سألوا اللهَ وقالوا :شعر / وديع القس

سألوا الله ..!!.؟ شعر / وديع القس

سألوا اللهَ وقالوا :

يا إله الكون ِ نحنُ حائرونْ ..
يا إلهَ الكون ِ نحنُ غارقونْ ..

**
نسألكَ : وأنتَ الوحيدُ السّميعُ
والمجيبْ
نسألكَ : متى ستقومُ القيامةْ
وما مصيرنا
نحنُ المؤمنونْ ..؟

**
فردَّ اللهُ قائلا ً :
يا أغبياء .. يا جهلاء ..
يا أهلَ الموت والرّياء
لقد قامت القيامة
وأنتمْ نائمونْ ..

**
قراءة المزيد

فهم المطران يوحنا دولباني ملفونو يوسف بِكتاش

ما يجعل الانسان خالدا هو معدات القيم الانسانية التي يحملها بعناية في عالمه الداخلي..

الشيء الرئيسي هو ما يفعله مع هذه البحرية الاخلاقية، كيف يعيش، ما يخدم، في تدفق الحياة….?

2 نوفمبر 1969 كان يوما غطت فيه الغيوم المظلمة ماردين.

توفي اليوم ابو حسيو هانا دولاباني قلم الرصاص العظيم لثقافة واداب السرياني.

لقد كان سيد / مالفونو عظيم ومخضرم.

احيي بالامتنان والاحترام في الذكرى ال 51. لموته بدفع ازرار روحي…!

فلترقد روحه بسلام الله يرحمه ويغفر له..!

بهذه المناسبة اعتبر من واجب الولاء نقل روابط السوريانيس التركية والعربية والانجليزية لمقالتي فهم حنا حنا دولاباني الذي كتبته منذ سنوات.

فهم المطران يوحنا دولباني
الشخصيات ذات الخصائص المميزة ، التي أصبحت جزءًا من هوية المجتمع ، هم أفراد وصلوا إلى أسرار المدينة التي يعيشون فيها. بشكل عام ، امتلكت هذه الشخصيات بشكل عام أعماق روح المدينة التي يحبونها. تشويقهم الأكبر هو المساهمة في توهج الضوء في الحياة الاجتماعية والثقافية للمدينة ، وترك أثرهم عليها.

في التاريخ الغني لماردين ، كان المطران يوحنا دولباني (1885-1969) ، أحد هذه الشخصيات.
قراءة المزيد

مهرجان برديصان في زمن الكورونا 2020 أيلول

مهرجان برديصان في زمن الكورونا 2020 أيلول

مهرجان برديصان في زمن الكورونا

عشتارتيفي كوم/

تقرير / بهنام شابا شمني

تصوير / صفاء الجميل

في اجواء لم تعهدها انشطتنا الثقافية، وبعيدا عن الحضور الجماهيري، وتحت اجراءات صحية صارمة، خوفا من تفشي وباء الكورونا. اقام اتحاد الادباء والكتاب السريان مهرجان برديصان السادس للشعر السرياني يوم الجمعة 11 أيلول 2020 في بغديدا / قره قوش بسهل نينوى في العراق.

التزم المشاركون في المهرجان الذين لم يتجاوز عددهم ال 20 شخصا بجميع اجراءات الوقاية وتطبيق التباعد الاجتماعي في قاعة فرقة مسرح قره قوش التي احتضنت فعاليات المهرجان.  

استهل المهرجان الذي قدم فقراته الشاعر نوئيل جميل وبعد ترحيبه بالحضور بالوقوف دقيقة صمت ترحما وعرفانا لكل شهداء الكلمة الحرة وللراحلين من الشعراء السريان الذين اغنوا المكتبة السريانية بنتاجاتهم الشعرية.  

تلتها كلمة اتحاد الادباء والكتاب السريان القاها الاديب روند بولص رئيس الاتحاد مذكرا فيها بالمهرجانات الخمسة السابقة التي اقيمت في القوش وبغديدا وزاخو ودهوك وبلدتي عنكاوا وأرموطا، ليعود في نسخته السادسة الى بغديدا ايضا.

