الفانوس السحري قصة قصيرة

الفانوس السحري
أنه السبت الأول من الشهر حيث يقام فيه بازار أو سوق شعبية
في منطقتنا فيحضر بائع بضاعته ليعرضها للبيع والجميل في السوق
هو تنوع البضائع من أصغرها كالأبر والخيوط إلى أفران غازوغيرها
والأكثر جمالاً هو تلك الأثريات والأدوات القديمة التي كسها غبار السنين
بعد أحتساء فنجان هوتي خرجت للتجوال في السوق والتمتع بما تحويه
وجلت بعيوني بعد أن وصلت على العربات والبسطات المتلاصقة
وأتفحص ما عليها وأستمع لتبادل الأحاديث بين المشتري والبائع
برغم من سعرالمواد المنخفض لكن المساومة لابد منها .
وبينما أعبر على أحدى البسطات لفت أنتباهي فانوس قديم يشبه الفانوس في بلادي
باللاشعور تناولته بسرعة وسألته عن سعره وبالطبع ساومته لكن بدون اصرار
لرغبتي في شراءه مهما كان ثمنه وأتفقنا على سعر بسرعة لا مثيل لها لأن هذا الفانوس
أخذني في ذاكرتي لسنوات مضت عشتها في وطني الحبيب حيث كنا نجتمع حوله
لنستمد منه النور وفي الشتاء بعض الحرارة وكنا نتبادل أطراف الحديث حوله .
تناولته وأسرعت بالعودة للمنزل لكي أخبر زوجتي بما أشتريته والتي كانت تعاتبني
في كل مرة لأنني أشتري أغراض لا قيمة لها أوالفائدة منها نادرة .لا أعرف لما كنت
أشتري تلك الأدوات والمواد لكن كنت أشعر بقوة تجذبني لها فكنت أشتريها .
وبعد أن وصلت للمنزل ناديت على زوجتي تعالي وأنظري ماذا أشتريت ؟
فجائني صوت من المطبخ تقول : كالعادة أشتريت أغراض بلا فائدة وبلا طعم!
أخفيته خلفي وقلت لها أحزري ماذا أشتريت ؟ فذكرت العديد من الأغراض لكنها
لم تنجح في معرفته فطلبت مني المساعدة كوصف له أو لما يستخدم .
فقلت لها : هذا الغرض كان يجمعنا حوله ويحرض فينا الخيال ويمدنا بالحرارة
فقالت :أكيد ليس موقد لأنك لا يمكنك أن تخفيه خلفك فهو أكيد صغير الحجم
وهنا إن لم تخوني الذاكرة هو لمبة أو شيئ مثله !
قلت: لها لقد حزرت أخيراً أنه فانوس .
وعندما شاهدته أخذته من يدي بسرعة .اليوم فقط أشتريت شيئاً عليه القيمة.
وبدأت تداعبه وتقلبه بين يديها وتنهدت نهدة طويلة ….. أيه الله يرحم أيام زمان .
وتركتها تلاعبه كأنها تلاعب طفلها المولود حديثاً والفرحة تغمرها .
والمستغرب منها لم تسأل عن ثمنه وهي المرة الأولى لم تسأل !
فقلت لها علي أن أنظفه قليلاً من بعض الأوساخ العالقة عليه
فأحضرت مواد التنظيف ووضعته على الطاولة وبدأت في تنظيفه
بدأً من الزجاجة وأنتهيت من تنظيفه من الخارج وأثناء تنظيفه كنت أسمع
صوت مواد داخل خزان الوقود فقررت أن أخرجها منه وربما يمكننا أن نشعله
ولو لمرة واحدة وحاولت فك السدادة لكنها كانت قاسية بعد جهد تمكنت من فتحها
وفجأة خرج منها دخان أسود وبعد لحظة تحول إلى أبيض فهربنا أنا وزوجتي
وتركنا الفانوس على الطاولة وخرجنا من المطبخ وأقفلنا الباب خلفنا .
هنا رودتنا الأفكار وأخذتنا إلى عالم آخر ما عسى أن يكون هذا ؟
هل يعقل أن تكون تلك الغازات سامة ؟ وبينما كنا في حيرتنا سمعنا صوت
من الداخل يقول أين هربتم مني أنا خادمكم مارد الفانوس .
لم أصدق أذني فقلت لزوجتي هل سمعتِ ما سمعته ؟
فقالت أجل فأعاد النداء مرة أخرى وفتح الباب فدهشنا من منظره
أنه حقاً مارد كما في القصص وهنا تذكر علاء الدين وفانوسه.
فقال لي المارد : شبيك ولبيك المارد بين أيديك أطلب وأتمنى
لكن فقط طلب واحد يحق لك أن تطلب مني !
فقلت له بعد أن جمعت شجاعتي لما طلب واحد أيها المارد الطيب ؟
فقال لأنكم في عصر متطور وتم تأمين الكثير لكم وهذا لم يكن في السابق
فطلبت منه أن يمهلنا بعض الوقت لنفكر في الطلب !
فقال لنا: معكم فقط خمس دقائق لأن الوقت من الذهب .
ومرت الخمس دقائق ونحن نتحاور ماذا نطلب .فقلت له هل يحق لنا أن
نطلب أي شيئ فقال لنا أي شيئ وأنا مستعد لتلبيته لكم .
فقلت له: نحن نريد السعادة فقط !
قال هذا طلب غريب لم أسمعه من قبل لكن علي تحقيقه لكم .
فقلت له: إن لم نشعر بالسعادة ماذا ستفعل .
فقال: سوف أسعى لتحقيقها لكم بكل الطرق .
فقال المارد في نفسه: يقال السعادة هي في المال والقصور
سوف أبني لهم قصراً كبيراً وأغمرهم بالمال .
ومرت لحظات أخذنا لقصر كبير ورائع ومنحنا كنوزاً كثيرة
بعد أعجاب وفرحة بالمشهد لكن السعادة لم تدخل قلوبنا
فهناك شيئ ناقص فقالت له :لم أشعر بالسعاد أيها المارد
صحيح فرحت به لكنه لم يشعرني بالسعادة !
فقال: سوف أحول حديقة القصر لأجمل حديقة في العالم
وحقاً تحولت حديقة القصر لحديقة رائعة الجمال بأزهارها وأشجارها
وطيورها وو.. حقاً كانت رائعة الجمال وعجيبة بطيورها وحيواناتها
تجولنا فيها مع فرح كبير لكن السعادة لم تكن موجودة كما كنا نتمنى
فقلت له: هناك شيئ ناقص ولا نعرفه فقال لنا سوف أترككم هنا لأسبوع وأعود
ومرت الأيام ونحن نستمتع بخدم ومال وقصر رائع وحديقة غناء لكن السعادة
شبه مفقودة هناك فرح وبهجة لكن ليس كما أحببنا أن تكون !
فقلت لزوجتي : ماذا ينقصنا هنا قالت الناس ورائحة التراب التي عشقناها
فقلت لها لقد أصبت نحن نحنوا للوطن وفيه تركنا السعادة .
فناديت على المارد :أيها المارد أظهر عليك الأمان
فظهر المارد قائلاً لم يكتمل الأسبوع بعد !
فقلت له:لقد عرفنا مكان السعادة نريد منك أن تعيدنا إليه
فقال أين ؟
قلت له: أن تعيدنا للوطن وإلى بيتنا الترابي الذي بعناه لنأتي
لهذه البلاد بحثاً عن السعادة معتقدين بأنها فيه.
وإلى أناس هجرناهم كانوا لنا الرفيق والصديق والأخ
فقال لنا المارد: الرب وهبني قوة لتغيير المستقبل ولكن من المستحيل العودة
بالزمن بيتك لقد بعته وأصبح ملكاً لغيرك وهذا هدّه وبنى مكانه بناء أسمنتي كبير
يمكنني فقط أن أعيدك للوطن لكن ربما في مكان آخر مدينة أخرى وحي آخر
فقلت له: في قريتي هناك متسع من الأرض يمكنك أن تبني لنا منزل هناك
لنعيش فيه فنحن لا نريد قصراً بلا بشر ومال بلا محبة وحديقةلا تبعث رائحة
تراب الوطن .فقال لنا المارد :هذه عدة طلبات فقط يمكنني أن أحقق لكم واحدة منها
فقلت له: فقط خذنا للوطن ونحن سنبني المنزل والمحبة ستغمرنا من الأحبة .لنعيش
بقية حياتنا مع ذكرياتنا ومع من تبقى من أخوتنا في الوطن .
بهذه اللحظة سمعت صوت يقول لي هيا قم ألا تذهب لسوق البازار ؟
فتحت عيني شاهدت زوجتي ترفع اللحاف عني .هيا أنها الساعة التاسعة
فقلت لها: لما أيقظتيني من حلمي لم أنتهي منه بعد .
فقالت :أي حلم هذا شدك إليه ؟
فقلت لها: كدنا أن نعود للوطن لكنك لم تتركينا نعود .
فقالت : يا رجال لقد تبدل الحال والأحوال ولا يمكننا أن
نعيد الزمن للوراء لقد بعنا الوطن بتذكرة طائرة
واليوم تقول لي أنك تريد العودة للوطن .
فقلت لها الوطن سوف يفرح بنا كما تفرح الأم بطفلها
فقالت لي زوجتي كلامك صحيح لكن أين هم ناسنا ؟
ربما لم نجد أي منهم فتغير الزمان وأكيد تغير الناس
ربما منهم من هاجر وآخر قد رحل عن الدنيا وووو
قلت لها هل نبقى في هذه الغربة فنحن سنبقى غرباءفي هذه البلاد
مرت ثلاثون سنة ونحن بعد غرباء وهل يعقل أن يتغير الحال ؟
فقالت لي هيا تناول فنجان القهوة وأذهب للسوق وعشت لحظات
كالتي كنت تعيشها في الوطن وأعد بعض الذكريات بأدوات تأخذك معها
فقالت لها هل كنت معي بالحلم هذا ما شاهدته .فهرعت مسرعاً من فراشي
لأشرب قهوتي وأذهب للسوق ربما أجد الفانوس الذي شاهدته بالحلم .
ابن السريان  السوري 17.02.2014

