Ignatius Aphrem I Barsoumمثلث الرحمات البطريرك مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم
من الشخصيات التي تفتخر كنيستنا السريانية به وخاصة السريان الذين هاجروا وهجروا من بيوتهم واراضيهم السورية التركية في العشرينات من القرن الماضي
مثلث الرحمات البطريرك مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم
Ignatius Aphrem I Barsoum
ـ ولد في الموصل عام 1887م، ودرس فيها مبادئ العلوم، وقد وهبه اللـه ذكاء وقاداً، فأتقن اللغات: العربية والسريانية والتركية والفرنسية.
ـ أكمل دراسته في مدرسة دير الزعفران بماردين الذائعة الصيت في رقيها وعزها، فتبحّر في التاريخين الديني والمدني، وعلم اللاهوت، والمنطق، وألمّ باللغات: الإنكليزية واللاتينية، واليونانية.
ـ رُسم راهباً عام 1907، وفي السنة التالية رقي إلى درجة الكهنوت.
ـ ترأس عام 1911 مطابع دير الزعفران، وطبع فيها مؤلفات قيِّمة له ولغيره من رجال الكنيسة.
ـ قام عام 1913 بجولته العلمية الأولى، للاطلاع على نفائس المخطوطات المحفوظة في خزائن الكتب في الأديار والكنائس في الشرق، وفي مكتبات أمهات مدن أوربا.
ـ انصرف إلى دراسة العلوم والفلسفة على أيدي أساتذة متضلعين.
ـ رُسم عام 1918 مطراناً على سوريا باسم مار سويريوس أفرام، وأضيف إلى رئاسته الروحية فيما بعد لبنان.
ـ قام عام 1919 بجولته العلمية الدينية الثانية في أوربا، موفداً من سلفه الطيب الذكر البطريرك إلياس الثالث، فحضر مؤتمر باريس الأممي،وكانت له صولات في المطالبة بحقوق العرب، ونبذ كل شكل من أشكال الاستعمار. وكان لقوة معارضته وفصاحته في التعبير بالفرنسية، الأثر الطيب في المؤتمر، والامتنان من جانب زملائه ممثلي العرب.
ـ قام عام 1927 بجولته العلمية الثالثة في أوربا، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، بزيارة علمية دينية. وقد انتخب في أثناء ذلك عضواً في المعهد الشرقي بجامعة شيكاغو. وقد اطلع خلال رحلاته الثلاث على أغلب المخطوطات السريانية والعربية في مكتبات أوربا وأميركا، هذا فضلاً عما وقف عليه من خزائن الكتب العامة والخاصة في الشرق.
ـ انتخب عام 1932 عضواً في المجمع العلمي العربي في دمشق.
ـ انتخب عام 1933 ورُسم بطريركاً (أي رئيساً أعلى على الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع) باسم مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم بطريرك أنطاكية وسائر المشرق.
ـ أسس عام 1939 المدرسة الإكليريكة الأفرامية، بعد أن شيّد لها من ماله الخاص ، صرحاً لائقاً في زحلة ، ثم نقلها إلى الموصل عام 1945 وقد تخرّج فيها نخبة طيبة من الإكليروس.
ـ انتقل صاحب الترجمة الطيب الذكر البطريرك مار إغناطيوس أفرام الأول برصوم إلى الخدور العلوية في 23 حزيران عام 1957 ودفن في كنيسة أم الزنار بحمص.
(نشر المهندس افرام بيشار هذا المقال في 26 نيسان 2017 على صفحة كنيسة مار جرجس )
رحلة الأب زهري الأخيرة غسان الشامي
رحلة الأب زهري الأخيرة     غسان الشامي
28 نوفمبر 2022 
يغادر الأب زهري خزعل تاركاً خلفه طيفاً من شيحٍ وريحان وبارود.
يرحل مُودِعاً ابتسامته وتقطيبة حاجبيه وعباءته وشماغه واسترسال لحيته ذاكرة كثيرين .
يمضي وقد زرع صليبه والتماع عينيه شهباً في تراب القريتين التي تبعد 85 كم عن حمص وتعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد .
زهري خزعل مثال لرجل الدين الذي لا يقف على الرصيف ، أو في الهيكل مكتفياً بالصلاة حين يطعن الوطن ويسبى الأهل، لا بل يحمل آياته وأيقونته وتراتيله ويشتري سيفاً أو بندقية ويثبت في مستنقع الموت قدميه دفاعاً عن أرضه وكرامته وأجداث أهله.
لم يتردد الأب زهري في مجابهة التدعيش الذي احتل بلدته وشرد أهله وخطفهم ، وكان من الشجاعة بمكان أن لحق أقاربه حتى الرقة وخلّصهم من القهر الداعشي.
في الطريق إلى القريتين ، وكانت داعش قد غادرتها للتو ورابطت قذاراتها على تخومها، حكينا كثيراً عن البلدة التي بدأ السريان بمغادرتها منذ القرن الخامس عشر هرباً من التصحر الطبيعي والبشري تاركين مار اليان الشيخ نهبة للجنون التعصبي وشفيعاً لمجانين الأعراب ، وما أن وصلنا حتى اكتشف أن أحد العائدين إلى البلدة ، على قلّتهم، من بقايا دواعشها متلطياً بمصالحات لم تثبت صدقيتها إلاّ قليلا.
لقد عرفت أنه لن يكون بعد اليوم للسريان المسيحيين في عمق هذه البادية السورية دور الحضور والريادة وأن يبقوا مصدّ التصحر هناك، وذلك من عاملين هما: زيارتي مع الأب زهري إلى مقبرة أهله، حيث فلحها “التنويريون الدواعر” وبالكاد دَلّني على بقايا شواهد وقبور أمه وأبيه وأهله. والثانية ما فعلوه بمار اليان الشيخ وتدمير ناووسه ، ومن تولي كاهن كان فيه العمل بمعكوس ما فعله الأب زهري من مقاومة وبقاء، فساهم بهجرة أبناء طائفته.
ذات مرة ، كنت في حمص مع العزيز نابل العبدالله وقائد القوى السهلية الروسية العماد ألكسندر سالمين، حيث قلت له :قم لترى أمك.
قال لي من أمي ؟! ، قلت له مريم العذراء فنحن على بعد خطوات من زنّارها، وكان الخوري خزعل كاهن كنيسة العذراء ” أم الزنار” دليله إلى دمعة إيمان ما يزال يرافقه، كما ترافقنا مؤخراً إلى قلعة الحصن وفي تدشين مقام زنار العذراء، وكان ممسكاً بتلابيب آلامه..ضاحكاً مازحاً مستقبلاً الناس ومقبلاً إلى الحياة.. لكن مرضه كان أقوى.
حزنت لأنني كنت مسافراً حين قصد لبنان في طريقه إلى العلاج في الهند فلم أقم بواجبه..لأن الاحتفال بهذا الرجل متعة ومودة فهو ثرُّ الحكايات عن بلده من العنب القرواني إلى العلاقات مع البادية وأهلها.
لقد سجّل خزعل ما كان يريد أن يبوح به، أتركه للعائلة التي نحب، تنشره وقتما تشاء، وأعزّي مع فاديا السيدة سوسن والعائلة ونيافة المطران الصديق متى الخوري وكهنة الأبرشية وجميع من أحبوه ووثقوا به..وكان أهلاً للثقة ، ولمن يريد معرفته أكثر عليه بحلقة ” أجراس المشرق” من القريتين.
أبونا زهري..لك الذكرى التي لا تنتهي بمأتم.
غسان الشامي
في قلعة الحصن مع نيافة المطران متى الخوري
في كاتدرائية أم الزنار حمص مع العماد سالمين ونابل العبدالله وتبدو آثار الحريق
كتاب صراع القيم (أشعار مار أفرام السرياني)