وتطرق بولص في كلمته ايضا الى الشاعر برديصان الذي يحمل المهرجان اسمه فقال (هو الشاعر والفيلسوف والمفكر السرياني اللامع الذي يعتبر بحق أبُ الشعر السرياني).

مشيرا الى ان اقامة هذا المهرجان في الظروف الاستثنائية الحالية لتؤكد على ارادة المثقف والاديب السرياني في خلق الابداع والجمال والامل. ومقدما الشكر لمنظمة كابني الراعية لهذا المهرجان.  

اعقبتها كلمة الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق/ المكتب السرياني القاها عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الشاعر زهير بردى جاء فيها (ايها الشعراء الذين تسطرون باصابع من لوتس منمنمات من خزينة حضارات اشور وبابل ونينوى والحضر واشنونا وزقورة وسومر وتتقدمون لاعلاء مجد الشعر والكلمة البدء والحياة).

وأضاف (وانا اذ اطرق لكم نبض الاتحادوانقل لكم ما لوح به من فرح وخطه من لوح ابيض مفعما بالجمال وبتهنئة خاصة وخالصة لمهرجان برديصان الشعري السادس الابداعي) واضاف بردى ولا يسعني الا ان اكون معهم انتم بوصلة الضوء لاقول طوبى لمهرجانكم).

وختم الشاعر بردى كلمته بقوله (مبارك لكم وبالتمنيات المحمولة عبر الاثير من المكتب التنفيذي بنجاح مهرجانكم الذي هو اول تحد تقدمونه مع الجيش الابيض بمواجهة الفيروس العنيد، لان الكلمة لها الكفاءة والاداء في فعل التعافي من المرض .( 

ثم تلى الشاعر نمرود قاشا برقية اتحاد الادباء والكتاب في العراق. التي قدم فيها الاتحاد التهنئة فيها للادباء والكتاب السريان بمناسبة اقامة مهرجان برديصان السادس للشعر السرياني داعيا وزارة الثقافة والجهات المعنية لتقديم الدعم الذي يساهم في تطوير برامج العمل الثقافي والادب.  

وكان للفلكلور مكان في المهرجان عبر فرقة من طالبات مدرسة مار افرام السريانية بأزيائهم الفلكلورية ومعلمهم الاستاذ عصام ياكو اللاتي قدمن النشيد الوطني (أثرو ديل) بالسريانية ثم نشيد آخر بالسريانية ايضا.  

ليأتي بعدها دور الشعر و(14) شاعرا من بغديدا وبرطلي هم (أمير بولص، زهير بردى/ بالعربية، ابراهيم خضر، ابراهيم شابا للو، بسمة الساعور، أثير نوح، عبدالله نوري، مناهل صليوا، جبو بهنام، ابراهيم كولان، كريم أينا، رمزي هرمز، صلاح سركيس، نوئيل جميل). في حين شارك (5) شعراء سريان آخرين من المهجر بقصائد ارسلت فديويا وعرضت في المهرجان وكانت لكل من (بيداء حكمت، متي اسماعيل
، سمير روهم، ميخائيل وردة، والاب الخوري يعقوب الطحان) .
قراءة المزيد

جبران خليل جبران
جبران خليل جبران سوري من لبنان

جبران خليل جبران سوري من لبنان

د. نسيب أبو ضرغم

في مواجهة مسار التزوير والتحريف على التاريخ، المواجهة التي لا بد منها لوضع الحقائق في نصابها، بعد أن جرى التمويه عليها، وإظهارها على غير واقعها.

في لبنان، نشأت مدرسة راحت تلبنن كلّ شيء، في الأدب والتاريخ حتى في الجغرافيا، وذلك بغاية خلق إرث فكري تاريخي يؤسَّس عليه لبناء قومية لبنانية وأمّة لبنانية.

