صدور كتابي: اسمهم سريان لا آشوريون ولا كلدان

صدور كتابي: اسمهم سريان لا آشوريون ولا كلدان

https://e.top4top.io/p_1716960od1.png 

https://e.top4top.io/p_1708jtah32.png

بعد الاتكال على الله والعمل لمدة ثماني سنوات متتالية، صدر كتابي: (اسمهم سريان لا آشوريون ولا كلدان)، وهو كتاب يشرح بالتفصيل كيف سَمَّى الغرب (روما والإنكليز) السريان الشرقيين كلداناً وآشوريين.

قدَّم للكتاب نيافة مطران بغداد للسريان الأرثوذكس مار سيويريوس حاوا
الخوري إقليميس الشماني كاهن رعية السريان في السويد- سودرتاليا
الدكتور الأديب السرياني من سوريا سهيل زافاروا- ساندياغو- أمريكا
الأديب والباحث السرياني وأستاذ اللغتين العربية والسريانية، من سوريا، جوزيف أسمر ملكي، حالياً في السويد

أشرف على تدقيق الكتاب لغوياً (اللغة العربية)، الدكتور صباح إيليا القس– بغداد، ودققه أيضاً (عربياً- سريانياً) الأستاذ جوزيف أسمر ملكي.

يقع الكتاب في 973 صفحة من الحجم الكبير A4، 30×21×5.5 سم، وغلاف فني سميك ممتاز، وفي الصفحة الخلفية المُرفقة نبذة مختصرة عن مادة الكتاب، وقد استندتُ فيه إلى حوالي 550 مصدراً باللغة العربية أو مترجماً إلى اللغة العربية، و 175 مصدراً باللغات الأخرى، كالسريانية والإنكليزية واليونانية واللاتينية والفرنسية وغيرها، وكان التركيز على مصادر السريان الشرقيين أنفسهم بشقيهم واسميهم الجديدين المُنتحلين (الآشوريين والكلدان)، ومن أفواه أعلاَمهم وآبائهم الدينيين في التاريخ التي تثبت أنهم سريان، لا آشوريون ولا كلدان، ولا وجود لآشوريين وكلدان في التاريخ المسيحي مطلقاً إلى العصر الحديث، إنما انتحل الغرب لهؤلاء السريان اسمين من أسماء حضارات العراق القديم لأغراض استعمارية وسياسية عبرية إسرائيلية، وطائفية، وضمن المصادر أكثر من 50 كتاب رحلة منذ القرن 12 إلى القرن 19 بمختلف اللغات، لرحَّالة التقوا مع السريان الشرقيين قبل أن يُسمِّيهم الغرب كلداناً وآشوريين وسألوهم مباشرة ما اسمكم؟، وسمعوا منهم الإجابة مباشرةً: نحن سريان، ويحتوي الكتاب على مئات الوثائق والمخطوطات بلغات مختلفة منذ ما قبل الميلاد وإلى اليوم، وقسم كبير منها غير معروف للعامة، وينشر لأول مرة، وأرفقتُ النص الأصلي للمخطوط والوثيقة مع ترجمته للعربية.
قراءة المزيد

تزوير طريف لبطريرك الكلدان الجدد عمانوئيل دلي

تزوير طريف لبطريرك الكلدان الجدد عمانوئيل دلي

 موفق نيسكو

من المعروف أن الكلدان والآشوريين الحاليين هم سريان نساطرة لا علاقة لهم بالآشوريين والكلدان القدماء، وحديثاً انتحل لهم الغرب اسمي الكلدان والآشوريين لأغراض سياسية استعمارية عبرية وطائفية مذهبية، وبدؤوا بدورهم تزوير تاريخهم السرياني بنقل كل كلمة سريانية أو نسطوري من كتبهم التاريخية القديمة ، وكتابتها حديثاً، كل من جانبه، آشورية، وكلدانية، وذكرنا في مقالات سابقة كيف يزورون، وأدرجنا وثائق عديدة.

والحقيقة إن كتابة تاريخ الآشوريين والكلدان الحاليين، عدا أنه جميل كمادة تاريخية، لكنه في نفس الوقت ممتع ومسلٍ، حيث فيه طرائف كثيرة.

من ضمن هذه الطرائف هو تزوير قام به بطريرك الكلدان عمانوئيل  دلي (2003-2013م)، فبعد انفصال قسم كبير من السريان النساطرة وتكثلكهم، ثبت الاسم الكلداني رسمياً على المتكثلكين في 5 تموز 1830م، ولما كانت كتب وصلوات وطقوس الكنيستين الكلدانية الكاثوليكية والنسطورية التي سُمِّيت آشورية لاحقاً  هي نفسها، تحتوي على صلوات وتضرعات وتذكارات وطقوس لقديسين وآباء نساطرة، وبما أن كنيسة روما تعتبر النسطورية هرطقة مسيحية، بل أن قرار البابا أوجين الرابع الذي أطلق كلمة كلدان لأول مرة على السريان النساطرة المتكثلين ينص: من اليوم فصاعداً لا يجوز معاملة هؤلاء السريان النساطرة كهراطقة ويجب تسميتهم كلداناً.

لذلك قامت الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية بتنقيح كل كتب الصلوات والطقوس القديمة المشتركة مع النساطرة، وحذف كل ما يشير إلى النسطورية ورموزها، وأول من قام بهذا العمل هو بطريرك الكلدان إيليا عبو (1879-1894م)، فرتَّبَ الصلوات والطقوس حيث حذف من كتاب الصلوات الرئيس في كنيسة المشرق، الحودرا أي الدائرة، كل ما يشير إلى النسطرة في الصلوات والطقوس وتذكارات المعلمين والقديسين وغيرها، وأضاف الرومان مع السريان في تذكارات المعلمين، في كتاب اسمه: بالسرياني واللاتيني: (صلوات وطقوس السريان الشرقيين- الكلدان)، طُبع في روما سنة 1886م، علماً أن كل تاريخ كنيسة المشرق فيه تذكار آباء يونان وسريان فقط، والرومان هم ضمن اليونان، وأُعيد طبع الكتاب سنة 1938م في روما وقدَّم له الكاردينال أوجين تيسران مسؤول الكنائس الشرقية في الفاتيكان، ويقول إنه يهدي كتاب طقس السريان الشرقيين إلى عمانوئيل توما بطريرك بابل وأساقفته في ما بين النهرين وملبار الهند، ثم طُبع الكتاب في روما سنة 2002م بنفس الاسم أيضاً.

لكن ما حدث هو أنه في سنة 2008م أعاد طبعهُ بطريرك  الكلدان دلي، فحذف عبارة السريان الشرقيين من العنوان الذي هو: صلوات وطقوس السريان الشرقيين- الكلدان، وأبقى الكلدان، أي طبعه باسم: صلوات وطقوس الكلدان فقط، لكن التزوير الطريف هو أن ص533-545 (ترقيم سرياني) من الفهرس، هي فقرة عنوانها: تذكار المعلمين السريان والرومان، وأصبح عنوانها داخل الكتاب في المتن هو: تذكار المعلمين الكلدان والرومان، ويبدو أنهم زوَّروا المتن ونسوا الفهرس، والأطرف أنهم لم ينتبهوا إلى ص543: التي تقول: إن السريان هم أحباب المسيح، وإلى اسم أفرام السرياني وغيره.

ومع أن الآشوريين النساطرة يزوِّرون أيضاً وأكثر من الكلدان، لكنهم طبعوا الحودرا في الهند سنة 1960-1962م، بدون تزوير، فابقوا المعلمين السريان بدون الرومان مثل الأصل، والسبب إن لم يكن جميع مسيحي الهند على الإطلاق اسمهم سريان، فالأغلبية الساحقة من مسيحي الهند ومنهم رعية الكنيسة الآشورية، اسمهم سريان. (ملاحظة: أكبر طائفة مسيحية في العالم بالاسم السرياني هي في الهند، تليها الطائفة السريانية المارونية اللبنانية، فجميع الموارنة هم سريان واسم كنيستهم الرسمي عِبر التاريخ وإلى اليوم هو: الكنيسة الأنطاكية السريانية المارونية.

ندرج طبعة روما 2002 م المطابقة لطبعة 1886م كما هو واضح واسم الكتاب بالسرياني واللاتيني مع ترجمة واجهة الكتاب للعربية.

وهذه طبعة بطريرك الكلدان دلي المزورة سنة 2008م التي حذف منها اسم السريان الشرقيين وأبقى الكلدان.

وهذا هو التزوير الطريف من طبعة دلي 2008م، فالفهرس يشير إلى أن (ص533 ܢܠܓ ترقم سرياني) هي: المعلمين السريان والرومان، وأصبحت في المتن: المعلمين الكلدان والرومان.

وشكراً/ موفق نيسكو

مسيحيو العراق والرحَّالة نيبور

مسيحيو العراق والرحَّالة نيبور

https://f.top4top.io/p_1639ifkyx1.png
في كتابي السابق: السريان الاسم الحقيقي للآراميين والآشوريين والكلدان، وكتابي اللاحق: اسمهم سريان لا آشوريين ولا كلدان، استشهدت بقول أكثر من 100 رحَّالة من مختلف البلدان وبلغات عديدة، لإثبات أن الكلدان والآشوريين الحاليين لا علاقة لهم بالقدماء، بل هما اسمان حديثان منتحلان لأغراض سياسية عبرية وطائفية، والأهمية رحلة نيبور وأسلوبه الشيق والممتع كتبت عن الرحلة فصلاً مستقلاً، علماً أن هوامشي التوضيحية، وضعتها (نيسكو: بين قوسين، ثم الشرح).

تُعدُّ رحلة الدنمركي الألماني الأصل البروتستانتي المذهب كارستن نيبور (1733–1815م) التي أمر بها ملك الدنمرك فريرديك الخامس (1723–1766م) أهم الرحلات إلى البلاد العربية، وقد دخل نيبور إلى العراق عن طريق البصرة في 2 آب 1765، ثم بغداد، كركوك، الموصل، وغادر الموصل إلى ماردين التي وصلها في (25 نيسان 1766م)، وسُمِّيت رحلتهُ “البعثة الدنمركية إلى بلاد العرب”، ولأهميتها ودقة المعلومات التي فيها (عدا أمور بسيطة جداً)، واحتوائها على خرائط جغرافية ومعلومات تاريخية وأثرية وزراعية واجتماعية، وأسماء مدن وعدد سكانها، وأسماء أمرائها وعشائرها وعادات الشعوب وأديانهم وأزيائهم، دُرِّست الرحلة في بعض المعاهد والجامعات واعتمدت معلوماتها من الباحثين، وسُمِّي القسم الخاص بالعراق “رحلة نيبور في القرن الثامن عشر إلى العراق” وترجمها عن الألمانية الدكتور محمود حسين الأمين، ولخَّصنا ما ورد في الرحلة بما يتعلق بالمسيحيين خاصة النساطرة قبل أن ينتحل لهم الإنكليز اسم، آشوريين، والقسم الذي تكثلك منهم الذي انتحلت لهم روما اسم الكلدان، وكيف استغل الغرب الناس البسطاء فاصطادوا السمك من المقلاة، لا من الترعة، وحوَّلوهم من مذهب لآخر، وانتحلوا لهم أسماء تاريخية قديمة من حضارات العراق لأغراض سياسية عبرية وطائفية، فصدَّق الناس البسطاء أنهم أحفاد نبوخذ نصر وآشور بانبيال.

يقول نيبور: وصلتُ بغداد في خريف 1765م وكان فيها رهبان كرمليون أوربيون، وقد مضى زمان على رحيل المبشرين الفرنسيسكان والكبوشيين، وكل هؤلاء المبشرين لم يأتوا إلى هنا ليجعلوا من المسلمين مسيحيين، لأن هذا العمل سيؤدي بهم إلى الاستشهاد في سبيل الدين ويجعل منهم شهداء وقديسين، بل جاؤوا ليُدخلوا المسيحيين في المذهب الذي يعترف أن بابا روما (الكاثوليكية) هو رئيس وسيد الكنيسة الأعلى، ومن الطبيعي أن رؤساء الطوائف المسيحية الأخرى لا ترضى بالعمل الذي يقوم به المبشرون، وإذا تذمروا واشتكوا لدى الحكومة التركية على أعمال المبشرين، يقوم المبشرون بدفع رشوة بكميات لا بأس بها من المال لقاء سكوت السلطات التركية عنهم، وقد تمكن المبشرون من إدخال عدد كبير من مسيحيي الشرق في مذهبهم، حتى أنهم تمكنوا أن يحملوا النساطرة والمسيحيين المتدينين الأصليين في هذه البلاد على ترك كنائسهم، وشاهدت في بغداد مسجد العالم المشهور معروف الكرخي المُشيّد سنة 1215م، ويقول المسلمون إنه ولد لأبوين مسيحيين لكنه كان يمتنع عن قول، باسم الآب والابن والروح القدس، بل يقول، بسم الله الرحمن الرحيم، فغضبت أمه عليه وحبسته في سرداب أربعين يوماً ثم طردته، فالتجأ إلى جامع موسى الكاظم واعتنق الإسلام وأصبح من علمائهم المشهورين. (نيسكو: ولد أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي لعائلة مسيحية نسطورية، درس مع أخيه عيسى في مدرسة الكنيسة واستعمل البسملة، بسم الله الرحمن الرحيم، التي تعلَّمها من زملائه الأطفال المسلمين، فشكاه الكاهن إلى أهله، توفي سنة 815م ودفن قرب دير الجاثليق النسطوري الواقع غرب بغداد عند باب الحديد الذي يُسَمَّى بالسريانية، دير كليل يشوع، أي إكليل يسوع).

غادرت بغداد في 3 آذار 1766م ووصلت كركوك في 10 آذار، وفيها نحو أربعين كلدانياً أو نسطورياً ينتمون إلى كنيسة روما فما كادوا يسمعون بقدومي حتى هرعوا لزيارتي فوراً وفرحوا لأنهم شاهدوا رجلاً قادماً من بلاد القديس بطرس (يقصد من روما)، وفي حديثي معهم أبدوا لي تذمرهم وامتعاضهم من بقية مسيحيي الشرق لتمسكهم بالخرافات القديمة وعدم إيمانهم أن البابا هو خليفة المسيح على الأرض (نيسكو: لاحظ أن نيبور يقول كلدانياً أو نسطورياً، فهو لا يُفرِّق بين الكلدان والنساطرة، لأن الانشقاق كان لا يزال حديثاً، فيُسمِّي النساطرة كلداناً، قبل أن ينتحل الإنكليز للنساطرة اسم الآشوريين سنة 1876م، ويسمي الكلدان النساطرة المهتدين للكثلكة، أو غير الضالين، كما سنرى).
لقد نصحت هؤلاء الناس الطيبين بالصبر وأن يكونوا واسعي الصدر مع المسيحيين الآخرين من دون أن أجعلهم يشعرون بأنني لستُ كاثوليكياً من مذهبهم، ومن الجدير بالذكر أنني وجدت مسيحيي الشرق متفاهمين فيما بينهم، إلاَّ أنهم لا يميلون إلى مسيحيي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، كذلك وجدت أن المسيحيين الذين اهتدوا على أيدي الرهبان والبعثات التبشيرية التابعة لهم (يقصد السريان النساطرة الذين اعتنقوا الكثلكة وسَمَّتهم روما كلداناً)، أعداءً ألدِّاء لمن بقى على عقيدته ولم يتبعهم من إخوانهم في المذهب السابق (يقصد السريان الذين بقوا نساطرة، ولاحقاً سَمَّاهم الإنكليز سنة 1876م، آشوريين).

