باقة من الكتب السريانية

باقة من الكتب السريانية
417-1 الأرومة السريانية للهجة الماردينية
492.3-5 اللغة السريانية
492.35-19 قواعد اللغة السريانية الصرف
492.35-29 إحكام الإحكام في علم التصريف عند السريان
492.35-30 الإحكام في صرف السريانية ونحوها وشعرها
492.35-40 Dolabani – Shtesto
qamus_al-alfadh_al-suriania
Suloqo All
أضواء على أدبنا السرياني الحديث
الآثار الآرامية في لغة الموصل العامية داوود الجلبي
الألفاظ السريانية في المعاجم العربية البطريرك أفرام الاول
الدراسات البلاغية عند السريان
الكنز الثمين في صناعة شعر السريان للفس جبرائيل القرداحي
بولس بهنام-أدب الرسالة عند السريان
تاريخ اللغات السامية، ولفنسن
دراسات في اللغتين العربية والسريانية، ابراهيم السامرائي
رسالة في أصول التعريب عن السريانية – البطريرك أفرام برصوم
فقة الغات السامية-كارل بروكلمان
في تعريف اللغة السريانية قليميس يوسف داود 1
في تعريف اللغة السريانية قليميس يوسف داود 2
كتاب الأصول الابتدائية في اللغة السريانية – القس إسحق أرملة
مجموع اللآلئ الأبوين مبارك نصوص سريانية وعربية
مرشد الطلبة السريانيين إلى كلتا لهجتي الغربيين والشرقيين بطرس سابا

كيبورد سرياني سرطو
طريقة الكتابة أي لغة بالحرف السرياني

طريقة الكتابة أي لغة بالحرف السرياني
تستاتور سرياني

تستاتور لاتيني سرياني

المثلث الرحمات البطريرك أفرام الأول برصوم

Fadi Hanna

فخر الشرق في زمانه
العلامة الكبير
المؤرخ الشهير
الأديب القدير
الشاعر المبدع
الراعي الصالح
أبي الإصلاح
هذه بعض ألقاب المثلث الرحمات البطريرك أفرام الأول برصوم الذي انتقل في مثل هذا اليوم ٢٣ حزيران من العام ١٩٥٧ الى الأمجاد السماوية

مؤلف اللؤلؤ المنثور الذي يعد بحراً من أي النواحي جئته، سهل الغوص، ميسور الصيد من لآلئ الألفاظ الفصيحة وفنون البيان وضروب المعاني، والبديع المستملح السائغ دونما تكلف أو معاناة، فهو معجم بذاته فريد، ودائرة معارف سريانية زاخرة.

كان واعظاً بليغاً كيوحنا الذهبي الفم، مؤثراً في سامعيه كيوحنا المعمدان. يأتي بالابن الشاطر إلى بيت الآب السماوي، وبالخروف الضال إلى حظيرة الخراف. ويثبّت المؤمنين على التمسك بالعقيدة القويمة والفضائل المسيحية السامية التي كان هو ذاته يتحلّى بها.

بطل من أبطال الإيمان، وأحد فطاحل السريان، وركن متين من أركان الدين والعلم والوطن. خطّ بأحرف من نور أول صفحة مجيدة في سجل تاريخ كنيسة السريان الأرثوذكس الحديث، بعلمه الغزير وأعماله الراعوية الصالحة.

عاش سبعين عاماً كانت بمثابة سبعمائة عام عوّض خلالها كنيسته ما خسرته في الحقبة الزمنية الواقعة بين أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن العشرين، أي منذ فقدت العلامة ابن العبري وحتى ظهوره.
وهبه اللّه ذكاءً خارقاً، وجلداً على الدرس والتحصيل، فكان منكبّاً على ذلك بياض نهاره وسواد ليله، وكان خصب الإنتاج الأدبي والديني فمن اطّلع على ما تركه من مؤلفات بلغات شتّى أقرّ بما كان عليه من عبقرية فذة، فهو كان حقاً وحيد دهره، وفريد زمانه، ونسيج وحده.

————————–
‏syrian-orthodox-com

صلاته مع جميع طالبيها

ܝܘܣܦ
التواضع حسب الثقافة السريانية

التواضع حسب الثقافة السريانية
التواضع حسب الثقافة السريانية

” الشخص الذي يدرك ضعفه يصل إلى قمة التواضع ”

ماراسحاق النينوي(613-700)

“Makāku” إذا كانت هذه المفردة تنحدرمن اللغة الأكادية, فلها دلالات متعددة منها الرحابة والاتساع, والانتشار والتمدد, وكذلك بمعنى النمو والقيادة. ‘Makaḫu’ إذا تم قبول الكلمة على هذا الأساس, فإنها تتفرع دلالياً إلى معان متعددة, منها الإحاطة والاحتضان بمعنى المجاورة والحماية. حرف الكاف كحرف صامت يتقارب صوتياً من مخارج الحروف التالية القاف والخاء والحاء وحتى الهاء في اللغة الأكادية.

وهذه الظاهرة تستمر في اللغة السريانية من خلال ست حروف وهو ما يعرف بأحرف (البجد كبت) وذلك بالتقسية والتليين(قوشيو,روكخو) بحيث تتحول هذه الأحرف عن طريق التليين إلى( البغذ خفث) وهي ظاهرة الحرف الواحد بشكل صوتي مختلف في اللفظ.’makû’, ‘māku(m) ‘makiûte’

لهذا السبب إن معاني هذه الكلمات تعني: المحروم الفقير الذي يعاني من النقصان, المحتاج كذلك بمعنى المعدوم الذي لا يملك شروى نقير, وهذه هي المعاني التي يمكن اشتقاقها إيتمالوجياً من هذا الجذر وتلك هي القرابات الدلالية لهذا الجذر. “makû (m)” و”makûtu” . لأن هذه الكلمات تعني غياب شيء / أو غياب شيء ما، حالة الغياب. بشكل أكثر وضوحا، تتبلور معانيها في ثنايا التناخ وفي مقاطع وأسفار العهد الجديد.’saqoᵓ wᵊ-qeṭmoᵓ moᵓ(y)eḵ leh’ ܣܰܩܳܐ ܘܩܶܛܡܳܐ ܡܳܐܟ ܠܗ ) و (ܕܢܰܡܶܟ ܐ̱ܢܳܫ ܢܰܦܫܗ) سفر إشعيا 58( . ‘maḵ’ إن هذا الفعل ذو الجذر الثنائي والثلاثي واشتقاقاته تدل على معنى أحنى برأسه وهذا لجدير بالاهتمام لدرجة أنه في مزمور 44:26 ܡܛܠ ܕܡܶܟ݂ܰܬ݁ ܥܠ ܥܰܦܪܐ ܢܰܦܫܰܢ. ܘܕܶܒܩܰܬ ܟܰܪܣܰܢ ܠܐܪܥܐ ” ننحني/ ترقد نفوسنا على التراب, وتلامس أجسامنا الأرض” في هذه العبارة التي سنترجمها إلى “الأرض” التعبير المجازي، التمرغ بالأرض، دلالة على النقص، تعطي معنى خصوصية التواضع.

دون الخوض في الكثير من أصول الكلمات، دعنا ننهي هذا العنوان وننتقل إلى الموضوع الرئيسي من خلال ذكر كلمة أخيرة في سياق العلاقة بين الأكادية والسريانية. في اللغة الأكادية الكلمة المنتهية بحرف الهاء “ماه, ماح” كذلك الحرف الأوسط (حيث) في الكلمة السريانية “محيلو” يشتركان في نفس المعنى: ضعيف، مريض, منهك القوى .

على الرغم الوجود العديد من الكلمات التي يمكن مقارنتها بين الأكادية والسريانية أود القول في هذه المقالة إن لفظة هي مشتقة من الجذر الأكادي (ماك)mûkoḵo” ܡܽܘܟܳܟܳܐmakîḵûṯo ܡܰܟܺܝܟܽܘܬܐ التواضع .”

هذا المفهوم هو أحد المفاهيم الأكثر استخدامًا وتعبيراً في المواضيع ذات المستوى الرفيع في الأدب الاجتماعي السرياني.

يكمن أصل الكلمة الإيتمولوجي في الأعماق التاريخية لبيت نهرين القديمة (بلاد ما بين النهرين)، كما أوضحنا أعلاه. كما يتبين، تصبح التقاليد ذات معنى من خلال استمرار الترابط بعضها ببعض. وبالمثل، ماكيو (ܡܰܟܺܝܟܽܘܬܐ) هو استمرار لكلمة “ماكو”، ” ماكيو” ، ” ماكوتو” في الأكادية .

مع المعنى المضاف والعديد من المعاني الإضافية للغطرسة، الكبرياء، الغرور، العظمة، التفوق، التفاخر، الاشمئزاز والطبقات الدلالية الناشئة عنها وعولمة الكلمة كمفهوم والمغامرة التاريخية الإيتمولوجية سواء بوعي أو دون وعي لا يعني البتة أن يستحوذ علينا المفهوم السلبي لهذا الموضوع ونفتقر للمغزى الدلالي للكلمة.

