متى اطلق على الآراميين اسم السريان؟
متى اطلق على الآراميين اسم السريان؟
هنري بدروس كيفا
شكرا على هذا السؤال، إن مجرد طرحه بهذا الشكل يثبت لنا إنك تعرف تاريخ أجدادك أكثر من بعض السياسيين ألسريان ألذين يجهلون تاريخ ألسريان.
لقد أجبت على هذا السؤال مرارا، باختصار لقد أطلق الفرس تسمية – أسورا – على جميع المناطق ألتي استولوا عليها بعد قضائهم على الدولة الكلدانية ربما لأن الآشوريين كانوا محتلين بعض المناطق ألفارسية و لا شك أن صيتهم قد اشتهر في كل الشرق .

قراءة المزيد

القس بولس الخوري الكفرنيسي الراهب اللبناني الماروني(1888- 1963)

القس بولس الخوري الكفرنيسي الراهب اللبناني الماروني(1888- 1963)

Henri Bedros Kifa

القس بولس الخوري الكفرنيسي الراهب اللبناني الماروني
(1888- 1963)
استاذ اللغة السريانية في مدرسة الرهبانية اللبنانية المارونية سابقاَ
مؤلف كتاب
غرامطيق اللغة الآرامية السريانية
( طبع في بيروت 1962)
ننشر هنا مقدمة كتاب غرامطيق اللغة الآرامية السريانية لاهميتها القومية في توحيد طوائف وفرق الشعب الآرامي;
اذ يعتبر الكتاب المذكور من أهم المصادر والكتب لدراسة قواعد السريانية الآرامية.
ويعتبر مؤلف الكتاب الاب بولس الكفرنيسي اللبناني الماروني من اساطين الارامية والفكر القومي الآرامي.
قد آثرنا ان نضع هذه اللمحة التاريخية في صدر هذا الكتاب تذكرة لا بناء وطننا الاعزاء بشرف اصلهم وترغيباً لهم في المحافظة على لغة ابائهم ومآثرهم الغراء فنقول:
الآراميّون هم بنو آرام بن سام.
وكانوا امّة كبيرة مشهورة.
لماذا يا أستاذ هنري لا تجامل السريان الضالين ؟
لماذا يا أستاذ هنري لا تجامل السريان الضالين ؟
هنري بدروس كيفا
منذ حوالي ١٧ سنة كنت في زيارة لمدينة ديترويت و كنت سألقي محاضرة على إخوتنا السريان . أجريت مقابلة مع الراديو الكلداني هنالك
للإعلام عن موعد و مكان المحاضرة .
و كان المستمعون يستطيعون أن يتصلوا و يبدوا رأيهم حول المواضيع
المطروحة … طلب مني الأخوة المسؤلون عن النادي الكلداني أن ألقي
محاضرة عندهم و الموضوع هو ” هل التسمية الكلدانية هي قومية أم
مذهبية ؟” …
خلال اللقاء على الهواء كنت أستخدم التسميات العلمية الأكادمية و هذا
مما أزعج بعض الأخوة من السريان الشرقيين المدعين بهوية أشورية غير علمية . ولم تتوقف الإتصالات حتى بعض إنتهاء البرنامج !
خرجت من الصالة و بعد ٧ دقائق طلب مني الأخ المسؤول أن أرد
على الهاتف على أحد الأخوة من السريان الضالين ! لم أعد أذكر أسمه
و طبعا هو غير مهم فكما تعلمون هنالك المئات مثله الذين يدعون عن
جهل بهوية أشورية غير علمية !
قال لي : هل تعلم إذا إتفقنا أنت و أنا فنحن نستطيع أن نوحد شعبنا !
قلت له : إنني باحث في التاريخ و لست سياسيا …
قاطعني : هل ممكن أن نلتقي و نتحدث معا ؟
أجبته : إنني مشغول و سوف أحضر للمحاضرة التي سألقيها …
قال لي : طيب هل ممكن أن نتكلم معا بضعة دقائق قبل المحاضرة لأنني
عندي أسئلة حول موضوعك !
أجبته مسرعا : أكيد سوف أكون في الصالة قبل الوقت المحدد و نستطيع
أن نتحدث أما أسئلتك فالأفضل أن تكون بعد إلقائي للمحاضرة و إنني
أرحب بكل سؤال !
بعض المفاجاءات قبل و بعد المحاضرة !
١ – السرياني الضال كان ينتظرني مع ثلاثة سريان ضالين مثله و قد
طلب مني رأسا ” أعطيني محاضرتك كي ألقي نظرة عليها…”
أجبته إنني لا أقرأ المحاضرة و لكنني ألقيها و أكتب رؤوس أقلام حول
الموضوع…
أجابني : يعني سوف تستخدم نفس التعابير كما جرى في الراديو ؟
الكلدان قد إنشقوا من الكنيسة و الشعب الأشوري و إنني أريد أن أعرف
جوابك على السؤال المطروح ” هل التسمية الكلدانية هي قومية أم
مذهبية ؟”
أجبته فورا : سوف تسمع جوابي بعد ساعة من خلال محاضرتي !
قاطعني صارخا : التسمية الكلدانية هي مذهبية و أريد جوابك الآن!!!
و هنا كان كاهن رعية السريان الكاثوليك قد شاهد حدة النقاش فأخذني
من يدي و قال لي : لا تتعب نفسك مع هؤلاء ….
٢ – خلال المحاضرة قام هؤلاء الأخوة الضالون بمقاطعتي و كانوا
جالسين في الصف الأول الأمامي : السرياني المثقف لا يحق له مقاطعة
المحاضر و إذا كان فعلا واثقا من نقده فهو يستطيع أن يسأل أمام الجميع
سؤاله أو يدلي بمعلوماته التي تخالف الأستاذ المحاضر !
لقد حاول هؤلاء الأخوة أن يشوهوا الموضوع المطروح من خلال أسئلتهم
السطحية التي تشير الى تعصبهم و جهلهم . الأخ السرياني الضال بعد
سؤاله الأول إذا به يطرح سؤالا ثانيا و يريد أن يطرح سؤالا ثالثا و قد
