صدور الطبعة الثانية من كتابي (مار يوحنا الدَّيلمي السرياني)

صدور الطبعة الثانية من كتابي (مار يوحنا الدَّيلمي السرياني)

 

 

صدرت في بغداد الطبعة الثانية من كتابي (مار يوحنا الدَّيلمي السرياني)، وهي جديدة ومنقحة مدعومة بالصور التاريخية والأثرية بقياسA5 ، 180 صفحة، مضافاً إليها معلومات ووثائق جديدة حصلتُ عليها منذ سنة 2009م عندما صدرت الطبعة الأولى، والحقيقة هذا الكتاب هو الأول عن هذا المُبشر والقديس السرياني المسيحي، حيث كانت المعلومات عنه وعن ديره، دير السريان الواقع في قضاء بغديدا أي الحمدانية أو قرقوش شحيحة. قراءة المزيد

بيان حازم لمطران بغداد رداً على البطرك ساكو

موفق نيسكو

بيان حازم لمطران بغداد رداً على البطرك ساكو

قبل يومين وبتاريخ 12/ 1/ 2024م، أصدر مطران بغداد نيافة مار يوسف عبا مطران وأمين سر أسقفية بغداد للسريان الكاثوليك وهو أيضاً أمين المجمع المقدس للكنيسة السريانية الكاثوليكية في العالم أجمع، بياناً حازماً ومفصلاً ردَّاً على بطرك الكلدان الكاثوليك لويس ساكو، والحقيقة إن هكذا بيان قوي من سلطة كنسية على سلطة كنسية ورجل دين آخر هي حالة نادرة منذ عقود طويلة إن لم تكن الأولى خاصة بين نفس الكنيسة، أي الكاثوليكية، ويبدو فيه أن الذي أوصل المسيحيين لهذه الحالة وأجبرَ أسقفية السريان والكاثوليك ونيافة المطران يوسف عبا على إصدار بيان كهذا هو البطرك ساكو نفسه، وذلك بتصرفاته وافتراءاته وتكبره وطموحاته السياسية وتماديه بتصريحاته المتهورة واللامسؤولة خاصة في الفترة الأخيرة بعد سحب المرسوم الجمهوري منه، وفشله في استرجاعه في كل الاتجاهات، من مطالبته السلطات العراقية، أو استجداء عطف الآخرين كشخصيات ورجال دين مسلمين، إلى تصريحه باللجوء لبعض الدول الأجنبية، أو الظهور إعلامياً في التلفزة أو كتابات مقالات، يساعده عدد من وعاظ السلطان الذين يحاولون تحويل فشل البطرك المدوي إلى انتصار، وكأن المسيحيين في ساحة حرب، ثم فشل ساكو في المواجهة السياسية مع أحد أبناء رعيته، وفشله في تسويق هروبه من بغداد إلى أربيل، وآخر فشله رد دعواه المقامة على رئيس الجمهورية في المحكمة الاتحادية..إلخ، كل هذا الفشل أدى إلى انهيار البطرك ساكو فتمادى في تهجمه على كل من لا يوافق رأيه ويدعم موقفه،

قراءة المزيد

كيف منحت روما لقب بطريرك لجثالقتها المتكثلكين

كيف منحت روما لقب بطريرك لجثالقتها المتكثلكين

الكهنوت في المسيحية ثلاث درجات: الأسقفية، القسوسية، الشماسية، والأسقفية تشمل منصب: أسقف، مطران، جاثليق أو مفريان، بطريرك، بابا، ففي بداية المسيحية استعمل المسيحيون لقب أسقف، ويعني رئيس كهنة، الرقيب، الناظر، أو المشرف، ويقول ابن منظور وغيره: أسقف من الألفاظ المعرَّبة عن اليونانية، ونُقلت إلى السريانية ومنها إلى العربية ومعناها الشخص الذي يتخاشع بمشيئته أو الخاضع والمنحني في عبادته، وهو عالم من علماء المسيحيين (لسان العرب، ج6ص298. وانظر الزبيدي، تاج العروس، ج6ص141).