إن هذ الطاقة المعنوية والروحية تمثل ثروة تعكس التردد الروحي الداخلي. في الوقت نفسه، تمتلك هذه الحالة أدوات يمكنها أن ترتقي بالأنا وبقيمها الأخلاقية العالية. كما يقال، “تمامًا كما يكشف الظلام عن النور، وكذلك التواضع يكشف أيضًا أنوار السماء في الشخص.”

“كل مفهوم كل كلمة ” …

مثل الروح البشرية، فإن اللغة لها روح خاصة بها تشكل بها روح الكلمات. المفاهيم في اللغة هي جذور العالم المعنوي والثقافي. كما يقال؛ “كل مفهوم وكل كلمة تفتح نافذة على الثقافة. ”

إذا كان ولابد يمكن لنا التأكيد على المقولة الاجتماعية؛ “أولئك الذين أوجدوا الكلمة ولا يمكنهم الوصول إلى المعنى لا يمكنهم فهم الكلمة أو المعنى أيضاُ.”

كما هو واضح، في اللغة السريانية القديمة، هناك تاريخ طويل وعميق وتراكم ثقافي وجد معناه في الحياة يكمن وراء مفاهيم المحتوى الاجتماعي.

أحيانًا تقف هذه (المعاني) في صمت أمامنا، لأن في ظل هذا التراكم الثقافي يصبح المعنى غير مفهوم. على هذا النحو، يصبح من الصعب إدراك وفهم الكلمة ومعناها.

لذلك، من الممكن فهم عالم المعنى للكلمة في الثقافة السريانية من خلال فهم المغامرات التاريخية للكلمات / المفاهيم في اللغة.

يتطلب فهم معاني اللغة والثقافة القديمة مثل السريانية, إلى حد ما, يشبه كيفية الوصول إلى لب ثمرة الجوز من خلال تكسير القشرة ونزعها، لننزل إلى عمق المعنى في وراء الكلمات / المفاهيم في هذه اللغة.

لدينا الفرصة للحفاظ على عالم الفكر/ بشكل معنوي مناسب وقوي، وذلك إلى الحد الذي يمكننا من خلاله إعطاء المعاني للكلمات / المفاهيم وعمقها الخاص.

لا تكن شغوفاً “بالأنا”

إن فهم ومعرفة ما هو التواضع في الثقافة السريانية هو موضوع بحث في حد ذاته. هذا الموضوع، الذي يتطلب قوة داخلية ورأس مال روحي، كذلك هو موضوع للبحث العلمي.

ومع ذلك، ليس من السهل على الإطلاق وضع تعريف نهائي للمفهوم النسبي لـ “التواضع”. لأن هذا المفهوم محدد بعدة طرق مختلفة.

إن كلمة “إذا كان الشخص الذي تم خلقه من التراب ليس لديه تواضع مثل التراب، هو خارج عن انسانيته أصلاً” هي الكلمة الأكثر ملائمة للتذكر حول التواضع بشكل عام.

في المصادر السريانية، نجد طرقًا عديدة لتوليد معان خاصة بالتواضع: أولاً وقبل كل شيء، التواضع هو الشرط الاساسي للرفعة. وهو دعوة إلى المرونة وعبور تعقيدات الحياة.

إنه مثل الترفع عن الشغف “بالانا”، الخروج من سيطرة الأنا يعني إعطاء القيمة للجوهر، وليس التباهي. وهو مؤشر على الحشمة والأدب.

من أجل أن يجد المفهوم مساحة معيشية لنفسه في الحياة اليومية، يجب على المرء أولاً تطوير الوعي الذاتي بنقصه وهذا يعتمد على الوعي وتصرفاته.

لذلك، يقول مار اسحاق النينوي (613 – 700) ، “الشخص الواعي لضعفه يصل إلى قمة التواضع”. لقد كتب هذ الكاتب الغزير الإنتاج الكثير عن التواضع لدرجة أنه يفصل ويشرح بطريقة لا تتعارض مع منطق ومنهج هذه الأيام.

الإدراك الواعي والإدراك الرحيم

يوصف “التواضع” في المصادر السريانية بأنه فهم لطيف وناعم للحياة, ضروري في كل إطار وفي كل مجال من مجالات الحياة.

إنه أعظم الفضائل الإنسانية والأكثر تفضيلاً بين المقومات الأخلاقية.

وهو نهج يجسد معنى ضروريًا وصادقًا للحفاظ على الأصالة البشرية وتنميتها بالإضافة إلى الإدراك الواعي والإدراك الرحيم..

وفقًا لعالم التواضع، لا يمكن تحرير أولئك الذين لا يمكنهم التحرر. والذات الغير ثرية كذلك أيضاُ لا يمكن أن تتحرر.

لأن وجود الشخص في ذاته وقدرته على العيش / تكمن في قدرة الذات على أن تجعل جوهرها أكثر ثراءً.

يجد الإنسان معنى وهدف الحياة فقط عندما يجعل جوهره أكثر ثراء وإدراكاً. سيكون سعيدا. لأنه مبدع وخلاق. ويتقاسم جوهره مع الآخرين. هذا الجوهر هي الشموع التي أشعلها التواضع. إنها الحقيقة!

تقدم الأعمال الأدبية للثقافة السريانية معلومات غنية عن التواضع. وفقًا لهذه الأعمال، ” التواضع هو فكر طاهر تمامًا مرتبطً بالقيم الإلهية وهو في اتصال حيوي معها. الشخص المتواضع يعرف الشر ويستطيع القيام به بحرية ولكن ينأى بنفسه عن ذلك. ”

“لأسمعك علي أن أصمت”

التواضع والانضباط بارزان في الأعمال السريانية كذلك في تعاليم المسيح، لذلك يتم تفسيرالتواضع على أنه حالة الخروج عن سيطرة الأنا أي عدم الرضوخ لها.

إنه مرادف لامتلاك أنوارداخلية. غالبًا ما يتم التأكيد على أنه مزين بالفضائل والحكمة كأساس للخير.

إذا كانت الحرارة / درجة الحرارة مرغوبة ضد برودة الروح، فيجب إعداد مكان مناسب / مريح في أعماق القلوب / النفوس. لأن الحكمة والفضيلة دائما رفيقتان للتواضع.

كما يمكن فهمه من هذه التعريفات، فإن التواضع هو شكل حقيقي من الفهم والاستيقاظ الذي يتطور مع حب الذات. وهي أيضًا قوة توازن بين “الشخصية” والروح .

” من أجل سماعك” علي أن أصمت، لإبقاء الأنا في دائرة النور. يجب لجم الأنا إلى حدودها. يجب أن تعرف حدودها .

إنه احترام لك وللآخرين وللكائنات كلها. إنه تحقيق الإنسان لذاته. إنها دعوى لفناء الأنا.

التواضع ليس تقليل قيمتنا الخاصة، بل تقديرالآخرين. هو فتح باب القلب لكل الكائنات بإفناء أنفسنا.

يجب على المرء أن لا يختال بتفوقه، غير فخور، لا يتباهى، بغض النظرعن العرق، الطبقة / المركز والتمييز في الهوية، يعرف المرء نفسه على أنه مكافئ للآخرين وحتى المخلوقات الأخرى.

إنه سماع الهمس الإلهي الفريد الذي يحيط بالكون، ويبحر في أعماق نفسه، داخليًا، ويؤوب إلى ذاته.

تتمازج الروح المتواضعة مع اللطف والرحمة. لذلك، حيثما يوجد الاستغلال / الإساءة؛ لا يمكن للتواضع أن يعيش ويتطور في مكان الاستغلال / الإساءة.

لأن روح الشخص المتواضع سلمية للغاية ومتماهية مع نفسها لذلك، يصبح متحداً مع كل ذرة في الحياة.

يسعى جاهداً لمساعدة ومد يد العون للكائنات كلها بروح متناسقة. إنها مستوحاة من الحياة، والناس الآخرين، والكون كله ويحاول إلهام الآخرين قدرالإمكان.

وفقًا للثقافة السريانية، فإن التعرف على نفسك يتطلب التواضع. لهذا السبب يقول العزيز أنطونيوس (251-356) “يجب أن تعرف نفسك أولاً لتعرف الله” (من عرف نفسه عرف ربه)

لأن طريقة الحصول على المفاتيح السحرية للتواضع، والتي هي تعبير تعاوني للقوى الإيجابية في الإنسان، هي من خلال معرفة أنفسنا والتعرف على أنفسنا. العزيز مار إفرام النصيبيني (306-373) يؤكد على الأهمية الحيوية لذلك من خلال دعم هذا النهج، قائلاً: “يجب عليك دائمًا اتخاذ مواقف متواضعة حتى لا تفقد ثمار الأعمال الصالحة! ”

يجب أن تتخذ موقفا متواضعا! ويؤكد على الأهمية الحيوية لذلك.

بينما الحكيم أفراهاط الفارسي (260-345) ، الذي يعتبرمن أوائل الكتاب المهمين بالثقافة السريانية يقول مدققاُ بتفاصيل الموضوع: “التواضع بيت العدالة وهي أس الفضائل كلها” موضحاُ بذلك رفعة التواضع, بينما يقول العزيز مار إسحاق النينوي: “التواضع ثوب إلهي ة ….. ، التواضع قوة لا يمكن تفسيرها باللغة ولا يمكن اكتسابها بالقوة البشرية.