طلب منه المسؤول أن يسمح للأخرين أن يسألوا هم أيضا و كانوا حوالي
١٦٠ شخص !
أحدالحاضرين قال لي حرفيا ” ليس عندي أي سؤال و لكنني أريد فقط
أن أشكرك على رباطة جأشك و تحملك و صبرك !”
٣- بعد إنتهاء المحاضرة و الأسئلة العديدة أردت أن أذهب الى التواليت
و إذا بي أرى إبنة أختي تلحقني كي تحرسني و هي تنظر في كل الجهات و لم أفهم لماذا هي متخوفة ؟
أخيرا عرفت السبب : الأخ البطل السرياني الجاهل كان يراقبني بعد
خروجي من صالة المحاضرة و كان قد طلب من أحد الشباب المتواجدين
أن يقوم بضربي و لحظه التعيس كان ذلك الشاب إبن أختي الذي أجابه
” إن الأستاذ المحاضر هو خالي و لا يستحق الضرب و لكن الإحترام
لأنه متخصص في التأريخ و قد سمح لكم بطرح كل أسئلتكم و قد أجابكم
عليها!”.
٤ – المفاجأة الكبرى !
خلال الوليمة التي قدمها لي المسؤولون عن النادي قالوا لي ” إن الأخ
الذي تهجم عليك كان قد إتصل برئيس النادي- الذي كان متواجدا خارج
الولايات المتحدة – و قد حاول بكل الطرق إلغاء المحاضرة مدعيا بإنك
لست باحثا و إنك تقسم شعبنا !
بعد كل هذا الشرح أعتقد أن السريان الغيورين سيعرفون لماذا أنا بشكل
خاص و كل باحث نزيه لا يجامل كل أخ متطفل أو مدعي أو منافق في
الأمور التاريخية .
إنني أنتمي الى عائلة سريانية رهاوية و منذ صغري حلفت أن أتعمق في
تاريخ الرها مدينة أجدادي . لقد وجدت عددا كبيرا من الطروحات التاريخية الخاطئة حول الرها و قد صححتها و لكنني إكتشفت معلومات
عديدة و مهمة حول تاريخ السريان و هويتهم الآرامية .
لقد تعلمت- مع الوقت و الخبرة – بأنني إذا جاملت فئة من السريان الضالين فإنني سوف أضطر الى مجاملة كل سرياني يردد طروحات
تاريخية خاطئة !
المجاملة بكل بساطة تعني أن كل السنوات التي تعبت فيها في البحث
و التدقيق و التصحيح سوف تذهب هدرا !
المجاملة تعني بأنني لا أناضل من أجل هوية تاريخية علمية .
المجاملة تعني بأن لي مصالح ليس لها علاقة بالبحث العلمي الأكاديمي!
أخيرا سياسة المجاملة تعني لي بأنني أثق بالمثقفين السريان أو – لا سمح
الله – إنني أستطيع أن أجامل و أن لا أحد من السريان المثقفين سيلاحظ
بأنني أجامل !
إنني أفضل مئة مرة أن أصافح يد سرياني غيور مهتم بتاريخ أجداده
العلمي و لا يهمني أي سرياني مدعي يستخدم منصبه أو ماله أو فنه
للإدعاء بطروحات تاريخية خاطئة حول هويتنا السريانية الآرامية !
الصورة المرفقة
١ – كل من يرفع هذا العلم الآرامي هو أخي بالإنتماء الى شعبنا الآرامي العظيم !
٢- لا يهمني أن أعرف أسماء هؤلاء الشباب الغيورين و لكن المهم أن يعرف كل أخ سرياني أن كل من يرفع هذا العلم يؤمن بتاريخنا العلمي !
٣- من الرائع إن بعض السريان يرفعون علمنا في الصيف و البعض الآخر- كما في الصورة – في فصل الشتاء و في أعلى الجبال !
٤- هذا العلم هو في قلوبنا في كل فصول السنة ! إذا كانت أقلية من أبناء شعبنا يحملونه اليوم ففي السنين القادمة هذا العلم سيكون علم كل مسيحي ( جميع مسيحي الشرق ما عدا أخوتنا من الأرمن و الأقباط ) وأغلبية أخوتنا المسلمين الذين ينتمون مثلنا الى الآراميين !
أهمية نصب حدد يسعي الآرامي
أهمية نصب حدد يسعي الآرامي
هنري بدروس كيفا
لقد شاهدت نصب حدد يسعي أول مرة في معرض الإثارات السورية في معهد العالم العربي في باريس سنة ١٩٩٤ و كان هذا التمثال قد أصبح رمزا لذلك المعرض و كنت ترى في الباصات و لوحات الإعلانات صورة هذا التمثال الآرامي المهم.
طبعا زرت ذلك المعرض و لكنني خرجت منه بصدمة كبيرة لأنني كنت أحترم بعض السريان المهتمين خاصة باللغة السريانية الذين رددوا أمامي “أن المسؤولين السوريين يعتبرون السريان من الأشوريين !!! “.
كما يقال حبل الكذب و النفاق قصير !
لأن وزير الثقافة السورية قد ذكر أن سوريا هي آرامية بتاريخها و حضارتها القديمة !
الصدمة الثانية هي عندما زرت متحف دمشق منذ حوالي ١٣ سنة و شاهدت نصب حدد يسعي في غرفة مهملة و بدون أية شروحات حوله و ظننت – لوهلة – أن متحف دمشق لا يقدر أهمية هذا النصب الآرامي !
لقد وجدت منذ عدة أيام صورة جديدة لنصب حدد يسعي في صالة كبيرة في متحف دمشق فنشرتها في صفحتي و إنهالت الإعجابات العديدة ..و هذا مما شجعني لنشر هذا الموضوع المهم .
أولا – أين أكتشف هذا النصب؟
تم إكتشاف هذا النصب سنة ١٩٧٩ في تل الفاخرية بالقرب من راس العين و هي بلدة مشهورة بإنتمائها السرياني الآرامي منذ تاريخها القديم . راس العين هي تسمية سريانية و باللغة السريانية لهذه المنطقة التي إستوطنها الآراميون منذ حوالي ٣٢٠٠ سنة !