في 16 آذار سافرت إلى الموصل عن طريق أربيل، وعند الزاب الكبير نزلت في قرية عبد العزيز التي يسكنها الأيزيديون أو الدواسن (داسني كلمة كوردية تعني الأيزيديين)، هؤلاء لهم مزار بين عقرة والموصل يُسَمَّى شيخ عادي، فيه بركة ماء يرمي فيها الأيزيديون قطعاً من الذهب والفضة تكريماً لواليهم، وقد أغرت هذه الأموال أحد النساطرة القاطنين بالقرب من المزار، فانسلَّ ليلاً ونزل في حوض الماء ليأخذ الذهب والفضة، وصادف أن جاءت ابنة سادن المزار لتأخذ ماء، فرأت شخصاً وسط البركة، ولاعتقادها الأكيد أن لا أحد يجرؤ أن يأتي ليسرق هذا المكان المقدس، اعتقدت بأن الشيخ عادي قد ظهر لها، فهرعت إلى والدها لتخبره، وانتشر الخبر بين الأيزيدية وفرحوا جداً، أمَّا النسطوري فقد هرب وتنعَّم بما غنِم من الأموال.

في 17 آذار وصلت كرمليس ويتراوح عدد بيوتها من (60–70) بيتاً، وجميع سكانها إلى ما قبل سنوات قليلة خلت كانوا من النساطرة (نيسكو: في زمن نيبور كان أغلب سكان كرمليس لا يزالون نساطرة، وفيهم قلة تكثلكوا وأصبحوا كلداناً)، واستقبلني مختار ووجهاء القرية، وبعد الانتهاء من عبارات الترحيب سألني أحدهم فيما إذا كان البابا هو رئيس الكنيسة الرومانية الكاثوليكية فقط وليس رئيس الكنائس المسيحية الأخرى، ولم أكن أشكُّ أبداً أنه من الواضح لدى هذه الجماعة أن الأرمن واليونان والأقباط وغيرهم لهم بطريركياتهم الخاصة كما هو الحال عند النساطرة، وجميعهم لا يعترفون برئاسة البابا وسلطاته، وبادرني أحدهم بالسؤال قائلاً: أوليس البابا خليفة القديس بطرس؟، وقد أظهر لي بسؤاله هذا أنه ليس نسطورياً، إنما كلدانياً مهتدياً، فأجبته: إن جميع المسيحيين عندهم الإنجيل ويعتقدون بتعاليم المسيح التي بشر بها بطرس، والله لا يفرِّق بين كلداني ونسطوري وبقية المسيحيين، ثم سألني إن كنتُ أوربياً أم يونانياً، فأكّدتُ له أنني أوربي لكن نصف أوربا لا تعترف بسلطة البابا منذ مئتي سنة، وكان الجميع مستمعين لي فتقدم بعض النساطرة للاشتراك في الحديث وبادرني أحدهم قائلاً: كان الأجدر بك أن تحافظ على دين آبائنا وأجدادنا ولا تَعمَدْ إلى تغيير دين إخواننا وأهل مذهبنا، لقد قُمتَ أنت والآخرون من الأوربيين بالدعوة ضد بطريركنا، فوصمتموه بشتى التُهم ونصَّبتم بدله أوربياً رئيساً للكنيسة، ثم تأتِ أنت وبصفتك أوربياً لتقول إنك لا تعترف بالبابا الأوربي رئيساً للكنيسة.

لقد آلمني جداً أنني أزعجتُ الطرفين، وحاولت أن أشرح لهم أنه من الأفضل ترك حرية الاختيار لكل شخص وبذلك تبقون أصدقاء أحباء، لكن كلامي لم يرق للقس الكلداني الذي ردَّ عليّ قائلاً: (البعثة التبشيرية الأوربية في الموصل أكّدت لي أن جميع أوربا تعترف بسلطة البابا)، لذلك شَكَّ أنني أوربي وأخرج من جيبه كتاباً صغيراً مكتوباً باللاتينية مع ترجمة بالسريانية أو الكلدانية (النص الفرنسي، بالسريانية أو العربية Niebuhr, Voyage en Arabie et en d’autres pays circonvoisins ، طبعة أمستردام 1776م، ص284)، قائلاً لي: لو كُنتَ أوربياً لقرأتَ هذا ولعلِمتَ أني على حق، وفتح الكتاب وأشار إلى المكان المكتوب فيه (أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي)، فأجبته: إن هذه الجملة ليست موجودة في كتابك فقط، بل موجودة في كل كتب المسيحيين، وقد تجادل حولها أعظم العلماء، ولسنوات طويلة، ولم يصلوا إلى اتفاق بخصوص مضمونها، لذلك كلانا لا نستطيع الوصول بجدالنا إلى حل مرضٍ، ثم بدأت أُغيِّر مجرى الحديث بمواضيع أخرى كالزراعة وغيرها، إلى أن حان وقت صلاة الغروب، فذهبنا وصلينا في ضريح القديسة بربارة، ويوجد هناك تل قريب يُعتقد أن قصر والد القديسة بربارة كان مبنياً فوقه.(نيسكو: إن بطرس الرسول أسس كرسي أنطاكية الذي ينتمي إليه القس الكلداني، ومسألة تبشير بطرس لروما وتأسيسه كرسياً أسقفياً رسولياً ليست صحيحة، فمثلاً الرسول بولس قال في رسالته إلى أهل روما (20:15)،”وكنت حريصاً أن اُبشّر لئلا أبني على أساس غيري”، وغيرها، وسبب الاعتقاد أن بطرس هو مؤسس كرسي روما من الكاثوليك هو، لأنه صُلبَ هناك سنة 67م بأمر نيرون).

يقع دير مار أو شيخ متى فوق جبل عال يبعد ثلاث ساعات شمال شرق كرمليس وهو دير تقع بالقرب منه قرية (ميركي)، يقطنها مسيحيون يعاقبة (سريان أرثوذكس)، والمعتقد أن هناك بعض الآثار، وتقع شمال هذا المكان وعلى بعد ثلاث ساعات قرية بحزاني، وعلى بعد ساعة شمال غرب كرمليس تقع قرية برطلة وجميع سكانها يعاقبة، وبمسافة ميل واحد باتجاه الجنوب الغربي تقع بلدة قره قوش وجميع سكانها يعاقبة.

وصلت إلى الموصل في 18 آذار 1766م، ويسكنها نحو ألف ومئتي بيت مسيحي، ربع هذا العدد تقريباً هم من النساطرة والكلدان غير الضالين، والبقية يعاقبة يقيم بطريركهم في ديار بكر، أمَّا والي الموصل أمين باشا الجليلي، فهو حفيد الجد الأكبر عبد الجليل الذي له منزلة كبيرة عند النساطرة (نيسكو: أسرة الجليليين مسيحية نسطورية الأصل جاء جدها عبد الملك الحفصي نحو سنة 1600م من ديار بكر لغرض التجارة، كانوا يُسَمُّونه بالسريانية (ملكون)، توفي سنة 1640م، ودفن في كنيسة شمعون الصفا في الموصل، ودُفن الأب فرنسيس طورياني الدومنيكي +1767م بجواره، ثم نُقل قبر عبد الملك في 2 آب سنة 1966م قرب محطة تلفزيون الموصل، واعتنق ابنه الشاب عبد الجليل (1620–1681م) الإسلام فلقَّبوه بالمهتدي، وحسب روايات الموصليين فسبب ذلك هو مضايقة المسلمين له دوماً، كان آخرها إجباره من قِبل أحدهم على إخلاء الطريق له استناداً إلى الحديث الإسلامي، إذا لَقيتم النصارى في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه).

يتكلم سكان قرى الموصل اللغة السريانية، لكن اللغة السريانية أو الكلدانية التي يتكلم بها سكان القرى (نيسكو: يقصد اللهجة السريانية التي يتكلم بها الكلدان، وتُسَمَّى السورث، أنظر تعليق الدكتور محمود حسين، مترجم رحلة نيبور إلى العراق في القرن الثامن عشر 2006م، ص123، حيث يقول: الكلدان يتكلمون، السورث، وهي لهجة سريانية مُكسَّرة، تسمَّى فليحي. (نيسكو: وسورث هي مختصر، سور بائيث، ومعناها، اللهجة السريانية المحكية، ومعنى فليحي، لهجة الفلاحين)، وتختلف عن اللغة السريانية الأصلية التي كتبَت بها الكنائس، كما هو الحال بين اللغة العربية الحديثة والقديمة، فقد دخلت على اللغة السريانية الحالية كثير من الكلمات الغريبة، وجميع المسيحيين بمن فيهم التجار والباعة والقساوسة يكتبون بالخط الكرشوني، وهو خط مختلط من الحروف الهجائية العربية والسريانية أو الاسطرنجيلية (نيسكو: الكرشوني ليست كتابة مختلطة، بل هي كتابة اللفظ العربي بحرف سريانية، والاسطرنجيلي هو أحد الخطوط السريانية الرئيسة القديمة، ومعناه خط الإنجيل، مثل ما يقال خط الرقعة)، أمَّا كتب كنائسهم فهي مكتوبة باللغة القديمة، وقليل من المسيحيين المولودين في مدينة الموصل يعرف اللغة السريانية الدارجة المستعملة بين سكان قرى الموصل، وهم يتكلمون العربية التي هي لغة آبائهم وأجدادهم، وهي اللغة المعتمدة في هذه البلاد، والمسيحيون المختلطون بالأجانب يتكلمون الكوردية والتركية، وعند وصولي إلى الموصل، كنت أحمل رسالة إلى اثنين من رهبان البعثة التبشيرية الدومنيكية في الموصل لكي يساعداني على إيجاد بيت لي في محلة يسكنها المسيحيون، لكن حالما عرف هذان الراهبان، أنني بروتستانتي دانمركي لم يرتاحا لقدومي، فامتنعا عن مساعدتي، فاضطررت لاستجار غرفة في خان (نيسكو: استعمل نيبور مع الرهبان الدومنيكان صيغة ألمانية تُستعمل لغرض الاشمئزاز والتهكم).

صادف وصولي إلى الموصل في وقت الصوم الكبير للمسيحيين، فالنساطرة واليعاقبة يمتنعون عن أكل اللحم والحليب والبيض والزبد حتى وإن كانوا في أشد حالات المرض، ويشددون على الصوم أكثر من المسلمين، فلا يأكلون ولا يشربون شيئاً ولا يدخنون ابتداءً من شروق الشمس حتى الظهر، والدومنيكان أنفسهم يصومون في الموصل أو على الأقل يتظاهرون بالصيام لأن المسيحيين يَعدُّون الصيام من أهم الواجبات التي يجب التمسك بها، ولو نبهني أحد القسس المحترمين منذ البداية إلى ذلك لأخذت بمشورتهم واقتديت بهم، ولصمتُ أنا أيضاً محافظة على سمعة الأوربيين، لكنني اعتقدت بأن لا أحد يكترث إليَّ أسوةً ببقية سكان البلدان التي مررت بها، ولكن خبر عدم صيامي انتشر بسرعة بين الأهالي، وكان هناك عدد من الرهبان النساطرة الذين اهتدوا (إلى الكثلكة) على أيدي الدومنيكان، واعتقد هؤلاء كبقية أصحابهم في كرمليس أن جميع الأوربيين ينتمون إلى كاثوليك روما، ولهذا أخذوا يستفسرون ويسألون عن هويتي ومذهبي من الرهبان الدومنيكان، لكن الدومنيكان أخذوا يشنعون بي ويقذفون بالمذهب البروتستانتي ويتهمونني بالإلحاد حتى صار كل المسيحيين ينظرون إليَّ كأحد الكفرة والملحدين عدا قليل من التجار الذين كانوا محتكين بالإنكليز، وعن طريق أحد الأصدقاء الكلدان اسمه إلياس إسحق كان يعمل مترجماً، استطعت إقامة علاقة مع الوالي الذي دعاني عنده، وعلى إثر ذلك زرت مفتي المسلمين والرؤساء الروحانيين للكلدان والنساطرة واليعاقبة، ثم أصبحت صديقاً ومحبوباً من الجميع في مدينة الموصل.

في الموصل زرت جامع الأحمر وجامع النبي جرجيس الذي كان فيما مضى كنيسة مسيحية، وجامع يحيى القاسم الذي يقول المسيحيون أنه كان كنيسة يوحنا الأزرق، ويقع ضريح يوحنا باتجاه الشمال الشرقي والجنوب الغربي، وقام المسلمون بتغيير اتجاه ضريحه نحو القبلة، وقد أخذ والي الموصل بدر الدين لؤلؤ (1233–1259م) هذا القبر وأضافه إلى البنايات الإسلامية الأخرى، وللمسيحيين في مدينة الموصل نحو عشر كنائس، وقد سمح لهم الوالي ببناء كنائس أخرى وترميم القديمة منها، لأن المسيحيين اشتركوا في الدفاع عن مدينة الموصل أثناء حصارها الأخير سنة 1743م (حصار نادر شاه)، وقد شيَّد النساطرة لهم كنيسة وكذلك فعل اليعاقبة، وهاتان الكنيستان جميلتان خاصة كنيسة النساطرة التي شُيَّدت سنة 1744م التي ليس لها مثيل في جميع بلدان الشرق. (نيسكو: يوحنا الأزرق هو أسقف الحيرة النسطوري، عاصر الجاثليق النسطوري صليبا زخا (714–724م) وحضر انتخاب الجاثليق فثيون (731–740م)، وتنسب إليه المصادر التاريخية أنه وضع أو جدد صوم نينوى عندما طلب أحد أمراء الحيرة أربعين بنتاً عذراء من المسيحيات لإلحاقهن بزوجاته، فاجتمعوا إليه في إحدى الكنائس وصلّوا معه لمدة ثلاثة أيام، فاستجاب الله لهم وتوفي الأمير).