نحن في هذه الدراسة، لن نتطرق إلى الناحية التاريخية التي جرى العمل على لبننتها، بل سنكتفي بموضوع الأديب السوري العبقري جبران خليل جبران ابن بشري اللبنانية.

لقد دأبت مدرسة التلبنن على تقديم جبران خليل جبران على أنه نبي القومية اللبنانية الموغل في تلبننه. في وقت، سوف تظهر الدراسة، وبشكل علمي وموضوعي سورية جبران خليل جبران، ومدى تعلقه بوطنه سورية والتي من ضمنها بطبيعة الحال لبنان.

«لقد كان جبران يعتبر نفسه سورياً، وسوريا وطنه، والسوريون أبناء جلدته. وقد جاهد في سبيل القضية السورية، كأحد أهم رعاتها، ولم يقتصر جهاده على ناحية واحدة فكرية أو علمية، بل اشتمل على الاثنين معاً».

جبران والقضية القومية ـ أبحاث وحوارات ووثائق الندوة الفكرية ـ الزينون مركز القيروان 10 نيسان 1994 ـ منشورات من البقاع الشمالي الهرمل 8 تموز 1994 ص 6 .

لقد تحصّل للباحث توفيق الصايغ أن يتمكن من الاطلاع على ما يقارب السبعة آلاف رسالة لجبران، كانت قد أودعتها ماري هاسكل بعد وفاته في جامعة نورث كارولينا.
قراءة المزيد

لـن ننـسى.. Lest We Forget ܩܛܠܥܠܡܳܐ ܣܘܪܝܳܝܳܐ؛؛

لـن ننـسى.. Lest We Forget ܩܛܠܥܠܡܳܐ ܣܘܪܝܳܝܳܐ؛؛

مجازر الإبادة ومحاولة اقتلاع السريان بجميع شرائحهم من أرضهم ما زالت قائمة ومنذ قرون
ولا من رادع للهمجية والتعصب العرقي والديني، خاصة بالخلافة العثمانيةلآخر قرنين من سلطتهم
أوعزوا باكثر من مجزرة من جبال لبنان للشام وحلب لتصل ذروتها بجنوب شرق تركيا حاليا
وكانت أراض سورية لتقتطع بمعاهدة سيفر1920 بفرنسا، وتعدّل بما لحقها معاهدة لوزان 1923 بسويسرا..

Adibeh Abdo-Attia

جريدة سويديةوفيها مقالة ” مجزرة للمسيحين السريان بسوريا

بعض صور السيفو

  
تبا” للعقيدة الداعشية ( الجهاد)
تبا” للعقيدة العثمانية ( الجهاد )
الجهاد : الخاصرة المثقوبة .. التي تتسلل منها جميع جراثيم الكون
هذه الجريدة اصدرتها السلطنة العثمانية في سنة 1915 قبل مذابح سيفو ( الفرمان )
بعدد اشهر تحت عنوان ( الحرية تحت ظلال السيوف ) و الغاية من جريدة ( الجهاد)
تاجيج المشاعرالمتطرفة و الهابها من اجل ارتكاب اكبر مجزرة بالتاريخ الحديث
بحق الشعوب السريانية و الارمنية واليونانية



هذه المجزرة بدأت بجبل لبنان بين فلاحين دروز وجيرانهم الموارنة ليمتد فتيلها
والهجوم على المناطق المسيحية بدمشق الى حلب. ولم يتوقف القتل والذبح
إلا عندما تدخل المناضل الأمير عبد القادر الجزائري.



صورة تذكارية التقطت بالذكرى ال 105 للسيفو على
قناة: سوريويو سات بالسويد وبميادرة من الأتحاد السرياني العالمي..