قصة قصيرة الكيس المعطر

قصة قصيرة
الكيس المعطر

بعد أن هاجر بحثاً عن عمل ليكون نفسه ويبني أسرة وها قد مرت الأيام والسنون ويملك الآن منزلاً وسيارة تقف أمام داره وله أسرة رائعة ولكن كان يشعر بنقص في داخله و وبحزن يغمر قلبه برغم كل ما توفر له
فكان يدخل غرفتة الخاصة كلما شعر بهذا الأحساس ويجلس فيها لساعات دون كلل ولا ملل وعندما كان يدخل أحد أولاده لتلك الغرفة فكانت تفوح منها رائحة غريبة لم يعرفوها من قبل فكلما سأله أحدهم عن سرها فكان يقول لهم أنها تفوح من هذا الكيس المعلق هناك
فقال أحدهم يا أبتي هذه الرائحة تتبدل بتبدل الفصول والأيام ما سرها وما هذه المادة العجيبة التي تتبدل رائحتها في كل فصل؟
فكان الأب يقول هذا أمر طبيعي يا ولدي فهذه المادة تفوح منها روائح مختلفة فتنشر رائحة تبهجك في ساعة الفرح
ورائحة تواسيك في ساعة الضيق والكرب والحزن لأنها تشعر بك فهي كالأم الحنون تمنح الحب والحنان لنا.
ولكن لم يعرفوا بعد ماذا يوجد في داخله هل هو بخور أم مسك أم عنبر ومن أين جاء به ؟ فكانت هذه الأسئلة تراود الجميع
ولكنه لم يخبرهم عن سره لأنه كلما طلب منهم السفر لزيارة الوطن يفضلون السفر لبلاد أخرى بحجة ماذا يسجدون فيه
ففي بلاد أخرى هناك الكثير من مواقع السياحة أجمل وحضارة متقدمة أكثر من موطنه.
وذات يوم حانت ساعته فطلب من زوجته ان تأخذ معها ذلك الكيس عند دفنه . وترش من بعضه عليه
وأوصاها أن تبلغ سر الكيس لأبنائه .لأنها كانت تعرفه وكانت تشاركه الخلوة أكثر الأيام.
وبعد أن فارق الحياة وذهب الجميع لدفنه طلبت الزوجة من الجميع قبل أن يرموا عليه التراب أن ترش عليه من تراب
الكيس فهذه كانت وصيته أن ترش عليه بعض من التراب وتترك قسم آخرفي الكيس منه لنفسها وقالت بعد موتي أرجو أن
ترشوا على جسدي من هذا التراب فهذا هو تراب من بلادنا بعد ان حرمنا منه في حياتنا لظروف الحياة القاسية .
أن لا ننحرم منه في ساعة موتنا فهو يدفي أجسادنا في قبورنا ويلفنا لأننا منه وإليه نعود .
هنا علم الأولاد ماذا كان يحوي الكيس انه تراب من الوطن كان قد جلبه معه والدهم يوم هاجر منه وحافظ عليه لهذه الساعة.
وعندما رشت الزوجة التراب عليه فاحت منه رائحة زكية عطرت كل المكان أستغرب الحاضرون كثيراً وقالوا هل يعقل
أن تفوح مثل هذه الرائحة العطرة من هذا التراب ؟ قالت الزوجة أجل فتراب بلادي معطر بدماء الشهداء وبدموع الأمهات
عطره دائم مدى الحياة ومتنوع بتنوع الأيام هنا شعر الأولاد بالخجل وركضوا إلى الكيس يقبلونه لأنه كفن والدهم
برغم بعده عن الوطن وشعروا بحنان الأرض لهم فعاهدوا أمهم بزياة الوطن مع والدهم ولن يبقى في تراب الغربة
فطلب الأبن الأكبر من المسؤول بأخراج جسد والده ووضعه في البراد لحين أنتهاء أجراءات السفر .
ومرت أيام وحان موعد السفر والعودة بالجسد للوطن وتحول حزن الزوجة لفرح لأن الزوج دفن في قلب الوطن
وغمر جسده ترابه ولفه بحب وحنان وأشتياق كما تلف الأم أبنها بعد غياب طويل .
هذا هو العشق الحقيقي بين الأبناء والوطن ولترابنا رائحة مميزة ومحبته لا تضاهيها محبة .
ابن السريان السوري 02.08.2014