أمَّا منطقة حكاري فهي إحدى مناطق كوردستان الجبلية الوعرة المسالك وتقع في الجهة الشرقية من العمادية إلى تخوم منطقة وان التركية، ويسكنها النساطرة ولهم فيها بطريرك اسمه على الدوام شمعون، وهو مستقل عن إلياس بطريرك ألقوش القريبة من الموصل (يقصد البطريرك إيليا الحادي عشر 1722–1778م)، ولا يمتثل بطريرك النساطرة لأوامر بطريرك ألقوش، ولا يخضع احدهما للآخر، وتحت سلطة البطريرك النسطوري نحو ثلاثمئة قرية من المحتمل أن كثيراً منها لم يعد فيها مسيحيون حالياً، ويقول السكان المحليون إن والي المنطقة الكوردي له مندوب إلى النساطرة يُسَمَّى (بيك) يسكن قرية كوميري، لكن النساطرة لا يعيرون له أهمية بل يبدون له الخضوع ظاهرياً لأنهم واقعون تحت حكم المسلمين، فلا يتجاسرون على قطع الصلة معه تماماً، ونساطرة حكاري لا يرغبون بقدوم التجار المسلمين إليهم لشراء منتجاتهم، ولا يسمحون لأي مسلم أن يسكن بينهم.

في الجهة الشرقية لنهر دجلة تقع قرية البساطلية وفيها دير لليعاقبة (مار بهنام)، وكرمليس وقره قوش يسكنها يعاقبة (نيسكو: في عصر نيبور كان دير مار بهنام في الخضر والبساطلية قرب النمرود لايزال بيد اليعاقبة أي السريان الأرثوذكس، ثم استولى عليه السريان الكاثوليك سنة 1839م، بمساندة عائلة الجليلي في الموصل، وأول دخول للكثلكة بين السريان في العراق كان سنة 1761م.)، أما تعدُّ قرقوش (الحمدانية) فتعدُّ أكبر قصبة مسيحية وسريانية في الشرق الأوسط، وتسَمَّى عين السريان، وكانت أرثوذكسية إلى نحو سنة 1800م، والآن بحدود90 بالمئة من سكانها، سريان كاثوليك، والباقي سريان أرثوذكس، وقد حظيت كثلكة السريان بمساندة قوية من أسرة الجليلين، وسنة 1839م، أصبح دير مار بهنام بحوزة السريان الكاثوليك).

وخزنة وبرطلة يقطنها المسيحيون، وبحزاني وبعشيقة يسكنها المسيحيون والأيزيديون، وبعويزة وبيسان يسكنها عدد من الأرمن والبقية مسلمون، وتللسقف وباقوفة يقطنها النساطرة، وباطنايا قرية كبيرة معظم سكانها مسيحيون، وبينهم عدد غير قليل يعتقد أن البابا هو رئيس الكنيسة الأعلى، وبالقرب منها دير مار أوراها القديم للنساطرة، وتلكيف عدد بيوتها بين ثلاثمئة وأربعمئة، وقد انضم نصف سكانها إلى البابا، أمَّا البقية فهم نساطرة.
وشكراً/ موفق نيسكو

هفوةٌ صغيرة للأب ألبير فيها فائدةٌ كبيرة

هفوةٌ صغيرة للأب ألبير فيها فائدةٌ كبيرة

https://c.top4top.io/p_1626yrpnt1.png

الأب ألبير أبونا هو كاهن كنيسة السريان الشرقيين الذين سَمَّتهم روما كلداناً لأغراض سياسية عبرية وطائفية، وثبت اسمهم كلداناً في 5 تموز 1830م، ويُعد الأب ألبير من أنزه كُتَّاب ومؤرخي هذه الكنيسة وشقيقتها الكنيسة الآشورية الذين لنفس الأغراض سَمَّاهم الإنكليز، آشوريين، سنة 1876م، وثبت اسم كنيستهم رسمياً آشورية في 17 تشرين أول 1976م، فالأب ألبير هو حجة واستاذ تاريخ كنسي بامتياز، ويؤلف كتباً ومقالات عن كنيسته بالاسم الصحيح كما في كتابه الشامل، تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية (لا كلدانية، ولا آشورية)، والكنيسة الكلدانية السريانية الشرقية الكاثوليكية، وكتاب الآراميون، وأدب اللغة الآرامية، وغيرها من كتب ومقالات مكتوبة أو مترجمةً، يوضِّح فيها الأب أبونا أن السريان هم الآراميون، وكلدان وآشوريّ اليوم، هم سريان آراميون، لا علاقة لهم بالقدماء، وكانت كنيستهم تخضع في القرون الأولى لبطريرك وكنيسة أنطاكية السريانية..إلخ.

مع أن الأب أبونا له بعض الشطحات القليلة خاصة بعد سنة 2003م تحت ضغط المتعصبين من المتكلدنين، لكنه والحق يُقال إن تلك الشطحات قليلة ومفهومة، ويبقى هو أنزه كاتب من كنيسة المشرق السريانية بشقيها، المُتكلدن والمتأشور.

الأب أبونا الذي رغم كبر سنه، مواليد 1928م، أطال الله في عمره، إلاَّ أنه لا يألو جهداً في البحث عن كل ما هو جديد ومفيد عن كنيسته من كتب الآخرين خاصة الفرنسيين وترجمته إلى اللغة العربية ليكون مصدراً يطَّلع عليه المهتمون والمثقفون من المسيحيين وغيرهم.

قبل أيام قليلة اتصل بي أحد المثقفين السريان من مدينة عينكاوا/ أربيل ليبشرني بصدور كتاب مهم جداً عن كنيسة المشرق يقول فيه المؤلف إن الكلدان والآشوريين الحاليين هم سريان، وكانوا يخضعون لبطريركية أنطاكية السريانية إلى القرن الخامس الميلادي..إلخ، فقلت له: ما اسم الكتاب؟، أجابني: (تاريخ كنيسة المشرق، مسيحيو العراق وإيران وتركيا، للمؤرخ الفرنسي ريموند كوز)، فقلت له اعلم به وعندي هذا الكتاب، فقال لي: مستحيل، كيف يكون قد وصلك بسبب كورنا وقد صدر منذ أيام هنا؟، قلت له الكتاب موجود عندي منذ فترة طويلة، قال لي: مستحيل ربما عندك الجزء الأول فقط، قلت له: عندي الجزأين، وقد صدر سنة 2009م وترجمه من الفرنسية الأب عمانوئيل الريس، ولم يصدقني إلاَّ عندما أرسلت له صورة من الكتاب، ثم قال لي: إنها فضيحة، قلت له لماذا؟، قال لي: لأن الأب ألبير أبونا قام بترجمته وأكيد لا يعلم أن الكتاب مُترجم، ولم يُشِر مطلقاً في المقدمة أن الكتاب مُترجم.

قلتُ له: هذه هفوةٌ صغيرة فيها فائدة كبيرة جداً، لكن بغض النظر إن كانت هفوة أم لا، فترجمة الأب ألبير أبونا للكتاب مهمة وفيها فائدة لأن الأب ألبير معروف وذو مصداقية، وعندما يُترجم كتاب، يشتهر وينتشر أكثر. (وأُرفقت صورة الكتابين في الرابط بداية المقال).

وريموند كوز هو كاتب ومؤرخ قدير ومنصف، وقد أبدع فعلا في كتابه هذا، مع شطحات خفيفة لصالح الكلدان على حساب الآشوريين، وهو أمر تعودنا عليه من الكُتَّاب الكاثوليك خاصة الفرنسيين بوضع تمرة في كفة ميزان الكلدان لأنهم كاثوليك، على حساب الآشوريين النساطرة، لكن المهم أن كتاب رائع جداً.

كتاب ريموند كوز مهم جداً، ويؤكد الحقيقة التي أذكرها أنا دائماً وهي أن الكلدان والآشوريين الحاليين الجدد أي المتكلدنين والمتأشورين، هم من أصول عبرية من الأسباط العشرة الذين سباهم العراقيون القدماء، ولأن العبرية اضمحلت من القرن الثامن قبل الميلاد، وأصبحت لغتهم هي الآرامية (سريانية)، وعند قدوم المسيحية اعتنقها أغلب يهود العراق المسبيين تحت سلطة كنيسة أنطاكية السريانية، وعاشوا آراميين سريان طول عمرهم مع بقاء النظرة العبرية مدفونة عندهم، واعتنقوا المذهب النسطوري وانفصلوا عن أنطاكية سنة 497م تحت ضغط الفرس، واتخذوا المدائن عاصمة الفرس مقراً لكنيستهم، لذلك سُمِّيت كنيستهم، النسطورية والفارسية، لكنهم مع ذلك حتى بعد أن تسَمُّوا كلداناً وآشوريين، عاشوا سرياناً إلى القرن العشرين، عندما بدأ الاستعمار الغربي وبالذات الإنكليزي والفرنسي والأمريكي يرُكِّز على تسميتهم المزورة والمنتحلة لأغراض سياسية وعبرية خبيثة.

ولتوضيح ما قلته وأهمية الكتاب أنقل قليل من كثير مما قاله المؤرخ ريموند كوز في كتابه:

في أيامنا هذه نسمع من يتحدث عن الأمة الكلدو آشورية التي لا رابط يربط بين الأمتين غير الجغرافية، الأولى في الشمال والثانية في الجنوب، ويكاد لا ينجو المسيحيون المحليون من الوقوع في دمج هاتين القوميتين في أمة واحدة ليبرهنوا على أنهم من سلالة هذين الشعبين العظيمين ذلك للمطالبة بحقوق سكان البلاد الأصليين، ومن المؤكد أن تسمية الكلدان تعود إلى رسالة البابا أوجين الرابع سنة 1445م التي أطلقها على نساطرة قبرص، أمَّا تسمية الآشورية فأطلقها المبشرون البروتستانت في القرن التاسع عشر على العشائر المستقلة عن روما والمتحصنة في جبال حكاري، وبالإيجاز فكنيسة المشرق وكنيسة فارس نسبة إلى موقعها الجغرافي والكنيسة السريانية الشرقية نسبة إلى لغتها الأم، والكنيسة النسطورية وكنيسة كوخي، تُعدُّ تسميات مترادفة، ونستعملها حسب المراحل التاريخية التي مرت بها. (ج1 ص9-10).

أول من اهتدى للمسيحية في بلاد ما بين النهرين كانوا من اليهود، فقد كانوا منذ السبي البابلي جماعة مبثوثة عِبر بلاد ما بين النهرين برمتها، لا بل وراء حدود دجلة، وبعض تقاليد كنيسة المشرق تُعدُّ إرثاً للعادات اليهودية لتلك الحقبة، كتبنِّيهم عادة إقامة أعراس في موسمين، وهو يطابق وصفه في التلمود اليهودي “الميشنا” التي جُمعت بعد السبي، وكذلك الخطوبة والقران والولائم.

إن غالبية مسيحيي كنيسة المشرق هم من الآراميين، وكنيسة المشرق تواجدت في بلاد فارس وهي ابنة كنيسة أنطاكية واتبعت تعاليمها، إلاَّ أنها لم تكن منتظمة في طقوسها وعقائدها، وفي مجال السلطة الكنسية، كانت خاضعة لأنطاكية، وكان الأساقفة يُرسمون فيها، ونتيجة الحرب الطويلة بين الفرس والرومان كانت علاقتهم فاترة مع الكنيسة الأم، وأُجبرَ مسيحيو بلاد فارس على قطع علاقتهم معها، وكان على كنيسة المشرق ترتيب أمورها الداخلية قبل قطع علاقتها مع أنطاكية، والمؤرخ جان ده بينيك (يوحنا فينكاي، وهو من كنيسة المشرق، أي الكلدان والآشوريين الحاليين الجدد) في القرن الثامن يُفسِّر ما جرى قبل سنة 309م، بالقول: إن حقوق كنيسة سوريا أي أنطاكية انتقلت إلى كنيسة كوخي (أي كنيسة المدائن، أو ساليق وقطسيفون)، وجاء هذا في أول رسائل الآباء الغربيين، أعقبها رسالة ثانية أثناء أزمة السلطة التي عكَّرت أجواء كنيسة فارس، تلك الأزمة التي خلقتها تصرفات فافا ودفعته ليصبح أسقف ساليق وقطسيفون في مستهل القرن الرابع، فحاول تنظيم كنيسته بطريقة تعسفية ديكتاتورية، مما جلب على نفسه نقمة باقي الأساقفة، فعزلوه، فرفع قضيته للآباء الغربيين في كنيسة سوريا وبدقة أكبر إلى أنطاكية والرها اللتين في رسالة ثانية للآباء الغربيين أبطلتا القرار حيث كان تأثيرهم لا يزال قوياً، فتدخلوا ودعموا فافا وأعادوهُ إلى كرسيه، ومنذ تلك الأزمة ترسَّخَت سلطة ساليق وقطسيفون. (ج1 ص20-27). (ملاحظة: الآباء الغربيون، يعني آباء كنيسة أنطاكية أو سوريا السريانية الواقعة غرب الفرات، وليس أوربا).

وهناك تقليد قديم يقول: ينال جاثليق ساليق وقطسيفون (المدائن) مهام تثبيته من بلاد الروم، أي من أنطاكية، فأنطاكية مقاطعة رومانية سورية، والكنيسة الأم لساليق وقطسيفون والبلاد الرومانية في الواقع تشمل جميع البلدان الواقعة غرب حدود المملكة الساسانية الفارسية (ج2 ص137).

وشكراً/ موفق نيسكو

 

ترجمة وتحقيق الآشوريون الجدد للبروفيسور جون جوزيف ج6 والأخير

ترجمة وتحقيق الآشوريون الجدد للبروفيسور جون جوزيف ج6 والأخير

 

ب- رد الأستاذ جون جوزيف على مقال فراي: آشور وسوريا: المترادفات 2

 

إن إلقاء نظرة واحدة على الجدول رقم واحد لفراي وإلى نهاية مقاله تُبيِّن أن المعلومات لا تدعم استنتاجاته في استعمال الشرقيين والتفريق بين مصطلحي السريان والآشوريين، ووفقاً للجدول، حتى باللهجة الآشورية القديمة “أي الأكدية”، فإن اسم بلاد آشور الجغرافي وبلاد سوريا “آرام” كانا مصطلحين متميزين، فهما على التوالي، آشور وآرام، وفي كل لغة من اللغات الثماني من لغات الشرق الأدنى واللهجات التي أدرجها فراي في جدوله، هناك تمييز بين اسمي بلاد آشور وبلاد سوريا، ولا تحمل أي تشابه مع بعضها، ففي جدول فراي كانت منطقة آشور معروفة في الأرمنية باسم Norshirakan، ويبدو وفقاً لجدوله أن الأرمنية اقترضت اسم Asorestan من الفرس (اللغة الفارسية)، وهذا الاسم في الأرمنية يُشير إلى بلاد ما بين النهرين [8].

