العلماء وأصل الكتابة(السريانية الآرامية)

العلماء وأصل الكتابة(السريانية الآرامية)

أثبت العلماء أن الأمم العريقة في الحضارة اقتبست صناعة الخط عن السريان، وهاك ما يؤيد ذلك، قال ديودورس الصقلي المؤرخ الشهير في القرن السابق للميلاد: «إن استنباط الكتابة يعود فضله إلى السريان.» وكتب إقليميس الإسكندري في القرن الثاني للميلاد: «ذهب كثيرون من القدماء إلى أن السريان هم الذين استنبطوا الكتابة .
وممَّن تناول هذا الموضوع الدكتور جايمس الإنكليزي، قال ما تعريبه: «كان كلما وصل إلى يد تاجر سرياني آجر محفور بالكتابة المسمارية، تناول قلمه وعلَّق على ذلك بالسريانية ما شاء تعليقه. أما في دوائر الحكومة، فإذا كان الكاتب سريانيًّا دوَّن المَحاضِر بقلم الحبر على ملف البردي، وإذا كان الكاتب آثوريًّا دوَّن كتابته بقلم قصب على الآجر. وبالجملة فإن الحضارة السريانية خلفت في جميع الأماكن الشاسعة التي انتشرت فيها آثارًا خالدة.
فروع الخط الفونيقي السرياني
أقدم الخطوط أو الأقلام المشتقة من الخط الفونيقي هو الخط الذي اصطلح عليه اليهود في عهد قورش ملك فارس (٥٣٨–٥٣٥ق.م)، وما زالوا مصطلحين عليه دون سواه في كتابة الأسفار المُنزَّلة، وهم يسمونه «القلم المقدس». وفي تقاليد اليهود أن عزرا الكاتب الشهير لما قدِمَ نحو السنة ٤٥٧ ق.م من بلاد فارس إلى أورشليم، أدْخَل هذا الخط السرياني المربع في جميع أسفار الكتاب المقدس؛ لأن أمته كانت تفهم حين ذاك اللغة السريانية أكثر من العبرانية.
وهاك أسماء الأقلام أو الخطوط التي تتفرع من الخط الفونيقي السرياني: أبدعها وأجملها وأشهرها بعد القلم المربع المذكور هو الخط السطرنجيلي الذي خصَّصه السريان منذ بدء النصرانية بكتابة الإنجيل، ويشاهد منه عدة مخطوطات نفيسة ثمينة في مكتبات الفاتيكان، ولندن، وباريس، وبرلين، وأوكسفرد، وأميركا، وفلورنسا … إلخ. ومن هذا الخط السطرنجيلي البديع الذي اشتهر خصوصًا في عصر السريان الذهبي نشأ خط السريان الملكيين، ثم خط السريان المغاربة والموارنة، ثم خط الكلدان أو السريان المشارقة، وهناك خط آخَر سرياني خصَّ به أهل فلسطين، وله خواص تميِّزه عن سائر الخطوط السريانية.
ويطول بنا المجال لو شئنا نعدِّد أشكال الخطوط التي اشْتُقَّت من الخط السرياني الفنيقي الأصلي، إلا أننا اكتفينا هنا بتعداد الخطوط التي انبثقت منه، وهي:
(١)
الخط اليهودي المربع.
(٢)
الخط الفونيقي أو الساحلي.
(٣)
الخط اليوناني.
(٤)
الخط اللاتيني.
(٥)
الخط البابلي.
(٦)
الخط النبطي.
(٧)
الخط المندوي.
(٨)
الخط التدمري.
(٩)
الخط السطرنجيلي.
(١٠)
الخط الملكي.
(١١)
الخط الفلسطيني.
(١٢)
الخط السرياني الغربي والماروني.
(١٣)
الخط السرياني الشرقي أو الكلداني.
(١٤)
الخط الحميري.
(١٥)
الخط الكوفي.
(١٦)
الخط النسخي العربي.
ومن المعلوم أن الفرس أيضًا كانوا يكتبون بالخط السرياني، فإن خطَيْهم الزندي والبهلوي مأخوذان من الخط السرياني، وقِسْ عليهم الأرمن، فإنهم إلى القرن السادس كانوا يكتبون بالخط السرياني، وكذا العرب فإنهم تعلموا الكتابة من السريان … والخلاصة: أن جميع الأمم القديمة المشهورة تعلَّمت صناعة الخط الشريفة من الأمة السريانية
Anton Racho