قراءة المزيد

التعريف بمخطوط كتاب: تَعلُّق الكلدان بالدولة الإسلامية

التعريف بمخطوط كتاب: تَعلُّق الكلدان بالدولة الإسلامية

وهو القسم الأول من المجلد الثالث من كتاب “كلدو وأثور” لمطران الكلدان أدّي شير، وكان يعتقد أنه مفقود

 

وقع بين يديّ مخطوط كتاب من مخطوطات مطرانيه أبرشية سعرد للكلدان في ماردين- تركيا، تمت فهرسته في 14/9/ 2012م في مركز المخطوطات الشرقية، عينكاوا- أربيل، مخطوط من القرن 19-20، اسمه: (تَعلّق الكلدان بالدولة الإسلامية)، وأحققه وأنشره اليوم مع صفحات منه للتعريف به لأول مرة، والكتاب من تأليف أدي شير +1915م، مطران أبرشية سعرد الكلدانية، الذي كان مثقفاً وذو كفاءة علمية، ويفتخر بسريانيتهِ إلى أن انخدع وتأثر سياسياً وقومياً بأشقائه الآشوريين الجدد الذين سَمَّاهم الإنكليز والذين سبقوه في العمل السياسي باستخدامهم لاسمهم الآشوري المزيف الذي اخترعه لهم الإنكليز بإقامة إقليم آشور شمال العراق، فبدوره ولأغراض سياسية وطائفية وعبرية، اخترع المطران أدي شير سنة 1912م مصطلح “كلدو وأثور” المزيف أيضاً، لإقامة إقليم كلدو وأثور، وألَّف كتابه المعروف باسم مزيف هو “كلدو وأثور”، علماً أنه لا علاقة لكلدان وآشوريي اليوم بالقدماء، سوى قيام الاستعمار الغربي الأوربي بخداعهم وذلك بسرقة اسمين من أسماء حضارات العراق القديم وتسميتهم بهما، فالكلدان والآشوريون الحاليون هم آراميون سريان نساطرة المذهب، وهم من أصول عبرية يهودية، قامت روما بتسمية الطرف المتكثلك منهم كلداناً، وثبت اسمهم في 5 تموز 1830م، وسَمَّى الإنكليز الطرف الذي بقي نسطورياً، آشوريين سنة 1876م.

 

وكتاب “كلدو وأثور”، طُبع بمجلدين في مطبعة الآباء الكاثوليك الدومينيكان، بيروت 1912-1913م، المجلد الأول تاريخ الآشوريين والكلدان القدماء قبل الميلاد، والثاني تاريخ الكنيسة النسطورية من انتشار المسيحية بعد الميلاد إلى ظهور الإسلام، وإلى عهد جاثليق أو بطرك النساطرة يشوعياب الجدلي (628-645م)، أمَّا المجلد الثالث، ويشمل تاريخ الكنيسة النسطورية بعد الإسلام، فكان يُعتقد أو أُشيع أنه فُقد بعد مقتل المطران أدي شير على أيدي العثمانيين في الحرب الأولى منتصف حزيران 1915م، لكن مطران الكلدان سليمان الصائغ، نشر بعدها بعدة سنوات سلسلة مقالات وفقرات كثيرة من تاريخ الكنيسة النسطورية منذ ظهور الإسلام وعصر الخلفاء الراشدين ثم الدولة الأموية إلى بداية القرن الثامن وعصر عبد الملك بن مروان والحجاج الثقفي، ونشرها تحت عنوان “تاريخ كلدو وأثور”، في مجلة النجم سنة 1928-1930م، قائلاً: هذا هو المجلد الثالث المتمم للمجلدين السابقين لأدي شير، ويبدو أن المطران سليمان الصائغ كان يملك نسخة من الكتاب أعلاه ومعلومات وأبحاث للمطران أدي شير حيث يقول في أول مقال له في مجلة النجم سنة 1928م: إنه كان قد نشر ترجمة أدي شير سابقاً في مجلة المشرق 1925م، وسيعيدُ ذلك في مجلة النجم، ويضيف إليها ما وقع عليه من معلومات جديدة.