 

في جهده لإثبات أن كلمتي سوري وآشور مترادفتان، يستشهد فراي من بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية “اليعقوبية” ميخائيل السرياني الكبير من القرن الثاني عشر، ووفقاً لفراي ونقلاً عن تاريخ البطريرك ميخائيل الجزء الثالث فإنه كتب بوضوح أن سكان بلاد غرب الفرات اسمهم السريان، وقياساً على ذلك، كل الذين يتحدثون نفس اللغة في شرق وغرب الفرات إلى بلاد فارس، دُعوا سرياناً، ص33، ثم يعود فراي ويستشهد من الجزء الأول بثلاث كلمات غامضة للبطريرك ميخائيل ويترجمها إلى “الآشوريين أي السريان twry’d d hywn swryy”، وهذا هو المصدر الوحيد باللغة السريانية الذي يفترضه فراي دليلاً على ترادف كلمتي السريان والآشوريين.

كلمة، أثوري Athoraye، عند البطريرك الشهير ميخائيل السرياني بالتأكيد (مما لا شك فيه) تعني سكان مدينة الموصل وحولها، وهذا الأمر استعمله كثيرون من قبله أيضاً، فأثوري ببساطة تعني أن الشخص ينحدر (مولود) في مدينة أثور، وهو اسم مدينة الموصل الذي كانت تُعرف به في حقبة ما قبل الإسلام، وقد واصل المسيحيون استعمال التسمية الجغرافية أثوري (بمعنى موصلي)، وهي ممارسة شائعة في الشرق الأوسط حيث يُحدد لقب الشخص مع اسم مدينة مسقط رأسه [9].

 

لم يأتِ الارتباك بين أسماء سرياني يعقوبي، الآشوريين الشرقيين، الكلدان، السريان، والآشوريين منذ القرن السابع عشر بسبب الانتماء العرقي المسيحي، ولكن بسبب الموقع الجغرافي لكنائسهم أو البطريركيات، فإن مصطلح المسيحيين في آشور أو مسيحيي آشور، تحوَّل بصورة تدريجية إلى “الآشوريين المسيحيين”، ثم أصبح “المسيحيين الآشوريين” [10]، وكان المؤرخ البريطاني جيبون في وقت مبكر من القرن الثامن على بينة من هذه الالتباسات فكتب إن النساطرة أربكوا أنفسهم أكثر باتخاذهم اسم الكلدان أو الآشوريين بحجة الاستفادة من اسم أمة شرقية قوية وعظيمة سابقاً [11]، وهذه الأسماء المتعددة للمسيحيين الناطقين بالآرامية كانت معروفة، وعناوينهم كانت معروفة واستعملت أيضاً من كنيسة روما الكاثوليكية في إشارة إلى بطاركتهم في بعض الأحيان، وهذه المجموعات الغريبة من الأسماء “الكلدان في بلاد آشور”، أو “الكلدان الشرقيون الكاثوليك في آشور”، كانت مستعملة نادراً من البطاركة والشعب أنفسهم، كما قال الباحث الدومنيكي جان فييه [12].

 

 والأمثلة المذكورة أعلاه، وفقاً لفراي، تثبت تأكيد بعضهم أن كلمة “الآشوريين” كانت من صنع الغربيين في القرن الثامن عشر أو القرن التاسع عشر غير صحيحة، وهنا يستشهد فراي من مصدر واحد، ونَسبَ إلى كاتبه قولاً لم يَقُلهُ، وهذا المصدر هو كتابي أنا جون جوزيف، (النساطرة وجيرانهم المسلمون ص9)، حيث قلتُ فيه: لم يظهر اسم الآشوريين قبل القرن التاسع عشر، وما كتبته أنا في مقدمتي هو: إن النساطرة المعروفين باسم الآشوريين، وهذا الاسم (الآشوريين) شاع استعماله في إشارة إليهم منذ الحرب العالمية الأولى فقط، وأضاف (فراي) قائلاً: لقد تم استعمال اسم الآشوريين قبل القرن التاسع عشر في العهد القديم حيث كان اسماً معروفاً في جميع أنحاء العالم وأينما وجد الكتاب المقدس سواءً في الشرق أو الغرب. (انتهى كلام فراي).

(جون جوزيف)، لقد قال جان فييه: إننا وجدنا سلسلة من الأسماء القديمة في الكتابات السريانية عند أوائل الكتاب المسيحيين الشرقيين، سرياناً، آشوريين، كلداناً، وبابليين، لكن هؤلاء الكتاب استعملوها بطريقة لا مبالاة، ولم يذكروا أبداً تلك الأسماء مقرونة بالناس أو مُعرَّفة بهم، مثل، لدي مؤشرات أن مسيحيَّتي آشورية، أو أنا مسيحي آشوري، وأكَّد جان فييه أنه جمع بحدود خمسين صفحة من أسماء الأعلام، ولم يجد بينهم اسماً آشورياً واحداً [13]، ويبقى السؤال: ماذا يعني مصطلح آشور وسوريا وهل هما مترادفان؟، وهل يمكننا أن نستبدل كلمة السريانية بالآشورية أينما استعملت في العصور القديمة؟ وهل يمكن تسمية شعوب كل الإمارات الآرامية ضمن جغرافية سوريا، آشوريين، بحجة أن كلمة آشور مرادفة ظاهرياً لسوريا أو مقترنة بها”؟

 

لقد كتب فراي في أحد مؤلفاته الرائعة “تراث بلاد فارس”: كان حضور الشعب الآرامي في كل مكان في جميع أنحاء الهلال الخصيب من القرن الثاني عشر قبل الميلاد حيث تسللت القبائل البدوية التي تتحدث الآرامية، وأصبحت لهم سلطة وشكَّلوا إمارات صغيرة، ويمكن للمرء أن يستنتج ويتابع أن الآراميين كانوا متواجدين هنا أيضاً (في بابل) مثلما كانوا على الجانب الآخر من الصحراء السورية، وحركتهم في الهلال الخصيب في ذلك الوقت تشبه لاحقاً حركة القبائل العربية قبل الإسلام في الأرض نفسها.

فهل يمكننا أن نطلق على هؤلاء الآراميين اسم الآشوريين منذ أن دُعي الآراميون ب (السريان)؟

قد يقول قائل إن كلمة سوريا مشتقة من آشور، وفي أحسن الأحوال ربما يجوز ذلك، لكن بالتأكيد إن ذلك لن يُغيِّر من جغرافية سوريا وسكانها وغالبية سكان الهلال الخصيب إلى آشوريين، فإذا كان اسم سوريا هو شكل من أشكال الاشتقاق من آشور، فإني ببساطة اُذكِّر أن سوريا الجغرافية حُكمت مرة واحدة من الإمبراطورية الآشورية القديمة، وإذا كنتُ قد قرأتُ بشكل جيد كتاب فراي المثير للإعجاب “تراث بلاد فارس”، فإنه يقول: أدى الغزو الآشوري للآراميين إلى انتحار الآشوريين في بلاد ما بين النهرين وفي سوريا أيضاً، وقبل ثلاثين عاماً كتب فراي: تعرَّض الآراميين للعدوان الآشوري وعانوا كثيراً من الحكم الآشوري، ومن جهة أخرى فإن الآراميين غزوا أسيادهم، فاضطر الآشوريون فيما بعد إلى اعتماد لغة وكتابة الآراميين لعدة قرون، ونقرأ لفراي أيضاً: كان التوسع السياسي الآشوري يرافقه التوسع العرقي الآرامي، وجاء وقت (وصل الأمر) إلى الطبقات الدنيا باستثناء الفلاحين في القرى، فجميع أنحاء المنطقة في شمال العراق (الحالي)، لم يعد يُذكر فيه شيئاً عن اللغة الآشورية (الأكدية)، بل كانوا يتحدثون الآرامية [14].

 

اللغة الأكدية وهي الوسيلة الناقلة للثقافة والهوية الآشورية القديمة، لم يعد لها وجود، بينما كان الآشوريون لا يزالون في السلطة، وبعد سقوط الدولة الآشورية أصبحت اللغة الآرامية هي لغة الشعب مع عدم وجود قوة مركزية خاصة لحكومة آشورية، فأصبحت تدريجياً بيد قوميات وجماعات أخرى، التي غدت تتحدث اللغة الآرامية، وعلى عكس ذلك فالدولة الفارسية أيضاً اعتمدت اللغة الآرامية كلغة رسمية، لكن الفرس لم ينسوا لغتهم الأم بسبب الآرامية، بل بقيت هويتهم اللغوية- الوطنية الخاصة بهم، ولم تهيمن اللغة الآرامية على كل بلاد فارس مثلما جرى في الدولة الآشورية، وعند قدوم الإسلام تمكن الفرس مرة أخرى من مقاومة التعريب، ومع أنهم استعملوا اللغة العربية مدة من الزمن بعد إسلامهم، واقترضوا من العربية مفردات كثيرة، واستعملوا الحروف العربية، لكنهم استطاعوا (فَرسَنَت أو تفريس) ما اقترضوه من المفردات العربية (أي استعملوا الكلمات المقترضة من العربية بقالب لغوي فارسي)، ولكن في حالة الآشوريين نجد أنهم أصبحوا آراميين (تأرُّموا) تماماً، حيث امتص الآراميون جميع الأعراق والإثنيات في الدولة الآشورية التي ستتعرب في القرون اللاحقة (حتى اللغة العربية هيمنت على عدة شعوب)، لكن اللغة الآشورية ماتت واندثرت، لأنه لم يكن هناك آشوريون ليتكلموا بها أو يستعيدوها، فاللغة لأكدية كلاماً وكتابة ًبقيت واسعة جداً إلى القرن الثامن قبل الميلاد، إلى أن جاءت الآرامية التي تُسَمَّى خطأً، آشورية [15]، وهذا الأمر يشبه كما لو قام الفرس بتسمية اللغة العربية بالفارسية بحجة أن الفرس يستعملون الكتابة والنص والحرف العربية.

 

معظم التناقضات في هذا الأمر هي استعراضية، وكما يبدو لي أن الأمر محلول، فبدلاً من الخوض في اشتقاق غير مؤكد بين كلمتي سوريا وآشور، فالمؤلف (فراي) قد اعتمد على التفاعل بين شعب سوريا الجغرافية، وبين آشور، الموضوع الذي عالجه باقتدار ولكن لمدة وجيزة إلى 1960م، فعندما كان المسيحيون يتحدثون الآرامية في القرن التاسع عشر كانوا يطلقون على أنفسهم اسم (السريان Suraye، Soroyo)، في أورميا، هكاري، وطور عبدين، كانوا بذلك يُشيرون إلى انتسابهم إلى لغتهم الآرامية الأم ولغة طقوسهم وآدابهم الجليلة ل 1800 سنة مضت، وما كان البروفسور فراي سيكون متناقضاً لو أنه استعمل كلمة الآراميين مرادفة للسريان، وهو الاستعمال الذي بدأ منذ أكثر من 2000 سنة، وفي وقت مبكر في المرحلة الهلسينية (اليونانية) لحقبة من تاريخ الشرق الأدنى التي استمرت ما يقرب من ألف سنة وإلى زمن العصر المسيحي، فإن فراي نفسه يخبرنا: إن منطقة بلاد ما بين النهرين كانت تسميتها الرئيسية السريانية هي (Bet Aramaye بيت أو بلاد الآراميين [16].

========================

الهوامش

[8] الفقرة، ص35.

[9] انظر جان فييه، آشوريون أم آراميون؟، 10، 1965م، ص156، وعند Heinrichs، ص105-106.

(نيسكو: هنا أخطأ الأستاذ جون جوزيف ولم يكن موفقاً في رده على فراي وتسويغه لقول ميخائيل الكبير ج1 ص20 عن الآشوريين القدماء مرة واحدة أنهم سريان بالقول إن ميخائيل قصد بالآشوريين سكان مدينة الموصل، والصحيح أن ميخائيل فعلاً يستعمل اسم أثور الجغرافي على مدينة الموصل بكثرة، ويقول أثور أي الموصل، ويستهجن بالآشوريين القدماء وصوَّر كل عدو أنه آشوري، وسَمَّى زنكي الذي احتل الرها، الخنزير الآشوري، لأن كلمة آشوري عنده كما في التاريخ والأدب السرياني، تعني: أعداء، غزاة، برابرة، أشرار، وقد استعمل ميخائيل  بحدود60 مرة تقريباً: إننا سريان، كنيستنا سريانية، شعبنا سرياني، لغتنا سريانية، والسريان هم الآراميون حصراً..إلخ، لكن في ج1 ص20 التي قصدها فراي من تاريخ ميخائيل، عربي، لم يقصد ميخائيل مدينة الموصل كما رد الأستاذ جون جوزيف على فراي، بل ميخائيل الكبير قصد أن كل من تكلم لغة الآراميين (السريان)، هو سرياني، فهو في ص20 فقط تكلم عن الدول التي لها كتب وأدب وسجلات، وقال: الآشوريون القدماء هم سريان، ولم يقل إن السريان هم آشوريون، وقد شرح ذلك لاحقاً في فصل واضح جداً عنوانه (نكتب بنعمة الله عن ممالك الآراميين القديمة، أي بني آرام الذين سُمُّوا سرياناً أي أبناء سوريا)، وعَدَّ أن الأساس في تسمية القوم، هو اللغة، فكل من تكلم السريانية عند ميخائيل، هو سرياني، حيث قال: كل من تكلم لغتنا الآرامية (السريانية) من الآشوريين والكلدان القدماء، هو سرياني، انظر تاريخه، ص748-750، سرياني، ج3 ص283-386، عربي، ولمزيد من التفصيل، انظر كتابنا، فصل: ثلاث حجج هزيلة فقط للسريان المتأشورين، ثانياً: البطريرك ميخائيل الكبير.

[10] انظر هذا المثال عند كوكلي، كنيسة المشرق وكنيسة إنكلترا، أكسفورد، 1992م، ص65-66.

[11] انظر Edward Gibbon، جيبون، (The History of the Decline and Fall of the Roman Empire، التاريخ منذ انحطاط وسقوط الإمبراطورية الرومانية)، لندن، 1898م، مج150. انظر جوزيف أيضاً، مرجع سابق، ص14.

[12] لكثرة العناوين الأبوية والأسماء التي صاغتها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، انظر جان فييه (Assyrien Araméens? ou، السريان أم الآراميون) ص146-150، وبعد وفاته صدر له مقال بعنوان (Comment l’Occident en vint à parler de Chaldéen، كيف جاء الغرب للحديث عن الكلدان(، مكتبة جامعة مانجستر، 78 خريف 1996م، ص163-170.