وفي ذات المضمار يعبر مار إسحاق الأنطاكي المتوفى491 م, وهو أحد النجوم الساطعة في سماء الثقافة السريانية عن أضرار الغطرسة والتكبر شعرا فيقول: “ترك الفلاح خلفه في الحقل كومتين من التراب, بدأ التناحر بينهما لمعرفة من هو الأقوى. أنهال عليهما مطر غزيرمنهياُ بذلك صراعهما المرير وأصبحت الكومتين كالعدم اليسير. كذلك هو جنس البشر حينما يمتطيهم الغرور, ويعتقد بأنه انتصر يتلقفه الموت ويسجنه في القبر.”

في الثقافة السريانية، تسيطر على الأذهان الحكمة القائلة “الأقرب إلى الله هو الذي يخدم البشرية بتواضع”

ومع ذلك، يكون أحيانًا أكثردقة أن نتصرف بدافع العناية الذي لا يخالجه الاستغلال / لنكون محصنين ضد خيبات الأمل. رمز التواضع العزيزمارأفرام 303 -370 حينما توجد أرضية لذهنية البقرة الحلوب بين البشر والمجتمعات, ستكون هناك تجارب للتواضع يساء فهمها وتقديرها.

” إذا تصرفت بشكل متواضع، فإنهم يعتقدون أنك غير لائق” هذا تنبيه تاريخي هام, بهذا المعنى، هو في الواقع فعل حب أن تتصرف بإحساس بالتواضع بعيد عن سوء المعاملة والاستغلال، وتجنب الأذى أو الأشياء الضارة. إنه الحب الذي نمتلكه لذواتنا.

” المفتاح أيضاً هو ال ا تواضع ”

كما يتضح، فإن التواضع أمر أساسي في حقيقة الحياة وفي مركز الكون. إذا فقدت معاني التواضع، المصفاة من القيم الإلهية، معناها وتأثيرها، فإن كل شيء في حياة الإنسان سيفقد معناه مع مرور الزمن.

لأن التواضع هو مفتاح داخلي يفتح الناس على الناس والعالم. من أجل فتح أبواب مغلقة بشريط الجمال يتم استخدام هذا المفتاح، يحتاج المرء إلى معرفة وفهم نفسه. لا يمكن للشخص المنغلق على نفسه / لا يعرف نفسه أن يعرف ويفهم الآخرين. يؤكد خبراء الاختصاص (علماء الاجتماع، علماء النفس، الأطباء النفسيون) هذه الحقيقة أيضًا.

ليس من السهل على الإطلاق فهم الحياة وإدراكها بدون فهم نفسك والآخرين. عندما يتعرف الإنسان على نفسه، يدرك نوره الداخلي.

عندما يستطيع أن يضيء طريقه الخاص وطريق الآخرين بالضوء، يكون لديه المفاتيح السحرية لتواضعه.

تختلف سلطة “الكبر / المجد / العظمة” التي يمكن للناس الوصول إليها وفقًا لمعدل التواضع والغطرسة في الشخص.

لأن الغطرسة والتواضع تتناسبان عكسياً. كلما زاد معدل التواضع، انخفض معدل الغرور. كلما زاد معدل الغرور، انخفض معدل التواضع.

الإعجاب بالذات هو الخطوة الأولية للغطرسة والعظمة. يصبح الشخص الذي يكون كذلك غير قابل للتعلم أو التطور.

لذا، لا يمكن لمثل هذا الشخص أن يكون لديه تواضع ولا أن يكون صاحب مفاتيح سحرية للتواضع.

بالتوازي مع ذلك، توضح التفسيرات العلمية أن التواضع يؤثرعلى بنية الدماغ البشري وجميع العمليات النفسية المتعلقة بعمله. يشرح الكتاب المعاصرون الذين يخلقون أفكارًا اجتماعية, هذا بطريقة مؤثرة و بأبعاد مختلفة.

المفكرالألماني غيرهارد أولينبروك، الذي تنبأ بأن التواضع هو مفتاح للتعلم والنمو والتطور، كتب، “التكبر يمنع التعلم، والتعلم يمنعك أن تكون متعجرفاً”.

ينقل ولفجانج فون جوته (1749-1832) فكرة “أنه لا تظن بأنك شيء كبير، في الواقع هذا الظن أكبر منك.”

المفكر الفرنسي أنطوان دو سان أوكسيبري (1900-1944) يشرح التواضع بطريقة جميلة جداً فيقول: “الحياة لا تتطلب الخضوع, بل الانفتاح وهذا هو مفتاح التغيير, عندها فقط يمكنك الأخذ والعطاء.”

وفقا للكاتب الإنجليزي جون روسيكن (1819-1900) ، وهو عالم اجتماع بارز، “إن الرجل المتواضع ليس شجاعًا فحسب، بل أيضًا لديه وعي رفيع ومتسقً وحكيم. الاختبار الأول على طريق أن تصبح شخصًا مؤهلاً هو التواضع. ما أعنيه بالتواضع ليس أن المرء يشك في قوته الخاصة أو لا يخشى أن يقول رأيه، ولكنه يفهم الرابط بين ما يمكنه قوله والقيام به.”

هذا يدل على أنه، حيث التواضع، تكون الأدوات الأخلاقية أكثر تعقيدًا. الحكمة والاجتهاد والإيثار والإخلاص والجدية والتضحية والفضيلة والاتساق والصدق والمشاركة تصبح حتمية.

كما يتبين، فإن العادات السيئة والأنماط التقليدية والعدوى الفكرية / العقلية والعدوى الروحية تجعل الحياة صعبة …

من ناحية أخرى، فإن نور التواضع الذي يسهل الحياة كوسيلة للتخلص من هذه الأنماط والعدوى العقلية / الروحية, يشبه الجسم المضاد والترياق ضد التسمم في جسم الإنسان..!

لذلك، بينما يستمر الشخص المتواضع في طريقه بنور الحكمة المنبثق من التواضع، فإنه دائمًا ما يضع في اعتباره الكلمات التالية “السنبلة الكاملة مائلة، السنبلة الفارغة منتصبة”.

هناك اعتقاد بأن ذوي التفكيرالمرن، أثناء الإبحار في طريق الحياة، عندما يقابله شخص ما، إذا كان بإمكانه إضافة أي شيء إلى شخص يمر بالطريق الذي يمشي فيه، إذا كان بإمكانه تقديم أي مساهمة لذلك الشخص، فيمكنه الحصول على سلام دائم. هذا هو النجاح الحقيقي في الحياة للشخص المتواضع.

لأنه يدرك أن عدم العطاء من القلب هو مرض عقلي، فإن اليوم الذي يتوقف فيه عن بذل نفسه من أجل الآخرين هو اليوم الذي يبدأ فيه الموت.

كلما زاد تقديرنا للتواضع الذي يعتبرعاملاً في جميع مراحل الحياة الانتقالية، كلما ترقينا بسلوكنا النبيل، كلما زادت الظروف الإيجابية, ستكون هناك مساهمة بشكل إيجابي في التفاعل البشري والسلام الاجتماعي.

لهذا السبب، مع التأكيد على التواضع الصادق، وهو بزوغ الحب والحشمة، “الذين يكبرون يصبحون أصغر، أولئك الذين يصغرون يتمجدون. كل من يريد أن يكون الكبير بينكم، فليكن خادماً للجميع ” (متى 20:26 ) .

ملفونو يوسف بِكتاش

ܝܘܣܦ
ܫܘܼܬܐܣ̈ܐ ܪ̈ܘܼܚܳܢܳܝܐ ܝܰܘܣܶܦ ܒܶܓܬܰܫ

ܫܘܼܬܐܣ̈ܐ ܪ̈ܘܼܚܳܢܳܝܐ
ܐܝܟܢܝܘܬܐ ܕܪܝܼܫܬܐ ܕܪܚܫܐ ܒܚ̈ܝܐ ܝܘܡ̈ܝܐ ܘܒܪܘܚܐ ܕܙܒܢܢ܆ ܣܰܚܝܼܚܘܼܬܐ ܒܳܥܝܐ ܘܥܒܘܿܕܘܼܬܐ ܬܒܥܐ. ܘ ܡܢܨܚܐ ܠܦܬܝܼܚܘܬܐ ܕܫܘ̈ܬܐܣܐ ܪ̈ܟܝܟܐ ܘܪ̈ܡܝܼܣܐ ܝܬܝܪ ܡܢ ܗܿܢܘܢ ܕܡܬܒܝܢܢܘܬܗܘܢ ܦܟܝܼܪܐ܆ ܘܘܠܝܬܗܘܢ ܦܘܪܢܣܝܬܐ ܣܟܝܼܪܐ ܠܡܨܥܝ̈ܐ ܕܡܨܝܒܝܢ ܚܝܠܐ ܘܡܳܙܓܝܢ ܚܘܒܐ ܕܡܨܠܚܢܘܬܐ ܘܝܘܬܪܢܐ ܡܛܠ ܡܬܗܒܒܢܘܬܐ ܘܡܫܬܘܫܛܢܘܬܐ ܕܫܘܬܐܣܐ ܘܓܘܐ ܘܥܡܐ. ܕܚܫܝ̈ܫܘܳܬܐ ܕܪ̈ܢܝܬܐ ܕܪ̈ܕܝܢ ܘܙܳܪ̈ܒܢ܆ ܠܐ ܝܳܗܒ̈ܢ ܐܬܪܐ ܠܡܬܰܚܡܘܼܬܐ ܕܡܬܚܰܫܒܐ ܘܡܬܚܰܒܨܐ ܒܠܚܘܕ ܒܫܘܼܬܐܣ̈ܝܳܬܐ.