 

ومقالي هذا يُعرِّف لأول مرة بالمجلد الثالث، الذي يبدأ بقسم أول عن العلاقة مع الإسلام، اسمه: (تَعلّق الكلدان بالدولة الإسلامية)، ويقع في 45 صفحة بخط اليد، وقد أُلِّف بعد سنة 1913م وقبل مقتل المطران، أي سنة 1914م قبل أو بداية الحرب الأولى، وواضح أن موضوع الكتاب يندرج بما يُسمَّى “أدب التَزَلُّف أي التَمَلُّق”، وهذا المصطلح استعمله المطران أدي شير كما سنرى، وهدف هذا الكتاب بالذات هو التزلّف أو التملّق للدولة العثمانية، ليس لعدم التعرض للمسيحيين عموماً، بل لعدم التعرض لطائفته الكلدانية فقط، لكن يبدو أن الكتاب لم يتشفع حتى له شخصياً، حيث قتله العثمانيون.  

 

إن مقدمة الكتاب مستمدة ومطابقة باختصار لمقدمة المجلدين الأول والثاني من كتاب “كلدو وأثور”، وكثير من الفقرات إضافةً لأسلوب الكتابة والخط والمصادر والهوامش، كلها مطابقة ومستمدة منه أيضاً، ومعتمدة كثيراً على مكتبة أبرشية مدينة سعرد التي كان أدي شير مطراناً لها ويملك فيها مكتبة عامرة يستشهد بها كثيراً في كتبه ومقالاته، منها كتابه (تعلّق الكلدان بالدولة الإسلامية) حيث يُسمِّيها ص32 (مكتبتنا السعردية)، مثلما يُسمِّيها في مج 1، 2، من “كلدو وأثور”، وغيرها من كتبه.

 

الكتاب عبارة عن رسالة تزلّف أو تملّق واستعطاف، يوجهها المطران إلى الدولة العثمانية التي يُسمِّيها “دولتنا الجليلة”، وأن الكلدان خاضعين للعرش العثماني العالي والحضرة العلية السلطانية التي ينتمي الكلدان لها، وهذه الدولة العثمانية هي التي تحميهم، ثم يذكر المطران بعض الصلوات والأدعية التاريخية عموماً وبالذات التي تمجد الإسلام والمسلمين من أرشيف كنيسته ومكتبته السعردية، طالباً من الله عبر هذه الأدعية الخشوعية لسلطة الدولة العثمانية أن يوطِّد أركان عرشها المجيد الجليل، ويوقِّرها بالعز، وسعادة البلاد، ورفاه العباد، وأن تبقى أبدية إلى انقضاء الدهر، ليس بالقول فقط، بل بالفعل، وقد نظَّمَ المطران الأدعية الدينية ووجهها للسلطان العثماني ودولته ورتَّبها حسب الأعياد والآحاد الكنيسة، ففي عيد الدنح يُقال الدعاء الفلاني للسلطان، وفي أحد السعانين دعاء آخر، وسبت النور دعاء، وعيد القيامة دعاء، وعيد القديس أوكين دعاء..إلخ.