(نيسكو: باستثناء اسم السريان الأرثوذكس الذين ورد اسمهم في التاريخ سرياناً، وأحياناً قليلة يعاقبة، لم يُستعمل اسما الآشوريين والكلدان في التاريخ إطلاقاً، فاسم الكلدان أُطلق سنة 1445م، ومات حينها، واستُعمل رسمياً في 5 تموز 1830م، والاسم الآشوري أُطلق سنة 1876م، واسنخدم رسمياً في 17 تشرين أول 1976م، بل اسمهم في كل التاريخ هو السريان الشرقيون، السريان النساطرة، النساطرة فقط، كنيسة المشرق، كنيسة الفرس..إلخ، باستثناء الآشوريين والكلدان).

[13] انظر له (جان فييه) (Assyriens ou Araméens?، السريان أم الآراميون)، ص146.

[14] تراث بلاد فارس، طبعة مينتور، 1966م، ص8 و32، رقم 5 من المقالة.

(نيسكو: إنه رد جميل جداً وعلمي ومنطقي من الأستاذ جون جوزيف على فراي، فالتاريخ كله يذكر الآراميين كقوم ولغة وحضارة، ومنهم فراي نفسه، وهنا يسأل الأستاذ جوزيف فراي متهكماً عليه، هل هؤلاء القوم الذين ذكرتهم يا فراي باسم (آراميين) في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، أي قبل أن يتخذوا اسم السريان، أصبحوا فجأةً آشوريين بعد أن اتخذوا اسم السريان، بحجة أن اسم السريان مشتق أو قريب من اسم آشور؟، ثم يكمل: وهل أن سوريا (وهي جغرافيا بلاد آرام الكبرى قبل أن يصبح اسمها سوريا) هي بلاد آشور؟، ناهيك عن أن الآشوريون هم أعداء الآراميين (السريان) وقد قام الآشوريون بغزو الآراميين كما يقول فراي نفسه.

[15] انظر Richard C. Steiner، شتاينر، (Why the Aramaic Script was called, Assyrian in Hebrew Greek, and Demotic in Orientalia، لماذا كانت تُسَمَّى الكتابة الآرامية آشورية في اللغة العبرية، اليونانية، والديموطيقية في الشرق(، روما، المعهد البابوي الكتاب المقدس،62، 1993م، ص80، وانظر Joseph Naveh & Jonas C. Greenfield، نافيه وغرينفيلد، (Hebrew and Aramaic in the Persian Period، العبرية والآرامية في الحقبة الفارسية)، كامبردج، تاريخ اليهودية ،1984م، ج5، 1، ص126-127. إن مقارنة فراي فقرة 32، وn8، غامضة وتتحدث عن استعمال مصطلح الآشورية على اللغة والأبجدية الآرامية، والمصطلح اليوناني (Assyria Grammata)، والعبري (Ktab Ashuri) بمعنى الكتابة الآشورية، تعني على حد سواء وتشير إلى الحرف الآرامي الذي استعمله الآشوريون، وليس إلى اللغة الآرامية.

[16] جدول 1، ص35، نحن لم نقل ماذا كانت تُسَمَّى منطقة بلاد ما بين النهرين في اللغة الآرامية قبل المسيحية، ولكن بدون شك أن جزءاً كبيراً منها كان يُسَمَّى بيت الآراميين في تلك الحقبة.

وشكراً/ موفق نيسكو

 

ترجمة وتحقيق الآشوريون الجدد للبروفيسور جون جوزيف ج5

ترجمة وتحقيق الآشوريون الجدد للبروفيسور جون جوزيف ج5
يتبع ج4
استشهد الباحث فراي من كتاب الأستاذ جون، فردَّ عليه الأستاذ جوزيف بمقال مستقل، لكننا أعطينا عنوان المقال ج5

ب- رد الأستاذ جون جوزيف على مقال فراي: آشور وسوريا: المترادفات
ترجمة وتحقيق موفق نيسكو
البروفسور ريتشارد فري يبدأ مقالته بالقول إن الالتباس (الارتباك) موجود بين الكلمتين المتشابهتين (سوريا وآشور) على مدار التاريخ حتى يومنا هذا، ومما يؤسف له أن هذا المقال يُديم (يُخلِّد) الالتباس [1]، وفي ملاحظاته الختامية يخبرنا فراي أن نقاشه بشأن استعمال اسم، الآشوري / السرياني، قد أظهرت حقيقتين بوضوح، الأولى: ارتباك الغربيين في استخدام اسم سوريا للجزء الغربي من الهلال الخصيب، واسم آشور للأرض القديمة شرق الفرات، والثانية: استعمال الشرقيين لم يفرق بين الاثنين إلاَّ عندما يكون متأثراً بالغرب، أو لأسباب خارجية أخرى، ودعونا نلقي نظرة على هاتين النتيجتين أكثر:

أولاً: استعمال الغربيين لاسمـي سوريا و آسيا كان في وقت ما، حين لم يكن الغربيون (الإغريق، اليونان)، على دراية كاملة بالشرق الأدنى، ولم يكونوا يفرقون بين سوريا وآشور، لاسيما عندما كان الآشوريون لا يزالون في السلطة، ولكن في وقت مبكر من القرن الخامس قبل الميلاد أي بعد سقوط نينوى بقرنين تقريباً، فهيرودوتس بشكل واضح جداً يُفرِّق بين المصطلحين والمناطق، وتظهر أبحاث Randolph Helm راندولف هيلم، أن هيرودوتس بأمانة وباستمرار ميَّز بين أسماء سوريا وآشور واستعملها بشكل مستقل عن بعضها، وأن سوريا/ السوريين بالنسبة له، هم سكان بلاد الشام الساحلية بما في ذلك شمال سوريا، فينيقيا، وفلسطين، ويشدد هيلم على أن هيرودوتس لا يستخدم أبداً اسم سوريا للإشارة إلى بلاد ما بين النهرين، فبلاد آشور هي في بلاد ما بين النهرين بالنسبة لهيرودوتس، ولم يستعمل اسم آشور أبداً لينطبق على سوريا، فالتمييز الواضح المثبَّت عن هيرودوتس، بتعليقات هيلم، كانت مفقودة عن مؤلفين كلاسيكيين لاحقين، فبعضهم فسَّر تاريخ هيرودوتس الكتاب السابع، فقرة 63، أنه إشارة إلى الفينيقيين أو اليهود، أو أي شرقيين آخرين على أنهم آشوريين [2].

في التعليق على موضوع استخدام آشور / سوريا كما هو مذكور أعلاه، ففي تاريخ المؤرخ هيرودوتس، كتاب 7، فقرة 63، تحدث (فراي) بشكل سطحي، وليس من مدة طويلة عن أن اليونان أطلقوا على الأشوريين اسم السوريين، السريان، لكن بدون حرف A كما هو على الاسم الأول، وفي الصفحة التالية فإن هيرودوتس يمثل نقطة تحول في الفصل بين المصطلحين عندما أصبح الإغريق على دراية ومعرفة أفضل بالشرق الأدنى وبشكل خاص بعد إسقاط الإسكندر الأكبر للإمبراطورية الأخمينية في القرن الرابع قبل الميلاد، فعندما حكم اليونانيون والرومان المنطقة لاحقاً، تَقيَّدوا (التزموا) باستعمال اسم سوريا على الأراضي الواقعة غرب الفرات.
خلال القرن الثالث قبل الميلاد (280 ق.م.) وعندما تمت ترجمة الكتاب المقدس العبري إلى اليونانية (السبعينية) لكي يستعملها اليهود اليونان في مدينة الإسكندرية، تمت ترجمة مصطلح الآراميين والآرامية من الكتاب المقدس العبري إلى اليوناني ب (سوري، سريان، واللغة السريانية) على التوالي [3].

خلال القرن الثاني قبل الميلاد نعلم أن، Posidoniu بوسيدونيوس، وهو يوناني كان يعيش في سوريا، وكتب: إن الناس الذين نُسَمِّيهم (نحن اليونان) السوريين، السريان، هم يُسَمُّون أنفسهم آراميون، والشعب في سوريا هو آرامي [4] ، وبوسيدونيوس الذي كان بلا شك مدركاً للالتباس الذي كان موجوداً في أيامه بين المصطلحين الآشوريين والسوريين (السريان)، يعرف جيداً أنه مهما كانت العلاقة الاسمية بين الاسمين، فإن جغرافية بلاد آرام (سوريا)، وجغرافية بلاد آشور، هما جغرافيتان مختلفتان عرقياً وثقافياً ووجوداً (كينونةً)، وتم التعبير عن هذه النقطة بشكل جيد من قبل Heinrichs في مقالته الموضحة أعلاه، فهو يتحدث بحدة وحزم عن الاستمرار بهذا الأسلوب الساذج في تحديد أساس الهوية أو الهوية شبه الشخصية وأسماء المجموعات السكانية في ظل هذه الأخطاء الموجودة في كل مكان وفي كل أدب تبريري كتبه المؤرخون بدون التدقيق (التوجيه) اللغوي [5].

يقول فراي في إشارة إلى لوسيان أو لوقيان الساميساطي +180م تقريباً: دعا لوسيان شعب سوريا، آشورياً، لكن فراي نفسه قال في ص33: “أنا الذي كتب ذلك”، ويوضِّح هذا القول التمييز الواضح لهيرودوتس وآخرين من بعده، وهذا الأمر فات (انطلى) على بعض المؤلفين الكلاسيكيين لاحقاً، ويلاحظ فيروس ميلر من جامعة أكسفورد هذا الخلط بين سوريا وآشور ويشير إلى لوسيان، وطيطانوس الذي يرتبط نفسه أيضاً مع آشور قائلاً إنه ولد في بلاد آشور، لذا لقبه “طيطانوس الآشوري”، فميلر وضَّحَ وكتب أن لقب طيطانوس هو اليوناني وأنه ولد في بلاد آشور الجغرافية، “لا أكثر ولا أقل” مما فعل غيره من الكتاب اللاتين الذين كتبوا اسم طيطانوس “طيطانوس اليوناني” كما كتبوا أن لوقيانس السميساطي هو من سميساط [6].

ثانيا: استعمال الشرقيين لاسمي سوريا وآشور: هنا تظهر الحقيقة بوضوح وهي أن المصطلحين لم يكونا متميزين عن بعضها إلاَّ بتأثر النفوذ الغربي ولأسباب خارجية أخرى، وهذا لا يعني أنه لم يكن هناك التباس في استعمال هذه المصطلحات شرق الفرات أيضاً، وهذا الارتباك في هذه المناقشة حسب رأي، ناتج من المؤلف (فراي) نفسه، وأود أن أشير أدناه على نحو خاص ما وجدته من أمور مُحيرة عنده.

يقول فراي في ص32: أُطلق على اللغة الآرامية لاحقاً السريانية في الغرب أو الآشورية في الشرق، وهنا أذكر موضوع سابق في استخدم الشرق للأسماء خاصةً الأرمن، فنحن قلنا إن كلمة “Asori” في الأرمنية تُشير إلى السريانية الكلاسيكية التي هي لهجة آرامية، دعيت السريانية من الرومان، لكن الأرمن دعوها آشورية، وهو فهم خاطئ وواضح، وما هو مُغيَّب من العبارة أعلاه (أي غيَّبه أو بتره فراي) هو أن كلمتي سريان وآشوريين في اللغة الأرمنية تبدأ بحرف A، لكن الكلمتان تتميزان عن بعضهما البعض، فكلمة (Asori) تُشير إلى الشخص السرياني )الآرامي) المفرد مثل كلمة (Suraya، Soroyo السريانية الآرامية)، وجمعها في الأرمنية (Asoriner السريان)، واللغة السريانية “الآرامية” في اللغة الأرمنية هي (Asoreren)، بينما كلمة آشوريين في الأرمنية هي (Asorestants’i).

الاسمان الجغرافيان لسوريا وبلاد ما بين النهرين أيضاً واضحان في اللغة الأرمنية، فكلاهما يبدأ بحرف A، لكن اسم سوريا هو Asorik، وهو الاسم التقليدي لسوريا في اللغة الأرمنية، بينما اسم بلاد آشور هو Asorestan، وقد كتب البروفيسور الأرمني Sanjian إلى الكاتب فراي رسالة موضحاً له ذلك [7].
———————-