أريد أن أبقى طفلاً قصة قصيرة

أريد أن أبقى طفلاً
من طبيعة الحياة الطفل الصغير يقلد الكبير ويحلم في النمو بسرعة ليكون مثله
نرى الطفلة تنتعل حذاء أمها وتتمشى به حالمة بان تكون مثلها
والطفل يضع ربطة العنق في رقبته ويتفتل أمام المرآة مقلداً والده
وهناك من يقلد مشية رجل كبير في السن وآخر يقلد صوته
وهكذا الغالبية يتطلع ليصبح كبيراً وينهي هذه المرحلة بسرعة
التي سيأتي يوم ويتمناها أن تعود ويلعب كالأطفال وينعم بالبراءة.
ولكن بالنسبة لي فكان العكس كنت أحلم في أن أعيش طفولتي
لقد كنت أعيش الرجولة قبل أوانها وحرمت من جزء كبير من طفولتي
ربما البعض يستغرب من قولي لكنها الحقيقة .
ففي الشتاء أثناء الدراسة كان هم والدي هو أن أدرس كل الوقت
وحرمت من اللعب كغيري في عمري يلهون باللعب وأنا مسمر على الكتاب
والكثير من الوظائف كان يعدها لي والدي غير التي أكلف بها من المدرسة
وهكذا كنت أمضي الشتاء كله في الدراسة مع القليل من اللعب
وكوني أكبر أخوتي فكانت رعاية أخوتي مسؤوليتي في متابعة دروسهم
وفي الصيف الذي يحلم به كل طفل وتلميذ كنت أمضيه في القرية
فكان يطلب مني مرافقة أهلي إلى الكروم وقطف العنب وبعض الفواكه
فكان في كرمنا العديد من أشجار الفواكه من رمان وتفاح وسفرجل
وكرز ومشمش وكانت فيه نبتةورد جوري فكانت تزهر في الفصول الأربع
كنت أستيقظ على صوت جدتي وهي تنادي على الجميع وتقول
هيا قوموا لقد أصبح ظهراً لد تأخرنا فالجميع صار في عمله وأنتم نائمون
فكنت أفتح عيوني معتقداً بان الظهر قد حل حقاً لكن كانت المفاجأة
الظلام يخيم على القرية والشمس لم تشرق بعد لكن مع كل هذا فكان لابد
من النهوض فهي أوامر الجدة فكنت أغسل وجهي فكانت المياه باردة جداً
وبعدها نهم بالسير نحو الكروم التي كانت تبتسم لنا عند وصولنا لها
كحبيبة تلتقي بحبيبها بعد غياب فكانت تعزف لنا أنشودة الحياة
بتلامس الهواء العليل لوجنات أوراقها فكان لكل شجيرة وشجرة نغمتها الخاصة
كأنها سينفونية فكنت أنسى أنزعاجي من الأستقاظ باكراً وغيري من الأطفال
يرقدون في فراشهم فكانت فرحتي لا توصف وأنا أتلمس عنقود العنب لأقطفه
فكأنه عقد من اللؤلؤ وكانت تنعكس عليه أشعة الشمس وهي ترسل أول شعاع
لها على الأرض فكان يلامس أولاً عناقيد العنب قبل أن يعانق الأرض .
كنا نتنقل من كرمة إلى أخرى ونملئ السلل بعناقيد العنب وبعد الأنهاء منها
كنا نحملها على ظهر الحمار فكانت الحمولة أربع سلال من العنب وشل من الخضروات
التي نجمعها من الحقل كالبندورة والخيار والباذنجان والفلفلة فكان يمتزج عطر الخضروات
مع بعضها ليعطي عطراً لا يمكن لأكبر مصانع العالم أنتاجه .
بعد أن تكون الحمولة جاهزة فكانت جدتي تحملني لترفعني على ظهر الحمار وتأمره بالسير
فكانت هي تسير وأنا راكب لننطلق من القرية إلى المدينة لتبيع محصول هذا اليوم
فكان الحمار يسير في طريقه الذي يعرفه فكنت أغفو مرات عدة أكاد أسقط عن ظهره
فكانت جدتي تحدثني لأنها كانت تعرف بأنني لم أكتفي من النوم
وعندما تشرد جدتي وترحل في تفكيرها فكانت الشمس ترسل أشعتها لتمدني بالدفئ
لتنعش جسدي البارد فتدب فيه الحرارة وما هي ساعة لنصل إلى المدينة
بل لنقل للدكان التي تبيع له جدتي المحصول فكان يفرغ السلل بعد وزنها ويحسب ثم يعطيها
ومرات كثيرة كنت أنقل الحمولة لوحدي عندما تكون جدتي مشغولة أو مريضة .
بعد العودة من المدينة التي كانت تبعد 3 كم عن القرية كنت أتناول الغذاء ثم أذهب إلى الكرم لأحرسه
من العصافير بعد قيلولة الظهيرة حيث كنت أقوم بجولات فيه مع الصياح والتصفير والزعيق
أو أهز علبة صنعتها جدتي بعد أن وضعت فيها بعض الحصى لتصدر صوت
لأخيف العصافير لكي لا تأكل العنب والفواكه والخضروات .
وبعد جولات وتعب كنت أستلقي تحت ظلال الشجر فأتنعم بهواء عليل وظل وفير فكان النوم يسرقني .
وهكذا كنت أمضي الصيف كله عند جدتي بالقرية وكانت جدتي تمنعني من اللعب خارجاً
لخوفها علي وهكذا حرمت من اللعب كغيري لا يخلو الأمر كنت أسرق نفسي بعض الأوقات
وألعب وخاصة بعد أن ينام الجميع عند الظهيرة . وهكذا مرت الأيام والسنون وكبرت وأكملت
الدراسات العليا وتخرجت وتزوجت وها أنا الآن أكتب لكم كم كنت أريد أن أعيش الطفولة!!
ابن السريان السوري 26.09.2014