 

وذكر المطران أن الكلدان ساعدوا المسلمين ضد الروم بداية ظهور الإسلام، لأن الروم كانوا يضطهدون الكلدان، ويخالفوهم في العقيدة، وأن جاثليق أو بطرك النساطرة يشوعياب الجدلي المعاصر لصاحب شريعة الإسلام محمد عليه السلام، تنبأ بالوحي الإلهي لمحمد بالنصر والعظمة والقدرة، وقد كاتَبَ وأرسل هدايا لنبي الإسلام، لذلك أجابه النبي وأعطاه عهداً بحماية الكلدان، وكذلك فعل خلفاء المسلمين بعده حيث أعطوا عهوداً للكلدان، وهذه العهود والامتيازات منحها صاحب شريعة الإسلام وخلفائه المباركين الأجلاء أيد الله دولتهم إلى الأبد، للكلدان فقط، مُفضِّليهم على بقية المسيحيين كاليعاقبة (أي السريان الأرثوذكس) والروم والملكين، وذلك لصدق الكلدان مع الإسلام، ومساعدتهم لهم في بداية الدعوة الإسلامية، لذلك قَرَّبهم صاحب شريعة الإسلام وشرَّفَهم بعهد جليل، وحذا حذوه خلفائه العظام لما رأوا من الكلدان من الأمانة والوفاء والصدق، ففضلوهم على غيرهم، وتعاملوا مع بطركهم واستجابوا لمطالبه، وساعدوا الكلدان في أمورهم وقضاء حاجاتهم وبناء الكنائس، ومنعوا الآخرين كاليعاقبة (السريان الأرثوذكس)، ثم ذكر المطران الخدمات التاريخية التي قدَّمها المسيحيون خاصة الأطباء السريان للمسلمين.

طبعاً الملاحظة المهمة هي: إن هذا المطران في كتابه هذا كما في المجلدين 2،1 من “كلدو وأثور”، زوَّرَ كل كلمة نسطوري أو سرياني من مصدرها الأصلي في التاريخ، وكتبها كلداني، فالجاثليق النسطوري، والأطباء السريان، واللغة السريانية، وغيرها، كلها أصبحت عنده في كتابه هذا، كلدانية، وأن المسلمين اختصوا الاهتمام بالكلدان دون غيرهم من المسيحيين الآخرين..إلخ، وذكر ص14 مقالاً بعنوان: (اختصاص الخلفاء بالكلدان دون غيرهم من الملل)، علماً اًنه لا يوجد مصدر واحد من مصادر أدي شير وبلغته ذكر قوماً مسيحيين أو لغة باسم “كلدان” أو اهتمام الخلفاء المسلمين أو غيرهم بقوم اسمهم “كلدان”، لأنه وببساطة، عدم وجود اسم الكلدان حينها، بل سريان أو نساطرة، وللحقيقة حتى التي يُسمِّيها المطران عهوداً، هي قليلة جداً أولاً، اثنان واضحان فقط، وثانياً هي أصلاً ليست عهوداً، بل مناشير أو أوامر، استعملها رجال دين متكلدنين ومتأشورين حديثاً بتضخيمها وتحريف مغزاها، آخرهم بطرك الكلدان ساكو عندما سُحب منه المرسوم، وشرحنا ذلك في مقال سابق.

 

ولكي يطلع القارئ الكريم على تَزلّف وتملّق وتقلّب وعدم صدق بعض رجال الدين المسيحيين، ومنهم هذا المطران، فالأمر الطريف أن هذا المطران المزوِّر والمتزلِّف للدولة العثمانية في مجلده الثالث وكتابه (تعلق الكلدان بالدولة الإسلامية)، استشهد وافتخر بعهود الرسول محمد للمسيحيين، واعتبرها موجهة للكلدان حصراً، لكنه قبل الحرب وفي مج2 من كتابه سنة 1913م، كان قد استنكَفَ من احترام كنيسته وآبائها للإسلام، فكَذَّبَ وفَنَّدَ مؤرخي كنيسته كماري بن سليمان وعمرو بن متى وغيرهما الذين ذكروا أن بطركهم يشوعياب الجدلي كاتَبَ وأرسل هدايا للرسول محمد، وتنبأ له بالنصر والعظمة، فأعطاه الرسول محمد عهداً لحماية النصارى في البلاد الإسلامية، واعتبر المطران أن هذه الأقوال لفَّقها الآخرون كاليعاقبة (السريان الأرثوذكس) أو والأرمن أو الأقباط على كنيسته لكي يحطوا من شانها، ويتزلفوا للمسلمين، حيث يقول: إن هذه الأقوال والعهود التي ذكرها مؤرخو كنيسته ماري وعمرو، هي بدون شك مُزوَّرة، وأن صورة عهدي الرسول محمد الموجودان عنده في مكتبة سعرد، مُزوَّران أيضاً، وأن النساطرة أو اليعاقبة (السريان الأرثوذكس)، أو الأرمن أو الأقباط، هم من اصطنع هذه العهود تزلُّفاً للمسلمين (كلدو وأثور، مج2 ص253-254)، وسبحان مغيِّر الأحوال!.