الهوامش

[1] علماء الساميات المعروفين مثل فرانز روزنتال عميد جامعة ييل للدراسات الآرامية في أمريكا لأكثر من جيل من وجهة نظره أن السريان والآشوريين هم من أصول مختلفة تماماً، ولو أن ذلك سيبقي للمؤرخين مستقبلاً إثبات صحة الرأي. انظر Rosenthal’s ، (البحوث الآرامية)، وعن هذا الموضوع راجع مقال، Wolfhart Heinrichs زميل فراي في جامعة هارفارد، بعنوان (The Modern Assyrians-Name and Nation، الآشوريين الجدد أو الحديثين-الاسم والأمة)، Festschrift Philologica Constantino Tsereteli Dicta, Silvio Zaorani، تورينتو 1939م، ص104-105.
[2] انظر Helm هيلم، تاريخ هيرودوتس، ك 7 فقرة 63، والدلالات الجغرافية لبلاد آشور في العصر الأخميني (ورقة قدمت في الجلسة 190 في الجمعية الشرقية الأمريكية في سان فرانسيسكو، أبريل 1980م). انظر أيضاً (Greeks’ in the Neo-Assyrian Levant and ‘Assyria’ in Early Greek Writers، اليونان في بلاد الآشوريين الجدد، وآشور المشرق عند الكُتَّاب اليونان الأوائل، أطروحة دكتوراه، جامعة بنسلفانيا 1980م، ص27-41)، انظر أيضاً تاريخ هيرودوتس ك 1، 105، ك 2، 106. كما أوضح الراحل أرنولد توينبي أن (Syrioi، السريان)، هم الأشخاص الذين شملهم هيرودوتس ضمن منطقة الضرائب الخامسة التي تشمل كل من فينيقيا وما يُسَمَّى بفلسطين، سوريا،ً مع قبرص، ويؤكد توينبي أن السريان ليسوا من شعب بلاد آشور التي شملت بابل وهي المنطقة التاسعة في قائمته. (A Study of History، دراسة التاريخ، 1954م، مج7 ص654 n. 1. وانظر جورج راولنصونGeorge Rawlinson ، (The History of Herodotus، تاريخ هيرودوتس)، Manuel Komrof، نيويورك 1956م، 2 ص115.
(نيسكو: استخدم هيرودوتس اسم سوريا على كل أنهار آسيا، واسم ليبيا على قارة أفريقيا، وللمزيد حول، ك 7 فقرة 63 من تاريخ هيرودوتس، انظر كتابنا، فصل: ثلاث حجج هزيلة فقط للسريان المتأشورين، أولاً: المؤرخ هيرودوتس 484-425 ق.م.).
[3] واصلت النسخة المعتمدة من الكتاب المقدس استخدام المصطلحات التي وردت في الترجمة السبعينية إلى سنة 1970م، ثم بدأت تستعمل اسم، الآراميين والآرامية، من النص الأصلي العبري.
(نيسكو: وهذا دليل دامغ على أن السريان هم الآراميون فقط وتحديداً، مثلما الهنكار المجريون، والأرارتيون هم الأرمن، والأثيوبيون هم الأحباش، فعندما قام اليهود بالترجمة السبعينية للكتاب المقدس سنة 280 ق.م. من العبرية إلى اليونانية خصيصاً ليهود مصر الذين كانت عبريتهم قد ضَعُفتْ لأنهم كانوا يستعملون اليونانية، فتم تغير كل كلمة آرام وآرامي وآرامية فقط إلى سريان وسرياني وسريانية، لأن اسم سوريا بدل آرام كان قد انتشر بقوة، والدليل الآخر الدامغ هو أن التبديل استثنى اسم العلم (آرام) لأشخاص، مثل آرام بن سام وآرام بن حصرون، لأن المقصود: أن كل آرامي هو سرياني فقط، مثلما شخص معين اسمه الشخصي، مجر أو ارارت، أو حبش، لكن يبقى اسمه الشخصي الأصلي المعروف به، ولا يستبدل بهنكار أو أرمن أو أثيوب).
: انظر J.G. Kidd, Posidonius, Cambridge Classical Texts and Commentaries، ج2 ق2 ص955-956. وانظر Arthur J. Maclean، آرثر ماكلين، (Syrian Christians، المسيحيون السريان،Encyclopaedia of Religion and Ethics، موسوعة الأديان والاثنيات)، Frederic Macler، فريدريك ماكلر،Syrians or Aramaeans) ، السريان أو الآراميون)، الذي يوضِّح أن اسمي السريان والآراميين هما اسمان مترادفان، وهذا أمرٌ مسلمٌ به، وانظر سبستيان بروك، Sebastian Brock، (Eusebius and Syriac Christianity، أوسابيوس والسريان المسيحيون) في (Eusebius, Christianity, and Judaism، أوسابيوس، المسيحية، واليهودية)، للمحررين،Attridge و Gohei، ليدن 1992م، ص226.
[5] مصدر سابق، ص102-0103
[6] انظر Millar، ميلار، (The Roman Near East، الرومان والشرق الأدنى) 31 ق.م.-337م، كامبردج، 1993م، ص227، 454-455، 460. (نيسكو: اليونان سَمَّوا طيطانوس، اليوناني، لأنه كتب إنجيل الدياطسرون باليونانية، أمَّا لماذا يرد اسمه آشوري أحياناً؟، فلأنه اسم جغرافي، فطيطانوس ولد قرب الموصل أسوةً بالسميساطي المولود في سميساط، وهو لم يقل إني آشوري، بل ولدت في بلاد آشور، ويرجَّح أنه ولد قرب الموصل، وعاش في الرها، كما يُعتقد أنه ولد في أربيل، ومعروف أن الموصل وأربيل اسمهما الجغرافي في المصادر السريانية، أثور، خاصةً الموصل، فطيطانوس الأثوري، يعني الموصلي، ويقول مرمرجي في مقدمة كتاب الدياطسرون لطيطانوس: آشوري، أي أنه عاش في بلاد ما بين النهرين قرب نهر دجلة شمال العراق الحالي. انظر كتابنا، فصل: أسماء مدينة الموصل ومنها اسم وأثور. وانظر يوسف حبي: كنيسة المشرق التاريخ العقائد الجغرافية الدينية ص242).
[7] انظر كاتب هذه السطور (جون جوزيف)، (The Nestorians and Their Muslim Neighbors، النساطرة وجيرانهم المسلمين)، طبعة برنستون، 1961م، ص15، n. 35. ومعلوماتي تؤكد أن الراحل Avedis Sanjian، Narekatsi أستاذ الدراسات الأرمنية في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، أرسل في 10 أكتوبر 1994م، رسالة استشارية (توضيحية) ل Heinrichs أيضاً، مرجع سابق، ص106-107م.

وشكراً/ موفق نيسكو/ يتبعه ج أخير

البطريرك ساكو ومشكلة اللغة العربية

البطريرك ساكو ومشكلة اللغة العربية

أصبحت مسألة الطقوس واللغة تجارة في كنيسة الكلدان، ففي كل يوم يطلع علينا أحد الكلدان بانتقاد جديد للبطريرك لويس ساكو على أنه المسؤول عن تعريب الكنيسة، ومنهم السيد الدكتور ليون برخو زميل البطريرك سابقاً، فيرد عليه البطريرك ساكو قبل ثلاثة أيام ردَّاً ضعيفاً غير موفق، فساكو شخصية متقلِّبة وضعيفة ومهزوزة أمام المتعصبين والجهلاء من القوميين الكلدان الجدد، وهو شخص يملك علماً، لكنه غير مبدئي، لا علمياً ولا كنسياً، ويتنصل من كلامه ويزوِّر إذا همس في إذنه أحد المتعصبين لغاية معينة، فهو دائماً يقول: لغتنا وكنيستنا وطقوسنا سريانية، ولا وجود لكلدان في التاريخ المسيحي..إلخ، لكنه يزوِّر ويحاول التمويه واللعب بالكلمات عندما يخضع للمتعصبين، عدا أفكاره الهرطوقية النسطورية، كإنكاره بتولية العذراء وغيرها، لذلك فإن انتقاد برخو وغيره للبطريرك ساكو هو أقل من مما يجب، لكن ليس في هذا الموضوع الذي يكرره برخو دائماً، وهو أن البطريرك ساكو يستعمل اللغة العربية ويشجعها وهو المسؤول عن التخلي عن لغة وطقس وتراث الكلدان.إلخ، لذلك نحب أن نوضح للقارئ الكريم، ما يلي:

1: إن انتقاد السيد برخو وغيره للبطريرك ساكو هو لأغراض دعائية فقط، وليس له قيمة علمية أو أكاديمية، خاصة أن السيد برخو  يقول ويؤكد مراراً أن لغة الكنيسة الكلدانية هي السريانية، وهي نقطة تحسب له، وعليه فالهدف من انتقاد برخو للبطريرك ساكو بتعريب الكنيسة دعائي، فساكو ليس مسؤولاً عن تعرَّيب رعيته، وكنيسة المشرق بشقيها واسميهما الحديثين الجديين المنتحلين اللذين أطلقهما العرب الغرب (الكلدان والآشوريين)، كانت قد تعرَّبت منذ القرن العاشر الميلادي، والبطريرك ساكو وليون برخو وجهان لعملة واحدة، ولكن كل واحد له آلية معينة، فقد ردَّ البطريرك ساكو على انتقادات برخو وغيره بتاريخ 3/ 5/ 2020م، بعنوان: (كنيسة اللُّغة أم لُّغات الكنيسة) وكعادته كان ردَّه غير موفق، وتنصَّل عن الحقيقة، فرغم أنه ذكر اللغة السريانية واستعمل كلمة سورث التي تعني بحسب السريانية، إلاَّ أنه مثل زميله ليون برخو حاول التمويه واللف والدوران بإيهام القارئ أن هناك فرقاً بين اللغة والطقس..إلخ.

2: أغلب رعية الكلدان يفضلون القداس باللغة العربية وعندما يكون القداس بالعربية تكون الكنيسة مزدحمة أمَّا عندما يكون الطقس سرياني (الذي يُسمِّيه بعض المزورين المتكلدنين، كلداني)، تجد الكنيسة شبه فارغة، وحتى في عقر دار المطران المتعصب المتكلدن سرهد جمو في كاليفورنيا، هناك قداس باللغة العربية والحضور أكثر من اللغة السريانية والإنكليزية، لذلك لا يستطيع البطريرك ساكو إجبار رعيته ممن أصبحت لغتهم الأم الثقافية هي العربية أن يحضروا قداساً بلغة أخرى، ولو فرض ساكو لغة أخرى، لما حضر القداس أحد منهم، والسيد برخو نفسه يكتب لأبناء كنيسة الكلدان لدغدغة مشاعرهم لأغراض دعائية، لكنه يكتب لهم بالعربية، ولو كتب بالسريانية، لن يجد أحداً يقرأ له سوى شخص أو اثنين، فما هو الفرق بين ساكو كبطريرك في الأمور المدنية، وبرخو كعلماني، ولماذا لا يسبق برخو البطريرك ساكو ويكون قدوة، ويكتب برخو لأبناء كنيسته بالسريانية (أو كما يحلو لبعض المتعصبين أن يسموها زوراً، كلدانية).

3: مشكلة تعريب كنيسة الكلدان قديمة وقبل ساكو، فالأب انستاس الكرملي يستهزئ بالمطران المتكلدن أدّي شير +1915م الذي قال: الكلدان في العراق وديار بكر يتكلمون العربية ويحتقرون لغة أجدادهم، فيقول الكرملي: الغاية من اللغة هي التفاهم، والتفاهم هو مع الأحياء وليس الأموات، ولغة الأحياء والتعايش والرزق في مناطقهم هي العربية وليست الآرامية، ويضيف الكرملي قائلاً لأدي: (عليك التعيَّش ثم التفلسف)، فلو فرضنا أن جميع العراقيين تعلموا الآرامية، فهل يستطيعون التعيش بها؟، لذلك فهؤلاء الكلدان القرويون والجبليون عليهم تعلم اللغة التي يرتزقون بها قبل أن يتقنوا لغة مماتة، وهؤلاء يتكلمون العربية لأنها حية ولغة وطنهم، ولو لم تكن كذلك لتركوها كما يُترك الأموات حتى وإن كانوا أعزاء (يقصد أن الكلدان تركوا لغتهم العزيزة وأصبحت ميتة عندهم) (مجلة لغة العرب 1913م، يونيو، عدد 12، ص578-581).

4: ذكرنا أكثر من مرة أنه إذا استمر البطريرك ساكو على نهجه الضعيف في قول الحقيقة ستتحول كنيسته أسوةً بكنيسة الآشوريين إلى حزب سياسي لا يهمها اللغة والتراث والطقس، بل السياسة فقط، وفعلاً فقد تحولت كنيسة المتكلدنيين إلى حزب سياسي، لذلك الغالبية الساحقة من المتكلدنين والمتـأشورين، لهجتهم السريانية ضعيفة جداً.

إن أساس التراث واللغة والطقس هو اللغة الفصحى وليس اللهجات، ولم يوضح لنا السيد برخو في أي لهجة يريد أن يكون الطقس، هل مثلاً بلهجة قرية كربيش التي تقول كيف حالك (ما طو وت)؟، أم بلهجة تلكيف (ديخ أي وت)؟، ثم من قال إن البطريرك ساكو يستطيع التحدث بالسريانية الفصحى (التي يُسمّيها البعض زوراً كلدانية)، وإني اجزم قاطعاً أن ساكو وبرخو لا يستطيعان إلقاء محاضرة في الجغرافية أو الفلك أو الكيمياء..إلخ بالسريانية الفصحى، بل حتى باللهجة العامية، والسبب أن هؤلاء المتكلدنيين والمـتأشورين لا يجيدون السريانية الفصحى أولاً، وثانيا حتى باللهجة العامية المحكية، ليس لديهم أي معرفة بالكلمات العلمية، فهم مثلاً لا يعرفون كلمات مثل زئبق أو المريخ أو القطب أو تأكسد..إلخ، وكل ما يعرفونه هو لغة منزلية وطقسية فقط، وحتى هذه فيها كلمات عربية وكردية كثيرة، خاصة من المتكلدنين، لأن المتأشورين عاشوا معزولين في الجبال فحافظوا على لهجتهم السريانية نوعاً ما، وإن كانت هي الأخرى ركيكة، وأجزم أن من كنيستي المتكلدنين والمتـاشورين، ربما (وأقول ربما وليس أكيداً) باستثناء بنيامين حداد وشخصاً آخر أو شخصين لا أكثر، يستطيعون نوعاً ما (كقول المثل العراقي، ربما يدبروها بالدفع)، بينما آلاف السريان في طور عبدين والعراق يستطيعون إلقاء محاضرة علمية بالسريانية الفصحى، وللعلم أن أساتذة السريانية في جامعة الأزهر وعموم مصر، سريانيتهم أقوى من إكلريوس (رجال دين) الكلدان والآشورين الجدد.

سنة 2015م م زار البطريرك ساكو طور عبدين في تركيا والتقى مع المطران السرياني صموئيل أقطاش الذي تحدث بالسريانية، ولأن البطريرك ساكو سريانيته ضعيفة جداً كان الأستاذ جوزيف أسمر ملكي يقوم بالترجمة للعربية، ولو كان الأمر معكوساً أي أن البطريرك ساكو تحدث بلهجته السريانية الشرقية التي يستعملها الكلدان، كان المطران أقطاش على الأقل فهم 90 بالمائة دون مترجم، والسبب لأن السريان لغتهم السريانية الفصحى قوية جداً، وحتى لهجتهم المحكية قوية ونقية من الكلمات الأخرى كالعربية والكردية وغيرها مقارنة بالشرقيين، فيستطيع السريان فهم لهجة الشرقيين بسهولة (ربما التحدث بلهجة الشرقيين فيه نوع من الصعوبة، أما فهم الكلام، فالأغلبية الساحقة من إكلريوس السريان يفهمون اللهجة الشرقية)، وهنا أتحدث عن إكلريوس السريان من غير العراقيين، أمَّا إكلريوس السريان العراقيين خاصة في برطلة وقرقوش فيفهمون اللهجة الشرقية 100 بالمئة، وأفضل من المتكلدنين والمتاشورين، لأنها لغتهم المحكية في المنزل، وفي نفس الوقت كنسياً وطقسياً فلهجتهم هي السريانية الغربية، لذلك لغوياً، لا يوجد وجه مقارنة بين إكلريوس السريان وإكلريوس المتكلدنين والمتـاشورين، بل لضعف لهجة المتكلدنيين بالذات، فكثير من العرب عندما كان يشاهدون متكلم متكلدن في أحد برامج قناة عشتار، كانوا يفهمون موضوع الحوار عموماً، لأن حوالي 50 بالمئة من كلمات المتكلم هي عربية.