قصتي مع الصداقة قصة قصيرة

قصة (لا يا رفيقي ..قصتي مع الصداقة)
قصتي مع الصداقة
قبل أكثر من عشرين عاماً كنت في المرحلة الأبتدائية وكان لي أروع مجموعة رفاق كنا نجتمع
في ساحة الحي الترابية قبل الذهاب إلى المدرسة وكانت أمي تطلب من أبن جارنا محمد
الأعتناء بنا لأنه أكبرنا فكان يقول لا تخافي يا خالة فهم مثل أحمد ولا يهمك
كنا نسير لمسافة برغم طولها لكن كانت تقصرعلينا بحوارنا عن أحلامنا فكنا نقطع
مسير أكثر من نصف ساعة لنصل إلى المدرسة وقدرت الزمن لأن أمي كانت توقظني
وتقول لي الساعة الآن هي السادسة هي لتحضر نفسك وتفطر ثم تذهب للمدرسة
وعندما كنا ننطلق كان والدي يستيقظ من النوم ليشرب فنجان القهوة الذي أعدته
أمي وهكذا كنا ننطلق في تمام السابعة من الساحة لنصل مع قرع الجرس في تمام
السابعة والنصف .وبرغم طول المسافة وثقل الحقيبة المدرسية كانت أحلى لحظات
لأنني برفقة أصدقائي نمرح ونركض ونغني ونتسابق ومرت السنوات ومنا من تابع
الدراسة بعد أن أنتقلنا إلى المرحلة الأعدادية وآخر ترك الدراسة ليعمل مع والده
ولكن برغم أختلاف طرقنا كنا نلتقي في الساحة ونتسامر وفي أيام العطل كنا نلعب
وكانت أجمل الأيام تلك التي يكون فيها أعياد فكانت الفرحة أكبر وفرص اللعب أكثر
ومن رفاقي الطفولة أذكر: أحمد – علي- جوزيف – أسماعيل – شيخموس
هاكوب ..وكان هناك رفيق يهودي أسمه زكي لكن بعد أن سمح لهم بالسفر هاجروا
إلى أورشليم ولم أعرف بعد عنه شيئاً .
وهكذا مرت الأيام علينا فمنا من حاز على الشهادة الثانوية وأكمل دراسته
ومنا من لم يحالفه الحظ ترك الدراسة وألتحق بمهنة وآخر تطوع في الجيش
وأما أنا لقد تابعت دراستي في الهندسة المعمارية وأثناء دراستي ألتحقت أخت رفيقي
أحمد بكلية العمارة فطلب مني أحمد الأهتمام بها فقلت له لا توصيني بأختي ولايهمك
أجل قدمت لها كل أنواع المعونة والنصح لمواصلة الدراسة وكنت حاضراً في كل
لحظة لتقديم العون لها والنصح كوني أملك خبرة أكثر فكنت في السنة الثالثة
ومرت السنوات في الكلية ورافقني فيها أسماعيل وشيخموس وعلي
أما جوزيف ألتحق بخدمة العلم وتطوع فيها بعد تخرجه محامي
وهاكوب درس في المعهد صناعي وعمل في ورشة والده الصناعية أما أحمد كان قد ترك
الدراسة بعد المرحلة الأعدادية لأنه لم يحب الدراسة كبقيةأخوته أخذ يعمل لدى تاجر
يبيع بالجملة فكان يأخذ الطلبيات إلى المحال وبعدها ألتحق بخدمة العلم وبعد أن أنهى
الخدمة قرر السفر إلى السعودية للعمل بعد أن تعرف على بعض التجار وأقنعه أحدهم
بالسفر للعمل هناك فسافر وكان يأتي في الصيف لمدة شهر واحد فقط.لقد تبدل حاله
وأصبح يلبس الزي الخليجي وأطال لحيته وكنا نعتقد بأنه أعتاد على هذا الزي وطريقة العيش
ولكن ما شعرت به هو تغيره نحوي وكلامه الغير منطقي في كل مرة كان يجادلني
بالدين وكنت أتهرب منه لتفادي التصادم وكنت أقول هو شهر سوف يسافر لا تزعله.
مرت عشرون سنة على صداقتنا بحلوها ومرها ولم نشعر يوماً بأي فرق أو فروق
كنا مثل الأخوة في الحي ولم نعرف معنى الجيرة بل كنا مثل الأهل فعيد أي واحد منا
كان عيد الجميع وفرح أي بيت كان فرح الحي وحزن أي بيت كان حزن الجميع .
وفي يوم على غفلة هبت رياح الفوضى فكان الكثير يعتقدها رياح تغيير فتحولت حياتنا
من نعيم إلى جحيم ودبت الفوضى في كل مكان والرعب أنتشر في قلوب الكبار قبل
الصغار كانت صدمة للجميع فبتنا نسمع تسميات غريبة ومصطلحات عجيبة لم نكن
نعرفها من قبل مثل السني والشيعي أو الكردي والسرياني والأرمني والجركسي
ربما بعد أن كبرنا بتنا ندرك بعض الأسماء تعني الأنتماء لمذهب أو طائفة ولكن
في العائلة الواحدة كان هناك تعدد في الأسماء وتمازج فيها مثل علي وأخته خديجة
أودرويش و أخته خاتون أو جوزيف وأخيه عيسى وهكذا ولم نعر لها أي أهتمام
لأن الصداقة والجيرة والأخوة كانت هي الأهم .ولكن مع الضخ الأعلامي الهائل ونشر
النعرات الطائفية عبر القنوات الفضائية وزرع الخوف من بعضنا جعل الكل يحتاط من جاره
وآخر من أخيه بعد أن حمل فكراً مغايراً له تحول الصراع السياسي إلى مسلح
وبات السلاح منتشراً في كل مكان والخطف أصبح مهنة العاطل عن العمل
ومهنة الزعران والمجرمين فتشكلت مجموعة بأسماء عجيبة وغريبة كلها تحمل الفكر التكفيري
بدأت بالسرقة فالحرق ثم أنتهت بعدالخطف بالقتل ولم تكتفي بالقتل بل التفنن به
مثل الرمي من أعلى المباني أو الذبح أو
التمثيل به وهو على قيد الحياة أو حرقه وهو حي في قفص ولم يسلم أخ ولا جار ولا
رفيق تحول الكل أعداء الكل و بعد مرور أشهر على هذه الفوضى ومرت الصدمة فكان
الفرز الذي أصاب الوطن بشرخ عامودي (قسم مع الوطن وجيشه
وآخر مع الفوضى والعصابات الدخيلة على الوطن) فباعوا أنفسهم لأطماعهم
وآخرون للخارج فكان المخطط الخارجي المعد مسبقاً منذ سنوات لتدمير البلاد
في أشعال حرب أهلية بين مكونات هذا الشعب للحصول على تقسيم جغرافي لاحقاً ,
وأخضاع البلاد لوصاية دولية وكما فرز كل الشعب هكذا تم فرزنا نحن الأصدقاء أيضاً
فمنا من أصبح سلفي يحمل الفكر التكفيري حتى لأهله مثل أحمد وآخر أشتعلت في داخله
مشاعر إقامة كيان له وبناء دولته المنشودة مثل شيخموس على عكس أخيه الذي تطوع في الجيش لحماية الوطن لأنه أدرك الحقيقة ولم يفضل المصلحة الشخصية على الوطن
لقد ألتحق شيخموس بمجموعة تطالب التغيير وإقامة كيان لها وأما علي فترك عمله
وألتحق بالحماية الشعبية ونحن السريان أسوة بغيرنا قمنا بتشكيل مجموعة مسلحة
تحت راية الدولة لحماية أبناء شعبنا بكل ألوانه وفتحنا الباب أمام الجميع للأنضمام
لنا لنحارب كل من يعتدي على الأرض والعرض وخاصة بعد تدفق الأرهاب عبر
الحدود بتخاذل الجيران ودعمهم لهم ومساندتهم عسكرياً فتحول الصراع في البلاد
إلى حرب كونية بدعم بعض دول الغربية والعربية للأرهاب بتقديم كافة أنواع الدعم
المالي والأسلحة واللوجستي وأحياناً كثيرة بالتدخل المباشر عسكرياً .
لم تمر أيام على حالنا وكل منا بات على مفترق طريق يبتعد عن الآخر ومنا من
أقترب أكثر من الآخر فباتت الأفكار والمعتقدات هي التي تفرز الصداقات.
لقد ترك شيخموس الحي وألتحق بجماعته وأما أنا فبقيت في الحي مع مجموعة
من الشبان السريان والأرمن منهم مهير وآخرون من أخوتنا العرب المسلمين المنتمون لعشائر منهم جاسم
وكنا جميعاً نحرس الحي من المسلحين التي تعيث في البلادخراباً ودماراُ وحرقا وقتلاً وخطفا .
وذات ليلة بينما كنت أحرس الحي سمعت صراخ فتاة تطلب النجدة فهرعت نحو الصوت
فوجدت بعض الشبان يحاولون خطف فتاة يبدو أنها كانت تعرفهم جيداً فكانت تنادي