Adibeh Abdo-Attia

مار يعقوب الرهاوي (708م+)

مار يعقوب الرهاوي (708م+)

للأب د. يوسف اسطيفان البناء

كاهن كاتدرائية مار أفرام في الموصل

اختصاصي الأمراض الباطنية

يزخر التراث السرياني بنفائس لا تقدر بثمن من أفكار وكتابات وآباء وحوادث، وما إلى ذلك من مفردات في مختلف مجالات العلوم والثقافة التي تبنى بها أساسات الحضارة وصروحها على مر الأزمان، وفي الجامعات العالمية الكبرى اليوم، هناك عودة إلى الحضارة والتراث السرياني الجليل، حيث أيقن العلماء واكتشفوا من خلال الدراسات والمقارنات التي أجروها، أن الحضارة الآرامية السريانية، هي من أعطى للعالم البعد الفكري والروحي للإنسان؛ وبمعنى آخر، فإننا نستطيع القول وبكل فخرٍ واعتزاز أن الحضارات اليوم هي امتدادٌ لحضارة السريان، كيف لا وأننا نرى في يومنا هذا من المستشرقين الغربيين من أتقن اللغة السريانية وسبر غورها ليستطيع أن يترجم من تراثها الغني ليقدّم للعالم نتاجاً مميزاً وفريداً في مجالات الثقافة والعلوم المختلفة، وهكذا أصبحت النصوص السريانية مفردات نفيسة تؤسس لحضارة عالمية جديدة.

والكنيسة السريانية الأنطاكية الأرثوذكسية المقدسة، تعتز بالتراث السرياني المقدس، وتهتم بطاقتها القصوى الممكنة بنشر هذا التراث العظيم وتكريم ملافنة السريان وعلمائهم وأدبائهم وآبائهم على مر العصور، متعاونة بذلك مع كل المهتمين في العائلة السريانية المتعددة الطوائف، وغيرهم من غير السريان الذين عشقوا السريانية والتراث السرياني وسخروا جهودهم وطاقاتهم في هذا السبيل.

وهنا تأتي الإلتفاتة المباركة من لدن سيدنا صاحب القداسة مار إغناطيوس زكا الأول عيواص، بطريركنا المعظم، والسادة أساقفة الكنيسة أعضاء المجمع المقدس الموقرين، في اعتبار سنة 2008م (هذه السنة) سنة القديس الجليل مار يعقوب الرهاوي (708م+)، إذ تصادف ذكرى مرور (13) قرنا لإنتقاله إلى الخدور العلوية.

وبهذا الإعلان تكون الكنيسة المقدسة قد هيّأت لأبنائها وللمسيحيين كافة وللمهتمين بالتراث مناسبة مهمة للتعرف على ملفانٍ عظيم، يصنف في مقدمة علماء السريان الفطاحل في علم الإلهيات وتفسير الكتاب المقدس والترجمة والفلسفة والفقه البيعي والتاريخ والأدب واللغة والنحو وغيرها من العلوم كما يقول عنه سيدنا صاحب القداسة مار إغناطيوس زكا الأول عيواص، إذ كان قد نشر مقاله بعنوان (مار يعقوب الرهاوي / 633 – 708م / اللاهوتي ، المؤرخ، المترجم، اللغوي السرياني ، مستنبط الحركات السريانية) في مجلة مجمع اللغة السريانية _ المجلد الثاني _ 1976، يوم كان مطراناً على بغداد (1969 – 1980م).

كما أن قداسة مار إغناطيوم أفرام الأول برصوم كتب عن هذا القديس الجليل في مجلة الحكمة 1930م. وفي كتاب اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانية معطيا المكانة المناسبة لشخصيته الفذة وعلمه الغزير.