5: دائماً يطالب السيد برخو وغيره البطريرك ساكو بالتركيز على الطقوس الكلدانية، ويستعمل برخو طرقاً ملتوية، فأولاً هو يقول دائماً أن كنيسته وكنيسة الآشوريين النساطرة هي كنيسة واحدة، فماذا كانت طقوس كنيسته قبل الانقسام حديثاً، آشورية أم كلدانية؟، وثانياً هو يؤكد دائماً أن لغة كنيسة الكلدان هي السريانية، لكنه لأغراض دعائية يحاول التمويه والتلاعب بالكلمات على الناس البسطاء بصورة لا تليق بمن يدَّعي أنه أكاديمي ومثقف، فيستعمل جملة مموهة مثل: اللغة والتراث والطقس الكلداني، واضعاً اللغة في بداية الجملة، تحسباً لمن يسأله، هل اللغة الكلدانية؟، فسيجيب، لا أقصد التراث والطقس هو كلداني، وهنا نقول للسيد برخو: الطقس مرتبط باللغة بل هو اللغة بعينه، وطالما تقول إن اللغة سريانية، فالطقس أيضاً سرياني، ولنفرض أن هناك فرقاً بين اللغة والطقس، وإن كنت أكاديمياً حقيقياً، ادرج للبطريرك ساكو ولقرائك وثائقاً من التاريخ فيها عبارة (طقس كلداني) قبل أن يُسمِّي الغرب السريان الشرقيين، كلداناً، بل حتى بعد أن تسمَّوا كلداناً كانوا يقولون: طقوسنا هي سريانية، وبإمكانك التفتيش عن كتب باسم طقس كلداني في كتاب صديقك المتحمس للطقس الكلداني المطران جاك اسحق: فهرس المخطوطات السريانية في خزانة مطرانية أربيل الكلدانية، عينكاوا الذي صدر سنة 2005م، لعلَّك تجد مثل وثائق المطران أوجين منا الكلداني الذي يقول سنة 1901م: طقوسنا هي سريانية، وكذلك كتب ورسائل بطاركة المتكلدنيين في القرن التاسع عشر مثل إيليا عبو وعبديشوع الخياط الموجَّهة للرعية ويقولون فيها: إن اسمهم، وكذلك اسم المتأشورين النساطرة ولغتهم وطقوسهم هي سريانية، لا كلدانية ولا آشورية، وندرج هذه الوثائق أدناه:

https://e.top4top.io/p_1587u6nwi1.png

https://f.top4top.io/p_1587khv7g2.png

https://g.top4top.io/p_1587dqtbn3.png

ا- في بدايات تسعينيات القرن الماضي وبحضور بطريرك الكلدان روفائيل بيداويد ونيافة مطران بغداد للسريان سيويريوس حاوا والمؤرخ الكلداني كوركيس عواد وأخيه وكثيرين، وأهدى المطران جاك اسحق لمطران بغداد للسريان كتاباً عن طقس الكنيسة الكلدانية، فردّ نيافة المطران السرياني حاوا على جاك: إن عنوان الكتاب خطأ، ولا يوجد شيء اسمه طقس أو لغة كلدانية، فأيَّد المؤرخ القدير كوركيس عواد وغيره كلام المطران السرياني، قائلاً: نعم في كل المصادر اسم لغتنا وطقوسنا هي سريانية، لذلك سَمَّينا مجمعنا، مجمع اللغة السريانية.

ب- سنة 2006م وبحضور السيد عبدالله النوفلي رئيس ديوان الوقف المسيحي، طلب المطران جاك اسحق من الأستاذ السرياني بشير طوري تدريس طلبة كلية بابل اللاهوتية التابعة لكنيسة الكلدان مادة اللغة، فقال الأستاذ بشير للمطران جاك: أنا مدرس لغة سريانية، فماذا تريدني أن ادرس طلبتك، لغة سريانية أم كلدانية؟، فقال المطران: طبعاً لغة سريانية، فقال له الأستاذ بشير: إذن لماذا تؤلف كتاباً باسم طقس كلداني، فحاول التمويه واللف أن اسم الكنيسة كلدانية..إلخ.وذكرنا أن المطران ألَّف كتاب فهرس المخطوطات السريانية.

هل تستطيع كنيسة المشرق إنكار عروبتها

ليس قصدنا القول إن كنيسة المشرق هي عربية، لأنها سريانية، لكن نتيجة اعتراض الكلدان والآشوريين الجدد الحاليين من رجال دين وكُتَّاب وعلمانيين بالعرب ولغتهم بل الاستهزاء أحياناً بإطلاق كلمة العربجية، لأغراض سياسية ودعائية كما ذكرنا، نقول: آخر من يحق له ذلك، هم المتكلدون والمتـاشورون:

1: حوالي خمسة وسبعين بالمئة من كُتَّاب كنيسة المشرق (الكلدان والآشوريين الجدد) كتبوا بالعربية فقط، لأن أصل كثير منهم عرب أقحاح، وخمسةبالمئة كتبوا بالفارسي (البهلوي)، وعشرون بالمئة بالسرياني، وأغلب الكُتَّاب المشهورين كتبوا بالعربي، مثل: علي بن عبيد الأرفادي (المعروف إيليا الجوهري) مطران دمشق حوالي 893م، الجاثليق (البطريرك) يوحنا الأعرج +905م، الجاثليق مكيخا النسطوري + 1109م، الجاثليق إيليا ابن الحديثي +1190م، الجاثليق إيليا الثاني +1131م، المطران يوسف النسطوري ق 12، القس صليبا بن يوحنا، القس الفيلسوف ابن الطيب، الراهب النسطوري حنون بن يوحنا ابن أبي الصلت وأبوه أيضاً، الشماس أبو الخير، كتاب المجدل لثلاث كُتَّاب، ماري، عمرو، صليبا، إيشوعياب بن ملكون، كاتب التاريخ السعردي، حنين بن اسحق العبادي وعائلته، جبرائيل بن عبدالله، هبة الله بن التلميذ، يوحنا الطبري، عمار البصري، يوحنا بن ماسويه، سابور بن سهل، أبي سهل المسيحي الجرجاني، سبريشوع الموصلي، عيسى بن يحيى، حبيش بن الأعسم، أمين الدولة بن حسن هبة الله، أبي الحسن بن بطلان، عدا المجهولين ككاتب شرح أمانة الآباء 318، وآبا الراهب، عدا الذين كتبوا بالسرياني والعربي كعبديشوع الصوباوي وإيليا برشينايا، وهذه الأسماء هي من كتاب واحد فقط لكوركيس عواد، هو (الأصول العربية للدراسات السريانية)، ومن ص 159-566 فقط، وهناك كتب أخرى مثل، تاريخ التراث العربي المسيحي للأب سهيل قاشا، والأعلام الفارسية والعربية عند السريان، للبطريرك العلاَّمة أفرام الأول برصوم، وأحوال النصارى في خلافة بني عباس لجان فييه الدومنيكي، وغيرهم.

وأكثر شعب له أسماء عربية هم من الكنيسة الشرقية: الحسن بن بهلول وإيشو بن علي (مؤلفا أهم قاموسين سريانيين في التاريخ، ق10)، مطران دمشق علي بن عبيد الأرفادي حوالي 893م، أبو علي طاهر أسقف السن والبوازيج +1106م، اسطيفان أبو عمر مطران جنديسابور +1074م، الشماس أبو الفتح بن نظام الملك 1092م، الشماس أبو علي الحسن بن اتردي +1133م، (عشرات الأسماء علي وحسن وحسين)، المؤرخ عمرو بن متى، أبو عثمان الدمشقي، أبو نوح الأنباري، محي الدين العجمي الأصفهاني، يوحنا الطبري، عبدا بن عون الجوهري العبادي الذي أدار الكنيسة قبل الجاثليق يشوع برنون +828م، وغيرهم كما ذكرنا ولم نذكرهم.

2: أهم كتب تاريخ كنيسة المشرق، كُتبت بالعربية وهي المجدل والسعردي، ولا يستطيع أي رجل دين أو شخص عادي، كلداني أو آشوري أن يكتب تاريخاً لكنيسته بدون هذين الكتابين، ولذلك لولا العرب ولغتهم لما كان لكنيستهم تاريخ أصلاً، وإلى العصر الحديث أشهر كُتَّابهم كتبوا كتبهم الرئيسة بالعربية، عزيز بطرس، بطرس نصري، أدّي شير، يوسف حبي، سليمان الصائغ، عمانوئيل دلي، لويس ساكو، بطرس حداد، ألبير أبونا..إلخ، والسبب: إن لغتهم السريانية ضعيفة، ولا يجيدون الكتابة بها، بل يجيدون القراءة والترجمة فقط، علماً أنهم لا يستطيعون الترجمة من العربية للسريانية، (ربما نادراً جداً جداً) بل يترجمون من السريانية للعربية، فقط لأن العربية أصبحت لغتهم الأم، فهم باستثناء اللغة الطقسية والمنزلية لا يجيدون التكلم بالسريانية في مواضيع متخصصة، كالفلك، كيمياء، زراعة..إلخ، فكتابة موضوع كهذا يتطلب ربط أفكار ومصطلحات ومقارنة..إلخ، لذلك يجمع المؤرخون أن السريان المشارقة عموماً تميزوا بكتابة قواميس سريانية فقط (لأنها سهلة)، أمَّا السريان الغربيين فكتبوا في كل المواضيع، وحوالي تسعين بالمئة منها بالسريانية، أفرام السرياني، ميخائيل السرياني، ابن العبري، يعقوب الرهَّاوي، الرهَّاوي المجهول، السروجي، ابن الصليبي، التلمحري، زكريا الفصيح..إلخ.

3: يوحنا سولاقا أول بطريرك للكنيسة التي سُمِّيت كلدانية لاحقاً خلال وجوده في روما لاعتناق الكثلكة كان يتكلم اللغة العربية في مباحثاته ويقوم مترجم بنقل كلامه من العربية إلى الإيطالية واللاتينية. (ألبير أبونا، تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية، ج3 ص136).

4: البطريرك يوسف أودو +1878م مؤسس الكنيسة الكلدانية الفعلي، كتب خطابه في المجمع الفاتيكاني 1868-1870م، بالعربية، ترجمه المطران عبديشوع خياط إلى اللاتينية. (الأب يوسف حبي، إعداد وتقديم، إدمون لاسو، من أعلامنا القدامى والمحدثين، ص589).

5: يقول كرستوف باومر في كتابه الموَّقع والمُبارك من بطريرك النساطرة (الآشوريين حديثاً) دنحا الرابع، ص176: منذ زمن الجاثليق صليبا زكا +728م، حلَّت العربية محل السريانية كلغة عامة للنساطرة في ما بين النهرين، وفي أيام البطريرك إيليا +1048م، أصبحت العربية اللغة الرسمية للمسيحيين رغم أن السريانية بقيت لغة طقسية. (كرستوف باومر، كنيسة المشرق، ص176).

6: يقول هرمان تول في كتابه المهم والحديث الذي قدم له وترجمه الأب الكلداني ألبير أبونا: أقدم وثيقة عن تبشير ماري لكنيسة المشرق جاءت بالعربية (وماري شخصية أسطورية، والوثيقة غير جديرة بالثقة)، وبعد الغزو الإسلامي حلَّت العربية شيئاً فشيئاً محل السريانية لدى السريان المشارقة مع مؤلفين مثل عمار البصري، وابن الطيب، والنصيبيني، وغيرهم، وبعض الكلدان في العصر الحديث استعربوا، وبالنتيجة أغلب الكلدان في المدن الكبيرة يتبنون العربية على حساب لغتهم المحلية باستثناء بعض الصلوات والترتيل الشعبية التي تُقام بالسريانية أو السورث، لكن الآشوريين يلتزمون استعمال اللغة السريانية والسورث، وأدرك الكلدان أكثر من الآشوريين أن على قادتهم الدينيين التخلي عن سلطاتهم التقليدية كرؤساء مدنيين، لذلك حاولوا الاندماج أكثر مع الحكومة العراقية بالتشديد على هويتهم العربية، والكلدان خلافاً للآشوريين ما كانوا يخشون من إعلان قوميتهم العربية. (هرمان تول، الكلدان-الآشوريون، مسيحيّو العراق وإيران وتركيا، ص13، 39، 65، 152، 155، 157. وكلمة سورث مختصر ل (سريو إيث، سور بائيث)، أي سريانياً أو بحسب السريانية، وتعني اللهجة السريانية المحكية، مثل ما نقول يتكلم عْرُبي، أي بدوي).

7: بطريرك الكلدان ساكو في 22/7/ 2015م، وبعنوان “العقبات أمام وحدة كنيسة المشرق”، يُعيِّر كنيسة الآشوريين التي ترفض رهبنة النساء، ويقول: وجود راهبات في كنيستنا ليس عقبة، بل غنىً، فالراهبات كهند الكبرى والصغرى وشيرين موجودات في كنيستنا قبل مجيء العرب المسلمين. (وتعليقنا 1: تعبير قبل مجيء العرب المسلمين غير صحيح، فالعرب المسيحيون موجودون قبل الإسلام، 2: نسأل: هل كانت هند كلدانية أو آشورية، أم عربية؟).

وشكراً/ موفق نيسكو

 

 

 

ترجمة وتحقيق الآشوريون الجدد للبروفيسور جون، ج4

ترجمة وتحقيق الآشوريون الجدد للبروفيسور جون، ج4

يتبع ج،3 ونُذكِّر بأهمية الهوامش.

 

لقد افترض النساطرة أنفسهم أنهم أحفاد الآشوريين القدماء ووجدوا لهم مدافعاً كبيرا هو الدكتور وليم ويكرام في البعثة الأنكليكانية الذي كتب لهم بعد الحرب العالمية الأولى، كتاب الآشوريون وجيرانهم، وكتاب حليفنا الصغير، ومن خلاله شاع اسم الآشورية حيث اطلع العالم على المأساة التي حلَّت بأحفاد شلمنصر [68]، وخلال مرحلة ما بين الحربين العالميتين سمع العالم كثيراً عن هؤلاء الآشوريين الجدد من خلال الصحف والمنتديات وعصبة الأمم، وبدأ النساطرة تدريجيا يطلقون على أنفسهم بلغتهم السورث (أي السريانية) اسم (Aturaye الآشوريين)، وقبل ذلك كان النساطرة يدعون أنفسهم دائماً (سريان Suraye) وكان أمراً طبيعياً بالنسبة لهم التحدث عن أنفسهم كسريان، ولا يزال السريان الأرثوذكس إلى الآن يُسَمُّون أنفسهم بهذا الاسم (Suroyo السريان)، ولأن النساطرة كانوا يُسَمُّون أنفسهم (Syrians، Suraye، سريان) فقد بذلوا جهوداً مضنية لإثبات أن كلمة (Suraye السريان) هي شكل من أشكال كلمة (Ashuraye الآشورية)، وأن المصطلحين مترادفان وكأنهم كانوا قد خسروا الحرف الأول A  الذي كان موجوداً في أصل الكلمة ولكنه لم يكن يُنطق، فتم إضافة حرف A لتصبح (ASuraya آسورَيَا) لتعني (Ashuraya الآشوريين) كما هي بالعبرية والأكدية، وكذلك لتعني (Aturaya أثوريين) كما هو اسمهم في الآرامية (السريانية)، والتي يستخدمها الشعب عادةً.