عليهم بأسمائهم وتنعهتم بالفسق والعهر والنذالة فأسرعت عليهم وأطلقت رصاصاً في الهواء وناديت عليهم أننا قادمون فصرخت منادياً بأسماء وهمية( جاسم مهير أفرام تعالوا بسرعة)وذلك لطلب الدعم وجريت نحوهم ما أن سمعوا أزيز الرصاص وطلب الدعم حتى ولوا هاربين وعندما أتربت منها وجدتها أخت أحمد غادة فقلت لها لا تخافي
يا أختي أنا هنا ثم أخذتها للمنزل وطلبت منها أ تتوف عن البكاء وتجفف دموعها
ثم سألتها كيف تخرجين لوحدك في هذه الظروف؟قالت كنت ذاهبة لأعطي كتاباً
لزميلتي بالجامعة لدينا فحص بعد أسبوع وهي طلبته مني ولم أعرف بأنه فخ لي
لأن من أراد خطفي هو أخوها ولحسن حظي كنت هنا وأنقذتني منهم ألف شكر لك
فقلت لها لا تشكريني فهذا واجبي فأنت مثل أختي حنان ولكن ألم يكن أحد في المنزل
ليذهب معك؟ قالت أجل لكن قلت الحارة أمان والبيت قريب و لم أتوقع خيانتها لي
فقلت لها الحمدلله على سلامتك ولكن رجاءً لا تخرجي لوحدك في الليل أو النهار.
فوصلنا للمنزل فقرعت الباب لأنه لا يوجد كهرباء في أغلب الأوقات بسب ما دمره
الأرهاب والخونة فخرجت أمها وفتحت الباب فقلت لها أستليمي أختي وهنا أنتهت
مهمتي في هذه الأثناء بكت غادة وهرعت لحضن أمها وقالت لولا حنا كنت الآن
مخطوفة وهنا طلبت مني الأم الدخول لتفهم القصة فأعتذرت منها لأنني في نوبة حراسة
فقالت أرجوك تعالى غداً فقلت لها بمشئة الرب ثم عدت أدراجي ودخلت غادة وأمها
الدار وأغلقتا الأبواب خلفهما .
بينما دخلت غادة البيت فوجدت أخاها أحمد في المنزل على غير عادته لأنه كان يختفي أيام ثم يعود
وكان غاضباً بعد ما سمعه منا على الباب فصرخ على أخته قائلاً:
كيف ترافقين كافراً وفي الليل وأين كنت؟ فقالت له هذا الكافر أنقذ شرفك وشرفي
لولاه لما وجدتني هنا وأما أين كنت فذهبت لأعطي كتابي لمن هي بنت ديني ورفيقتي
لكن خدعتني ودبرت فخاً لخطفي.. أسكتها أحمد لا أصدق هذا فنحن لا نعتدي على
أبناء طائفتنا وديننا نحن نحارب الكفرة من الطوائف الأخرى .فقالت له أنت تغييرت
يا أحمد ونسيت أيام العشرة والطفولة فقال لها كانت تلك فترة طيش والآن عقلت
وبت أعرف من هم أعداء ديني وعلينا محاربتهم .هنا صرخت الأم عليه كفى
لم أعد أعرفك هل أنت أبني أم شحص آخر أذهب ربي يهديك وينير عقلك
فقالت لغادة هيا يا أبنتي للنوم الحديث لن يفيد معه فقط الله هو القادر على تغييره
بعد أن أخذ من المنزل بعض الطعام وكان لديه بعض الأسلحة أخذها وألتحق بجماعته
ليشنوا هجوماً على أحد الأحياء كما خطط لهم .
لقد عرفت هذه الأحداث منه بعد أعترفه لي بها قبل موته بعد هجوم فاشل لهم لحي مجاور لنا
فكنا ممن قدم المؤازرة للحماية الشعبية في ذلك الحي .
هناك بالصدفة وجدته بين الأشلاء والجثث المتناثرة بين المنازل يطلب النجدة فهرعت لمساعدته
وأنتشلته من بين الركام وقدمت له الأسعافات الأولية لأنني تذكرت أيام الطفولة
والأيام التي قضيناها سوية ولم أفكر بأنه كان يقاتلنا
فقال لي كفى يا حنا !! فدينك أصبح ثقيلاً علي ولن أتمكن من أن أوفيه
لأنني راحل ونادم على كل ما فكرت به وأقدمت عليه ها أنت تسعفني
برغم عدائي لك فقلت له مهما فركت بي فهو أمر سهل لكن أن تخون وطنك فهذا أكبر
مني ومنك أسفي عليك هو خيانتك لوطنك فقط ولكن أرجو أن تعيش لتصحح خطأك
وتمحي آثامك فقال لو عشت ألف عام فلن تمحى آثامي فقال أرجو فقط أسمعني
فسمعت له فقال ما سبق وذكرته وأضاف قائلاً عندما أنقذت أختي في تلك الليلة
كنا نخطط لخطف أختك ولكن لم نفلح وها أنت الآن تقدم لي الأغاثة .
فقلت له:
لا يا صديقي ما هكذا تكون الصداقة والرفقة!!!!!!!
. فقال أرجوك أن تخبر أمي بأنني ندمت ولكن بعد فوات الأوان فأطلب منهم أن يسامحني الجميع وأسلم روحه .
فطلبت من رفاقي مساعدتي في حمله لأهله البعض تذمر فقال لي هذا خائن وآخر أرهابي ووو فقلت لهم:
الآن هو ميت فهو أبن حارتي وكان يوماً رفيق طفولتي ألا تستحق منا تلك الأيام
بعض التسامح . هنا الكل بادر في مساعدتي وحملناه لمنزله وبرغم ما أخبرت أهله به
لكن الأهل رفضوا أن يدخل الدار وترجتنا الأم أن لا نحملها عار أبنها .
فحمل إلى المقابر مباشرة ودفن هناك مع ندمه .
وهكذا أنطوت صفحة رفيق الدراسة ملطخة بسواد العار والخيانة لوطنه ولأهله ولرفاقه.
لم تمضي أيام حتى سمعنا أستشهاد البطل هاكوب الذي حارب عن وطنه وأرضه
أستشهد وهو يؤمن التغطية لرفاقه بعد هجوم كبير من قبل الأرهابيين داعش في حلب
فلف بعلم الوطن وزف عريساً مرة ثانيةلأنه لم يمض على عرسه سنة ولمحاسن
الصدف زوجته كانت حاملاً فقررت أن تسمي مولودها بأسمه وتحيي ذكراه
فكانت جنازةالبطل هاكوب أكبر عرس وطني وشرف لحارتنا لقد زينها بشهادته
أما البطل جوزيف لقد أصيب وبترت ساقه وهو تحت العلاج وصمم بعد الشفاء
سوف يركب ساقاً ويعود لجبهة القتال مجدداً لتطهير تراب الوطن ورجس الأرهاب.
ولقد ألتحق بنا شفان بعد مراسيم العرس لهاكوب فقال كلنا للوطن والوطن للجميع
يا شباب تقبلوني معكم فقلنا أهلا بك أخاً جميعنا هدفنا واحد هو حماية الأرض والعرض
وأما علي ودرويش لقد تم خطفهما أثناء تقديم المساعدات للمهجرين وأخلاء المناطق الساخنة
ولا نعرف عنهم أي خبر وكل مانرجوه هو عودتهم بخير.
ولا أنسى محمد أخ أحمد وأخي عبد المسيح وهوفيك وأسامة وفايزوسمير
الذين شكلوا لجنة لدعم المحتاجين وتأمين مطالب الحياة لكل الحي فكانوا جنود بواسل
بالطبع تأمين الطعام في مثل هذه الظروف أمر صعب وخطير ولكن بهمة الشباب
كانت الأمور بحال أفضل صحيح هناك تقشف وشح في المياه لكن الحياة مستمرة
والهمة عالية برغم الحصار والعدوان على الوطن.
وكان لدور المرأة أكبر أثر فكانت رفيقة القتال والأم والأخت والمسعفة والداعم الأكبر
وهكذا شارك كل شريف في مواجهة الأرهاب والتكفير منهم بالقلم وآخر بالسلاح و
آخر بالدعم المعنوي وآخر مادياً وهكذا أجتمع الجميع على ألم الوطن وجرحه
فكان المواطن الصالح في داخل الوطن كخارجه وفي المقابل كان هناك البعض
من باع نفسه في الخارج والداخل وباع وطنه وأهله ولم يحصد غير الندامة وأما
من جاء عبر الحدود والقارات فمصيره كان الموت أو الهروب خارج الوطن فليس له
مكان فيه وقريباً سترمى كل القذارات خارج حدود الوطن من أشلاء وجثث لهم
سيكون الوطن طاهراً نظيفاً من أي نجاسة وقذارة وستعم الفرحة أرجاء الوطن
ويزهر النرجس والياسمين ويعزف على ألحانهم الفل والجوري .
هكذا حيكت قصتي من خيوط البطولة والصمود وبخيوط التضحيات والشهادة
وبخيوط ألم أم وأب على أبنهما وحزن طفل يتيم وحرقة زوجة على زوجها
فكانت أسطورة العصر الجديد أسطورة سوريا الصمود . ابن السريان