الأمانة للتاريخ هو واجب : لقد سكن شعب الميتني الهندو أوروبي هذه المنطقة التي تعرف بالجزيرة السورية اليوم. نهريما قد تكون أقدم تسمية أكادية نعرفها اليوم و لكن بعد إستيطان الآراميين و صهرهم لبقايا شعب الميتني و الحثيين صار إسمها ” بيث نهرين ” باللغة السريانية .
كما إن أسفار التوراة كانت تسميها ” آرام نهرين ” و لا شك لأنها كانت آرامية بهويتها و سكانها!
و هذا قديسنا إفرام ابن نصيبين يطلق تسمية الآراميين على جميع سكان هذه المنطقة !
أخيرا أن اللغة اليونانية قد أطلقت تسمية مسوبوتاميا على الجزيرة و قد أصبحت هذه التسمية في بداية القرن العشرين “مصطلحا” يقصد به العراق القديم.
ثانيا – من هو حدد يسعي ؟
أ-هو ملك آرامي حسب الكتابة الآرامية بينما النص الأكادي يذكر بأنه حاكم لمنطقة سيكاني!
المعلومات التاريخية حوله هي قليلة جدا و لكنها تسمح لنا أن نعرف أنه ابن”شمش نوري” ابن “أبي سلامو” ابن “كابارا” ابن “خاديانو” الملك الذي أسس مملكة بيت بخياني وعاصمتها جوزان في تل حلف في بداية القرن العاشر قبل الميلاد. إن أغلب المعلومات حول مملكة بيت بخياني أو بحياني مأخوذة من الكتابات الأكادية التي تركها ملوك أشور الذين كانوا يهاجمون الممالك الآرامية في بيت نهرين أي الجزيرة السورية اليوم و كانوا يفرضون الخوة على الآراميين:
من خلال تلك الكتابات تعرفنا على أسماء الملوك الآراميين الذين حكموا جوزان قبل خضوعها للأشوريين .
ب – ملاحظة مهمة:
خضوع الممالك الآرامية للحكم الأشوري لا يعني أبدا أن الأشوريين قد سكنوا في بيت نهرين!
و قد ثار الآراميون عدة مرات على الحكام الأشوريين و قتلوهم. و هذا مما دفع بملوك أشور بتعيين حكام آراميين في هذه المناطق الآرامية.
هنالك سؤال يطرح:
هل تعيين حدد يسعي الآرامي قد سهل خضوع الآراميين في جوزان للأشوريين؟
اليوم كم من الشخصيات السياسية و الدينية تتملق للحكام العرب ( نحن عرب أقحاح … الدماء العربية تجري في عروقنا … ) و لم تطالب بأية حقوق للسريان؟
ج – لقد وجد مؤخرا علماء الآثار الفرنسيين قطعة صغيرة من الخزف مكتوب عليها باللغة الآرامية “توكلتي شارو إبن حدد يسعي”.
لقد عرض متحف اللوفر هذه القطعة و قد علق المؤرخون المهتمون بتاريخنا الآرامي أن “توكلتي شارو” هو بدون شك إبن ” حدد يسعي ” الذي إكتشفنا تمثاله في جوزان !
إن إسم ” توكلتي شارو” هو باللغة الأكادية و هو يعني ” الملك هو مساعدي ” و لكنه إبن عائلة آرامية حكمت جوزان حوالي ٢٠٠ سنة !
إسمه الأكادي لا يعني بأنه أشوري أو إنه إنصهر بالحضارة الأشورية كما إدعى سيمو باربولا !
ثالثا – أهمية نصب حدد يسعي .
أ – على الصعيد التاريخي:
إنه من أهم و أقدم و أطول النصوص الآرامية المكتشفة في بيت نهرين التاريخية.
هذا النص قد سمح للعلماء أن يتعرفوا على أسماء ألهة الآراميين و على الكثير من عادات الآراميين فهنالك عشرات التماثيل الآرامية و لكنها بدون أية كتابات تشرح عنها !
ب – على الصعيد اللغوي:
هذه الكتابة الطويلة سمحت لعلماء اللغة الآرامية أن يتعرفوا أكثر على تطور اللغة و الأبجدية الآرامية: هذه الكتابة هي مهمة جدا لوجود ترجمة أكادية تسمح للعلماء من إجراء مقارنة بين اللغتين.
ج – هذا النصب يؤكد لنا ما نعرفه عن سياسة الأشوريين في تعيين حكام آراميين أو تثبيت ملوك آراميين في الحكم كما جرى مع ملك سمأل برركيب.
إكتشاف إسم “توكلتي شارو” إبن حدد يسعي يعني لنا أن هذا الحاكم سليل الملوك الآراميين قد أعطى لإبنه إسما أكاديا لمسايرة ملوك أشور!
كم من السياسيين اليوم لا يخجلون من الإدعاء بأنهم عرب فقط لتأمين مصالحهم !
أتمنى من سريان الجزيرة أن يتعرفوا أكثر على أهمية الإثارات الآرامية المكتشفة فيها و أن ( يتعرفوا ) و أن يعرفوا إن هذه هي إثارات أجدادهم الحقيقيين.
نحن لا نعرف الأسباب الحقيقية التي دفعت بحدد يسعي الآرامي أن يتعامل مع الأشوريين المحتلين فهل تعامله كان من أجل مصلحته أم من أجل مصلحة الآراميين جميعا؟
نحن اليوم و بفضل مصادرنا السريانية الغنية نعلم أن جميع سكان بيت نهرين الجزيرة السورية اليوم ظلوا محافظين على هويتهم الآرامية و هذا واضح من أشهر قديس سرياني ولد و عاش في بيت نهرين أي مار إفرام السرياني الذي كان يسمي جميع سكان هذه المنطقة بالآراميين!
” من هم السريان ” Syrian ” في هذا النص ؟ “