 

ملاحظة:يقول المطران: إن النساطرة (طبعاً هو يُسمِّيهم زوراً، الكلدان) ساندو الإسلام ضد الروم لأن الروم كانوا يضطهدون النساطرة ويخالفونهم في العقيدة، فالسؤال: إذن لماذا تكثلك النساطرة واتحدوا بروما سنة 1553م، وإذا افترضنا أن الجواب سيكون: عفا الله عما سلف، فالسؤال الأهم: كيف ولتبرير التكثلك، يدَّعي كثير من المتكلدنين ومنهم المطران أدي شير، قائلين: باتحادنا بروما الكاثوليكية رجعنا إلى حضنها؟ (كلدو وأثور مج2، مقدمة ص4)، فمتى كان السريان النساطرة ومسيحو الشرق تابعين لروما وانفصلوا عنها ثم رجعوا لحضنها؟، ألم يقل المطران إن كنيسته الأولى كانت تابعة للدولة الفرثية وعاصمتها المدائن؟، والأهم، ألم يجعل المطران كل شي كلدانياً؟، وأن المجوس الذين سجدوا للمسيح كانوا كلداناً، وأن أدي وماري وآجي أول من بَشَّر الكلدان، ثم قام الكلدان النصارى بفتوحاتهم الدينية على غرار فتوحات أجدادهم الكلدان القدماء للبلدان قبل الميلاد، فافتتح الكلدان النصارى بلاد فارس والهند والصين ومادي وتركستان وأرمينيا وقبرص ومصر، وغيرها؟ (مج2 مقدمة كلدو وأثور-ص7، وغيرها)، فهل بشَّرت روما الشرق بالمسيحية، وأدي وماري وآجي كانوا روماناً، أم العكس أي أن رسل المسيح الشرقيون هم من بشروا روما؟.

وشكراً/ موفق نيسكو

كيف يسعى مسيحيّو العراق إلى الحفاظ على لغتهم الأمّ؟

كيف يسعى مسيحيّو العراق إلى الحفاظ على لغتهم الأمّ؟

بقلم: جورجينا بهنام حبابه

منذ القرن السادس قبل الميلاد، سادت اللغة الآراميّة في ثقافة بلاد الشرق الأوسط وبها تحدّث المسيح وتلاميذه. ولكن مع حلول القرن الرابع وانتشار المسيحيّة في بلاد المشرق أصبحت تسمّى السريانيّة. وعلى الرغم من كونها إحدى أقدم اللغات المحكيّة في العالم، أصبح تناقص عدد المتحدّثين بها يشكّل تحدّيًا يواجه استمراريّتها في العراق. من هنا، حاورت «آسي مينا» عددًا من المختصّين فيها بغية تسليط الضوء على جهود مسيحيّي أرض الرافدين في الحفاظ على لغتهم الأم.