على الضفه الثانيه قصة قصيرة

على الضفه الثانيه

كانت الساعه السادسه مساءً في عطله الصيف عندما لمحت عيني فتاتين على الطرف الآخر من النهر تتمشيان كأنهما أيلان شاردان خفق قلبي على غير عادته لم أعرف الحب ولم أجربه فقط كنت أعرف الأعجاب وأفتن بالجمال
شعرت برغبه جامحه للوصول لهما ربما هي الغريزه أو هو الحب من أول نظره الذي سمعت عنه بالقصص والتلفاز . ولكن كيف الوصول لاجسر على النهر ولا قارب سوى النظر الحمد لله لايحتاج لجسر أمعنت بهما النظر ولكن لم أرى سوى الطول والشعر أما باقي التلاميح فقد صورتها بالفكر ورسمت صورتها بالعقل وتخيلت فتاه الأحلام وزوجه المستقبل هذا كله بلمحه البصر.
أعجبت وفتنت بواحده منهن كان شعرها أسود طويل يكاد يلامس الخصر كأنه شال يغطي الكتفين وطولها كنخله تداعب السماء وهي لحظات أشرت لي بيدها وكأنها تبادلني نفس المشاعر وطلبت من رفيقتها التقرب من الضفه أكثر لتراني وأراها كادت تغوص بالنهر لولا رفيقتها أمسكت بها وحالي لم يكن أفضل من حالها لو كنت أعرف السباحه لسبحت مئات الأميال لكن للأسف لا أعرف فتركت أفكار وخيالي يسبحان إليها فقررت الجلوس على الطرف المقابل لها وأحاول سماع صوتها ورؤيه ملامح وجهها ,
قلت للزمن يا ليت أن تقف هنا لأشبع عيني ويرتوي قلبي منها. وفجأة سمعت صوتاً كالرعد آتي هيا إلى عملك
ماذا تفعل هناك هل جئت للعمل أم للتسليه .
كأن الحب والأعجاب بهذا الجمال تسليه فهو معذور لايعرف سوى جمع المال أما بالحب فهو مرتاح البال
من الفور وقفت وودعت الجميله وباشرت عملي .حتى أنقضى ذلك اليوم وأنا أحلم بها حلم اليقظه على أمل أن ألقاها باليوم التالي .
عدت باليوم التالي وأنتظرت طويلاً حتى صرخة المعلم صاحب العمل كالعاده …
وهكذا أيام وأيام …. إلى أن تركت العمل وعدت للدراسه وهناك تركت أول حلم وأمل كانت هذه البدايه
وحتى اليوم كل مرة أترك حلمي الجديد لظرف جديد ولم يتحقق حلم كما أريد.
أخوكم: أبن السريان
سمير روهم 16.04.2009

عرجة جدتي

عرجة جدتي
مرت عقود على رحيلها ولكنيي لليوم لم أنسِ مشيتها
جدتي كانت تعرج بسبب قصر قدمها اليمنى من الولادة
ولم أكن اخجل من مشيتها من صغر سني بل على العكس
كنت أحبها وهي تعرج لأنني كنت أميزها من بين القادمين
عندما كانت تأخذ الفواكه والخضروات لتبيعها في المدينة
كانت ترحل في الصباح الباكر لتعود بعد منتصف النهار
فكنت أجلس في النافذة واترقب عودتها بفارغ الصبر
لأنها في كل مرة كانت تجلب لي لعبة أو تشتري حلوة
فعندما كانت تلوح مشيتها من بعيد كنت اهم بالجري أمامها
ولأستقبلها وأركب على ظهر الحمار لنعود للبيت
وعندما كانت تستقبلني جدتي بعد القبل كانت تمد يدها
إلى عبها ( صدرها ) وتخرج منه ما جلبته لي .
ثم تحملين لترفعني على ظهر الحمار ونكمل العودة للبيت
لذا كنت أحب عرجة جدتي لأنها كانت دليلي لها
وعندما كبرت فكنت أسير معها وأتمهل في مشيتي
لكي لا أسبقها وأشعرها بالنقص .
واليوم بعد مرور عشرات السنين على رحيلها
أحن لرؤيتها وترقب مشيتها التي حفرت ذكراها في كتاب ذاكرتي
رحلت الجدة وبقيت ذكراها بمشيتها خالدة .
الرحمة لكل من رقد على رجاء القايمة .
ابن السريان 30.05.2016