ولا أريد هنا أن أكتب سيرة حياة هذا القديس الجليل وإنجازاته العلمية ومؤلفاته، لأنها موجودة وبشكل مفصل في المقالات التي أشرت إليها أعلاه، إضافة إلى الشرح الشامل لحياة هذا القديس الجليل في المقدمة الموسّعة التي كتبها نيافة مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، مطران حلب وتوابعها، لترجمة كتاب الأيام الستة لمار يعقوب الرهاوي إلى اللغة العربية، والتي أنجزها سيدي مار غريغوريوس صليبا شمعون، مطران الموصل ونشرت عن دار الرها سنة 1990م.؛ لكني في هذه العجالة أشير باختصار إلى هذه الشخصية السريانية المرموقة، حيث كانت ولادته نحو سنة 633م. في قرية عندابا التابعة لولاية أنطاكية، ودرس السريانية والكتاب المقدس ومؤلفات الآباء في مدرسة قريته، ثم التحق بدير قنشرين ومدرسته الشهيرة قرب جرابلس سوريا، حيث تخصص في العلوم والآداب والفلسفة واللاهوت وأتقن اللغة اليونانية، ثم انتقل إلى الأسكندرية للمزيد من المتابعة العلمية، ليعود إلى الرها ويختار النسك والرهبانية طريقا لحياته، ورسم مطرانا للرها سنة 684م. بوضع يد البطريرك الأنطاكي مار أثناسيوس الثاني البلدي (687م+)، وبعد أربع سنوات ترك كرسي المطرانية محتجاً على عدم الإلتزام بتطبيق القوانين البيعية، وتوجه إلى دير مار يعقوب في كيسوم سميساط (بين حلب والرها)، ثم إلى دير أوسيبونا قرب قرية تلعدا في كورة أنطاكية، معلما شرح الكتاب المقدس، ثم انتقل إلى دير تلعدا المعروف بالدير الكبير (شمالي قرية تلعدا في كورة أنطاكية وعلى بعد حوالي 30 كلم من حلب و70 كلم من أنطاكية)، منكبا على تصحيح ترجمة الكتاب المقدس باللغة السريانية عن النص اليوناني، ومعلما اللاهوت والفلسفة واللغة اليونانية لتلامذة الدير، وحاول المؤمنون في الرها إعادته إلى مطرانية الرها، لكنه انتقل إلى جوار ربه يوم 5 حزيران 708م. ودفن في مقبرة الدير، وله الكثير العديد من المؤلفات النفيسة في الكتاب المقدس وعلم اللاهوت والتاريخ والنحو والقوانين البيعية والليتورجيا والفلسفة والرسائل في مختلف المواضيع والترجمات، وأشهر كتبه هو كتاب الأيام الستة في وصف العالم وظواهره الطبيعية في إطار قصة الخليقة، وإليه تنسب الحركات الخمس في اللغة السريانية المعبر عنها بصور أحرف يونانية، كما له محاولة في إدخال أحرف جديدة إلى اللغة السريانية.

شمّرت أبرشية حلب السريانية عن سواعدها بهمة مطرانها العلامة مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم، واهتمت بشكل مميز ولائق في إحياء الذكرى العطرة لمرور 1300 سنة على رقاد القديس الجليل مار يعقوب الرهاوي (708 – 2008م)، كيف لا وهي تحتضن آثار دير تلعدا التي اهتم نيافة المطران يوحنا في السنوات الأخيرة بتسليط الأضواء عليها وتسجيلها وقفاً باسم الكنيسة السريانية في حلب؛ وضمن الفعاليات لهذه الذكرى: اطلق اسم مار يعقوب الرهاوي على أحد شوارع مدينة حلب؛ وأقيم قداسا احتفاليا في موقع دير تلعدا قرب ضريح مار يعقوب الرهاوي يوم 5 حزيران 2008م.، ومؤتمراً باسم مار يعقوب الرهاوي في حلب للفترة من 9 – 12 حزيران 2008م. شارك فيه فريقٌ من المستشرقين والعلماء والباحثين من مختلف دول العالم، الذين قدّموا دراسات تمثل حصيلة أبحاثها بعض أوجه النتاج الفكري السرياني لهذا العلاّمة وما تركه للأجيال، وتخللت أعمال المؤتمر زيارات إلى مواقع أثرية لأديرة سريانية كانت محافل للعلم في أيام غابرة، منها : دير تلعدا ، ودير مار سمعان العمودي وهو مؤسس طريقة العموديين ، ودير قنشرين (الذي أسسه مار يوحنا ابن افتونيا سنة 538 م. وبقي آهلاً إلى القرن الثالث عشر)، ومدينة منبج التي منها خرجت الملكة السريانية تيودورة (قيصرة القسطنطينية في القرن السادس الميلادي) وكانت أبرشية العلاّمة مار فيلكسينوس المنبجي (523م+).