” من هم السريان ” Syrian ” في هذا النص ؟ “

هنري بدروس كيفا
رد على السيد المحترم Rabi Gabriel
شكرا لتعليقك ” ليش ما سموا اراميا بدل سوريا ؟؟؟؟؟”
فهو إن دل على شيئ مفيد هو جهلك التام للتسمية الآرامية . إنني أعلم جيدا إنك لن تقتنع و لا تبحث عن هويتنا الحقيقية و لكنني سأنشر ردا قديما
قد يفيد من يريد أن يتعرف على هوية السريان الحقيقية :
” ذا كانت التسمية السريانية تعني الآشوريين وذلك فقط عند اليونان في القرن الخامس ق.م. , فإنها لم تعد صحيحة بعد إستلاء اليونان على الشرق , وخاصة بعدما أصبح لتسمية سوريا معنى جغرافياً وفيما بعد معنى قومياً. كيف نستطيع أن نفسر هذا النص الذي كتبه كسنوفون (14) المؤرخ اليوناني الشهير ” ولكن ملك آشور بعد أن أخضع السريان وهم أمة محترمة ” .
من هم السريان ” Syrian ” في هذا النص ؟
لقد أمضيت أشهر طويلة وأنا أبحث عن الجواب لأهميته البالغة في دراستي التي أعدها عن الشعب السرياني – الآرامي . وقد عثرت على عدة أدلة تثبت بأن المقصود بالسريان هو الشعب الآرامي . ويقول سترابون (15) الجغرافي اليوناني ( القرن الميلادي الأول قبل المسيح) :
” يقول لنا أيضاً بوسيدونيس إن هؤلاء الذين أطلق عليهم اليونان إسم السريان ” Syrian ” فإنهم يطلقون على أنفسهم إسم الآراميين ” .
لا بل إننا نرى في الترجمة اليونانية للعهد القديم , بأن تسمية بلاد آرام تترجم إلى بلاد سوريا ودائما كان يترجم الشعب الآرامي إلى الشعب السرياني . لا يستطيع أحد أن يدعي بأن ” حداد عدري ” ملك آرام كان آشورياً وبالتالي لا أحد يستطيع أن ينكر بأن تسمية السريان قد أصبحت مرادفة للآراميين .
المؤرخ فلافيوس جوزيف (16) , في كتابه الشهير عن اليهود كان يستعمل التسمية الآشورية ليعني بها الأمة الآشورية القديمة , وكان يستعمل التسمية السريانية ليقصد بها الآرامية كقوله : كان لسام أحد أبناء نوح خمسة أبناء : آشور وهو الثاني وقد بنى مدينة نينوى وأعطى إسم الآشوريين (أسيريان) لأتباعه الذين كانوا أغنياء وأقوياء جداً … ومن آرام وهو الرابع يتحدر الآراميون الذين يطلق عليهم اليونان إسم سريان ” .
إن علم التاريخ , في الحقيقة , كعلم قائم بذاته أسوة بالعلوم الأخرى التي تبحث عن الحقيقة ولا شيء سوى الحقيقة , ولا يعتمد تسلسل الشعوب , حسب ما ورد في التوراة عن سام بن نوح , لأن التوراة في تفسيرها , قد تقصد بها إضفاء نوع من الترابط والتقارب بين الشعوب المتعددة , إذ ليس من المنطق في شيء أن يكون آشور أخاً لآرام , بينما هناك حقبة طويلة من الزمن بين التاريخ الآشوري والتاريخ الآرامي .
-7-
إذاً لا وجود لرابط بين الشعبين الآشوري والآرامي سوى رابط الشعوب السامية فقط وقد أوردت هذا البرهان كي يتأكد القارئ بأن إسم السريان أصبح مرادفاً لإسم آرام .
وإنطلاقاً من أصول وقواعد التاريخ الثابتة أحببت أن أُعرّف ما كان يقوله أجدادنا عن أنفسهم وعن لغتهم .
هل كانوا يقولون عنها سريانية – آرامية أم آشورية ؟
يقول مار يعقوب السروجي (17) ( توفي عام 521 م ) في تقريظة لمار أفرام :
“هذا الذي أضحى إكليلاً للأمة الآرامية جمعاء وبه نالت محاسن روحية ” .
ورد في إحدى كتابات ” مار فيلوكسينوس المنبجي ” ( توفي عام 523 م ) :
” إن تعبر إختلاط , إمتزاج , يوجد في معظم كتب آبائنا إن كان عند الآراميين أو عند اليونان ” .
كذلك عند مار يعقوب مطران الرها (19) (توفي في أوائل القرن الثامن الميلادي).
يقول في أحد الميامر : ” وهكذا عندنا نحن الآراميين أو السريان “.
كذلك نجد في تاريخ مار ديونوسيوس التلمحري (20) (توفي في القرن التاسع الميلادي ) :
ومنذ ذلك الوقت بدأ أبناء هاجر ( العرب ) يستعبدون الآراميين استعباداً مصرياً .
ومن المعلوم أن العرب قد دخلوا بلادنا في القرن السابع الميلادي , تُرى لماذا مار ديونوسيوس يُسمّي سكان سوريا بالآراميين ؟
هل لأنهم آشوريون أم بكل بساطة لأنهم آراميون ؟ !
ولعل أفضل دليل على ذلك هو ما كتبه المؤرخ مار مخايل الكبير (توفي سنة 1199م ) في ملحق خاص ضمن تاريخه يرد فيه على اليونان الذين كانوا يعيّرون السريان بقولهم ” لم يخرج ملك من شعبكم ” .
كتب مار مخائيل (21) :بمساعدة من الله سوف نذكر أخبار الممالك التي أُقيمت في القديم , بفضل أمتنا الآرامية, أي أبناء آرام , الذين أطلقت عليهم تسمية سريان ” أو ” سكان سوريان … ” .
بالطبع القارئ المدقق يستطيع أن يتحقق من صحة هذه المعلومات وما عليه إلا أن يفتح صفحة كل كتاب ورد ذكره في بحثي هذا .
لقد ذُكرت سابقاً أن النصوص الآرامية التي وجدت في سفيرة قرب حلب قد استعملت التسميات التالية : آرام العليا (حلب) آرام السفلى ( دمشق ) وكل آرام أي كل بلاد رام . ومن المعلوم أن المؤرخين اليونان كانوا يستعملون ” سوريا كولن ” مما دعا عدداً من المؤرخين (22) أن يرى في ” كولن ” اليونانية الأسم الآرامي القديم . ولقد وردت هذه التسميات مرات عدة في تاريخ فلافيوس جوزيف وذلك في حديثة عن السريان الآراميين ( وليس الآشوريين ) .
” كان لآرام أربعة أولاد أحدهم عوض وهو البكر … بنى مدينة دمشق الواقعة بين فلسطين وسوريا الملقبة بكولن (23) ” .وفي مكان أخر يستعمل تسمية سوريا السفلى وسوريا العليا (24) . أليس هذا دليلاً على أن إسم سوريا قد أصبح مرادفاً بلاد آرام ؟ .”
——————————————–
صباح الخير / بريخ صفرو
١- في كل يوم و مع كل فنجان قهوة ” نحن سريان آراميون “
٢-تحية من القلب الى كل الأخوة المهتمين الذين يشجعونني في تصحيح كل طرح تاريخي خاطئ …
٣- الملك حزائيل ٨٤٣ – ٨٠٣ ق٠م لم يشرب القهوة و العالم يعقوب الرهاوي من القرن الثامن الميلادي هو أيضا لم يشرب القهوة و لكنهما آراميان مثل أكثرية مسيحي شرقنا و نسبة كبيرة من أخوتنا المسلمين .
٤- إنني أحب كل سرياني أصيل و حتى السرياني الذي يدعي بأنه ” أشوري ” أو إسباني…و لكن المحبة لا تعني بأنني سأقبل كل طرح تاريخي خاطئ .
٥- نحن سريان آراميون إن شربنا القهوة و سنبقى سريان آراميين و إن تشربنا في صغرنا طروحات تاريخية خاطئة !
ملاحظة مهمة جدا : ربما القارئ لا يعرف أن سوريا القديمة كانت بأكثريتها
الساحقة آرامية بين حكم الملك حزائيل ٨٤٣- ٨٠٣ ق٠م و بين العالم يعقوب الرهاوي ٦٣٣-٧٠٨ م أي أكثر من ١٥٠٠ سنة !
مع كل فنجان قهوة يجب أن تتذكر :
* العالم يعقوب الرهاوي يؤكد ” نحن السريان أي الآراميون “!
* كل العلماء السريان من مار افرام الى ابن العبري قد أكدوا أن
هويتنا هي آرامية !
*صحيح أن الفكر الأشوري المبني على طروحات تاريخية كاذبة
و لكن تاريخنا العلمي هو الذي يصحح تلك الطروحات !
*طوبى لكل رجل دين سرياني يؤمن بتاريخنا العلمي لأنه – بكل تأكيد-
سيفتخر بهويتنا الآرامية !
* للأسف بعض رجال الدين لا يزالون يؤيدون الفكر الأثوري المزيف
و يتلاعبون في تفسير التسمية السريانية : عاجلا أم أجلا السرياني
المثقف سيرى تخاذلهم و تفسيراتهم الكاذبة .
*لا شك إن العالم يعقوب الرهاوي قد عاش حياته في ظل الإحتلال
العربي لمواطن أجدادنا و لكن العرب ظلوا أقلية عددية في شرقنا
حتى القرن الثالث عشر الميلادي !
توضيح مهم 😍😍😍
١- إنني أكدت أننا سريان آراميون و هذه حقيقة تاريخية مبرهنة .
٢- لكنني مع فنجان القهوة قد أكدت حرفيا ” العالم يعقوب الرهاوي يؤكد ” نحن السريان أي الآراميون “! بينما هو كتب باللغة السريانية :
ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܦ ܚܢܢ ܐܪ̈ܡܝܐ ܐܘܟܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ
أي ” و هكذا عننا نحن الآراميون اي السريان “
٣- إنني إرتكبت هفوة صغيرة و لكنني صححتها و للأسف أغلبية الكتاب
المغامرين لا يتحققون و لا يصححون من مفاهيمهم الخاطئة .
علمنا الآرامي يشير الى هويتنا و تاريخنا و لغتنا الأم !

علمنا الآرامي يشير الى هويتنا و تاريخنا و لغتنا الأم !