ܐܟܡܐ ܕܡܫܰܚܩܳܢܝܐ ܘܡܣܰܪܕܳܢܝܐ ܦܟܝܼܪܘܼܬܐ ܓܰܘܳܝܬܐ ܕܒܪܢܫܐ܆ ܗܝܼ ܗܟܘܬ ܡܫܰܚܩܳܢܝܐ ܘܡܰܩܢܛܳܢܝܐ ܦܟܝܼܪܘܼܬܐ ܫܘܼܬܐܣܳܝܬܐ. ܫܘ̈ܬܐܣܐ ܕܩܢܝܢ ܚܰܘܪܐ ܒܰܪܳܝܐ ܒܗܠܝܢ ܕܓܰܘ̈ܝܬܐ ܡܬܢܨܚܝܢ ܘܡܬܪܡܪܡܝܢ. ܐܠܐ ܗܠܝܢ ܕܚܣܝܼܟܝܼܢ ܟܐܡܬ ܕܩܢܝܢ ܚܘܪܐ ܓܰܘܝܐ ܒܒܰܪ̈ܳܝܳܬܐ܆ ܡܬܥܪܙܠܝܢ ܘܡܬܒܠܗܝܢ ܥܕܡܐ ܠܗܿܝ ܕܠܐ ܢܬܡܨܘܢ ܢܛܪܘܢ ܐܝܩܪܗܘܢ ܝܳܬܢܳܝܐ.

ܘܫܪܝܪܘܬܐ ܗܕܐ ܛܒ ܐܠܨܝܬܐ ܗ̱ܝ ܡܛܠ ܫܘܬܐܣ̈ܐ ܪ̈ܘܼܚܢܳܝܐ ܗܿܢܘܢ ܕܢܝܼܫܐ ܡܳܪܢܳܝܐ ܣܝܼܡ ܠܗܘܢ ܢܘܼܛܪܐ ܕܪ̈ܘܼܚܢܝܬܐ ܘܗܿܘ ܡܐ ܕܐܣܝܼܪ ܒܣܘܼܬܪܐ ܘܡܚܝܢܘܼܬܐ ܕܝܰܡܝܼ̈ܢܝܳܬܐ. ܚܝܠܐ ܓܝܪ ܕܒܪܢܫܐ ܬܠܐ ܗ̱ܘ ܒܫܰܪܝܼܪܘܬܐ ܘܰܬܪܝܼܨܘܼܬܐ ܕܝܠܗ ܓܰܘܳܝܬܐ ܘܒܟܠ ܡܐ ܕܝܳܗܒ ܘܡܫܟܢ ܠܚܝ̈ܐ ܡܼܢ ܚܘܒܐ ܘܚܢܢܐ ܘܛܒ̈ܬܐ ܘܫܪܟܐ ܕܡܣܝܼܡ̈ܢܝܳܬܐ. ܘܚܝܠܐ ܘܝܘܩܪܐ ܕܓܰܘܐ ܠܐ ܡܬܬܚܡ ܘܡܬܬܩܨ ܒܰܟܡܳܝܘܼܬܐ ܕܡܢܝܢܐ ܕܢܦܫ̈ܬܐ ܣܓܝ̈ܐܬܐ. ܐܠܐ ܡܬܡܫܚ ܘܡܬܬܩܠ ܒܐܝܢܳܝܘܼܬܐ ܕܐܘܝܘܬܐ ܘܡܣܬܟܠܢܘܬܐ ܘܡܣܬܡܟܢܘܼܬܐ ܪܘܼܚܳܢܳܝܬܐ ܕܛܡܝܼܪܐ ܘܫܟܝܼܚܐ ܒܝܢܬ ܗܕ̈ܡܘܗܝ ܕܓܰܘܐ. ܘܒܗܢܐ ܣܘܼܟܠܐ ܚܝܠܐ ܘܝܘܼܩܪܐ ܕܫܘܼ̈ܬܐܣܐ ܬܘܒ ܬܰܠܝܐ ܗ̱ܘ ܒܐܘܝܘܬܐ ܘܡܣܬܡܟܢܘܼܬܐ ܘܩܘܒܠܛܝܒܘܬܐ ܕܡܫܬܟܚܐ ܠܗܘܢ ܒܝܢܬ ܓܰܘܐ ܘܥܡܐ܆ ܘܒܡܬܚܰܦܛܢܘܼܬܐ ܘܡܼܬܥܰܙܝܢܘܼܬܐ ܕܡܚܘܝܢ ܒܬܫܡ̈ܫܬܐ ܡܣܝܼܡ̈ܢܝܳܬܐ ܘܡܗܒ̈ܒܢܝܬܐ ܕܡܨܝ̈ܒܢ ܘܡܩܪ̈ܒܢ ܠܘܬ ܨܰܘܒܐ ܘܰܚܢܳܝܐ ܕܢܝܫܐ. ܘܐܝܟ ܟܠܗܘܢ ܫܘ̈ܬܐܣܐ܆ ܐܦ ܗܠܝܢ ܪ̈ܘܼܚܢܝܐ܆ ܠܐ ܙܕܩ ܕܢܬܠܘܢ ܐܬܪܐ ܕܰܬܒܘܪ ܚܩܠܐ ܕܡܕܒܪܢܘܬܐ ܩܨܬ ܣܦܝܼܩܘܬܐ ܘܪܚܝܼܩܘܬܐ. ܕܙܩܝܼܦܐ ܕܡܫܐܠܘܼܬܐ ܘܢܝܼܪܐ ܕܐܠܨܝܘܬܐ ܣܝܡ ܥܠ ܟܬܦ̈ܬܗܘܢ ܠܡܫܡܠܝܘ ܣܘܼܥܪܢܐܝܬ ܘܚܠܝܼܨܐܝܬ ܟܠ ܡܐ ܕܐܣܝܼܪ ܗ̱ܘ ܒܡܬܥܠ̈ܠܢܘܳܬܐ ܕܐܝܬܘܼܬܗܘܢ ܘܐܘܣܝܐ ܕܫܟܝܼܚܘܬܗܘܢ ܒܪܗܛܐ ܕܚܝ̈ܐ.
قراءة المزيد

تلامذة الميتم السرياني في اضنا قيليقيا حوالي سنة 1920

تلامذة الميتم السرياني في اضنا قيليقيا حوالي سنة 1920
Sardanapal Asaad
تلامذة الميتم السرياني في اضنا قيليقيا حوالي سنة 1920 ومن هذا الميتم خرج الكتاب والشعراء والادباء والقوميين السريان افواجا افواجا
ومن بينهم الموسيقار الرائد كبرئيل اسعد وعمي داؤد اسعد والشاعر والادباء فولوس كبرئيل ويوحنون سلمان وغطاس مقدسي الياس وابروهوم صومي وفيليبس تنورجي وغيرهم كثيرون …

الأب الفاضل جوزيف موزر في ذمة الله.

الأب الفاضل جوزيف موزر في ذمة الله.
أهل رأس العين يعرفونه جيدا لأنه كان يزورهم كل صيف تقريبا. وهو صديق شخصي لأهل الشماس جليل بيكندي ، وبواسطتهم أصبح صديقا للكنيسة السريانية الأرثوذكسية . بنى علاقات طيبة بين الكنيسة السريانية الارثوذكسية في راس العين والكنيسة الكاثوليكية في ميونخ ـ ألمانيا ، من خلال دعم المدارس والأوقاف. فهو من جمع المال لبناء روضة ومدرسة قطف الزهور الحديثتين في مدينتهم . وله حسنات كثيرة على دير السيدة العذراء في تل ورديات , ومدارس الامل في الحسكة، ومركز البطريرك زكا الأول عيواص الثقافي.

الأب موزر كان يتقن العربية لأنه أمضى سنوات كثيرة في الجزائر ولبنان كأحد كهنة (رهبانية الآباء البيض) الكاثوليك .
انتقل اليوم الى الأخدار السماوية في مدينة ميونخ الألمانية عن عمر يناهز الثمانين عاما. أدناه رسالة تعزية للآباء البيض في ميونخ ، ولأهله الكرام.
رحمه الله وأسكنه فردوس النعيم صحبة الأبرار والقديسين ، وألهم أهله وزملاءه الرهبان نعمة الصبر والسلوان.