قراءة المزيد

جامعة نصيبين السورية السريانية
جامعة نصيبين السورية السريانية
اقدم جامعات العالم
لمن يغيبون حضارة سوريا
جامعة نصيبين
مؤسسها هو أسقف المدينة يعقوب النصيبيني وذلك في أواخر العقد الرابع من القرن الرابع، وكان من ابرز تلاميذه افرايم سويرس أو أفرام كورش الذي دعي بالسرياني. وكانت بداية تطورها قد ترافق مع اهتداء الامبراطورية الرومانية إلى المسيحية، اذكانت نصيبين تابعة لها. وكانت أهم مواد الدراسة هي تفسير الكتاب المقدس والخطابة والفلسفة واللاهوت بالإضافة إلى قواعد اللغة السريانية والخط السرياني. وكانت أفكار اساتذتها في عهدها الأول (315 أو 320 -353)صحيحة ومطابقة للفكر المسيحي، وبعد وفاة مديرها يعقوب النصيبيني في عام 325، تولاها استاذها اللامع مار أفرام السرياني، وكان من بين اساتذتها مار آبا الأول الذي درس فترة فيها ثم ذهب إلى سلوقية قرب طيسفون واقام مدرسة فيها. وكانت في جامعة نصيبين قواعد وأنظمة قلما كان مثلها فهناك 21 قاعدة أو تعليمة يجب الالتزام بها أثناء الدراسة والتدريس، وهي تشمل المدرسين والطلاب، وفي الفترة الثانية أضيف إلى التعليمات وجوب الاعتناء بصحة المريض، إذ كان هناك في القرن السادس مستشفى ملحق بهذه الجامعة للعناية بالطلبة والهيئة التدريسية.

قراءة المزيد

متى اطلق على الآراميين اسم السريان؟
متى اطلق على الآراميين اسم السريان؟
هنري بدروس كيفا
شكرا على هذا السؤال، إن مجرد طرحه بهذا الشكل يثبت لنا إنك تعرف تاريخ أجدادك أكثر من بعض السياسيين ألسريان ألذين يجهلون تاريخ ألسريان.
لقد أجبت على هذا السؤال مرارا، باختصار لقد أطلق الفرس تسمية – أسورا – على جميع المناطق ألتي استولوا عليها بعد قضائهم على الدولة الكلدانية ربما لأن الآشوريين كانوا محتلين بعض المناطق ألفارسية و لا شك أن صيتهم قد اشتهر في كل الشرق .

قراءة المزيد

القس بولس الخوري الكفرنيسي الراهب اللبناني الماروني(1888- 1963)

القس بولس الخوري الكفرنيسي الراهب اللبناني الماروني(1888- 1963)