Henri Bedros Kifa

علمنا الآرامي يشير الى هويتنا و تاريخنا و لغتنا الأم !
هنري بدروس كيفا
من أجمل و أروع الذكريات لزيارتي لروما في كانون الأول ٢٠٢٢ !
١- كان إبني يمزح معنا قائلا ” إن الطقس سيكون باردا و ممطرا في روما ” و لكنني أنا و زوجتي قررنا أن نستفيد من هذه العطلة كي نزور روما و لو تحت المطر !
٢- لقد خصصنا يوما لزيارة الفاتيكان و كانت مفاجأة كبرى لنا أن نرى الكنائس الكبيرة و المعالم الأثرية الجميلة و لكن أجمل ذكرياتي هو لقائي مع شرطي و شرطية من البوليس الإيطالي و أسئلتهم عن : العلم الآرامي و من هم الآراميون و هل اللغة الآرامية لا تزال محكية ؟
٣- عندما إقتربنا من كنيسة مار بطرس قالت لي زوجتي ” ليتك جلبت معك العلم الآرامي كي أصورك ” و هنا ضحكت و أخرجت العلم من جيبي و قلت لها ” إنه – كما تعلمين – دائما معي !” و بدأت زوجتي تأخذ الصور لي تحت المطر … إقتربت منا سيارة للشرطة الإيطالية و توقفت على بعد ثلاثة أمتار منا و قالت لي زوجتي إنهم يحدقون بنا و ربما ممنوع أن نتصور مع العلم
و قلت لها ” لا أعتقد إنه ممنوع …”
٤- الشرطية التي تقود السيارة أنزلت شباك باب السيارة و أشارت بإصبعها لي و أسرعت زوجتي في القول ” قلت لك إنه ممنوع !” و إقتربت من باب السيارة حائرا ( ربما زوجتي معها حق ) لأرى ماذا تريد منا الشرطة ؟
سألتني الشرطية باللغة الإنكليزية ” ما هو هذا العلم و لأي بلد ؟ “
لقد عرفت من طريقة السؤال أن هذه الشرطية تريد أن تستعلم فأجبتها ” إنه علمنا الآرامي و هو يرمز الى شعبنا التاريخي “
سألتني الشرطية ” أين مواطن الآراميين ؟ ” فأجبتها بسرعة ” الآراميون يعيشون في الشرق أي في بلاد العراق و سوريا و لبنان و الأردن و فلسطين ” ثم أكدت لها : إن جميع المسيحيين في “الشرق” يتحدرون من الآراميين و هنالك قسم كبير من أخوتنا المسلمين يتحدرون مثلنا من الآراميين” . و هنا شكرتني الشرطية فعدت الى قرب زوجتي كي تطمئن بالها و كي نكمل التصوير!
٥ -ظلت سيارة الشرطة واقفة قربنا و لاحظت أن الشرطية و الشرطي الجالس قربها يتناقشان و ينظران صوبنا و بعد ثلاث أو أربع دقائق أخرجت الشرطية رأسها من السيارة و قالت لي:
” من فضلك هل ممكن أن أطرح عليك سؤالا ؟ “و هنا إقتربت بثقة من السيارة و كنت أكيدا أن الشرطية تريد أن تستفهم أكثر عن الآراميين .
قالت لي إن زميلي يريد أن يعرف إذا كانت الأناجيل قد كتبت باللغة الآرامية ؟
و هنا بدأت في الشرح كيف إنتشرت اللغة الآرامية و أن اليهود قد تكلموا بها حوالي ٤٠٠ سنة قبل مجيئ المسيح و هنا سمعت الشرطية تقول لزميلها ” داني أنظر المسيح تكلم اللغة الآرامية …”
و سألتني ” هل يوجد براهين على أن الأناجيل قد كتبت باللغة الآرامية و هنا شرحت بإختصار حول المفردات و التعابير الآرامية في الأناجيل ( طليتا قومي … إيلي إيلي…)
٦ – لم أرغب أن أستطيل في الشرح ( مع إنني لاحظت إن الشرطيان يريدان أن يتعرفان أكثر عن تاريخنا الآرامي ) فإبتعدت من السيارة و إقتربت من زوجتي و أخذت لها بعض الصور و كانت زوجتي مندهشة و قالت لي ” هذه أول مرة أرى رجال شرطة يهتمون لمواضيع تاريخية و ثقافية “!
ثم أكملت ” أنظر إنهما لا يزالان يتناقشان و إنني أكيدة بأنهما يتمنيان طرح أسئلة جديدة عليك “.أجبت زوجتي ” ربما لو لم يكن الطقس ممطرا لكنت أجبت على أسئلتهم ” و من ثم قررنا أنا و زوجتي أن نكمل زيارتنا السياحية
المفاهيم الشعبية حول الإمبراطور “فيليب العربي “!

المفاهيم الشعبية حول الإمبراطور “فيليب العربي “!