صراع القيم (أشعار مار أفرام السرياني)

صراع القيم في الملاحمة الكبرى

https://drive.google.com/file/d/1SXihMfbxUSpd5kS5L7K1j7QjEyX5ayc2/view

https://www.facebook.com/groups/747607792980908/permalink/835275304214156/

https://drive.google.com/file/d/1SXihMfbxUSpd5kS5L7K1j7QjEyX5ayc2/view

 

الملفونو الدكتور إسحق إبراهيم
الملفونو الدكتور إسحق إبراهيم
ܡܠܬܐ ܕܠܘܒܒܐ ܠܚܕ ܐܢܫܐ ؛
ܛܒܐ ܗܝ ܡܢ ܠܠܦ ܡܠܝܢ
ܕܩܘܠܣܐ ܕܥܠ ܚܕ ܡܝܬܐ
( نعوم فائق )
لنعمل بنصيحة الملفان نعوم فائق : كلمة ناعمة بالحياة أفضل من كلمات العزاء وأكليل الورد عند الممات .
وهنا لا يسعني إلا أن أدكر لمحة مختصرة عن شاب سرياني مبدع _ أسميته الجندي السرياني المجهول _ ألا وهو الملفونو الدكتور إسحق إبراهيم بن القامشلي الدي خدم الأمة السريانية بكل معنى الكلمة كنسيآ وقوميآ وكشفيآ ومدرسآ في المدارس السريانية وكدلك كمسؤل عن الأمور المالية وفيما بعدكطبيب أخصائي بارع وكرئس للقسم الجراحة في إحدى المشافي الألمانية في مدينة أخن . لقد خدم وبإخلاص وثقة عالية أبناء شعبه السريان في الوطن وكدلك في المهجر_ حين قدمت أنا وعدد أخر من الشباب السرياني للأختصاص الطبي في ألمانيا قدم لنا خدمات لا تنسى وبرحابة صدر واسع ………….
الملفونو إسحق إبراهيم أخصائي في الجراحة العامة ومتخرج من الجامعات الألمانية والحائز على تهنئة وتقدير من المراكز الطبية العالمية ودلك لإكتشافه أحد الأمراض وأسبابها المختلفة للأوجاع الشديدة لجدار البطن الأمامي وقد دعي هداا المرض بأسمه _ تنادر إبراهيم
Die Reizung der Vorderen Bauchdeckennerven ) Ibrahim Syndrom 🙂
ولد الملفونو إسحق إبراهيم في القامشلي سنة 1934 من عائلة سريانية مؤمنة إنحدرت أيام السيفو من القسم السوري في تركيا من قرية ملحسو او ملحو وكانت لهجة السريان في هده القرية المباركة لهجة سريانية نقية قريبة للسريانية الفصحى وتدعى _ بلهجة ملحسو أو ملحتو _ و>لك لغنى تلك التربة بالملح .
ومن أبرز نشاطاته السريانية في القامشلي : كتب وألف أول قاموس عربي سرياني تحت إشراف الملفان الكبير عبدالمسيح قرباشي ودعي ا بالقاموس الحديث ܟܬܒܐ ܕܚܫܢܝܬܐ ويحتوي على 288 صفحة وفي نهايته نجد ترجمة للكلمات السريانية الواردة في كتب القراءة .الرابع والخامس والسابع . للملفونو عبدالمسيح قرباشي وقد طبع مرتين والثانية تحت أشراف وتقديم المطران الجليل الدكر أعاده الله إلينا سالمآ مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم
كما ألف وأخرج وعرض فليم رائع عن الشعب السرياني بالقامشلي .
ولا يسعني في ختام هده المقالة الموجزة عن هدا الشاب السرياني الموهوب الملفونو الدكتور إسحق إبراهيم إلا أطيب التمنيات له بالعمر الطويل والمغمور بالصحة والسعادة والهناء والنشاط المستمر بنشر اللغة السريانية بكل لهجاتيها المحيكة الجميلة.
د متى جرجس
06:12:2022
الإمبراطورة  السريانية السورية تيودورا :
الإمبراطورة  السريانية السورية تيودورا :
هي ابنة مدينة “منبج” السريانية السورية العريقة ، اعتلت عرش أكبر إحدى إمبراطوريات التاريخ شريكة لزوجها في إدارة شؤون البلاد والعباد ، كانت عنواناً للشرف الأخلاق القيم .
ولدت “تيودورا” عام 500 للميلاد
«عاشت فترة لم تتجاوز نصف قرن لكنها كانت حافلة بالنشاطات والإنجازات ،
كان أبوها قسيساً سريانياً رباها تربية صالحة على القيم والأخلاق العالية فهي مثلاً يحتذى به في حياتها ،
“كانت تيودورا فتاة رائعة الجمال زينها الله بمحاسن الجسم والنفس ، بفضل ذلك ذهبت لها شهرة واسعة في مدينتها فنظر إليها مواطنوها نظرة احترام” .
نشأت في بيئة متواضعة
كانت تعمل لتكفل نفسها .
يقال أن القيصر جوستنيان وهو بطريقه إلى محاربة الفُرس بهرته أخبار جمالها فضائلها ذكائها ، قرر الزواج منها طلب يدها من والدها هو شخصياً .
تزوجها القيصر ولي العهد بالفعل ضد كل قواعد القصر التي تمنع زواج العائلة المالكة بعامة الشعب .. في عام 522 م ،
تشير بعض المصادر أنها كانت تكبره سناً حنكة سياسية .
عند تعيينه إمبراطوراً في عام 527 م ، كانت تيودورا بالفعل أقوى نفوذاً عليه ،
«كان الدستور البيزنطي يخول للقيصرة جميع الحقوق التي يتمتع بها القيصر نفسه ، لذلك نجد جوستنيان يمنح صلاحيات عظمى لزوجته ،
تصدر الأمور بحسب ما تراه مناسباً ، لها حق في النظر في جميع الشؤون ، حتى يصفها بعض المؤرخين بأنها كانت إمبراطورة مطلقة الصلاحية .
لتيودورا فضل واضح في إعانة زوجها على الحكم ، حيث كانت ساعده الأيمن ،
« لها دور مباشر في إدارة الإمبراطورية سياسياً اجتماعياً اقتصادياً ، إنها امرأة ذات رؤية سياسية واسعة ،
تعددت الروايات عن حياة تيودورا ولكنها كلها أجمعت على أنها «لعبت دوراً مهما للغاية في إعادة بناء مدينة القسطنطينية ، بعد الدمار الشامل الذي لحقها ،
كما أنها لعبت دوراً مهماً للغاية في مسألة حقوق المرأة وكفالتها ،
فهي أول قاضية في سورية وبيزنطة ..
وأول من ارتدى الثوب الأسود في التاريخ القضائي ، كما أسهمت في وضع الدساتير والقوانين وتطويرها فيما عرف بقانون ( جوستنيان )
بعد موتها ظل جوستنيان على وفائه بعهدها لفترة طويلة .. واستمر في إصلاحات كانت تنادي وتقوم بها ،
هي بذلك تعد من أفضل السياسيات اللائي أنجبتهن الإمبراطورية البيزنطية وإن لم تكن هي
“الإمبراطورة رسمياً » .
توفيت تيودورا ، في 28 حزيران سنة 548 للميلاد في الثامنة والأربعين من عمرها ،
دُفن جثمانها في كنيسة الرسل المقدسين في القسطنطينية .
بعد ذلك بسنوات نقل جثمان تيودورا وجوستنيان إلى الكنيسة التي تعرف اليوم باسم “بازيليكا سان يتاله” في إيطاليا ،

التي اكتمل إنشاؤها قبل عام من وفاتها .

