الأبوابُ المسدودة ؟!؟!؟!… والباب المسدود الدمشقي؟!؟!؟!….

الأبوابُ المسدودة ؟!؟!؟!… والباب المسدود الدمشقي؟!؟!؟!….

ريم رضا الشعار

مكرر للضرورة وسيكرر حتى انصاف التاريخ ورفع المظلومية عن أحد الأبواب المهمة لمعبد حدد.. الجامع الاموي اليوم .. والذي كان كنيسة بين تلك الحقبتين . مكان يتوسط المدينة القديمة يعبق بالسحر والروحانية العالية.. حيث شهد ثلاثة عصور الاغريقي والروماني والبيزنطي مؤخرا العصر الإسلامي.. لم يهدم ولم يبده زلزال..
———
إليكم المقال الأكاديمي..
الأبوابُ المسدودة ؟!؟!؟!… والباب المسدود الدمشقي؟!؟!؟!….
إطلالةٌ أركِيولوجِيّة إِﭘيغرافِيَّة مِنْ قَلْبِ دِمَشق….. فيها إفصاحٌ موجزٌ وبليــــــــــــــغ عن بعض العصور التاريخَيّة الشَّامِيَّةِ لأسلافنا السوريين؟!؟!؟!….
كُنْتُ في دمشق ذات يوم أتجوّلُ في محيط المسجد الجامع الأموي الكبير وَبِيدي آلة التصوير التي لا تبارِحُني في هكذا مشاوير، وطبعاً، كُنتُ ألتقطُ الصور لهذا المحيط الأثري بما يَلْفُتُ أنظاري كَمُهْتَمٍّ بالإرث السوري… إلى حين وصلتُ إلى الزقاق الذي يُحاذي المسجد من جهة الجنوب (واسمه القباقبية) . وطبعاً كنْتُ أُتابعُ، من جملة أشياء أخرى، ما بقي من السور المحيط بالمسجد الجامع. وإذا بي يسْتَوْقِفُنِي ما أثــار انتباهي وحَمَلَني بذاكرتي المعرفية فوراً إلى الباب المسدود في حمص القديمة، (وأنا أحد سكان حمص)، وأيضاً إلى الباب المسدود (أو الباب الذهبي) في الجهة الشرقية من سور مدينة القدس؟!.
أَجل يا أحِبَتي استوقفَني بابٌ مسدودٌ آخَـــرْ فعلاً…. وما لَفَتَ اهتمامي الشديد، كوني مهتم بعلم الإﭘيغرافيا، هو نقشٌ يوناني مُضاف على عتبة الباب….. وهنا حَطَّنا الجَمّال يا أحبَّتي.
هذا الباب المسدود يروي لنا بكلِّ جلاء ووضوح وموثوقية ثلاثة عصور مَرَّت بها دمشق وهي تحديداً وبالترتيب الزماني: العصر الإغريقي- الروماني، فالعصر البيزنطي ثم أخيراً العصر الأموي. فكيف نقرأ هذه التتابعية؟
الباب المسدود، قبل سَدِّهِ وقبل أن يضاف النقش اليوناني المسيحي على عتبته، كان أحد أبواب هيكل أو معبد الإله جوﭘيتر كبير آلهة الـﭘـانثيون (أي مجمَّع الأرباب) الروماني والذي سبقه زمانياً زيوس اليوناني. كان ذلك في الفترة الرومانية أي منذ نحو 64 قبل الميلاد إلى بدايات القرن الرابع بعد الميلاد. ثم إنّه، بعد بدء انتشار المسيحية زمن الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الكبير وتحديداً بعد مرسوم ميلان الشهير عام313 م، تَمَّ تحويل معبد جوﭘيتر إلى الكنيسة الكبرى في دمشق، وتَمّتْ إضافة النقش اليوناني الذي أنقُلُ إليكم أَحِبَّتي قراءتي وترجمتي له. وبقي المكان مستخدماً ككنيسة كاتدرائية إلى حين قدوم بني أمية وبقي كذلك إلى أن تم الاتفاق على تحويلِه إلى مسجد كبير في عصر أحد خلفاء بني أمية اللاحقين، فتَمّتْ عملية سد الباب لسبب معماري وهو أن هذا الباب يصادف موقعه جهة القبلة في الجدار الداخلي الجنوبي لبناء المسجد إياه، فلَم يَكُ هناك بُدّاً من سَدِّه لزومياً.
ويمكننا الإيجاز كما يلي:
الإنشاء الأساسي للسور والباب يحكي لنا عن الدور الروماني….والنقش اليوناني يحكي لنا عن الدور البيزنطي….. وأخيراً عملية السَّد عن الدور الأموي. وأخيراً إليكم ترجمتي للنقش اليوناني الذي تشوبُهُ بعضُ الأخطاء التي قُمْتُ بتصويبها…:
الترجمة:
“مُلْكُكَ >أيها المسيح< مُلْكُ كُلِّ الدهـــور وسُلطانُكَ في كُلِّ جيلٍ فَجيـــلْ.”
والنقش مقْتَبَسٌ عن المزمور 145:13 .
(أرفِقُ صورة من Google Earth للمسجد الأموي ومحيطه، ويظهر زقاق القباقبية في أسفل الجامع (جهة الجنوب).
—————
شكرا لضميرك الحي