Father Rudi Hufschmid, (Housoberer),
The White Fathers in Münche,
Father Josef Moser Family,

Dear brothers and sisters in Christ,

I am so sad to hear of the loss of Father Josef Moser. What a wonderful priest and disciple of Christ he was. His mind and heart were attached to God throughout the days of his life. I knew him for more than two decades as a close friend who loved all people with no distinction.

His faith in Christ, his loving care for human lives, his diligence and honesty are truly inspirational. His example and teaching have shaped many lives he interacted with at his church work and in the community.

I will continue to remember him as a good example of Christ. St. Paul the Apostle acquires us to do so according to his letter to the Hebrews: “Remember your leaders, those who spoke to you the word of God. Consider the outcome of their way of life, and imitate their faith” (Hebrews 13: 7). Indeed, how delighted is Father Moser to join the choir of saints and righteous in heaven. He joyfully repeats with St. Paul: “My desire is to depart and be with Christ, for that is far better” (Philippians 1:23).

Goodbye to you Father Moser as you ascend to heaven to be with Christ forever. Please remind us in your prayers before God’s throne for removing diseases and calamities from our world and for having a permanent peace on earth.

May our Heavenly Father comfort all who mourn Father Moser and may his memory continue to bring light and encouragement to all who knew him.

Yours in Christ,

Archbishop Eustathius Matta Roham
Syrian Orthodox Church of Antioch

لـن ننـسى.. Lest We Forget ܩܛܠܥܠܡܳܐ ܣܘܪܝܳܝܳܐ؛؛

لـن ننـسى.. Lest We Forget ܩܛܠܥܠܡܳܐ ܣܘܪܝܳܝܳܐ؛؛

مجازر الإبادة ومحاولة اقتلاع السريان بجميع شرائحهم من أرضهم ما زالت قائمة ومنذ قرون
ولا من رادع للهمجية والتعصب العرقي والديني، خاصة بالخلافة العثمانيةلآخر قرنين من سلطتهم
أوعزوا باكثر من مجزرة من جبال لبنان للشام وحلب لتصل ذروتها بجنوب شرق تركيا حاليا
وكانت أراض سورية لتقتطع بمعاهدة سيفر1920 بفرنسا، وتعدّل بما لحقها معاهدة لوزان 1923 بسويسرا..

Adibeh Abdo-Attia

جريدة سويديةوفيها مقالة ” مجزرة للمسيحين السريان بسوريا

بعض صور السيفو

  
تبا” للعقيدة الداعشية ( الجهاد)
تبا” للعقيدة العثمانية ( الجهاد )
الجهاد : الخاصرة المثقوبة .. التي تتسلل منها جميع جراثيم الكون
هذه الجريدة اصدرتها السلطنة العثمانية في سنة 1915 قبل مذابح سيفو ( الفرمان )
بعدد اشهر تحت عنوان ( الحرية تحت ظلال السيوف ) و الغاية من جريدة ( الجهاد)
تاجيج المشاعرالمتطرفة و الهابها من اجل ارتكاب اكبر مجزرة بالتاريخ الحديث
بحق الشعوب السريانية و الارمنية واليونانية



هذه المجزرة بدأت بجبل لبنان بين فلاحين دروز وجيرانهم الموارنة ليمتد فتيلها
والهجوم على المناطق المسيحية بدمشق الى حلب. ولم يتوقف القتل والذبح
إلا عندما تدخل المناضل الأمير عبد القادر الجزائري.



صورة تذكارية التقطت بالذكرى ال 105 للسيفو على
قناة: سوريويو سات بالسويد وبميادرة من الأتحاد السرياني العالمي..

Adibeh Abdo-Attia

من التراث السرياني – رقم 3 – 4 مريم نجمه

مركز الدراسات والابحاث العلمانية في العالم العربيمن التراث السرياني – رقم 3
مريم نجمه

2011 / 9 / 25

سريانيات .. من التراث السرياني – 3
إن العودة لبحوثنا وكتاباتنا التراثية والتاريخية المتنوعة – التي هي جزء لا يتجزأ من النضال بالتراث والتاريخ والجغرافيا والشعر والكلمة والموسيقى والرسم وغير ذلك من وسائل التعبير – لا تبعدنا عن المشاركة اليومية في الهم الثوري لشعبنا وثوارنا الذين ما زالوا بعد سبعة أشهر من الإنتفاضات والمظاهرات السلمية يقدمون القرابين اليومية بالمئات على مذبح الوطن لتحقيق العدالة والحرية والمساواة والديمقراططية وبناء دولة المواطنة واحترام الإنسان – لكنني اليوم قررت أن أنشر المقالات المحفوظة لتخفيف الأحمال عن جهاز الكمبيوتر …

لمحة عن القس ميخائيل مراد مؤلف كتاب : قاموس عربي – سرياني . الذي كتبا عنه في المقالين السابقين .

– ( أبصر النورفي الموصل – محافظة نينوى في 15 اّب من أبوين هما : مراد بن عيسى ولد , ومحبوبة إبنة الشماس يعقوب فرجو .
وتلقى دروسه للمرحلة الإبتدائية في مدرسة الطاهرة الإبتدائية الواقعة في محلة القلعة . ولا ندري كيف تابع دروسه بعد هذه المرحلة حتى عام 1892 حيث انتسب إلى معهد ماريوحنا الحبيب الأكليركي وأكمل علومه في اللاهوت والتعليم المسيحي والفلسفة وغيرها من مواد الدراسة بحسب نظام المعهد المذكور , واتقن العربية والسريانية والفرنسية وبدأ في سني دراسته الأولى إعداد قاموس عربي – سرياني .

في 5 أيلول 1904 رسم كاهناً ونقلت خدماته إلى قرية قره قوش فخدم هناك أربع سنوات واهتم بصورة خاصة ببناء كنيسة مار يوحنا الواقعة على الحدود الشرقية من القرية , وفي أوقات فراغه كان يعيد النظر بهذا القاموس الذي تكلمنا عنه في بحثين سابقين – – وأنجز قسماً كبيراً منه هناك . إستدعته رئاسته المحلية إلى الموصل فتسلم مهاماً جديدة منها : إلقاء الدروس في المعهد الذي نشأ فيه وتثقف , وإدارة الأوقاف وتنميتها , وبذل جهوداً خاصة أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى بالنازحين من ماردين وأطرافها الذين لوعته الإضطهادات العنيفة التي شنتها السلطات الغاشمة يومئذ ضد السريان والأرمن . ونظراً لروحه السمحة وتواضعه الجم ابتعد عن الجدل العقيم الذي كان من سمات عهده ورفض ان يقبل رتبة الخور أسقف أو حتى أسقف للأبرشية التي كان فيها . وبقي ملازماً لخدمته الكهنوتية تاركاً أثراً طيباً في نفوس أبناء رعيته حتى تاريخ وفاته في صباح يوم الخامسمن أيلول 1952 .

كتاباته :
لا نستطيع أن نحكم على فكر القس ميخائيل مراد لأنه لم يترك شيئاً يذكر سوى هذا القاموس الذي هو بين يدينا ( قاموس عربي – سرياني – تأليف : القس ميخائيل مراد البستاني ….. ) وكما نرى فإن شكله الخارجي ليس بجيد وطباعته غير متقنة , ولكن ظروف الطباعة والنشر لم تكن ميسرة مثل اليوم , و يحتاج هذا القاموس مستقبلاً إلى إعادة نظر في المادة والطباعة ونشترك مع غيرنا في تقديم الشكر والتقدير للمؤلف الراحل على جهوده لإخراجه هذا القاموس إلى الوجود , ويبقى القاموس الوحيد من نوعه حتى تاريخه .
ولا بد أن نشير بأن القسم الأول ( أ – س ) قد طبع قبل وفاة مؤلفه . أما القسم الثاني فلا نعرف مصيره ولا ندري في ما إذا حافظت عليه الأيادي التي تسلمتها من مؤلفها . أما الغاية من نشرنا لهذا القسم فهو حث غير مباشر للمتخصصين في علم المعاجم لإعداد القاموس الكامل المنتظم . وليتنا نستطيع أن نجمع كل مخطوطات المعاجم ( عربي – سرياني ) , ونحقق طباعة ( قاموس عربي – سرياني) كامل يخدم الهدف المنشود …
حلب في 27 تشرين الثاني 1994 – تذكار مار يعقوب المقطع – السنة السادسة عشرة لمطرنتنا .