بكاء المطر قصة قصيرة

بكاء المطر
في سابقة على غير عادته التي كان يتساقط فيها المطر بفرح كبير لملامسة وجنات الأطفال بعد غياب طويل
ويشاركهم فرحهم وضحكاتهم عندما يتساقط عليهم ويلقي التحية على الناس وهم في رحلة عملهم أو عودتهم من التسوق
وهم يركضون والبسمة مرسومة على وجوهمهم وتعلو ضحكات الطفولة في كل مكان يتساقط فيه المطر
ولكن اليوم كان يتساقط والحزن باد عليه فهو يتردد في سقوطه وكأنه أخطأ في المكان والزمان .
دخلت في حيرة لما المطر متردد هكذا هل يريد أن يخالف الطبيعة أم هناك أمر آخر؟ وبينما أنا غارق في التفكير
سقطت قطرة منه على خدي وما أن أستقرت عليه سالت منها قطرات فقلت بصوت عالي بالاشعور ما هذا هل هي معجزة؟
فسمعت صوتاً يحدثني قائلاً: لا تستغرب فهذه هي دموعي
أعتقدت بانني في مكان آخر غير سوريا التي أعتدت فيها ضحكات الأطفال وجري الناس وأبتساماتهم عند سقوطي أبتهاجاً بعودتي
وهذا ما كان عليه في آخر زيارة لي منذ أربع سنوات لأن دورتي تستمر أربع سنوات من سقوطي لوصولي إلى البحر وعودتي لهنا مرة ثانية.
فقلت له كيف أسمع صوتك وتبكي كالبشر؟
فقال ما أصاب سوريا يبكي الحجر و المطر وليس فقط البشر .
فأنا منذ عقود لم أشهد أبناء سوريا بهذا الحال الجميع شارد
ومهموم والحزن يغمر قلوبهم فكل فرد منهم مجروح بجرح عميق
والأصعب هو الدماء التي تصبغ لوني بعد السقوط فتجري المياه
كأنها سيول بل أنهار من دم .
فقال لي بالله عليك أخبرني ماالذي حصل وكيف حصل؟
فقلت له الذي حصل هو حرب كونية على بلدي سوريا
وأما كيف حصل فهذا معقد وأكبر من الجميع والعالم كله مشترك
في الأجرام الحاصل في وطني فتحت الحدود وسالت الأموال وتدفقت جحافل الأرهابيين من كل أنحاء العالم
وعاثت قتلاً ودماراً وخطفاً وأغتصاباً وحرقاً لم يسلم منها لا البشر ولاالحجرولاالشجر
هذا هو حالنا منذ أربع سنوات يا صديقي والفرحة هجرتنا والبسمة دفنت في قلوب الطفولة الحزنية
وفي كل بيت هناك شهيد أو جريح أو مخطوف أومفقود فالحزن غمر البلاد .
فزادت القطرات في الأنهمار على خدي فخلت أنه المطر لكنه كان قد توقف
فقلت للقطرة هل تبكين مجدداً فقالت كيف لا أبكي على وطن كان الحب والسلام والأمن يغمره والحدائق تزينها طفولة بريئة
والشوارع مزدحمة بناس بسماتهم تزين لوحة الحياة وتكتمل بفرحهم .
وبتنهد عميق قالت: آه وألف آه لم أتوقع يوماً أن يحصل ما حصل
لهذا الوطن الذي أشتاق له وأنا فيه فكنت أحسب الأيام والشهور
لعودتي له وإن كنت أقدر لجعلت دورتي سنوية لأزوره كل عام .
و رحلت القطرة والدموع تنهمر منهاعلى أمل العودة لسوريا مرة تالية
ويكون الوطن بأفضل حال كما عهده المطر في سابق الأزمان .
ابن السريان 10.06.2015