Lousin Kerdo

سيرة القديس إليان الشيخ وديره في القريتين

سيرة القديس إليان الشيخ

وديره في القريتين
نقله   Jano Battah
(بناء على طلب البعض وهي تختلف عن قصة مار اليان الحمصي الطبيب)
المهندس جورج فارس رباحية
وُلِدَ القديس إليان في الرُّها ( أورفا حالياً ) (1) في بداية القرن الرابع الميلادي وإن أهم المصادر التي تُعرِّفنا عن سيرة حياته هي أناشيد للقديس أفرام السرياني (2) وهو أحد تلامذة القديس إليان . كما كتب سيرته تيودوريتس (3) أسقف قورش (4) في كتابه ” تاريخ أحباء الله” الذي يعود إلى القرن الخامس الميلادي . والجدير بالذكر إن هذا القديس ليس هو نفسه القديس إيليان الحمصي المُكَرَّم في حمص الذي استشهد سنة 284 م .
إن القديس إليان الشيخ ( أو اليان الرهاوي ) الذي كان يُدعى من أهل بلاده بالشيخ لأجل عظيم كرامته كما يُسمّونه ( سابا ) إجلالاً له والتي تعني شيخاً باللغة السريانية . وقد اشتهر بتنسّكه وصومه وعُزلته في أحد الكهوف من جبال الرُّها ،ويتلو المزامير الداوودية وكان يصرخ دائماً ويقول : ( يارب كلامك طيّباً في مذاقي أحلى من الشهد في حنكي ) وكان طعامه من السبت إلى السبت دفعة واحدة ( خبز شعير بنخالته بالإضافة إلى الملح والماء ) ولم يلبس أكثر من ثوب واحد طيلة حياته وقد جمع حوله ما يزيد عن مائة رجل ليعيشوا على مثاله حياة نُسْكٍ وتعَبُّد . كما عُرِفَ عنه الكثير بصنع المعجزات باسم الرب يسوع . وكان يذهب كل سنة مع بعض تلاميذه في بداية الصوم الأربعيني ( بداية الربيع ) في رحلة حج يقطعون البادية سيراً على الأقدام مدة اربعين نهاراً وأربعين ليلة ليصلوا إلى القدس ويحتفلوا بأحد الشعانين وبأسبوع الآلام والقيامة ثم يعودوا إلى مناسكهم .كما ذهب إلى أنطاكية لنجدة المؤمنين لإبعادهم عن شِباك الهرطقة وتثبيت الديانة المسيحية فاختلى في الكهوف القريبة من المدينة حيث يُقال أن الرسول بولس قد أوى إليها واختبأ فيها . وفي إحدى السنوات أراد القديس إليان متابعة الطريق مع تلاميذه نحو سيناء ليصعدوا الجبل الذي أنزل الله فيه الوصايا العشر على النبي موسى ، ورغب مع تلاميذه ببناء كنيسة على الجبل وتمّ لهم ذلك .
وما أن دنت المنيّة من القديس إليان حتى جمع تلاميذه وأوصاهم ألاّ يضعوه في قبر ، إنما يضعوه على عربة تجرّها الخيول وحيث ينتهي الطعام فيدفنوا الجثمان في ذلك المكان ويعودوا مناسكهم . وكان إذ رقد بالرب سنة 364 م أن تمّ ذلك قرب مدينة القريتين (5) حيث توقفت العربة فدَفَنَ الرهبان القديس وعادوا إلى ديارهم . إلاّ أنهم ما لبثوا أن عادوا إلى القريتين مروراً بجوار حلب حيث حملوا معهم قبراً من الرّخام الروماني المنحوت ووضعوا فيه جثمان القديس وبنوا كنيسة صغيرة حول القبر لا تزال قائمة حتى اليوم .
تـاريخ الــــدير
لقد ابتنوا تلاميذ القديس إليان ديراً حول الكنيسة سكنوا فيه وكانت الانطلاقة لحياة رهبانية نسكية في البريّــة . يقع الدير القديم في الشمال الغربي من القريتين ويبعُد عنها 3 كم . يزوره المرضى والمشلولون للاستشفاء ويلتجئ إليه أهل المنطقة من الحضر والبدو في كل عاهاتهم وله احترام كبير عند المسلمين ويُسمّى عندهم ” أحمد الحوري ” .
يعود تاريخ بناء الدير إلى نحو القرن الخامس والسادس الميلادي استناداً لمعطيات أثرية ثابتة كبوّابة الدير الصغيرة التي تعلوها زخارف جميلة وهي بهذا الحجم الصغير كسائر أبواب الأديرة القديمة وذلك لغايتين : الأولى تحصيناً للمكان ولحمايته من الغزوات والثانية تخشّعاً عند دخول الدير . وعلى باب الكنيسة كتابة عربية من عام1473م للأمير سيف يحظرعلى أهل البادية أن يتعرَضوا لسكان الدير بالأذى . وللمقام باب من خشب الأرز ( ارتفاعه 177سم وعرضه 99 سم )والذي يعود إلى القرن السابع الميلادي هو جميل النقش يمثّل صوَر لبعض النباتات والحيوانات التي كانت متواجدة في ذلك العصر كسنابل القمح وأغصان كروم العنب والغزلان . وهو معروض حالياً في متحف دمشق وداخل المقام يوجد ناووس (6) من رخام قديم عليه نقوش يُقال أن فيه ذخائر القديس إليان وعلى الناووس كتابة سريانية بالقلم السطرنجيلي وكان على يمين الناووس مقام صغير يُقدِّم فيه الكهنة الذبيحة الإلهية ويوجد أيضاً عدة كوى محفورة بالحائط تدلّ على أنها كانت سابقاً مدافن لأهل الدير . تم حالياً بناء كنيسة حديثة داخل الدير وبالقرب من الضريح وبناء غرف عديدة لأعمال الدير .
إن مساحة الدير تقارب 1800 م2 مع مساحة 65 هكتار من الأرض التي تُحيط بالدير وتتبع له . كانت هذه الأراضي مزروعة بكروم العنب لثلاثين سنة خلت وتُسقى من النبع الذي استخدمه الرُهبان على مر العصور . وفي عام 1978 جف النبع وانتهت بذلك الحياة الزراعية في تلك البقعة . في عام 1997 تم حفر بئر في الناحية الشرقية من الدير ، وبدأ أفراد الرعية بزراعة الأراضي المحيطة بالدير على مراحل بأشجار الزيتون والمشمش واللوز والعنب وإحاطتها بسياج من الأشجار الحراجية كما تم زراع قسم من الأرض بنباتات رعوية : ( رغل : Atriplex sp. و روثة : Salsola sp. ) واتّبع نظام الري بالتنقيط من مياه البئر توفيراً للمياه .
وقد اهتمّت المديرية العامة للآثار والمتاحف بدمشق بهذا الصرح التاريخي فأقرّت مشروعاً للتنقيب بتعاون مشترك سوري ـ بريطاني ملتزم بالعمل بصيف كل عام ، كان بدايته مع الدكتورة إيما لوسلي والآنسة ورود ابراهيم . وتم تخصيص بعض الغرف في الدير لحفظ ما يتم جمعه من عمليات التنقيب .
يُعْتَبَر القديس مار اليان الشيخ نعمة لحياة سكان المنطقة إذ إنه مُكَرَّم من الجميع وتزوره العائلات المسيحية والمسلمة .
يتبع الدير لطائفة السريان الكاثوليك ويُعَيَّد له في / 9 / إيلول من كل عام . حيث تُقام احتفالات كبيرة في هذا اليوم ويهتف المؤمنون أمام الدير :
مار اليان دستورَكْ زُوَّارْ وجينـا نزوركْ
ولمّا وصِلْنا ع بابَكْ طِلْعِتْ ريحة بَخُّـورَكْ
المهندس جورج فارس رباحية؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛

معلومات اغفلها التقرير…..القديس اليان الشيخ الناسك من ارزون ببلادفارثيا بالقرب من الرها أواخر القرن الثالث الميلادي (٢٦٠/٢٧٥) حياته النسكيةمعروفةللجميع من اتباع الكنيسةالسريانية…. ومن المعلومات التي لاتعرف عن قديسنا انه يوجدفي بلدة الضمير بريف دمشق برج نسكي تتبع له ثلاث اديرة في دوما تدعى اديرة الغساني شيده فلافيوس المنذاروس (المنذر الغساني) تكريما للقدوس يوليان لتخليصه الأخير فيما يعرف بصلح الرصافة مع القائد الروماني جرمانيكوس موقعا بنفسه على المعاهدة ((يوليان اوبيلا اورهايا دعمر انا بعربية)) يوليان الرهاوي الناسك الساكن بالعربية نصيبين)) وتكشف الوثيقة جانبامن حياته لكنها موقعة٥٧٧م دمر داعش الدير ١٥ أيار ٢٠١٥ ثم نقلت رفاته وذخيرته الطاهرة لكنيسة سيدةالنجاة زيدل. …….. وفي حمص يوجد كنيسة جميلة تؤرخ للعام٤٣٢م طرازها بيزنطي في حي الورشة مكرسة لمار ليان الحكيم الطبيب المعالج ابن حمص والذي قتل في أوج المذابح والاضطهادات الرومانية للمسيحيين يحتفل بعيده ٦ شباط من كل عام وله اسبوع ثقافي ومهرجان ….وبالبحث تجد ان تواريخ ولادة وموت القديسين ….متقاربة Edwar Barakat