أهم مراجع البحث لكتاب القاموس

1 – البطريرك أغناطيوس إفرام الأول برصوم :
– اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والاّداب السريانية ط 5 1987 ( دار الرها حلب ) .
– منارة أنطاكية السريانية 1992 / دار الرها حلب .
– الألفاظ السريانية في المعاجم العربية ط 2 حلب ( سلسلة دراسات سريانية ) العددان 18 و 19 / 1984 .
2 – البطريرك أغناطيوس يعقوب الثالث :
– البراهين الحسية على تقارض السريانية والعربية – دمشق 1969 .
– 3 – المطران غريغوريوس يوحنا براهيم :
– اللباب ط 2 1994 / دار ماردين حلب –
– المقدمة 27 – 36 .
– 4 مراد فؤاد حقي : نعوم فائق : ذكرى وتخليد – المطبعة الحديثة – دمشق 1936 .
– 5 – الأب يوسف حبي : معجمات اللعة السريانية
– مجلة مجمع اللغة السريانية / مج 2 / بغداد 1976 – ص 75 – 104 .
>>>>>>>>
المقدمة
غريغوريوس يوحنا ابراهيم – متروبوليت حلب

تمهيد :
يعرف ويقدر محبو التراث السرياني الجهد الشخصي الذي نبذله منذ عشر سنوات ونيف في سبيل إحياء ونشر النتاج الفكري الذي تركه لنا أباؤنا العظام . وقد وفقنا الله لأن نقدم لقراء لغة الضاد حوالي خمسين كتاباً في مواضيع مختلفة :
تاريخية ولاهوتية وتفسيرية ومسكونية , وفي مقدمتها ” فهرس المخطوطات السريانية ” , المحفوظة في مكتبات الأديرة والكنائس التاريخية السريانية في – دير مار مرقص- ودير الزعفران – وذلك في ثلاثة مجلدات ضخمة . وكتاب ” الموسيقا السريانية ” وهو البيث كاز بالنوطة الموسيقية . هذا العمل الرائد الذي يرى النور لأول مرة في تاريخ التراث الموسيقي الخالد , فبعد أن تناقلته الحناجر بطرق السليقة سجلناه بالنوطة وتركناه بين أيدي المختصين . وأعددنا ترجمة كاملة ” لتاريخ البطريرك السرياني مار ميخائيل الكبير ” باللغة العربية , ونحتفظ بالمخطوطة السريانية النادرة في مكتبة كنيسة مار جرجس إحدى كنائس أبرشيتنا . وقدمنا لعشاق الأدب السرياني طبعة جديدة لقاموس ” اللباب ” وهو كما ذكرنا مؤلفه الأباتي ( جبرائيل القرداحي ) السرياني الماروني الحلبي اللبناني ” كتاب في اللغة السريانية الكلدانية ” وقد طبع الجزءان الأول والثاني في المطبعة الكاثوليكية للأّباء اليسوعيين سنة 1891 .
واليوم نقدم هذا القاموس العربي – السرياني لقس ميخائيل مراد في طبعة ثانية اّملين أن ينال رضى قراء اللغتين الشقيقتين السريانية والعربية . وكان بودنا أن نجري عليه وعلى قاموس اللباب ) إضافات ضرورية تتماشى والنهضة اللغوية والأدبية بمختلف اللغات كما جرت محاولة من هذا النوع في الملحق لمعجم ” دليل الراغبين في لغة الاّراميين للمطران يعقوب ( أوجين منّا ) الذي طبع أولاً سنة 1900 وللمرة الثانية سنة 1975 . وفي نظرنا عمل من هذا النوع لا يعتمد على جهد فردي مهما كان متمكناً من اللغة السريانية وبقية اللغات بل يحتاج إلى نخبة من الأساتذة المتخصصين والباحثين تتوفر فيهم كل الشروط من أجل الإعتمادعلى نظرياتهم واّرائهم في نحت ألفاظ سريانية جديدة للكلمات العصرية التي دخلت على مختلف اللغات بعد النهضة العلمية المعروفة . وإلى حين تتوفر الإمكانات اللازمة لإضافة الكلمات والمصطلحات العصرية ندفع هذا القاموس العربي – السرياني للطبع ليكون في متناول اليد لتسهيل عملية القراءة باللغتين المذكورتين .
– – – ———————-

للإطلاع والمعلومات لمن يهمه الدراسة في هذا الموضوع في الثقافة السريانية : أهم المنشورات السريانية :
1 – السريان وحرب الأيقونات : غريغوريوس يوحنا ابراهيم .
2 – أهل الكهف في المصادرالسريانية : أغناطيوس زكّا الأول عيواص .
3 – عقيدة التجسد الإلهي : أغناطيوس زكّا الأول عيواص .
الممالك الاّرامية : غوريغوريوس صليبا شمعون .
4 – السريان إيمان وحضارة ( 5 ) أجزاء : سويريوس إسحق ساكا .
6 – الألفاظ السريانية في المعاجم العربية : أغناطيوس إفرام الأول برصوم .

منشورات دار الرها – ماردين
—————————-
( 1 ) سلسلة التراث السرياني :
1 – اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والاّداب السريانية ( ط 5 ) :
تأليف : البطريرك مار أغناطيوس إفرام الأول برصوم . تقديم المطران يوحنا ابراهيم .
2 – الرها – المدينة المباركة ( ط 1 ) : تأليف : أريك سيغال . ترجمة : يوسف ابراهيم جبرا .
3 – صوت نينوى واّرام : تأليف المطران إسحق ساكا . تقديم : يوحنا ابراهيم .
4 – الأيام الستة ( ط 1 ) : تأليف مار يعقوب الرهاوي . ترجمة : المطران صليبا شمعون . تقديم : المطران يوحنا ابراهيم .

5 – الموسيقى السريانية ( ط 1 ) : صوت : البطريرك مار أغناطيوس يعقوب الثالث . تنويط : نوري اسكندر . إعداد : المطران يوحنا ابراهيم . تقديم : الملفونو غطاس مقدسي الياس .
6 – منارة أنطاكيا السريانية : تأليف البطريرك مار أغناطيوس إفرام الأول برصوم . إعداد وتقديم : المطران يوحنا ابراهيم .
7 – قصائد مار يعقوب السروجي : ترجمة مار ملاطيوس برنابا . تقديم : المطران يوحنا ابراهيم .
8 – فهارس مخطوطات دير مار مرقس ( ج 1 / ط 1 ) :
تأليف مار فلكسينوس يوحنا دولباني . إعداد وتقديم : مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم . … يتبع

سريانيات : من التراث السرياني ..أعلام سريانية – 4

مريم نجمه

2012 / 1 / 16

سريانيات : من التراث السرياني .. أعلام سريانية – 4
ليس أجمل من غذاء العقل بالعلم والمعرفة والإستكشاف في الدراسة والبحوث .. والإستمتاع بجديد الإنسانية وتراثها …

يسرني اليوم أن أعطي لمحة وجيزة عن ثلاث أعلام سريانية في الثقافة والطب واللاهوت السرياني : أبراهيم نورو , سرجيس الرأس عيني , ويوحنا الدمشقي ..

فإلى محبي السريانية وتراثها والمتابعين لها بشغف مثلي , وعشاق لغتها واّدابها وتلبية لطلب الكثير من القراء الأعزاء وتقديراً لاهتمامهم ..أقدم اليوم صفحة مشرقة في هذا البحر الزاخر من العطاء الإنساني في حقل المعرفة والعلوم واللغات القديمة وحضاراتها ..

* * *
الملفونو ( الأستاذ ) ابراهيم نورو .. علم .. وباحث في حقل اللغة السريانية –
….إن وفاة ابراهيم نورو كانت مفاجأة مؤلمة تلقاها العالم الكلداني السرياني الأشوري بكثير من الأسى .
وقد انتشر الخبر الحزين في المواقع السريانية , وقنوات التلفاز أسرع من البرق , خاصة وإن إبرشية حلب هيأت له جنازة مهيبة يستحقها هذا العالم السرياني الجليل .
كان وفاة ( ابراهيم نورو ) الساعة السادسة من صباح السادس من شهر كانون الأول سنة 2009 – أي نهار ” الغطاس ” .
وقد اهتم ( مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم ) مطران حلب وتوابعها للسريان الأرثوذوكس اهتماماً بالغاً بهذا الحدث المفجع , بأن جعل جنازة الملفونو ابراهيم نورو وكلمته الرثائية بمثابة حفلة تكريمية له , بعدما جرت له مراسيم التشييع في جو من الخشوع السرياني الرائع , الشعبي الكهنوتي الجماهيري الكبير .
…….

البدايات ….
تقع ( الرها ) .. شمال شرق سورية , جنوب شرق تركيا , وقد كانت هذه المدينة عاصمة إقليم أوسروين من أقاليم بلاد ما بين النهرين , ومدينة الرها كانت من أمهات مدنها من حيث موقعها الإستراتيجي , ومكانتها العلمية , والأدبية , والثقافية المرموقة .