هنري بدروس كيفا
كثير من الأحيان المثقف لا يستطيع أن يتحقق في كل الطروحات التاريخية التي يتطلع عليها من خلال الكتب أو الإنترنت . و طبعا نحن
لا نلوم المثقف لأنه لم يتحقق و لكنه أمر غريب أن نرى أن فيليب هو عربي ؟
هذا رد قديم لي حول ” فيليب العربي ”
“لن أعلق حول فلسفة نيتشه و لكن تعليق أحد الإخوة الأفاضل حول
أباطرة روما و اللقب العربي ! كل إنسان يحق له أن يفسر فلسفة نيتشه
كما يشاء و لكن هذا لا يجوز في تفسير لقب فيليب العربي !
لقد ورد في تعليق الأخ أكثم جداري :
“لقد أصر الكثير من أباطرة روما القادمون من هذا الشرق إضافة كلمة العربي تيمنا بذلك ومنهم فيليب العربي … ”
أ – لا يوجد أي إمبراطور من أصل عربي قد حكم روما !
ب – لا يوجد عدد كبير من أباطرة روما قد حملوا لقب العربي و فيليب
العربي هو الوحيد !
ج – ليس الأباطرة هم الذين يختارون أو يضيفون الألقاب الى أسمائهم
و لكن المؤرخين الذين كتبوا عنهم .
د – الإمبراطور فيليب العربي لا يعني أنه ينتمي الى الشعب العربي
لأن إسمه يوناني و ليس عربي !
ه – إن تلقيب فيليب بالعربي يعني بأنه كان حاكما أو قائدا في
منطقة ” العربية ” أو إنه قد ولد فيها .
و – إن تسمية ” العربية ” في المصادر اللاتينية و اليونانية كانت تطلق
على المنطقة الواقعة شرقي نهر الأردن التي كانت مسكونة من قبل قبائل الأنباط الآراميين و بعض قبائل العرب .”
بعض الملاحظات المهمة :
أولا : إن إسم هذا الإمبراطور هو : Marcus Iulius Philippus Augustus ٢٠٤- ٢٤٩ و قد حكم خمس سنوات ٢٤٤- ٢٤٩.
و طبعا صفة ” العربي ” غير موجودة في إسمه .
ثانيا : إنه طوال حياته و حكمه لم يلقب ب ” العربي ” و لا يوجد أي
تمثال أو نقود نرى فيها اسمه ” فيليب العربي ” !
ثالثا : صحيح إنه لقب بفيليب ” العربي “( في تاريخ حول حياة الأباطرة و مجهول إسم المؤلف في نهاية القرن الخامس) عشرات السنين بعد موته!
رابعا : بعض الكتاب العروبيين يستغلون هذه المفاهيم الشعبية الخاطئة
و يؤكدون أن الإمبراطور فيليب كان ” ينتمي ” الى العرب و بالتالي إن
العرب كانوا متواجدين في سوريا ٤٠٠ سنة قبل إحتلال العرب لمواطن
أجدادنا السريان الآراميين .
خامسا : السكوت علامة الرضا ؟
إذا كان المثقف يتقبل الطرح العروبي المزيف و يصدق أن فيليب هو عربي و أن سوريا و فلسطين العراق كانت عربية قبل إحتلال العرب
المسلمين سنة ٦٣٦ م … نحن نؤكد إن التاريخ الأكاديمي يفضح هؤلاء
العروبيين الذين يرددون عن جهل أن لقب ” العربي ” يؤكد تواجد العرب
في سوريا قبل الإسلام !
سادسا – ” ويل لامة يتحكم فيها الجهل “
١- عشرات الصفحات تدعي أن فيليب ينتمي الى قبيلة عربية قوية و قد أصبح إمبراطورا في روما بفضل قبيلته العربية.
٢- لا يوجد أي عربي أصيل اسمه فيليب لأن هذا الإسم هو يوناني و قد إنتشر بين المسيحيين! إذا أحد أبناء كنيسة الروم اسمه فيليب فهذا ليس برهانا على إنتشار اسم فيليب بين العرب المسيحيين لأن الروم هم سريان آراميون بهويتهم و تاريخهم و لغتهم الأم !
٣- ربما عدة ملايين من سكان شرقنا يصدقون أن فيليب كان عربيا و هم يجهلون كليا أن هذا الإمبراطور لم يلقب بالعربي إلا بعد حوالي ١٥٠ سنة من وفاته !
٤-لا يوجد أي مؤرخ متخصص في تاريخ الرومان يدعي أن الإمبراطور فيليب كان عربيا !
الصورة المرفقة
١- هذا التمثال للإمبراطور فيليب موجود في متحف L’Ermitage في سان بيتسبورغ !
٢- هنالك عدة ثماثيل له و كلها تؤكد بأن ملامحه ليست شرقية أو عربية !
٣-إذا قامت إحدى محطات التليفيزيون العربية و سألت ” ما هي هوية الإمبراطور فيليب ؟ ” إنني أكيد إن أكثرية ساحقة من الأجوبة سترد ” إنه عربي ” و لكن هذا لن يغير الحقائق التاريخية !
ما معنى ” جبرائيل ” في اللغة الآرامية ؟

ما معنى ” جبرائيل ” في اللغة الآرامية ؟

هنري بدروس كيفا

نحن مسيحيون و لا شك في ذلك و لكننا مطالبون بالأمانة للتاريخ الأكاديمي !

لقد بدأ اليهود في تدوين أسفار التوراة في القرن السادس قبل الميلاد ,

أغلب العلماء يرددون أنهم بدأوا تدوينه في بلاد أكاد ( بلاد بابل فيما

بعد ) بعد سبي الكلدان لهم حوالي سنة ٥٨٧ ق٠م . و بعض أسفار

التوراة كتبت في القرن الثالث أو الأول ق٠م .

لقد تطور علم التاريخ في القرن التاسع عشر و تحول من أدب الى

علم يتبع منهجية علمية هدفها ذكر الحقائق التاريخية كما هي !

للأسف لنا أن كثيرا من مفسري أسفار التوراة قد رددوا و لا يزالون

يرددون أن أسماء عمنوئيل و جبرائيل و دانيئيل ( دانيال ) … هي

أماء عبرية تعني ” الله معنا ” و” الله هو الجبار ” أو ” الله هو القاضي”.

نحن لا نستطيع أن نردد هذه التفسيرات الخاطئة للأسباب التالية :

١- إنها أسماء آرامية و ليس عبرية و إن إستخدمها العبرانيون !

٢ – إنها وردت في نصوص آرامية أقدم من تدوين أسفار التوراة بأكثر

من ٣٠٠ سنة !

٣ – إن كتابة الأسماء بحد ذاتها تذكر الإله ” أيل ” و ليس ” الله ”

فنحن نكتب و نلفظ ” عمنوئيل ” و ليس ” عمن ألوهو “!

٤- لا شك لقد كان أجدادنا الآراميون أول شعب بعد اليهود قد قبلوا

الديانة المسيحية و إستشهدوا من أجلها مئات السنين عبر تاريخهم

الطويل . و نحن أقدم شعب لا يزال يعيش في الشرق و لهذا السبب

يجب علينا – جميعا – أن نعتمد على التاريخ الأكاديمي الذي يؤكد

أن أسماء عمنوئيل و جبرائيل و دانيئيل هي آرامية بعكس ” التفسيرات ”

التي تدعي إنها عبرية و تعني حرفيا ” الله جبار ” ! أو ” الله معنا “!

٥ – إيماننا المسيحي يجب أن يدفعنا الى الإيمان بالتاريخ العلمي كي

نحافظ على وجودنا ليس فقط كأقدم شعب مسيحي و لكن كأقدم شعب آرامي لا يزال يعيش في الشرق !

٦ -الشعب الآرامي كان في تاريخه القديم وثنيا و لكنه اليوم يضم مسيحيون

و مسلمون : الهوية الآرامية ليست حكرا للمسيحيين لأن مصادرهم تثبت

أن علمائهم قد إفتخروا بجذورهم الآرامية ٠

٧ – لقد ورد إسم حزائيل في عدة نصوص آرامية تعود الى أواخر القرن

التاسع ق.م و هو إسم أشهر ملك آرامي حكم في مملكة دمشق بين سنتي

٨٤٣ و ٨٠٣ ق٠م و معنى إسمه في اللغة الآرامية هو ” الإله إيل يرى”

و يوجد إسم ” حزقيال ” في أسفار التوراة : فهل يحق لنا أن نفسره

” الله يرى ” ؟

٨ – عدة ملايين من الأوروبيين و الأميركيين يحملون أسماء آرامية مثل:

توم و غبريال و مرتا و حزائيل و داني … و هم يجهلون معاني أسمائهم

و لا يعرفون أنها آرامية ٠ نحن لا ندعي أن إنتشار اسم توم Tom في أميركا هو بفضل أجدادنا الآراميين و لا شك إن القارئ يعلم أن إنتشار الديانة المسيحية هو الذي أدى الى إنتشار الأسماء التي كانت منتشرة بين الشعب اليهودي : إنتشار محمد بين الإفريقيين لا يعني تحدرهم من العرب

و لكن يشير الى إيمانهم المسلم !

لا أعتقد أن القارئ بحاجة أن نشرح حول الصورة المرفقة و لا شك إنه

يعلم أن لفظة توم تعني التوأم و لا تزال تستخدم حتى اليوم بنفس المعنى!