المفـــردات :
(1) ـ الرُّها أو أورفا حالياً : مدينة شمال شرق حلب في الأراضي التركية قريبة من
الحدود السورية . نشأت في النصف الأول من القرن الثالث اشتهرت بمدرستها
اللآهوتية … فتحها العرب سنة 639 م .
(2) ـ القديس أفرام السرياني ( 306 ـ 373 ) من آباء الكنيســـة الشرقية وُلِدَ
في نصيبين ( تقع في الأراضي التركية شمال القامشلي ) وعلَّمَ في الرُّها .
لُقِّب بكنارة الروح القدس له مؤلفات وقصائد تعليمية دينية .
(3) ـ تيودورتس ( 393 ـ توفي بين 458 و 466 ) أسقف قورش .
(4) ـ قورش : أو خورس قديماً موضع في سوريا شمال إعزاز قرب الحدود التركية .
(5) ـ القريتين : مدينة تقع في بادية حمص ( مركز ناحية ) وتبعد عن حمص حوالي
100 كم باتجاه جنوب شرق حمص وترتفع عن سطح البحر 759 م . عدد
سكانها يقارب32000 نسمة يقيم منهم فعلياً حوالي 14500 نسمة .
(6)ـ الناووس : جمع نواويس : عبارة عن قبر من حجر منحوت توضع به جثة الميت .
العالم السرياني سر جيس الراس عيني
العالم السرياني سر جيس الراس عيني
ولد في مدينة رأس العين الواقعة على ضفاف نهر الخابور في الشمال الشرقي من سوريا
تلقى تعليمه الاساسي في موطنه رأس العين ثم سافر الى الاسكندرية عاصمة العلوم آنذاك تلقى فيها علوم الطب والفلسفة على يد الفيلسوف يوحنا فيلونوس ونقل الثقافة من اليونانية الى السريانية واصبح قسيسا سريانيا ارثوذكسيا في راس العين وكان رجلا بليغا فصيحًا واسع الاطلاع والتبحر
عين رئيسا للاطباء في مدينته لانه كان طبيبا لامعا وكاتبًا موهوبًا ومترجما أمينًا وعالما بالفلك والكيمياء
مات في ربيع عام 536
مار فلابيانوس ميخائيل ملكي سنة 1858 – 1915
ذكرى ٧ سنوات على تطويب مار فلابيانوس ميخائيل ملكي سنة 1858 – 1915!
ولد ميخائيل ملكي سنة 1858 في قلعتمرا، قرية في طور عابدين
تعمّد في الكنيسة السريانيّة الارثوذكسيّة…
هو من عائلة كهنوتية، فوالدته ابنة كاهن، وشقيقها كاهن.
ترعرع في جو مفعّم بالايمان وروح الخدمة
في سنّ العاشرة أرسله والده إلى دير الزعفران.
مكث في الحياة الرهبانيّة مدة عشر سنوات.
سنة 1879 رقّاه البطريرك بطرس الرابع إلى رتبة الشماس الإنجيلي.
في نفس العام دخل إلى دير الشرفة نتيجة صداقة تربطه مع القس متى أحمر دقنو.
دخل في الأخوية الافرامي عام 1882.
في 13 أيار 1883 رقّاه البطريرك جرجس شلحت إلى الدرجة الكهنوتية على اسم الاخوية الرهبانيّة.
عينّه البطريرك المذكور مديرًا ومعلمًا للرهبان المبتدئين في دير مار أفرام بماردين.
دعي للخدمة في ديار بكر في فترة الاضطهاد ونجا من الموت بأعجوبة…
وقد استشهدت امّه على يد السفاحين الذين أرغموها على دخول الإسلام قائلة:” وكيف أنكر دينًا قدحافظ عليه آبائي وأجدادي؟
رقّاها لمطران ماروثا بطرس إلى رتبة خورأسقف سنة 1897.
في عام 1899 عاد إلى مسقط رأسه بدعوة من البطريرك أفرام الرحماني.
فاستأجر بيتًا صغيرًا جعل منه مكانًا للصلاة ومدرسة يجمع فيها الأولاد ويلقي عليهم الدروس.