مرّ على الرها عدة محطات تاريخية هامة .. وعرفت فاتحين ومتسلطين عليها منهم : البابلي , الأشوري , السلوقي , والفتوحات الإسلامية , إلى زمن إعلان الجمهورية التركية .
لقد استنارت الرها التي عرفت في ما بعد ب ” عاصمة الاّداب السريانية ” بنور المسيحية في زمن حاكمها الملك أبجر الخامس معنو الملقب بأوكاما ” Ukomo – على وزن أوباما – وهناك قصة المنديل وحنانيا والوفد المرافق …!
وبعد ذلك أضحت الرها مركزا هاماً من مراكز المسيحية في العالم , خاصة في اللاهوت والأدب الكنسي , وعرفت كواحدة من أهم المتروبوليات المشرقية التابعة للكرسي الأنطاكي .
ومن أهم ما كان يميّز الرها .. مدرستها الشهيرة التي أصبحت منارة من منارات العلم والأدب , تشع في علومها الفلسفية واللغوية واللاهوتية على الشرق كله . وكما اشتهرت الرها باستعمالها أنقى لهجات السريانية حسب رأي الباحثين اللغويين .
وقد برز في تاريخ هذه المدينة الحضارية في ذلك الزمن التي تعددت تسمياتها وتنوعت مابين : أوديسا , الرها ,المسماة اليوم ( شانلي أورفا ) – أسماء لامعة لأدباء وشعراء وفلاسفة ورجال دين منهم الفيلسوف السرياني برديصان , والملفان مار إفرام النصيبيني كنارة الروح القدس وشمس السريان .. وقد كان أشهر من تسلم إدارة مدرستها , ومار ربولا الرهاوي صاحب الإبتهالات , والملفان نرساي الشاعر والأديب واللاهوتي الكبير , وكبير ملافنة السريان مار يعقوب الرهاوي واّخرون …

ففي هذه المدينة أبصر النور إبراهيم بن نوري كهلجي ( أبراهيم نورو) سنة 1923 من عائلة سريانية أرثوذوكسية ,, وبتاريخ 25 شباط من عام 1924 ترك السريان الرهاويون مدينتهم , وتركوا ما فيها من أمجاد وعظمة اّبائهم السريان , وقصدوا مدينة حلب , وحلوا في رابية من روابيها سميت ب : برّاكات السريان في ذلك الحين . ومن بين الذين هاجروا نوري كهلجي وعائلته وكان ابراهيم حينها إبن سنة واحدة .
…..ليس الشعب الأرمني فقط من ترك بلاده وهجّر وذبح في هذه البقعة الجغرافية الهامة , بل شعوب المنطقة كلها – من جميع القوميات والإثنيات والطوائف – مرت في هذه النكبات والمذابح والشتات ,, وما زالت حتى يومنا هذا في فلسطين والعراق ولبنان وسورية وقبرص وغيرها –
ولا حاجة لذكر الأسباب الحقيقية التي وقفت وراء انتقال هذا الشعب من الرها إلى حلب والذي اقتلع من جذوره , ولكن باختصار شديد كانت الأسباب لا إنسانية وتراجيدية فعلياً ..!؟

عندما وصل الشعب السرياني إلى حي السريان في مدينة حلب , بنى أول كنيسة صغيرة من الخشب , وإلى جانبها مدرسة بدائية بسيطة وكان حلمهم أن تكون مدرستهم في حلب امتداداً لمدرسة الرها العريقة . في هذه المدرسة درس الفتى ابراهيم على يد المعلم إسحق طاشجي , مبادئ اللغة السريانية والصلوات الفرضية والألحان الكنسية في كتاب (البيث كازو ) خزينة الألحان السريانية .

انتقل بعدها إلى مدرسة كنيسة مار أفرام في حارة الهّزازة وهناك تعرّف على الأساتذة منصور شيلازي , وشكري طراقجي , ويوحانون قاشيشو , وغطاس الياس مقدسي الياس .
ثم تطوّع في الجيش السوري وخدم كضابط , وحاز على شهادة البكالوريا , وانتقل بعدها إلى بيروت جامعة القديس يوسف , حيث درس الحقوق , وبدأ يهتم باللغة السريانية واّدابها وتراثها خاصة بين السريان الموارنة .
ثم عاد إلى المدينة التي كبر فيها إلى حي السريان في حلب فاهتم بالتنشئة والتعليم , فأسس مع العاملين في الطائفة أخوية ( الإيماس ) للمرحلة الإبتدائية , و( الإيتاس ) للمرحلة الثانوية .

كبر حبه للغة السريانية حتى وصل حدّ العشق , بعكس الشباب بعمره الذين اتجهوا يبحثون عن الزواج والإستقرار –
فمنذ عام 1947 انخرط في سلك تدريس اللغة السريانية بدورات في القدس , دمشق , حلب , جبل لبنان , وأديرة الرهبان الموارنة , وجامعة الكسليك .

في عام 1967 زار معظم المراكز السريانية في العالم , وألف في هذه الزيارات كتاباً أسماه : (جولتي ) , معلومات عن المراكز والكتاب والأدباء السريان –
وقد اتقن أبراهام نورو.. طريقة جديدة للتعليم بأسلوب سمعي بصري حديث أسماها طريقة : ( السولوقو ) , صدرت في كتاب في هولندة 1989 .
والغريب أنه لم يخطر في باله الزواج إلا عندما بلغ الواحد والسبعين من عمره , وقد بارك زواجه مار غريغوريوس يوحنا ابراهيم إكليله على السيدة أنطوانيت باندو , الوفية له حتى وفاته وذلك في كاتدرئية مار يعقوب النصيبيني بالقامشلي في 15 أيار / 1994 ..

وفي عام 1997 أصدر كتابه الثالث بعنوان : ( تولدوثو سريويوتو ) أي المصطلحات السريانية المستحدثة , وهو حصيلة جهد كبير وأعوام عديدة بالبحث والدراسة .
يملك الملفونو أبراهيم مكتبة ضخمة , تعتبر من أكبر وأهم أمهات المكتبات السريانية التخصصية الخاصة , فهي مكتبة شاملة , جمع كتبها خلال ستة عقود من الزمن , فيها كتب باللغات السريانية , العربية , التركية , الإنكليزية , الفرنسية , الالمانية . وأما موضوعاتها تتنوع ما بين : التاريخ , اللغة , النحو , الدين , الصحة , الطب , وعدد كبير من القواميس ( من وإلى السريانية ) بينها بعض الطبعات الأولى النادرة والمفقودة .
من أقواله في محبة اللغة والاّباء السريان وتاريخ شعبه السرياني :
” نحن نعرف بأننا تلاميذ الملفان نعوم فائق , ونسير في خطاه بحسب كلماته وإرشاداته . ونعمل على إتمام ما كان يرغب ويجب أن يكون لشعبنا ” .
أما عن الملفونو يوحانون قاشيشو : إنه أول من فتح أعيننا على هذه الطريق ” .

كان صديق حميم للمطران يوحنا دولباني مطران ماردين , وغطاس دنح مقدسي الياس – وقد رسمه المطران مار غريغوريوس يوحنا شماساً قارئاً بتاريخ 4 / 3 / 2001 على كنيسة مرعيث مار جرجس للسريان الأرثوذوكس .

كان المعلم والأستاذ نورو .. يحلم أن تتم وحدة التسميات للشعب الكلداني السرياني الأشوري الواحد , وهذا أكبر مكسب لشعبه , وكان كغيره يحلم أن يرى شعبه قد حصل على حقوقه الثقافية أولاً , وقد عمل لكي يجعل تدريس اللغة السريانية في كل مكان رسمياً , وعندما صدر قرار منح الحقوق الثقافية في العراق , كان أول من هلل لهذا القراروسافر إلى العراق لكي يهنئ الحكومة بهذا القرار الجرئ والحكيم , ولكنه تألم كثيراً ما وقع للعراق من أحداث خطيرة دامية أثرت على وجود الكلدان والسريان والاّشوريين مما اضطر الكثير منهم إلى الهجرة إلى ما وراء البحار بعد أن تركوا وراءهم أرض اّبائهم ولغة شعبهم وأغلقوا صفحة من صفحات عطاءاتهم المجيدة وفتحوا صفحة جديدة مجهولة بعيدة عن الوطن الأم لأنه كان دائماً يحارب الهجرة بكل أنواعها …
وبقيت مدينة القامشلي لها مكانة خاصة في قلبه وعقله , كان ينظر إليها كمدينة وارثة لمدينة ( نصيبين ) ومدرستها , التي كانت بمثابة أول جامعة في بلاد ما بين النهرين .. ولحبه الكبير لها وعشقه لها قرر أن يعقد قرانه فيها حصرا –

اتقن الرائد والمعلم ابراهيم العديد من اللغات مثل : السريانية , العربية , الفرنسية , الإنكليزية , التركية, والألمانية … وقد حاضر في السريانية ولغتها وتراثها في كثير من جامعات ومدن العالم : كامبردج وأكسفورد والهند وكندا و أميركا وأوربا والبلدان العربية وتركيا وإيران …
وقد زار أكثر مدن سورية ولبنان وتركيا وفلسطين والعراق والأردن وكندا وإيران والهند وأوربا وأميركا –
يا لإعتزازنا وفخرنا بهذه الأسماء والشخصيات التاريخية والأعلام الرائدة والكنوز الثقافية .. عباقرة التاريخ الإنساني والمعرفي والأخلاقي , وما وفاته إلا خسارة كبيرة للغة السريانية وتراثها … ولكن البركة في الأجيال الجديدة الصاعدة في هذا المجال … أمثال الباحث الشاب الصديق العزيز سامي ابراهيم وغيره العشرات بل المئات ..

أهم مؤلفات الملفونو ابراهيم نورو :
1 ) دراسة عن مار افرام السرياني باللغة السريانية – عام 1946 .