Henri Bedros Kifa

القس بولس الخوري الكفرنيسي الراهب اللبناني الماروني
(1888- 1963)
استاذ اللغة السريانية في مدرسة الرهبانية اللبنانية المارونية سابقاَ
مؤلف كتاب
غرامطيق اللغة الآرامية السريانية
( طبع في بيروت 1962)
ننشر هنا مقدمة كتاب غرامطيق اللغة الآرامية السريانية لاهميتها القومية في توحيد طوائف وفرق الشعب الآرامي;
اذ يعتبر الكتاب المذكور من أهم المصادر والكتب لدراسة قواعد السريانية الآرامية.
ويعتبر مؤلف الكتاب الاب بولس الكفرنيسي اللبناني الماروني من اساطين الارامية والفكر القومي الآرامي.
قد آثرنا ان نضع هذه اللمحة التاريخية في صدر هذا الكتاب تذكرة لا بناء وطننا الاعزاء بشرف اصلهم وترغيباً لهم في المحافظة على لغة ابائهم ومآثرهم الغراء فنقول:
الآراميّون هم بنو آرام بن سام.
وكانوا امّة كبيرة مشهورة.
من هو الأهم لنا وللغتنا وثقافتنا وانتمائنا السرياني؟
من هو الأهم لنا وللغتنا وثقافتنا وانتمائنا السرياني؟
هل هو “مار اكيتو”، أم مار نرساي ومار فيليكسينوس المنبجي ومار يعقوب السروجي ؟,
اعتاد البعض من افراد شعبنا السرياني، وخاصة اؤلئك الذين لا ثقافة لديهم، ان يكتبوا في وسائل التواصل الاجتماعي عند مجيء شهر نيسان، ويعايدوا انفسهم وغيرهم بما يسمى بعيد “اكيتو”، ويحاولون بشتى الوسائل فرضه على غيرهم من الاهل والاصدقاء واخرين لقبوله كعيد قومي/وطني لهم. وكأنه اهم حدث في تاريخ السريان لا بل وكأنه أهم عيد لهم يستمدون منه معنى وجودهم.
لكن هل ذكرى “اكيتو” المستمدة من الاساطير العراقية القديمة هي اهم من ذكرى حلول المناسبات والاعياد المرتبطة بوجود الشعب السرياني، ومن المناسبات والرموز المرتبطة مباشرة بلغته وثقافته ووجوده؟
هل ما يسمى “اكيتو” الذي لا نعرف عنه شيئا الا القشور هو أهم من الادباء السريان العظماء من امثال برديصان (توفي عام 222م) ومار افرام (توفي عام 363م) ومار فيلكسينوس المنبجي (توفي عام 523م) ومار يعقوب السروجي (توفي عام 521م) ومار يعقوب الرهاوي (توفي عام 708م)، وغيرهم؟ هل “مار اكيتو” اهم منهم؟
اننا اذا افتخرنا بوجودنا وتاريخنا كشعب سرياني، فاننا نفتخر بوجود هؤلاء الادباء ومؤلفاتهم السريانية الارامية لانهم رموزنا ورموز وجودنا ورموز لغتنا وثقافتنا. ان هؤلاء الكُتَّاب السريان لهم كل الفضل في استمرارية اللغة السريانية الفصحى التي نتمجد بها ونفتخر بها، وعلى الاغلب لا نعرفها او نعرف منها القشور فقط. ان هؤلاء الافراد من السريان يعرفون متى يأتي يوم”اكيتو” فيتنشطون ويفرحون ويهللون، لكنهم بنفس الوقت لا يعرفون شيئا عن الادباء السريان، فلا يعرفون مثلا متى تحل مناسبة ذكرى (عيد) هؤلاء الادباء السريان العباقرة الذين لولاهم لما كنا سريانا، ولم يكن هناك لغة سريانية؟
كما بدأ بعض الاخوة من سوريا بمحاولة فاشلة لربط “اكيتو” بتاريخ سوريا القديم، فاطلقوا عليه زوراً اسم “رأس السنة السورية”، رغم ان رأس السنة السورية القديمة واضحة جدا لانها تبدأ في بداية تشرين الاول وليس في بداية الربيع. ولا زالت الكنيسة السريانية الارثوذكسية منذ القديم ولغاية اليوم، تحتفل بطقوسها الدينية ببداية تشرين بعيد رأس السنة السريانية (السورية القديمة). ويبدو أن بعض السوريين إثر العهد الداعشي وبسبب جهلهم في تاريخ سوريا قد بلعوا الطعم واخذوا يحتفلون بأكيتو.