كان يقدم كل ما يحتاجه التلاميذ مجانًا ومن أقواله “لا يمكنني ردّ مطلوبهم ولو وصلتُ إلى آخر مرحلة من العوز:
بعد سنوات عديدة من خدمة النفوس في ديار بكر وقراها، ورغم الصيت العطرالذي تركه حيثما حلّ، شعر الخوري مخائيل بتوقٍ إلى الهدوء والصلاة بعيدًا عن المسؤوليات الراعوية، لذلك وجّه إلى غبطة البطريرك كتابًا يلتمس منه بإلحاح أن يعفيه من خدمته كراع لقطيع المسيح، وطالبًا أن يسمح له بالعيش في دير الشرفة ليعمل في التدريس أو في المطبعة كراهب بسيط.
فيما كان ينتظر الجواب، إذ بكتاب يصله من البطريرك عام 1901 يطلب منه مغادرة مسقط رأسه والتوجّه إلى مدينة جزيرة ابن عمر للقيام بخدمة النفوس وإدارة إكليروسها بصفة نائب بطريركي. بعد تردّد كثير واستلهام روح القدس، ردّ على البطريرك:” مولاي الأثيل، ما لي إلاّ التسليم للأمر الإلهي، فلا أريد مشيئتي بل مشيئة من يرسلني…باسم يسوع وبمؤازرة أدعيتكم المستجابة، ألقي شبكتي هذه”.
وطفق يزور قرى الجزيرة ويتفقّد العائلات للوقوف على أحوالها الاجتماعية والروحيّة. وعلى مثال الراعي الصالح، كان يبّث بإرشاده ونصائحه روح المحبّة والسلام. فيما كان يجاهد لتذليل تحدّيات رسالة الجزيرة، إذ برقيم بطريركي يتسلّمه، يقلّده الوكالة البطريركية على مرعيث ماردين. وقد انتقل إلى ماردين في اوائل سنة 1911 ليباشر مهامه الجديدة. خلال هذه الفترة أتمّ بناء البطريركية الجديدة في ماردين.
وبسبب غيرته وشغفه في الخدمة الكهنوتية اقترح البطريرك رحماني على البابا بيوس العاشر وبصورة استثنائية جعله مطرانًا على كرسي الجزيرة وجرت مراسيم السيامة الاسقفية في كاتدرائية مار جرجس في الخندق الغميق في بيروت عام 1913 واتّخذ المطران اسم الشهيد مار فلابيانوس، رئيس أساقفة أنطاكية (498-512) شفيعًا لأسقفيته.
بعد سنة ونصف من أسقفيته أعلنت الحرب العالمية الأولى، وعندما استلم حزب “تركيا الفتاة” دفّة الحكم في تركيا، أصدر الآوامر بالتخلّص من المسيحيّن. وفي حزيران 1914، ابتدأت مجازر المسيحيين في ماردين وضواحيها، وبعد شهرين، امتدت مأسيها إلى جزيرة ابن عمر.علم المطران أن أجله قد دنا، ولم يرغب في النجاة، لأنّه أراد أن يبقى مع رعيته.
ألقي القبض على المطران ميخائيل ووضع بالسجن،وهناك لم ينقطع عن الصلاة من أجل أبناء أبرشيته كي ثبتوا في الإيمان.وقد أرسل من سجنه سرًا إلى شماسه جبرائيل هندو هذه الأسطر الاخيرة التي خطّها بيده المباركة:
“نشكر الله لا نزال على قيد الحياة، اتكلنا على القلبين الأقدسين. إن متنا وإن عشنا فلله نحن، كما يقول الإنجيل. إنّ العبادة زادت في الجزيرة. أستودعك العناية الربّانيّة يا ابني الحبيب”.
وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر أب عام 1915، نزعوا عنه ثيابه، وصليبه الأسقفي الذي كان يزيّن صدره، وعُذّب حتى الموت.فرمي بالرصاص، ثمّ قطع رأسه، وفاضت روحه الطاهرة. فاستشهد، وألقي جسده في نهر دجلة.
مات شهيد الإيمان، لكي يثبّت أبناءه في إيمانهم إزاء الموت…! وكان لسان حاله يردّد قوله الشهير: “أبذل دمي عن خرافي”.