2 ) الأسطرنجيلية المستقلة ( سرياني وعربي ) مع الملفونو عبد الكريم شاهان , بيروت 1967 .
3 ) أفرام في المصادر العربية والسريانية حتى عام 1973 .
4 ) كتاب جولتي في أبرشيات الكنيسة السريانية الأرثوذوكسية في سورية ولبنان , باللغة السريانية والعربية والإنكليزية 1967 .
5 ) مشروع تثبيت المصطلحات السورية المستحدثة في مختلف الميادين حوالي ( 700 ) كلمة .
6 ) مساهمة في إغناء ملحق لقاموس ( منّا ) تتضمّن 2100 كلمة ومصطلح جديد .
7 ) سولوقو : وهو كتاب تعليمي لمبادئ اللغة السريانية – سمعية بصرية طبع في هولندة عام 1989 .
8 ) تاولدوثو : أي المصطلحات السريانية المستحدثة- مبادئ ومقاييس وأمثلة عام 1997 .
9 ) سولوقو الترجمان : أي ترجمة كلمات ومصطلحات الكتاب التعليمي إلى اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية .

10 ) مقالات وقصائد ومحاضرات عدة .
11 ) مسودات مخطوطة فيها دراسات عامة عن أوضاع الأبرشيات ( إجتماعياً ثقافياً وعمرانياً ) .
12 ) ثبتت مكتبة الملفان ( نورو ) لخدمة التراث السرياني , التي تحوي ( 3850 ) كتاباً عن شتى مواضيع اللغة السريانية واّدابها وعلومها وفنونها وتاريخها بسائر اللغات الاّنفة الذكر .
……………..

مدينة رأس العين :
تقع شمال سورية على أحد روافد نهر الخابور , غرب القامشلي – تعتبر هذه المدينة واحدة من سلسلة خط المدن ( المنارات الثقافية ) نصيبين وأورفة الرها ماردين الخ …,, وفيما بعد أخذ إسم طريق الحرير ..
كيف كانت مدينة رأس العين في عهد الطبيب سرجيس ؟

كان سرجيس رئيساً لأطباء رأس العين , وقد ترجم بعض المؤلفات الطبية اليونانية للطبيب اليوناني ( جالينوس ) الذي يعتبر أساس دراسات الطب في الأوساط الطبية الشرقية .
تعلم المسلمون العرب الطب من الأطباء السريان في بيت الحكمة في بغداد , ويعتبر الطب السرياني هو أساس الطب العربي – وفي مصر أيضاً نشط السريان المصريون في هذا المجال قبل الفتح العربي –
ويعتبر الطبيب سرجيوس فيلسوف وطبيب وشخصية تحمل الكثير من المواهب والذكاء والمطالعة والتعمّق بالعلم والمعرفة .. له مجال واسع في العلوم وكاتب متصرف من أجرأ الكتاب قريحة .

من أهم العوامل التي أدت إلى إزدهار الترجمة في بلادنا ودور السريان بنقل العلوم اليونانية إلى العربية :
هي فتوحات الإسكندر الكبير و إنتشار الحضارة اليونانية في غرب اّسيا ومصر مما أكسب هذه المنطقة طابع خاص أطلق عليه بعض المؤرخين إسم الحضارة ( الهلينستية ) , وهي ممتدة على الفترة من وفاة الإسكندر في عام 323 قبل الميلاد إلى القرن السابع الميلادي عندما جا الفتح العربي الإسلامي … ومن أهم مراكز الحضارة اليونانية:
الإسكندرية – أنطاكيا – نصيبين – جنديسابور –
———————————————–
وقد كانت اللغة السريانية بمثابة اللغة العالمية في تلك المراحل للمعرفة والعلم في منطقة الشرق الأدنى حتى الهند .
ولقد ترجم السريان كتاب : كليلة ودمنة الشهير , و كتاب ( السندباد ) أيضاً .

ومن المدارس التي ازدهرت بالعلوم والترجمة :
——————————————
مدرسة الأسكندرية – مدرسة جنديسابور – ومدرسة حرّان
——————————————————
– مدرسة حران :
هذه المدرسة كانت مركزاً للأثينيين الصابئة وهم من السريان الذين اختلطوا باليونانية الوثنيين الفارين من الإضطهاد المسيحي وينسب عن هذه المدرسة : ثابت بن قرّة الصابئي – وله عدة مؤلفات في الطب وعمل في خدمة الخليفة المعتضد العباسي ( 279- 289 ) وكان من ذريته سنان بن ثابت – الذي حظي برضاء الخليفة القاهر , كما اشتهرت مدرسة حران بالفلك وينسب إليها في هذا المجال : عبدالله محمد لبتاني – أبو جعفر الخازن .
وينتسب إلى هذه المدرسة أطباء أسرة بختيشوع الذين اشتهروا كثيراً , ومنهم من عالج الخلفاء العباسيين الأوائل .
…….

– مركز النشاط العلمي عند السريان – يمكن تصنيف مراكز النشاط العلمي عند السريان إلى أربع فئات وهي :
أ – المدارس أو الكليات التي أسسها السريان منذ المئة الأولى والثانية في بلاد مابين النهرين وفارس وسورية وأشهرها في الشرق :
السلوقية أي المدائن / ومدرسة حران / ومدرسة جنديسابور .
ب – الأديرة ومدارس الكنائس التي انتشرت في طول البلاد .. وأهمها دير قنسرين على ضفة الفرات – الشرقية إزاء مدينة جرابلس .
دير العمود بالقرب من رأس العين في الجزيرة , دير قرتمين ويعرف بدير العمر – دير تلعدا الكبير في حلب جوار أنطاكيا , – دير مار زكا بجوار الرقة , دير مار متى .. ودير مار بهنام بالقرب من الموصل – دير مار برصوم قرب ( مالطية ) , مدرسة البطريركية الشرقية بغداد –
ومدارس الكنائس في : الحيرة – الكوفة – كركوك ( كرخ سلوخ ) وأربيل –

• قبل ظهور الإسلام نهض السريان بدور كبير في ترجمة معارف اليونان وعلومهم أولها الطب :
ومن أعظم الأطباء السريانيين في بيت الحكمة في بغداد كان سرجيس الرأس عيني الطبيب المشهور .
لقد درس سرجيس المنطق والطب وعلوم أخرى كثيرة ,, ولقد عنى السريان بعلم الطب ومارسوه مدة تقرب من ألف عام وأكثر , وقد أجروا وألفوا كتباً عن الأغذية , من ترجمة سرجيس الرأس عيني .

– مدينة رأس العين .. مدينة الطبيب سرجيس السرياني
– الدرباسية … مركز تجمع السريان القصوارنة
– القامشلي .. الوجه المشرق للسريان
– المالكية .. بلدة كنيسة العذراء العجائبية ..
* * * * *

– يوحنا الدمشقي كوكب المسكونة
يوحنا الدمشقي الحكيم الموقر , يوحنا الدمشقي معلم الكنيسة
يوحنا الدمشقي .. القديس . المدافع عن الأيقونات في الكنيسة والتعليم ..
ترنيمة ” طروبارية” الكنيسة للقديس يوحنا الدمشقي :
– ” ظهرت أيها الملهج بالله يوحنا , مرشداً إلى الإيمان المستقيم , ومعلماً لحسن العبادة والنقاوة , يا كوكب المسكونة وجمال رؤساء الكهنة الحكيم . وبتعاليمك أنرت الكل بمعرفة الروح فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا .
– لنسبّح أيها المؤمنون يوحنا الموقر كاتب التسابيح ومعلم الكنيسة ومصباحها المقاوم الأعداء لأنه أخذ سلاح صليب الرب , فصادم به ضلالة الأراتقة كلها , وبما أنه شفيع حار عند الله يمنح الكل مسامحة الزلات ” .
– ولي عودة لدراسة العلامة يوحنا الدمشقي الذي لعب دوراً هاماً في تعليم الخليفة الأول معاوية وأبناءه اللغة السريانية لغة بلاد الشام السائدة اّنذاك والمتطورة عن اللغة القديمة والعلوم الأخرى في الدراسات القادمة ..

……………………………………………………………………….
المصادر :
– الترجمة ودور السريان بنقل العلوم اليونانية : عن منتدى كلية الطب .
مجلة الطريق :– الحضارة الاّرامية – السريانية بين الماضي والحاضر .
منتديات باقوفا : نظرة في التراث العلمي السرياني .
 كتاب نسمات الجبل : للشاعر غطاس ( دنحو ) الياس مقدسي , دار ماردين الرها حلب 2001 .
 أدب اللغة السريانية , الأب ألبير أبونا , بيروت 1996 .
 الأديب يوسف نامق , كتاب : القافلة الأخيرة , طبعة أولى دار الرها حلب 1991 .
 كتاب الأثمار الأخيرة : الملفونو غطاس دنحو مقدسي الياس , حلب 2007 .
 مشاعل الرها – المربية سارة دوغرامجي , مقدمة المطران يوحنا ابراهيم .
 كتاب : سيرة القديس يوحنا الدمشقي – منتدى المواضيع الروحية , منتديات ومواقع البوابة , وعين كاوا وغيرها ……..
مريم نجمه / هولندة / يناير كانون ثاني / 2012