كيف حصل الفرنسيون على آثارنا الآراميه المكتشفه بحلب؟

كيف حصل الفرنسيون على آثارنا الآراميه المكتشفه بحلب؟
Elias S. Zakko
نورد لكم👇نص منشور الباحث هنري كيفاHenri Bedros Kifa☝

حين شاركت برنامج الإعلامية مايا مراد عبر فضائية سُريويوسات حول الآثار الآراميه بمتحف اللوفر. ذكرت ما أعرفه عن كيفية إنتقالها من الشرق للدول الأوروبيه عموماً . فالعديد منها مسروقه ومهربه ضمن صراع بين تلك الدول للحصول على تحف وكتابات نادره لمتاحفها . وبوصول حديثي حول تمثالين لكاهنين آراميين قد وجدا قرب حلب/منطقة نيرب تحديداً، سألتني:”كيف حصلت فرنسا على هذين التمثالين؟ وهل سرقتهما؟ وكيف؟”
للأسف لم يكن لي معلومات حينها عن ذلك، لكنني اطلعت بعدها على معلومات من (رسائل متبادله) بين مهتمين فرنسيين بباريس والتاجر الذي أراد بيع تلك التماثيل !
أولا- كيف ومتى عرف الفرنسيون بوجود هالتماثيل ؟
مجموعة الرسائل(حوالي٤٠)موجوده بمكتبCorpus Inscriptionum Semiticarum التابع لL’Académie des Inscriptions et Belles-Lettres تشرحلنا بوضوح كيف تمت عملية البيع والشراء !
المطلع على هالرسائل السريه يكتشف كيف كانت الدول الأوروبيه تتسابق للحصول عالآثار . سأترجم بضع مقاطع مهمه منها: وصلت Charles-Clermont-Ganneau -من أهم علماء آثار نهاية القرن ال19- رسالة في ٢٥ ت2 سنة١٨٩١ من موظف بقنصلية حلب اسمه Barthélemy بعثها في١١ ت2 يذكر فيها :”سمحت لنفسي ان اكتبلك وحين تعلم السبب ستسامحني …فقد إكتشف بعض العمال مؤخرا بضيعة النيرب قرب حلب تمثالاحيث نرى تقدمة وفوقها كتابة فينيقيه, لم أره لكن أحد رجال الدين الفرنسيين نسخ الكتابة…” باليوم نفسه يكتبGanneau لذلك الموظف يطلب نسخه منه أوالحصول على التمثال لفحصه!
كتبGanneau بنفس اليومRenanيشرح فيها خبر الإكتشاف. فرد Renan:”رسالة Barthélemyأسعدتني ويبدو أن للكتابه علاقه بنص زنجرلي (سمأل) ولاشك هي آراميه ومهم جدا الحصول عليها …أرسل برقية ل Barthélemy لأن هالإكتشاف مهم جداً. وفي٢٩ ت2 وصلت برقية لقنصلية فرنسا بحلب تطلب من Barthélemy جمع كل المعلومات وسعر التماثيل.
ثانيا – ماذا تخبرنا الرسائل المتبادلة ؟
أ- ان تاجرا أوروبيا لبيع التحف Nicolas Marcopoli أسرع بشراء التمثالين من صاحب الأرض ويطلب مبلغ عشرة ألاف فرنك !
ب- عرض التاجر تمثال جديد ويرفض نقل التماثيل لبيروت لمعاينتها. وقد أرسل نسخا لألمانيا وبريطانيا.
ج- أحد الألمان المهتمين بعلم الآثار ذكر للتاجر Marcopoliأن التماثيل مزيفة وليس لها قيمه تاريخيه
د- بعد سنتين تم الإتفاق على بيع التمثالين بألفي فرنك لا10آلاف !واشترتهما رهبنية الفرنسيسكان ونقلوهم لقنصلية حلب ١١حزيران ١٨٩٤
ه- نقلBarthélemy التمثالين بسريه تامه لبيروت براً ومنها لفرنسا بحراً وإستغرقت عملية النقل حوالي سنتين, ووصلت باريس شباط-أذار ١٨٩٦!
ثالثا – أهمية هذه الرسائل!؟
أ- تكشف لنا كيفية تدخّل المخابرات الفرنسيه وخاصة العلماء الفرنسيين الذين كانو يعيشون بالمانيا وإيطاليا وبريطانيا ينقلون مايسمعوه حول تماثيل حلب الآرامية !
ب- شعر العالمGanneau بمسؤولية كبيره على عاتقه فهو مكلف بعملية الشراء والتحقق من صحة هالتماثيل! وتصله أخبار أنّ التاجر Marcopoli كان يعرض التماثيل لمتاحف بالمانيا وبريطانيا وإيطاليا !
ج- ورد بتلك الرسائل إن الكتابة كانت بالفينيقيه وبعضها ذكر إنها بالأشوريه! لكن بعد دراستها؟أجمع العلماء على أنها آراميه
د- كانت عملية شراء التماثيل مخاطرة كبيرة فلاأحد من علماء الآثار أو علماء اللغات الشرقيه قد عاين هذه التماثيل عن قرب
ه- نشاط الإرساليات الأجنبية بخدمة مصالح بلدها، فالراهبPaul de Saint Aignan أوصل خبر إكتشاف التماثيل للقنصليه الفرنسيه واشترتها رهبنته لحساب Corpus Inscriptionum Semiticarum وقدمت لاحقا لمتحف اللوفر حيث لاتزال لليوم !