من إعداد المطران يوسف ملكي

Jano Battah

قد تكون صورة ‏شخص واحد‏
بابنيان عظيم سرياني سوري .. من حِمص

ببابنيان عظيم  سرياني سوري .. من حِمص

أعطى للعالم القوانين التشريعية الّتي يعُمل بها حتّى اليوم

إنّه الحقوقي السرياني سوري الأول .. بابنيان

هذه البقعة من الأرض والّتي تُدعى سوريا السريانية خرج منها من أعطى للعالم التشريعات والقوانين الّتي تُعدّ مصدر الحقوق حتى يومنا هذا .

المدهش أنّ قلّة قليلة من السوريين تعلم ذلك ، في الوقت الذي يتباهى الغرب بما قدّمته سوريا السريانية  للبشرية

هؤلاء الذين في المغترب ، على وجه التحديد من هم في العاصمة الإيطالية روما ،

هناك أمام دار العدل يقف تمثال شامخ ،

وهو ليس بشخصية رومانية بل سرياني سوري،

هذه الشخصية السريانية السورية هي أيضاً موضوع جداريه معنونه باسمه موجودة اليوم أمام مبنى الكونغرس الأمريكي تكريماً لدوره القانوني الكبير وقد كُتب عليها :

“مؤلف لأكثر من ستّة وخمسين مؤلفاً في الحقوق كانت أساس التشريعات الحقوقية العالمية”.

إنّه بابنيان ، الحقوقي السرياني السوري وشهيد العدالة التي أرسى قوانينها . اسمه Aemilius Papinianus إميليوس بابينوس (بابنيان) ،

وُلِد في العام 140 للميلاد في حِمص السرياني سورية و درس الحقوق في بيروت التي كانت تُعتبر حينها ( الأُمّ المُرضِعة للحقوق) ،

وقد بقيت حتى منتصف القرن السادس مِن أشهر مدارس الحقوق في الإمبراطورية الرومانية

شغل عدّة مناصب هامة في عهد الإمبراطور Septimius Severus سبتيموس سيفيريوس زوج السرياني سورية التي حكمت روما لاحقاً جوليا دومنا Julia Domna وقد كان مقرّباً من هذا الإمبراطور .

شاء الأقدار أن يقوم ابنه بقتل ايميليوس وإنهاء حياته .

لكن قبل أن يغيّب الموت هذا الحقوقي قدّم للعالم تشاريع صاغت لاحقاً قوانينهم ،

حيث كان ضمن “الفقهاء السريان السوريين الخمسة” اللّذين صاغت تشاريعهم 80% بالمائة من مدونات جوستنيان في القانون والّتي تتألف من خمسين كتاباً ،

مؤلف من 2462 فقرة قانونية تُعد المصدر الرئيسي الّذي استمدت منه الدّول الأوربّية الحديثة قوانينها كـ ” فرنسا اسبانيا المانيا ايطاليا ” .

تلك القوانين التي صاغها الحقوقيّون السرياني السوريون ومن بينهم “بابنيان” ساهمت في تخليص التشريع الروماني من فظاظته قسوته ،

بعد أن أسبغوا روحهم ” الرّواقية المشرقيّة على مجمل ما شرّعوا ” .