وكمشاركة متواضعة في هذه الذكرى العطرة أود هنا أن أعرج على بعضٍ من المواهب التي منّ بها الروح القدس على هذا الملفان الجليل:

أولاً : تعطشه لإقتناء العلم : وابتداء بمدرسة قريته عيندابا (عين الذئب من أعمال أنطاكية)، مروراً بمدرسة دير قنسرين الشهيرة، وانتقالاً إلى مدرسة الإسكندرية، ليتبحر في علوم اللغة السريانية واليونانية والكتاب المقدس والفلسفة واللاهوت والآداب .. ما جعله بحراً هادراً بل كنزاً وافراً من العطاء، فجاد حتى آخر أنفاسه بمؤلفاتٍ ومصنفات عظيمة ومميزة، أغنت المكتبة السريانية والكنيسة المسيحية، وجعلت التراث السرياني يحلق عالياً في سماء الحضارات.

ثانياً : غيرته الشديدة على تطبيق القوانين والأنظمة البيعية بأمانة : ورفضه أي تهاون في هذا المجال، وعدم تقبله لموضوع تراخي خدام الكنيسة ومحاولة التفافهم على الضوابط الكهنوتية تماشياً ومجاراةً لتداعيات مسيرة أبناء العالم واتجاهاتهم المخالفة للسلوك الروحي السوي، ما جعله أن يرفض تسلم المناصب الإدارية في الهيكلية الكنسية، ليعود إلى حياة النسك والإنعزال والعبادة الحقة، ما وفـّر له الأجواء المناسبة للتفرّغ لإشباع عطشه في اقتناء العلم والمعرفة، ثم الإبداع والعبقرية في العطاء الثر في حقل الرب.

ثالثاً : ورغم أنه عاصر فترة مضطربة جدا على الصعيد السياسي والإجتماعي، ما يؤثر سلباً على العلماء والمفكرين في هكذا ظروف، لكنه استطاع أن يجتاز هذا البحر المتلاطم والأمواج، ليسمو في العطاء والنبوغ والنتاج العلمي والثقافي والروحي، مقدماً للسريان صفحاتٍ مجيدة من تراثهم.

وأخيراً ما نرجوه ومن خلال ما كتب من مقالات وما نظم من ندوات ودراسات وتحليلاتٍ علمية وثقافية حديثة وشروحات مستفيضة بنّاءة، لهذه الشخصية السريانية العظيمة، أن يساعد في إغناء المكتبة السريانية، وإنعاش الفكر السرياني، وتغذية المؤمنين سرياناً وغيرهم – بجرعات تراثية جديدة، وليشملنا الرب بمكارم وصلوات هذا القديس الجليل. آمين.

قراءة المزيد

مقالات للملفونو يوسف بكتاش Yusuf Beğtaş‏ Articles for the master

مقالات للملفونو يوسف بكتاش Yusuf Beğtaş‏ Articles for the master

CHRİSTMAS 2018‎‏ عيد الميلاد 2018‏

CHRİSTMAS 2018‎‏ عيد الميلاد 2018‏

New Concepts المفاهيم الجديدة

New Concepts المفاهيم الجديدة

الأصالة والاختلافات Originality and Differences

الأصالة والاختلافات Originality and Differences

التواضع والاستغلال د. يوسف بكتاش

التواضع والاستغلال د. يوسف بكتاش

أَنْفُسُنا Ourselves

أَنْفُسُنا Ourselves

مقالة الأهمية التاريخية والحالة الراهنة للغة السريانية

مقالة الأهمية التاريخية والحالة الراهنة للغة السريانية