برحيل عبقري الاغنية السريانية الحديثة ورائدها العملاق الموسيقار الأب جورج شاشان !

زلزال اخر مفاجئ يهزّ كياننا !

Sardanapal Asaad

برحيل عبقري الاغنية السريانية الحديثة ورائدها العملاق والمأسوف عليه :
الموسيقار الأب جورج شاشان !
وصلني اليوم الأحد من بعد الظهر بتاريخ 2021-05 -09 خبراً هبط عليّ كالبرق صاعقاً عاصفاً ، وهو برحيل صديقنا وزميلنا الفنان الكبير القدير في الموسيقا السريانية والذي غاب عنا بالجسد وإنما لا يزال حياً في ضمائرنا ومقيماً في قلوبنا …
وهذا الخبر ما كدتُ أن أصدقه – بل تجدمّتُ في مكاني – لغاية كتابة هذه النعوة ، ولكن من بعد الإتصالات والـتأكد من الشخص الذي عاين وسمع الخبر وكان موجوداً ما بعد نهاية القداس الإلهي الذي تلاه صباح اليوم الأحد الأب جورج شاشان في كنيسة مار جرجس بمنطقة نورشبوي في ستوكهولم – السويد .
اخبرني بأنه … ما بعد الساعة الواحدة ظهراً ، احس الأب جورج شاشان بوعكة صحية ولغاية ان لحقوا وهرعوا به الموجودين في الكنيسة الى الإسعاف في مستشفى هودينغي في ستوكهولم ، كان الموت سبّاقاً واسرع من أن تُنقذ حياته الغالية علينا … وإنها مشيئة الله والقدر !

وُلد الأب جورج شاشان في مدينة الحب القامشلي سنة 1950 وترعرع فيها وتعلم في مدارس السريان ، واحب منذ صغره لعبة كرة القدم التي برع بها وبنفس الوقت عشق الموسيقا وذلك آخذاً بنصيحة معلمه المرحوم المايسترو حسن الترك المعلم والمدرب للفرقة الموسيقية للفوج الكشفي الرابع للسريان ونصحه بأن يختار مابين لعبة كرة القدم والموسيقا ، بل حثّه ان يكمل في الموسيقا وكان ذلك حوالي بداية سنة 1961 .
ومن ثم توجه الشاب جورج مع مجموعة من نفس اعضاء الفرقة الموسيقية للفوج الكشفي الرابع الى المركز الثقافي بالقامشلي وكان ذلك في سنة 1963 وهناك في المركز الثقافي بدأ التعلّم على آلة الكمان وبشكل نظامي وعلى يد موسيقار جميع الأجيال السريانية الرائد كبرئيل أسعد . وكنا قد نشرنا العديد من الحلقات السابقة في ذلك .
وهكذا عشق الشاب الصغير جورج شاشان العزف على الة الكمان وكان معه مجموعة من خيرة الشباب الفنانين الهُواة من الذين كانوا يتعلمون
ويمارسون هواية الموسيقا على مسرح المركز الثقافي بالقامشلي ونذكر من بينهم على سبيل المثال لا الحصر :
الياس يوسف كورية ، المرحوم جوزيف ملكي خوري ، محمد عزيز زازا ( وبعدئذ تخرج دكتور في الموسيقا ) ، الياس داؤد ، هذا عدا كما قلنا فرقة الكشاف ومنهم :
رياض نصرالله ، ابجر ملول ( شفيق فرحان ) ، افرام يوسف شمعون ( زوزو ) ، الياس نعوم ، المرحوم افرام جلبي وغيرهم ..
أكمل الشاب جورج شاشان من بعد نيله لشهادة البكالوريا في سنة 1968 ، وبحيث واظب واكمل دراسته في معهد الموسيقا في دمشق ما بين السنوات 1968-1970 ، وكان من انبغ الطلاب في المعهد … وبعد التخرّج تفرّغ لتلحين الاغاني السريانية الحديثة وأيضا كان قد عُيّن مدرساً لمادة الموسيقا في مدارس القامشلي منذ سنة 1971 ولغاية رسامته كاهناً في السويد سنة 1997 .
تعاون في البداية منذ سنة 1969 ولغاية 1972 مع الصديق الشماس ذو الصوت التينور الكنسي المميز المرحوم الاب جليل ماعيلو ومع مجموعة من الشعراء من امثال الشاعر والموسيقي الدكتور ابروهوم لحدو والشعراء دنحو دحو والمحامي عبدالاحد خاجو وجورج شمعون وغيرهم ….ومن بعدها تعاون ايضاً مع الفنانين جان كارات وايضا الفنان سردانابال اسعد الذي شجعه بأن يغني صولو مع مجموعة الفوج الكشفي الرابع وكذلك لحقهم في مجال الغناء الفنان نعيم موسى .
لحّن وأنتج الموسيقار الأب الكثير من الأغاني الرائعة والتي هي غاية في الروعة وفي فن التلحين الشرقي الاصيل وكذلك تطور اخيراً في تلحين الموشحات التي ابدع في إيقاعاتها و موازينها المركبة من امثال :
هيش اونو زعورو – منذ ان كنتُ صغيراً ، ميزان 10 على 4 ( سنة 1973)
تَدؤو عابيرينا – دخلنا في الربيع ، ميزان 9 على 4 ( سنة 1975 )
ليبي كويو – قلبي يتألّم ، ميزان 16 على 4 ( سنة 1975 )
كروحمليخ ليبي – قلبي يحبك ، ميزان 7 على 4 ( سنة 1971 )
والكثير من الروائع الغنائية التي أبدعها فناننا العبقري والذي أنا أعدّه – حسب رأي الشخصي – افضل ملحن للأغاني السريانية الحديثة ، بل تفوّق على جميع الملحنين في أخر الخمسين سنة الماضية وهو الغائب الحاضر :
جورج شاشان ! رحمه الله
صورة قديمة لنا اثناء تعاوننا من الموسيقار الاب جورج شاشان وهو على الة الكمان وكذلك بمشاركة الشماس والاب ذو الصوت التينور جليل ماعيلو في الوسط واخيراً الفنان سردانابال اسعد في موشح : هيش اونو زعزرو في تشرين الاول 1975 على مسرح اخوية مار يعقوب النصيبيني بالقامشلي .
الصديق الموسيقار الاب جورج شاشان في سنة 1972
الصديق الموسيقار الاب جورج شاشان يستعرض كتاب معلمه الموسيقار كبرئيل أسعد عن ( الموسيقى السورية عبر التاريخ ) وايضا كتاب البروفيسور ريتشارد دمبريل عن الموسيقا الاثارية في الشرق الأدنى القديم .
لقطة تذكارية في شهر كانون الثاني سنة 1974 بحيث تجمعنا شباب فرقة الموسيقا التابعة للمدرسة الاحدية وذلك من بعد رسامة الشماس يعقوب جرجس موركي راهباً ، وكان له دوراً كبيراً في ادارة الفرقة الفنية من سنة 1971 ولغاية 1972