حكاية الخبز..والملح…

حكاية الخبز..والملح… منقول

بحياة الخبز والملح اللي بيننا يا سوريين اسمعوا هالحكاية…
قال..ورا الرغيف في طحين…ورا الطحين في حجر.. ورا الحجر في طاحونة..ورا الطاحونة في قمح.. ورا القمح في
مطر وشمس..ورا القمح والمطر والشمس في اﻹله دجن .. ورا كل هدول في انتو السوريين..انتو اللي اخترعتوا التنور وصنعتوا رغيف الخبز اللي طعمى كل البشر…
باسطورة عشتار وعقيدة الخصب الزراعية.. ولما انقتل اﻹله تموز (روح الخصب) ..ونزل للجحيم..طلبت اﻵلهة من البشر دفن بقايا جسده ( اﻹله دجن القمح) باﻷرض لتحتضنه وليبعث من جديد.. لكن بعض الناس رفضت فكرة دفنه من شدة حزنهم على اﻹله…وصاروا يدوروا على بقايا الجسد المقدس ليجمعوها..فغضبت عليهن اﻵلهة وحولتهم لطيور تخدم اﻹله دجن ويقضوا عمرهن عم يبحثوا عن بقايا جسده وكل ما لاقوا شوي ياكلوهن ..وهامت هالطيور عا ملى وجها بكل مكان والناس لحتى يمنعوهن انو يلموا القمح من الحقول صاروا يحطوا فزاعات من القش على هيئة اﻹله دجن ليوهموا الطيور انو دجن بعدو موجود وهيك بيحافظوا على حقول القمح.. )
بما انو زراعة القمح وصناعة التنور ورغيف الخبز خلقت بسوريا ( وجدت أقدم بذور للقمح محفوظة بجرار فخارية بوادي المريبط على الضفة اليسرى لنهر الفرات وقدروا عمرها ب 7700 ق. م.. ) فطبيعي انو يكون في حكاية للقمح ويكون فيها اله اسمه دجن (القمح..الخبز ) الو قدسية وهالة رهيبة ارتبطت بمعتقدات دينية وانتشرت بكل زمان ومكان..وبعدو لهﻷ دجن ..الخبز.. مقدس عند السوريين وعملولو طقوس احتفالية وعادات وتقاليد جميلة بكل مراحل حياته من بداية زراعته لحصاده..فتموز يجسده القمر ( روح الخصب )..ودجن يجسده القمح (جسد اﻹله ) ..ومن هالطقوس اللي بعدنا محافظين عليها في القرى السورية انو السوريين بيوم اﻹعتدال الربيعي اللي بيتساوى فيه الليل والنهار وعند أول ظهور للقمر..عند الفجر بيجمعوا حزمة سنابل قمح خضرا وبيعلقوها بمدخل البيت فوق باب الدار قبل ما يفيقوا اهل البيت…منشان لما يشوفوها يعرفوا انو اجا نيسان الخير فبيطلعوا عالبساتين والحقول لياخدوا بركة المواسم وليشكروا اﻵلهة عاخيراتا..وكانوا يسموا هالحزمة ( دقنا نيسان..لحية نيسان ) ..وتقديس القمح تجلى بتقديس رغيف الخبز باعتباره جزء من اﻹله وهو نعمة الاهية تكرموا فيها عالبشر..فمثلا…منشوف السوري اذا شاف شقفة خبز عاﻷرض بيشيلها فورا وبيبوسها وبيحطا عا جبينه نوع من التقديس لدجن وبيقول : حاشاكي يا نعمة الرب وبيحطها بمكان عالي ونضيف.. وكمان يحرم عالسوري يرمي بقايا الخبز مع الفضلات الغذائية ..وبيرفعوا هالبقايا لمكان عالي فيه شمس وهوا حتى تاكلن الطيور (خدم الاله دجن )…
كمات في عادة لزق العجينة فوق عتبة باب البيت وخاصة بيوم العرس كأمنية لديمومة الزواج واستمرار الخير عالدار..
ولما اﻷطفال الصغار بيزوروا اي بيت ﻷول مرة لازم ست البيت فورا تجيب رغيف خبز وتشقفو شقف صغيرة وترميها فوق راس الولد لتباركه وتمنع يصيبوا الأذى والشر ….ومن تقديس السوري للخبز صار يحلف فيه …ودخله بصلواته..( أعطنا خبزنا كفاف يومنا )..كلنا منحلف.وحياة هالنعمة وحياة هالدجن (الخبز ) …. وماعنده الدجن..تعبير عن الفقر والحاجة.. طبعا لسه في كتير امثال وحكم وحكايا عن الخبز….
أما الملح …فمعروف انه بيسحب الطاقة السلبية من المكان اللي بيتواجد فيه..والملح عندو قدرة على حفظ المواد واﻷشياء لمدة طويلة ..متشان هيك هو رمز اﻹستمرارية
فالخبز يرمز للحياة والملح يرمز لﻹستمرارية..
والخبز والملح يعنني اﻷمان والسلام الدائم وتعبير عن الوفاء وصون العهود…وهيك صار السوري يقدم الخبز والملح للناس الغرباء ليعطيهم الامان ..وبالاتفاقيات ليصون العهد… وبالاحتفالات للبركة…و حكايات وقصص الخبز والملح كتيرة يمكن مامنعرفها أو نسيانينها…..بس اللي مانسيناه انو كلنا لسه منحلف…..:
بحياة الخبز والملح اللي صار بيننا..
لا تخونوا الخبز والملح…
ولا تنسوا الخبز والملح….
حفظوا خبزنا وملحنا….
وهﻷ يا سوريين الخبز مابينساكن والملح بعدو بدياركن..
و الحكاية العتيقة عتق الزمان عم تحلفكن بالدجن والخبز والملح اللي ياما صار بيناتكن وياما قدمتوه لغيركن ..وياما كتترلكن خيركن …معقول ما اشتئتوا لطعمتوا تحت سنانكن…. ما حان الوقت تشتاؤاا… للخبز والملح …
لتحيا سوريتكن …. لتحيا سوريا…

قصة واقعية رااااائعة عن { الأمانة }

قصة واقعية رااااائعة عن
{ الأمانة }
*********

كان يا ما كان في قديم الزمان تاجر عُرف بأمانته ، فقد كان متَّقياً لله في جميع تحركاته ، ويضع الخوف من عذاب الله وعقابه صوبَ عينيه .
في إحدى الرحلات التجارية التي كان يقوم بها هذا التاجر الأمين ، أخذ يفكر بالإستقرار داخل بلدتِه من عناء السفر ومشقَّتِه ، فصحَّته بدأت بالتدهور إلى الخلف نتيجة كبرِ سنِّه ، فآن له أن يرتاح من عناء السفر بعدأن قام بجمع مبلغ من المال يعيش به مسروراً .
ذهب التاجر إلى رجل يود بيعَ بيته ، فهو يبحث عن بيت يأوي به نفسَه وعائلته ، وليكون مناسباً لمكانته وثروته الطائلة ، وقام بشرائِه .
دارت الأيام ومرَّت ، والتاجر يعيش فرِحاً مسروراً في داره الجديدة الجميلة .
وفي يوم من الأيام خطرت على باله فكرة وهو ينظر إلى أحد جدران المنزل فقال في نفسِه : لو قمتُ بهدم هذا الجدار لحصلتُ على منزل أجمل ومساحة أكبر وأوسع .
وبالفعل قام التاجر بمسك الفأس وأخذ بهدم الحائط ويزيله ، لكنه فجأةً رأى شيئاً عجيباً ، فقد عثر على جرَّة مليئة بالمجوهرات والذهب . صاح التاجر : يا إلهي كنز عظيم مدفون تحت الحائط!!
لا بدَّ لي أن أعيدَه إلى صاحبِه ، فهو له وأولى مني به ، ليس لي الحق في هذا الذهب أبداً ، فإذا قمتُ بأخذِه سيكون مالاً حراماً ، والمال الحرام يضر ولا ينفع ، ويذهب ولا يدوم .
حمل التاجر الأمين الجرَّة ذاهباً بها إلى الرجل الذي باعه منزله ، وضعها بين يديه قائلاً له :
إنَّه قد عثر عليها أثناء قيامه بهدم أحد الجدران . فقال الرجل :هذه ليست ملكاً لي ، بل إنها قد أصبحت ملكاً لك أنتَ !! فالمنزل منزلَك الآن وأنا قد بعتُك الدار وما فيها .
رفض كلا الرَّجلين أن يأخذا الجرَّة ،وقرَّرا أن يذهبا لقاضي المدينة ليتحاكما .
فقال لهما القاضي : ما رأيتُ في حياتي رجلين أمينين مثلكما ، تتنازعان في رفض الكنز بدلاً من النزاع في من يأخذه .
سأل القاضي الرَّجلين إن كان لديهما أبناء ؟ فأجاب التاجر الأمين بأنَّ له بنتاً ، وأما الرجل فقال أن لديه ولداً .فقال القاضي :فليتزوج إبنك ابنتَه ، ويُصرف هذا الذهب إليهما .
فاستحسنَ الرَّجلان رأي القاضي ووجدا فيه صواباً ،ووافقا على الزواج ، وعاشا سعيدين مرتاحا الضمير والبال ..
وعاشوا عيشة طيبة وخلصتْ هههه
ترى ماذا لو حصلت هذه القصة الواقعية في أيامنا هذه ؟؟؟
وهل التاجر مهما كان أميناً سيحتفظ بها ويكتم السر بينه وبين نفسِه ، أم سيعيد الذهب للرجل الذي باعه المنزل !!! ؟؟؟؟؟
حيث قال الرب يسوع : كنتَ أميناً على القليل سأجعلك أميناً على الكثير .آمين .
دمتم بألف خير .. وطابت أوقاتكم  منقولة