الجدير بالذكر أنَّ بانيان وغيره من المشرّعين السرياني السوريين في ذلك الزمان صاغوا قوانينهم و مؤلّفاتهم القانونيّة بالّلغة اللاتينية ،

الأمر الذي جعلهم يصنّفون تاريخياً تحت اسم :

الفُقهاء الرومانيين ، الاسم انسحب كذلك على القوانين التي وضعوها ، ليطلق اسم” التشريع الروماني”لمجموعة القوانين الّتي ساهم السريان السوريون بنسبة كبيرة في محتواها ، لكن التاريخ حفظ الجميل لأولئك كسريان سوريين ،

قال المؤرّخون في ذلك : “في القرن الثالث الميلادي كانت سوريا السريانية تعكس على العالم تقاليدها الحقوقيّة الّتي تعد مصدر الحقوق” .

ألف بابنيان “19” مؤلف في المناقشات القانونية و”37″ مؤلفاً في المسائل القانونية .

أما كُتبه فله عدّة كتب أشهرها “الأسئلة” و “الأجوبة” وقد كان الكتاب الأخير مقرّراً دراسياً في مدارس الحقوق الرّومانية ومن كتبه الذائعة الصيت أيضاً كتاب “الفتاوى” .

قيل فيه بِإنّ التراث العظيم الذي تركه ، لم يتركه أي روماني فقيه آخر”.

أدخل بانيان لوحده ما لا يقل عن 596 فقرة من كتاباته في “موجز جستنيان القانوني” وذُكر اسمه فيه 153 مرة .

النهاية جاءت بعد صراع كراكلّا و غيتا أولاد الامبراطور سبتيموس و جوليا دومنا الذي انتهى بمقتل غيتا على يد أخيه كراكلّا .

جاء كراكلّا إلى المشرّع “بابنيان” طالباً منه صوغ رسالة يتلمّس فيها الأعذار لفعلته التي ارتكبها و يجد فيها مخرجاً لما قام به أمام مجلس الشيوخ ، الأمر الّذي رفضه “بابنيان” !

في تلك الأزمنة وقف رجل العدالة “بانيان” رافضاً طلب الإمبراطور كراكلّا قائلاً جملته الشهيرة الّتي ترن في أروقة المحاكم حتى يومنا هذا :

“إن ارتكاب جريمة قتل أهون من تسويغ هذا القتل”

فما كان من الإمبراطور إلّا أن أمر بقتل “بانيان” بالبلطة فانتهره لاستعمال البلطة بدلاً من السيف ، فكان له ذلك ، لتنتهي حياته دفاعاً عن العدالة التي لم يكتفي بسنّ القوانين اللازمة لها بل آمن فيها وعمل بِها حتى آخر أيام حياته .

يقول المؤرّخ جيبّون في مقتله :

“لقد كان إعدام بابنيان محزناً بوصفه كارثة عامة” .

ونقول نحن :

السرياني السوريون إن الكارثة العامة أن لا نعرف رجل العدالة السرياني السوري هذا ، ونفتخر به كمشرّع القوانين الأول الّتي يعمل بها العالم حتى اليوم .

 

سفيرة سورية لدى الامم المتحدة ” أليس قندلفت “
سفيرة سورية لدى الامم المتحدة
” أليس قندلفت “الثانية من اليمين
ولدت عام 1895 في “دمشق” لعائلة من عائلاتها العريقة ،
درست في مدارسها،
دخلت بعد الثانوية الكلية البروتستانتية السورية
(الجامعة الأميركية في بيروت حالياً).
رشحت السيدة أليس قندلفت و المناضلة نازك العابد من قبل الرئيس الشهبندر للدراسة في أمريكا بناء على مقابلة جمعت بينه و بين مستر كينغ كراين ممثل الرئيس الأمريكي
في بعثة تقصي الحقائق مطلع 1920 حيث أبلغه قائلاً :
« إنَّ الرئيس ويلسون يُقْرِؤك التحية
يعدك بالاستمرار في الدفاع عن مصالح السوريين ،
يودّ أن يهبك منحتين دراسيتين لطالبين سوريين لتحضير الماجستير في “أميركا”
قد رحب الشهبندر فوراً منطلقاً من حاجة البلاد إلى نساء سوريات يحملن تحصيلاً علمياً عالياً ،
قد عادت “أليس” بعد التخرج لتعمل مع الدكتور “الشهبندر” بعد عودته من المنفى حتى اغتياله عام 1940،
كما عملت كثيراً مع رئيس الوزراء السوري وقتها “فارس الخوري” حتى ما بعد الاستقلال ،
حيث كلفها بتمثيل “سورية” في الأمم المتحدة
لتكون أول امرأة عربية تقود وفد بلادها ،
من أوائل السيدات على صعيد العالم كله .
عبر تاريخها السياسي الحافل لم تنسَ “أليس” اهتماماتها الأدبية التي عرفت عنها ،
فقد أسست صالوناً أدبياً سياسياً في مدينة “دمشق” في فندق أمية القديم عام 1942 ،
يعدّ الأول من نوعه في البلاد
كان يجتمع فيه سياسيو البلد وأدباؤه ،
مثل : “فارس الخوري ، صلاح الدين البيطار ، عمر أبو ريشة ، ميشيل عفلق ، فخري البارودي ، محمد سليمان الأحمد” ،
غيرهم الكثيرون .
من هذا المنتدى انطلقت عدة حركات سياسية كوّنت أحزاباً مؤثرة في الحياة السياسية السورية توفيت رحمها الله في الستينات تاركة خلفها أثراً سياسياً أدبياً ثقافياً