 

إن الحكومة العراقية في مسعاها لحرمان تلك الأقلية من ربطهم بنسب الآشوريين القدماء، تستخدم لهم اسم (Athuri أثوري)، لكن هذه الأقلية تفضل استخدام اسم (Ashuriyin آشوريين)، وهي الصيغة التي لم يستخدموها هم أنفسهم من قبل، ويقول ولفهوت هنري: إن الآشوريين رتَّبوا هذه الفرضية والعبقرية البارعة جداً لتسهيل المطالبة بحقوق قومية (على اعتبار أنهم أحفاد الآشوريين القدماء)، ويُشار إلى أنه بالرغم من أنه باللغة الأرمنية هناك تماثل وتقارب بين اسم السريان (سوريا) والآشوريين ووجود حرف A للاثنين، فقد فرَّقت اللغة الأرمنية دائماً وبوضوح بين صيغة: (Asoric-Asori المستعملة لسوريا والسريان)، وبين (Asorestan-Asorestantc’i، التي تعني آشور وآشوريين) [69]، وعلاوة على ذلك حتى إذا كان اسم السريان مُشتقًا من آشور، فهذا لا يعني أن شعب وثقافة السريان (سوريا الجغرافية) مطابقاً لسكان جغرافية بلاد آشور [70]، فقبل تلك الفرضية الخاسرة كتب المطران توما أودو في قاموس، كنز اللغة السريانية، عن فرضية فقدان حرف A من الكلمة اليونانية معتبراً أن اليونان غيروا كلمة (Atur أثور في الآرامية) إلى آسور لتصبح تدريجياً (سور) وفي نهاية المطاف (سوريا، سوريَيَا-سورَايَا)، وإذا كان هذا الافتراض معقولا، فينبغي أن نتذكر أنه حتى في السريانية الكلاسيكية، يتم التمييز دائماً بين مفردتي (Suryaya السريان) وكلمة (Aturaya الأثوريين)، وفي اللغة اليونانية اسم آشور هو ترجمة من العبرية والأكدية التي وردت في العهد القديم لتعني اسم آشور الجغرافي حصراً، دون الأراضي التي غزاها الآشوريون، والاسم الجغرافي التوراتي لسوريا هو آرام، بينما Athur هو الاسم الجغرافي لآشور بالآرامية [71].

كثيراً استشهد هيرودوتس خطأً بأسماء القوم، فساوى بين آشور وسوريا، مشيراً أن الشعب الذي يدعوه اليونانيون السريان يُسَمِّيه الآخرون (الغرباء) الآشوريين، لكن مع ذلك فهيرودوتس نفسه يُفرِّق دائماً بين المصطلحين، وتشير أبحاث راندولف هيلم أن هيرودوتس وبأمانة ميَّزَ باستمرار بين سوريا وآشور واستخدم المفردتين بشكل مستقل عن بعضهما، حيث كتب أن السوريين هم سكان بلاد الشام الساحلية، بما في ذلك شمال سوريا، فينيقيا، وبلاد الفلسطينيين، ولم يستخدم أبداً اسم سوريا على بلاد ما بين النهرين، وسَمَّى بلاد ما بين النهرين دائماً آشور وسكانها آشوريين [72].

لقد جادل البعض أن علماء الآشوريين القدماء والنساطرة الحاليين يشبهان بعضهما البعض، فقبل أن يدَّعي ويكرام بفرضيته القائلة أن النساطرة هم آشوريون بالدم [73]، فقد لاحظ فليتشر أن أولئك الذين درسوا بعناية منحوتات الآشوريين القدماء وقارنوها مع سكان العصر الحديث في سهل نينوى، بالكاد يفشلون في تتبع الملامح القوية للتقارب بين الملوك الملثمين، والكهنة في الأيام الأولى والفلاحين المسيحيين في سهل الموصل [74]، وقبل فليتشر، لم يجد أشيل غرانت صعوبة في القول أن النساطرة هم أحفاد القبائل العشرة الإسرائيلية المفقودة، فقد أشار إلى أن خصوصية المسيحيين النساطرة تشبه إلى حد كبير خصوصية يهود البلد الذي يسكنون فيه [75]، إضافةً إلى كون ميزات وعادات وممارسات الآشوريين القدماء غريبة عن نساطرة اليوم الذين يشاركهم في التقارب عدد كبير من الشرقيين، فويكرام وغرانت حاولا أن يثبتا أن الكثير من الناس في المنطقة يشبهون اليهود والنساطرة في الملامح، لكن ليس كل النساطرة يشتركون في السمات المادية نفسها، كما لاحظ كل من فليتشر وويكرام.

دليل آخر على من يجادل أن المسيحيين الناطقين باللغة الآرامية هم من نسل الآشوريين القدماء وأن لغة الشعبين هي نفسها، كما كتب لايارد أن النساطرة يتحدثون بلغة أسلافهم الآشوريين [76]، وهو رأي أعرب عنه مساعد لايارد نفسه الناطق باللغة الآرامية، هرمزد رسام قائلاً: أن الآشوريين القدماء تحدثوا اللغة الآرامية دائماً وأنهم لا يزالون يفعلون ذلك، وقد رأينا للتو أن الآشوريين القدماء لم يتحدثوا دائماً اللغة الآرامية، بل كانت لغتهم الأم هي الأكدية، وهي لغة اللوحات المسمارية الشهيرة والآثار التي ساعد رسام نفسه في التنقيب فيها[77].

—————-

 

الهوامش

[68] ماكلين وبراون، ص6، وكوكلي، ص147 مقتبساً من ماكلين قوله: حقاً وبقدر ما أعرف ليس هناك أي دليل على أن السريان لديهم أية علاقة مع الآشوريين القدماء، لكن واحداً من عدد قليل من الأنكليكان استخدم مصطلح الآشورية، وهو رئيس أساقفة كانتربري بنسون، ولكن هذه كانت بدعة من نيافة، وليس لأحد آخر غيره. انظر أيضاً فييه 1965م، ص149-151. 

[69] Heinrichs في ص106-7، وببساطة يُسَمَّي هذه الفرضية “الساذجة”، حيث يُشار في اللغة الأرمنية بكلمة (Asori) لشعب سوريا الجغرافية والآراميين أينما وجدوا، والكاتب يُعبِّر عن امتنانه للدكتور Avedis k. Sanjian أستاذ الدراسات الأرمنية في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس الذي أكَّد قراءته لهذه المصطلحات في رسالته المؤرخة 10 أكتوبر 1994م. انظر أيضاً Norayr de Byzance (Dictionnaire francaisarmenien، قاموس فرنسي أرمني)، القسطنطينية 1884م، تحت عنوان (Assyrie، Syrien، Syriaque، الآشوريون، السريان، السريانية)، وأيضاً W. Mulkhasyantch S. (Armenian Etymological Dictionary، قاموس الاشتقاقات الارمنية، يريفان، 1944م، ج1 ص236)، وانظر K. Surmelian Avadikian .G ،Avkerian (Dictionary of Armenian Language، قاموس اللغة الأرمنية، فينيسيا 1836م، ج1 ص314). وانظر M. Falla Castlefranchi “كلمة أرمينيا” Encyclopedia of the Early Church، موسوعة الكنيسة المبكرة ج5، 1 ص79). وانظر Frederick C. Conybeare (Armenian Language and Literature، اللغة الأرمنية وآدابها في الطبعة 11 لدائرة المعارف البريطانية)، وفي أواخر القرن السادس عشر أشار شرف خان البدليسي إلى النساطرة قائلاً، هناك كفار مسيحيون اسمهم Ashuri، آشوري، وافتراض أنهم أرمن، انظر الشرفنامة، باللغة الفارسية، القاهرة، ص130-132.

 (نيسكو: مع أن كلمة آشوري تأتي بمعنى همجي، طاغي (قريبة من كافر) في الأدب السرياني، لكن البدليسي فعلاً اختلط عليه الأمر ولم يقصد السريان النساطرة، بل قبيلة أرمنية، فقال ص292 طبعة 1860م: (أسوري من قوم سيديافان)، وسيديافان սետավեան، هي عشيرة أرمنية، ومعلوم أن أغلب الأسماء الأرمنية تنتهي (يان) اغاجان، بوغصيان..إلخ، ومقاطعة سيديافان أرمنية تقع قرب أرض روم شمال حكاري هي اليوم مقاطعة تركية لها عدة أسماء:  Belendzhik،Sadivn ،Sadvan ،Şadivan ،Şadvan، وكلمة آسوري սարը، أرمنية معناها الجبل، الجبلي، وتُنطقSary ، وهي مشتقة من كلمة الأرمنية جبل սար، وتُنطق Sar، فكلمة آسوري معناها عشيرة سيديافان الجبيلية الأرمنية، وكلمة آشور نفسها ليست سامية، بل ربما أرمنية معناها الجبل، ولا توجد صيغة آشور في اللغة العربية ولا السريانية، مطلقاً، بل أثور فقط، لذلك فإن لحكومة العراقية تستعمل الصيغة العربية فقط).   

[70] Heinrichs، ص102-103، 104.، n 9. ومعروف أن علماء الساميات يرون أن السريان والآشوريين هم من أصول مختلفة تماماً، على الرغم أنه لا يزال لمؤرخي المستقبل إثبات صحة ذلك. انظر Rosenthal’s، روزنتال، (Diearamäistische Forschung، البحوث الآرامية)، نولدكه، منشورات ليدن، 1939م، ص3، n1.

[71] هذا الخلط بين المصطلحات تم التطرق له في مقال بعنوان (آشور وسوريا، المترادفات) من ريتشارد فراي في مجلة الدراسات الشرقية المقاربة، ج51. ن. 4، أكتوبر 1992م، ص281-285، وطُبع المقال في مجلة الدراسات الأكاديمية الآشورية، أعقبها رد من كاتب هذه السطور (جون جوزيف) بعنوان (آشور وسوريا، المترادفات)، انظر Jaas، ج11ن. 2، 1997م، ص30-34. للمزيد عن موقف توما أودو من الموضوع، انظر Heinrichs، ص103. (نيسكو: سنترجم رده على فراي أيضاً). ملاحظة مهمة: المطران أودو في قاموسه لم يقل مطلقاً إن اسم سوريا والسريان مُشتق من آشور، بل أكَّد أن السريان هم الآراميون ص10، وهنا أضاف شخص مجهول باسم (المدقق ܡܬܪܨܢܐ) نصاً مزوَّراً في الهامش، أن اسم سوريا من آشور، ثم أدرج الفكرة المطران منا في قاموسه سنة 1900م، وأثبتنا ذلك في فصل: (كيف أخطأ المطران أوجين منا فأدرجَ في قاموسه كلمة آسورَيَا (ܐܣܘܪܝܐ السريانية المُخترعة سنة 1897م)، وقد أعاد المطران عيسى جيجك طبع القاموس سنة 1986م بدون النص المزور.

[72] انظر تاريخ هيرودوتس كتاب 7 ص63. و(The Geographical Connotations of the Toponym ‘Assyria’ in the Achaemenid Period، الدلالات الجغرافية لاسم آشور في الفترة الأخمينية(، ورقة قُدمت في الاجتماع 190 للجمعية الأمريكية الشرقية في سان فرانسيسكو، أبريل 1980م. انظر له أيضاً (Greeks’ in the Neo-Assyrian Levant and ‘Assyria’ in Early Greek Writers، الإغريق في الآشورية الحديثة الشرقية (الشام) وآشور في الكتابات اليونانية المبكرة)، أطروحة دكتوراه، جامعة بنسلفانيا، 1980م، ص27-41، انظر أيضاً تاريخ هيرودوتس كتاب1 ص105، و2 ص106، لأرنولد توينبي، الذي أوضح أيضاً أن (Syrioi، السريان) هم الناس الذين شملهم هيرودوتس في كتابه الخامس الذين دفعوا الجزية من ساكني فينيقيا والمقاطعة المُسَمَّىاة فلسطين وسوريا جنباً إلى جنب مع قبرص، ويؤكد توينبي أن السريان ليسوا من شعب آشور الذي يضم بابل وهي المنطقة التاسعة من قائمته، دراسة التاريخ 1954م، مج7، ص654، ن.1. انظر أيضاً جورج راولنصون، تاريخ هيرودوتس، نشر مانويل كونروف، نيويورك، 1956م، 2، ص115. راجع أيضاً اوديشو، (The Sound System of Modern Assyrian، النظام الصوتي في الآشورية الحديثة، مرجع سابق في ص8-9.d.

[73] ويكرام، (The Assyrians and their Neighbors، الآشوريون وجيرانهم)، لندن 1929م، ص167.

[74] Fletcher، فليتشر، مصدر سابق، ص188.

[75] غرانت، نسطور، ص223. في مراجعته لكتاب غرانت، قدَّم الباحث إدوارد روبنسون حجة قوية ضد فرضية غرانت في مستودع الكتاب المقدس الأمريكي، 6 ،1841م، 454-482. 7 ، 1842م، 26-68. انظر أيضاً آنسورث ج2 ص256-271. راجع أيضاً الموسوعة اليهودية تحت عنوان، إسرائيل جوزيف بنيامين (المعروف باسم بنيامين الثاني) حيث وبصرف النظر عن غرانت وبعده ببضع سنوات فقط، كتب بنيامين الثاني عن تقليد شعبي قديم كان بين عوائل النساطرة من أصل يهودي. A.J. وقد لاحظت ماكلين أن العديد من اليهود في شرق تركيا وبلاد فارس لديهم لغة قريبة تماماً من اللهجة الآرامية التي يتحدث بها النساطرة. وفي معرض حديثه عن سكان منطقة جيلو في هكاري، كتب أن الناس هناك مختلفون جداً في المظهر والشخصية عن معظم السريان الآخرين، كونهم يهوداً أكثر، انظر قواعده، مرجع السابق، ص13. وفي كتابه البارز (The Jews in Babylonia، اليهود في بابل)، كتب يعقوب نوسنر أنه أُعجب كثيرا بحجج غرانت أن أصل النساطرة في أربيل هم من شمال إسرائيل، انظر ج5، 3، ص15-31، 339n. ومن أجل دراسة لليهود في أيام غرانت في كوردستان، انظر W.J. Fischel، فيشيل (The Jews of Kurdistan, a Hundred Years Ago, a traveller’s record، يهود كوردستان منذ مئة عام)، سجل الرحلات، الدراسات الاجتماعية اليهودية 1944م، ص195-226. وللحصول على تفاصيل حول الأصل اليهودي للمسيحيين السريان عموماً، انظر أدناه، ص 36-38.

[76] نينوى، ج1، 203.

[77] رسام (Biblical Nationalities، قوميات الكتاب المقدس أو القوميات التوراتية)، ص178، 371، وللحصول على تفاصيل حول آرامية الآشوريين، انظر، ص11-12، 27-29.

وشكراً/ موفق نيسكو

 يتبعه ج5