 

لماذا أعشق إسم ” بر حدد ” ؟ هنري بدروس كيفا

لماذا أعشق إسم ” بر حدد ” ؟  هنري بدروس كيفا

هذا التمثال هو للإله ” هدد أو حدد ” إله الرعد عند الآراميين و كان
يكتب هدد ܗܖܖ في النصوص الآرامية القديمة و ܚܕܕ في المصادر السريانية . عدة ملوك آراميين كانوا يحملون هذا الإسم ܒܖ ܗܖܖ برهدد
اي إبن الإله حدد !
هذا الإسم هو آرامي و يشير بكل وضوح الى إله وثني و المثير هو
إننا وجدنا في المصادر السريانية أسماء عدة أساقفة سريان من القرنين الخامس و السادس الميلادي يحملون إسم “برحدد ” ! و هذا لا يعني
أن هؤلاء الأساقفة كانوا يتعبدون لإله آرامي وثني و لكن و بكل بساطة
أنهم يتحدرون من الشعب الآرامي الذي كان يشكل أكثرية السكان في
شرقنا الحبيب .
لقد إنتشرت عبادة الإله حدد عند جميع الآراميين و خاصة في مملكة
دمشق . إن أسفار التوراة تخبرنا عن ” معبد حدد ” الكبير في مدينة دمشق و هذا المعبد سيشتهر في أيام الرومان ” معبد جوبيتر الدمشقي”
و سيتحول الى كنيسة مار يوحنا المشهورة عند إنتشار الديانة المسيحية.
بعد إحتلال العرب لمدينة دمشق سيأخذون نصف الكنيسة و يستخدمونها
للصلاة ثم سيحولونها الى جامع يعرف بالجامع الأموي حتى اليوم.
إنني شخصيا لم أكن أعرف أهمية تاريخ الآراميين في الشرق و لكنني
بعد دراسات طويلة إكتشفت أهمية تاريخهم و دورهم في تاريخ الشرق !
لقد سمينا أنا و زوجتي إبننا البكر ” بر حدد ” كي لا ينسى جذوره
الآرامية !
أخيرا كان الآراميون يتعبدون لألهتهم و لملوكهم و هذا واضح من
التماثيل الآرامية العديدة المكشفة فالملك و الإله يرتديان نفس الثوب
و ينتصبان في نفس الشكل : الفرق الوحيد هو أن الإله له قرنان يرمزان
إلى ألوهيته !
المؤرخ اليهودي يوسيفوس ينقل لنا عن الكاتب نيقولا الدمشقي من القرن
الثاني قبل الميلاد بأن أهالي دمشق في القرن الثاني ق٠م يتعبدون
ل ” حزائيلوس و أدادوس ” النص باللغة اليونانية و هم بدون شكل ملوك
دمشق الآراميين حزائيل ٨٤٣ – ٨٠٣ و بر حدد إبنه أو حزائيل و الإله
” حدد ” نفسه ! هذا يعني أن سكان دمشق قد حافظوا على ذكرى
الملك حزائيل بعد أكثر من ٦٠٠ سنة على موته !
جميع أصدقائي المقربين يعرفون جيدا بأنني متمسك بهوية أجدادنا
الآراميين و ليس بديانتهم الوثنية ! و ميلي الخاص هو barhaddad
و طبعا ” ميلي ” هنا أقصد به adresse mail و ليس ميولي و إتجهاتي ! الحمدلله لقد ترك لنا أجدادنا و علمائنا السريان عشرات
النصوص التي تثبت أنهم كانوا يعرفون و يؤمنون بهوية آرامية واحدة!
محبتي الى كل أخ أصيل متمسك بجذوره الحفيقية و لا يتغنى بجذور
وهمية تشير الى جهله و ضياعه .
الصورة المرفقة
١ – تمثال للإله حدد قد أكتشف في تل حلف مع بعثة فون أوبنهايم.
٢- القرنان واضحان و يؤكدان لنا أنه إله آرامي و هو بدون شك الإله حدد
٣-أسماء عائلات ” حداد ” و حتى ” حداديان “المنتشرة في كل شرقنا لا تعني أن أصحاب هذه الأسماء كانوا يشتغلون كحدادين و لكن أن أسمهم
يؤكد إنتمائهم الآرامي .
٤-هل كل الألهة عند الشعوب القديمة في شرقنا القديم كان لها قرنان
يرمزيان الى ألوهيتهم ؟ إنني غير مطلع على هذا الموضوع…😍😍😍
لماذا هذه الصفحة مليئة بالمفاهيم التاريخية الخاطئة ؟
لماذا هذه الصفحة مليئة بالمفاهيم التاريخية الخاطئة ؟
هنري بدروس كيفا
١٤ سبتمبر ٢٠٢١ 

