حضر احد المسافرين الغرباء الى كنيسة الكلدان في دهوك و روى ماحدث معه في الليلة الماضية قائلاً :
عندما وصلت أطراف مدينة دهوك لاحظت على جانب الطريق كوخاً بسيطاً
ولكون الوقت مساءً والظلام بدا يخيم على المدينة قررت مع نفسي ان ابات
ليلتي عندئذ ترجلت عن دابتي وبعد ان ربطتها قرب الباب لكي يسهل علي
حراستها دخلت الكوخ وجلست لاخذ قسطاً من الراحة..
وبعد لحظات دخل علي شيخ وقور يرتدي ملابس ببياض لحيته والنور يشع
من وجهه، فارتبكت من الخوف وانا اتسأل مع نفسي عسى من يكون هذا الرجل ؟؟
اهو مسافر مثلي وسيشاركني المبيت ام هو حارس هذا الكوخ..؟؟
ومع ذلك لم اتجاسر لاساله ولكنه تقدم نحوي بهدوء وجلس بقربي
وسألني عن حاجتي فأخبرته بأني احتاج لبعض الخبز وبنفس اللحظة
مد يده نحوي وناولني رغيفين شهيين، ثم سألني وماذا تحتاج بعد؟؟
فقلت له اني اخشى بأن التبغ الذي بحوزتي لايكفيني لهذه الليلة
فطلب مني ان افتح كيس التبغ الذي بحوزتي ففتحته عندئذ غرف
بكفيه من تراب الكوخ وافرغهما في الكيس، ولم اتجاسر عن منعه
وانا اعض على شفتي قائلا مع نفسي: ليتني لم اطلب ذلك منه
فقد افسد حتى التبغ الذي كان معي، وبعد لحظات نهض وقبل ان يغادر
الكوخ طلب مني ان اربط دابتي بعيداً عن الكوخ واكد لي بأن لاخوف عليها
وانا صدقته بسبب مارأته عيناي وحتى التراب الذي وضعه في الكيس
قد تحول تبغاً لم اذق مثل طعمه طوال حياتي_ والكلام مازال للمسافر_
وان لم تصدقوا فهذه قطعة من الرغيف وهذه كمية من التبغ الذي زودني
به ولكني اسألكم بالله عليكم من يكون هذا الرجل؟؟
عندئذ اخبروه بان الشيخ الذي التقى به هو شفيع مدينتنا
الشهيد مار ايث الاها والكوخ هو مزاره وضريحه وهو مكان مقدس..
فاندهش هذا المسافر مما رأى وسمع.