في العام الماضي حلت ذكرى مرور 1800 سنة على الاديب والموسيقار والفيلسوف السرياني برديصان الرهاوي. لكن مَن مِنَ السريان المثقفين والجاهلين انتبه لذلك الحدث الهام وكتب عنه او ارسل معايدته لاصدقائه في هذا المجال ؟ .
ومَن مِنَ السريان (خاصة السريان المشارقة الذين يسمون انفسهم “كلدان” و “اشوريين”) احتفل السنة الماضية بذكرى حلول 1520 سنة على رحيل الشاعر العملاق مار نرساي الذي هو العمود الفقري في طقوس الكنيسة السريانية الشرقية (النسطورية) بفرعيها الكلداني والاشوري؟ لقد حلَّ عيد الشاعر الكبير مار نرساي وزال بسرعة ولم يحتفل الناس به ولم يتذكروه وكأنه نكرة.
كما صادَفَتْ قبل سنتين ذكرى مرور 1500 سنة على رحيل الشاعر السرياني الاعظم مار يعقوب السروجي، الذي يتكوّن ديوانه الشعري من خمسة مجلدات ضخمة، وكل مجلد يضم حوالي الالف صفحة. مَن مِن هؤلاء الافراد الذين ملأوا الفيسبوك بمعايدتهم بمناسبة “اكيتو”، عايد اصدقائه بذكرى مرور 1500 سنة على هذا الشاعر العظيم الذي هو فخر الامة السريانية بمختلف طوائفها، وان بعض اشعاره لا زالت تُستعمل كصلوات في طقوس السريان الارثوذكس والسريان الموارنة والسريان الكاثوليك. للاسف ان ما يسمى “اكيتو” هو بالنسبة للسرياني الجاهل اهم من اللغة السريانية واهم من هذا الشاعر العملاق الذي لولا وجوده ووجود اصدقائه الشعراء والادباء السريان لا وجود للغة سريانية ولا وجود للسريان.
وتحل في هذه السنة ايضا، اي سنة 2023، ذكرى مرور حوالي 1520 سنة على رحيل اديب سرياني عظيم جدا اشتهر بكتابة النثر السرياني الجميل، وهو مار فيليكسينوس المنبجي، لكن كم شخص سرياني يعلم ذلك او ينتبه الى ذلك، او يفضل ان يحتفل به وبذكراه على ما تسمى اسطورة “كيتو”؟ انه يعرف “اكيتو” لكنه من المحقق لم يسمع اسم الاديب السرياني العظيم مار فيليكسينوس المنبجي.
اذا كان “اكيتو” يلبّسنا ثوب الخرافة والاسطورة التي ربما لا تربطنا بها شيئا لانها لم تُكتَب بلغتنا السريانية ولا علاقة لاكيتو بها، ولم يدوَّن “اكيتو” في كتب تواريخ الآباء والاجداد، ولم تُختزن ذكراه في عقول وافكار ابائنا واجدادنا عبر تاريخنا الطويل، فمن اين هو ولماذا بدأ البعض يتمسكون به مؤخراً ؟. إن هؤلاء الشعراء والادباء الذين ذكرناهم اعلاه، نستمد منهم عناصر وجودنا السرياني من خلال مؤلفاتهم الممتازة ومن لغتهم السريانية التي نزايد بمحبتنا لها لكننا لا نستطيع قراء جملة واحدة بها. هذا منتهى النفاق والضياع. وبدلاً من ان يقوم المثقف السرياني بتصحيح الوضع وفرض الثقافة على الجهل، وقيادة الجاهل ليرسم له خريطة الطريق ليسيّره في السراط المستقيم كي لا يضيع وتضيع معه لغتنا وثقافتنا، يقوم هذا المثقف وللاسف باتباع خطى الجاهل في جهله فيسير هو خلفه، على طريقة القول المصري (الجمهور عاوز كده). فبدلا من ان يقوم السرياني المثقف ليقنع السرياني الامي بان الاولوية هي للاهتمام بلغتنا وادبنا وثقافتنا، وتسليط الاضواء على شعراء وادباء وكتّاب السريان عبر العصور كي نستمد منهم روح الاعتزاز والفخر فنسير على خطاهم، ونوجه اولادنا للمسير بهذه الطريق، يقوم المثقف وبكل اسف باتباع خطى السرياني الجاهل فينقاد خلفه في التعلق بالاولويات غير المجدية. هذا للاسف حال السريان الضائعين. فهل بالامكان تصحيح المسيرة ليأخذ المثقف دوره في التركيز على الاولويات الهامة التي نستمد منها عناصر وجودنا وثقافتنا قبل فوات الاوان ؟.
نينوس اسعد
ستوكهولم