طلب مني احد الأخوة الغيورين أن أعلق حول هذا الصفحة و حول المعلومات التاريخية الواردة فيها. أتمنى من الأخوة المهتمين أن يطلعوا
على ما ورد في هذه الصفحة ثم التصحيحات التي أقوم فيها :
١ – لا أعرف بالتحديد من أين مأخوذة هذه الصفحة و من هو الكاتب ؟
و لكن – كما سنرى – لقد ردد عددا كبيرا من المفاهيم التاريخية الخاطئة .
لا أحد من المؤرخين المتخصصين في تاريخ الشرق يستخدم أسفار التوراة
كمصدر تاريخي موثوق . و أغلب معلوماته عن إنتشار الآراميين مأخوذة من أسفار التوراة , لذلك لا يعرف أن الآراميين كانوا منتشرين في بلاد
أكاد بشكل مكثف …
٢ – صحيح إن التسمية العربية قد وردت في نصب بهستون كتسمية جغرافية و لكننا لا نعرف بالتحديد ماذا تشمل من مناطق في شبه الجزيرة العربية. لم ترد التسمية العربية في الكتابات الآرامية القديمة بمعنى قدامى
العرب الذين كانوا منتشرين في شبه الجزيرة العربية.
ملاحظة مهمة جدا : منطقة ” بيت عربايا ” كانت تقع في بيت نهرين
أي الجزيرة السورية اليوم و كانت عاصمتها مدينة نصيبين.للأسف هنالك
بعض العروبيين يؤكدون – بدون أي إحترام للمعنى في اللغة السريانية –
بأن بيت عربايا هي “بلاد العرب ” مع أن بيت عربايا تعني في اللغة
السريانية منطقة الباديا .
* جميع سكان هذه المنطقة كانوا من الآراميين منذ نهاية الألف الثاني ق٠م و حتى مجيئ الإفرنج اي أكثر من ٢٣٠٠ سنة.
* للأسف بعض رجال الدين السريان قد إدعوا أن بيت عربايا هي منطقة
العرب و حرب “الأيام ” بين القبائل العربية في نهاية القرن السابع الميلادي لهو البرهان القاطع؟
* لا شك إن القارئ المثقف يعرف أن العرب المسلمون قد إحتلوا سوريا
و العراق و الجزيرة السورية بعد مجيئ الإسلام . قبائل مضر و بكر و
ربيعة العربية قد تم نقلها الى الجزيرة السورية لمراقبة الحدود مع الإمبراطورية البيزنطية .
* دعاة الفكر العروبي يستغلون تفسيرات بعض رجال الدين الخاطئة
و يؤكدون بوجود العرب في الجزيرة السورية / بيت نهرين و سوريا
الآرامية ٥٠٠ سنة قبل مجيئ الإسلام.
* ” شبه الجزيرة العربية ” كانت مسكونة من قدامى العرب و لكن – كم
شرحنا – ” الجزيرة السورية ” كانت آرامية بسكانها و تاريخها و حضارتها رغم إنتشار بعض القبائل العربية في نهاية القرن السابع الميلاي !
٣ – من خلال الكتابات الأكادية – خاصة التي تركها ملوك أشور – صار
المؤرخون يعرفون أهمية تاريخ الآراميين و دورهم في تاريخ شرقنا
الحبيب :
* تغلت فلأصر الأول هو من القرن الثاني عشر ق٠م و ليس ١٠٠ ق٠م
كما ورد في هذه الصفحة ( لا شك غلطة مطبعية ).
* من خلال الكتابات الأكادية التي تركها هذا الملك الأشوري عرفنا أن
التسمية الآرامية كانت مرادفة لقبائل ” السوتيين ” و ” الأحلامو ” و هذا
يعني أن الآراميين كانوا متواجدين في شرقنا منذ أواسط الألف الثالث
قبل الميلاد. و هم أقدم شعب لا يزال يعيش في أوطانه التاريخية!
* بعد هجوم ” شعوب البحر ” حوالي سنة ١١٩٨ ق٠م سيستطيع الآراميون أن يؤسسوا عدة ممالك آرامية مستقلة في المناطق التي كانت
خاضعة للميتيين ( نهريما / بيت نهرين / الجزيرة السورية ) والحثيين
( سوريا الشمالية التي ستعرف ببلاد آرام ) و المصريين ( منطقة دمشق
و الفلسطو و إسرائيل).
* أخيرا بعض كتابات هذا الملك تغلت فلأصر الأول تؤكد بأنه عبر النهر
٢٨ مرة لمطاردة القبائل الآرامية من نهر الفرات حتى البحر ! و قد
ردد العلماء – في نهاية القرن التاسع عشر- بأن القبائل الآرامية لا أهمية
تاريخية لها لأنها كانت تهرب دائما أمام جيوش الأشوريين ؟ علما أن
هنالك كتابة أكادية مهمة جدا تؤكد أن الآراميين قد إجتاحوا بلاد أشور
و حاصروا مدنها و أجبروا الملك الأشوري تغلت فلأصر على الهرب
إلى الجبال !
٤ – كاتب هذه الصفحة يعتمد على أسفار التوراة و يؤكد أن أقدم ذكر
للتسمية الآرامية يعود الى سنة ١٧٤٠ ق٠م لأن” لابان” الحراني تسميه
التوراة بالآرامي؟
* لا أعرف كيف يؤكد هذا الكاتب بأن “لابان ” قد عاش في القرن الثامن
عشر ق٠م ؟
* أسفار التوراة – لمن لا يعرف – قد دونت على مراحل زمنية عديدة
تتراوح من القرن السادس حتى الثالث ق٠م !
* أسفار التوراة – قبل فك رموز الكتابات الهروغليفية و خاصة السومرية و الأكادية – كانت حتى نهاية القرن التاسع عشر تعتبر ” مصدرا ” و لكن
اليوم لا تعتبر ” مصدر ” و لكن ” مرجع ” يجب إستخدامه بإنتباه …
*أسفار التوراة مليئة بالأخطاء التاريخية و الجغرافية و للأسف كثير من
الأخوة – بحجة إيمانهم- يصدقون كل الروايات الأسطورية و أشهرها
أن الشمس تدور حول الأرض !
* شخصية” لابان ” هي أسطورية مثل قصص أدم و حواء و نوح و
الطوفان المأخوذة من أساطير الأكاديين. إن تأكيد هذا الكاتب – بأن
أسفار التوراة تؤكد أن “لابان ” هو آرامي و أنه برهان على تواجد
الآراميين في القرن الثامن عشر – لا يعتبر برهانا أكادميا و لا يردده
أي باحث أكاديمي متخصص في تاريخ الشرق القديم أو متخصص في
تاريخ أجدادنا الآراميين !
٥ – صحيح أن أقدم ذكر للتسمية العربية تعود الى أواسط القرن التاسع
ق٠م كما ورد في هذه الصفحة . لقد ترك ملك أشور عدة كتابات أكادية
حول معارك قرقر ٨٥٣ ق٠م و بعدها و قد ورد ذكر ” جندب العربي ”
و مقاتليه الراكبين الجمال. المشكلة هي أن كاتب هذه الصفحة يعتبر أن تاريخ الآراميين ( لابان الآرامي ١٧٤٠ ق٠م ) هو أقدم من تاريخ العرب ( جندب العربي ٨٥٣ق٠م) بحوالي تسعة قرون!
* جندب العربي هو شخصية تاريخية معترف به عالميا بينما “لابان الآرامي ” هو شخصية أسطورية لا يعترف بوجوده أي مؤرخ أكاديمي!
* جندب العربي كان يحارب ضمن تحالف آرامي إسرائيلي لصد الجيش
الأشوري بقيادة شلمنصر الثالث في معارك قرقر ! حسب الكتابات التي
تركها ملك أشور لقد كان التحالف بقيادة حدد عدري ملك دمشق الآرامي
و قد شارك أحاب الإسرائيلي بحوالي ١٥ ألف جندي من أصل ٨٠ الف
جندي حيث كان الآراميون يشكلون أكثرية عددية …لقد شارك جندب
بألف جندي هجان من أصل ٨٠ ألف مقاتلرفي التحالف….
* بعض العروبيين يضخمون من أهمية جندب العربي و يؤكدون أن
قدامى العرب كانوا متواجدين في الشرق القديم منذ القرن التاسع ق٠م
متوهمين أن ذكر جندب في معارك قرقر هو البرهان الساطع!
*لا شك أن جندب قد جاء من شبه الجزيرة العربية و لم يكن ملكا في
سوريا كما يدعي العروبيون .
الخاتمة
* كاتب هذه الصفحة يتحدث عن العرب و الآراميين في التاريخ القديم
ثم يؤكد أن تاريخ الآراميين هو أقدم من تاريخ العرب بحوالي ٩٠٠سنة!
لكنه بطريقة غير مباشرة يوحي للقارئ بأن الشعبيين العربي و الآرامي
كانا يعيشين معا في متاطق في شرقنا بشكل غير عام .
* العرب القدامى كانوا يعيشون في شبه الجزيرة العربية و لا شك إن
بعض قبائلهم كانت تتنقل من صحراء شبه الجزيرة العربية الى البادية
السورية التي كانت تعرف ببادية نباطو نسبة الى قبيلة نباطو الآرامية!
* أجدادنا الآراميون كانوا يشكلون أكثرية السكان في مناطق عديدة من
شرقنا القديم ( أذكر القارئ الكريم بأن بلاد مصر و شبه الجزيرة العربية
لم تكن ضمن الشرق القديم تاريخيا و جغرافيا ).
* أتمنى من القارئ ألا يتسرع في الحكم من خلال معلوماته المسبقة
و أن يتعرف على الحقائق التاريخية من خلال التاريخ العلمي و ليس
التاريخ المسيس أو الشعبي : جندب العربي هو البرهان على عدم وجود
عربي مكثف في شرقنا القديم كما يدعي بعض العروبيين