سعيد مع اهله ، وهناك ذبحوا لنا بطاً واكلنا جميعاً وانبسطنا جداً .

الامر الغريب والملفت للنظر الذي لازلتُ اتذكره من تلك النزهة الرائعة التي مشيناها على الاقدام ذهاباً وإيّاباً ، وهو بأنه والد الفنان سعيد يوسف وكان رجلا كبيراً ، كان يتحدث السريانية مع والدي كبرئيل وصرّح له بأنه تعلمها عندما كان في مديات طورعبدين بين السريان !

معلومة اخيرة عن المرحوم الفنان سعيد يوسف بأنه كان يزور الفنان القدير الرسام اسكندر كارات في محله القديم القريب من كنيسة مار يعقوب ، واحياناً كان يساعده في الرسم مع مجموعة الصنّاع الشغيلة في المحل وانا كنتُ من بينهم شاهداً على العصر !

احبائي … واخيراً رحم الله جميع الفنانين الذين امتعونا بفنهم واطال بعمر الأحياء ودمتم !

المصادر السريانية تثبت هويتنا الآرامية ” منارة” تدلنا على الطريق الأمين

المصادر السريانية تثبت هويتنا الآرامية ” منارة” تدلنا على الطريق الأمين

المصادر السريانية تثبت هويتنا الآرامية
أولا – ماهي المصادر السريانية ؟
المصادر السريانية هي النصوص و الكتابات التي تركها لنا أجدادنا السريان من كتب و رسائل و كتابات على الصخر أو حتى كل عمل فني يدل على مهارة أجدادنا .
يجب أن نميز بين مصدر تاريخي و مرجع تاريخي : رسائل مار فيلوكسين المنبجي هي” مصدر” مهم لفهم أسباب مقاومة السريان لمجمع خلقيدونيا أما الدراسات التي كتبت في التاريخ الحديث حول المطران فيلوكسين المنبجي فهي ” مراجع” .
بإختصار ” رسالة” قديمة لمار فيلوكسين قد تكون مهمة جدا لفهم تطور مواقف المناهضين في مجمع خلقيدونيا و نفس الرسالة قد تكون غير مهمة لمعرفة أسماء الرهبان و عددهم في الدير الذي يعيشون فيه . أما المراجع حول حياة مار فيلوكسين فهي قد تكون ” علمية ” أو ” غير علمية” . عادة المؤرخ يعتمد على المصادر و يدقق بها و هو ملزم بما يعرف ” نقد الأصول”. مثلا إذا إعتمد على رسالة يقال أنها من رسائل مار فيلوكسين فيجب على الباحث أن يطلع على ما ذكر العلماء حول هذه الرسالة وهنا رأي باحث متخصص في تاريخ مار فيلوكسين لهو أهم من مؤرخ متخصص في تاريخ بيزنطيا و لا يجيد اللغة السريانية. كما أن على الباحث أن يقارن بين أسلوب هذه الرسالة مع بقية الرسائل المعروفة لمار فيلوكسين !
قراءة المزيد