السريان الآراميون في الماضي والحاضر

السريان الآراميون في الماضي والحاضر
هنري بدروس كيفا
أولا -جميع مسيحيي الشرق و نسبة كبيرة من المسلمين ( ليس فقط من لا يزال يتكلم الآرامية ) يتحدرون من السريان الآراميين مايعني ببساطة أنهم سكان الشرق الأصيلين
أ – الكتابات الأكادية القديمة تؤكد لنا أن الآراميين سكنو بادية سوريا لكن بعد هجوم ” شعوب البحر Sea peoples ” حوالي ١٢٠٠ق٠م فستنتشر القبائل الآرامية بالعراق وسوريا ولبنان واسرائيل وتؤسس عدة ممالك آرامية مستقلة !
ب – سوف تشتهر هالممالك الآرامية بمقاومتها العنيفة ضد ملوك أشور إن بوسط العرق أوالجزيرة السورية وخاصة في سوريا (معارك قرقر على العاصي سنة ٨٥٣ ق٠م )

 


ج – قد أصبح الآراميون يشكلون أكثرية السكان بالإمبراطورية الأشورية وسنة ٦١٢ق٠م سيقضون عليها ! ورغم وقوع الشرق القديم تحت سيطرة الفرس واليونان والرومان والعرب المسلمين فقد ظل السريان الآراميين يشكلون أكثرية سكان الشرق حتى مجيء الفرنج !
د – كثرة عدد الآراميين قد صهر بقايا الشعوب القديمة بالعراق وكان يعرف بلاد الآراميين وسوريا القديمة وكانت تعرف ببلاد آرام (THE ARAMAIZATION)
وسيختار الفرس بعد ٥٣٨ ق٠م الآرامية كلغة رسمية ولغة التجارة بأنحاء إمبراطوريتهم الواسعة ماسيؤدي لاندثار اللغات الأكادية والعبرية والكنعانية/الفينيقيه !
ه – ليس فقط يسوع المسيح قد تكلم اللغة الآرامية إنما كل الشعب اليهودي ومنذ القرن الرابع قبل مجيء المسيح !
ثانيا – أهم مشكلات التاريخ السرياني الآرامي !
أ – لم يهتم مؤرخين كثر بتاريخ الآراميين ربما لأنهم لم يؤسسو امبراطورية واحدة واسعة والمؤسف أنهم يجهلون أن الآراميين هم سكان الشرق الأصيلين !
ب – إحتل العرب المسلمون سنة ٦٣٦م مواطن السريان الآراميين بعد قضائهم على الإمبراطورية الفارسية وانتصارهم على البيزنط . وبالقرن 14 بدأ عدد المسلمين يتفوق على المسيحيين بشرقنا . وأحفاد هؤلاء يتعلمون بمدارس سوريا والعراق ولبنان … أن العرب كانو متواجدين في ” الشرق القديم ” منذ ٥٠٠٠ سنة وأنهم (حررو) سوريا والعراق من أيدي المحتلين البيزنطيين والفرس !
ج – أغلبية من المسيحيين المشارقة قد بدأت تتكلم اللغة العربية وصارت تدعي بجذور عربية غيرعلمية وللأسف لإرضاء الحكومات العربية المحلية صارت تتنكر لهويتها السريانية الآرامية !
وقد أكد جميع علماء السريان بأن مسيحيي الشرق يتحدرون من السريان الآراميين :
* المطران يعقوب الرهاوي (633 -708م) يؤكد بالسريانية :
” ܗܘ ܗܟܘܬ ܐܳܦ ܚܢܰܢ ܐܪܡܝܐ ܐܘ ܟܺܝܬ ܣܘܪ̈ܝܝܐ ”
” وهكذا عندنا نحن الآراميون أي السريان”
د – السريان الآراميون اليوم منقسمون لعدة كنائس شرقية وكل كنيسة تدعي بهوية تاريخية لاعلاقة لها بالهوية السريانية التاريخية . فيدعي البعض بهوية ولغة أشورية وآخرين بهوية ولغة كدانية وأخيرا بعض سريان لبنان صارو يدعون بهوية ولغة فينقية !
ثالثا – اين هم السريان الآراميون اليوم ؟
أ – تعرض السريان الآراميون سنة ١٩١٥ لثاني حرب إبادة مجرمة GENOCIDE – بعد الشعب الأرمني – وبرفقتهم من قبل الحكومة العثمانية ! خسر السريان عدد كبير من مدنهم وضيعهم وأكثر من ٢٠٠ألف شهيد وأكثر منهم مهجّرين ! لكن للأسف لم يناضل السريان كالشعب الأرمني ليتعرف العالم على قضيتهم !
ب – يتعرض مسيحيو الشرق لعمليات وحشية من أجل اقتلاعهم من أوطانهم التاريخية ! ببداية القرن العشرين كانو حوالي ٣٠% من سكان الشرق (سوريا ,عراق ,لبنان وفلسطين) وقلّت النسبه بيومنا لأقل من ١٠% !
ج – اليوم يوجد بأوروبا أكثر من ٦٠٠ ألف مسيحي مشرقي متحدر من السريان الآراميين . يعيشون بأمان أفضل من إخوتهم الذين لايزالون يعيشو بمواطنهم التاريخية في الشرق . السريان الآراميون في أوروبا وبلاد الإغتراب يعتبرون أنهم خسرو آراضي أجدادهم ولكنهم يريدون الحفاظ بقوة على هويتهم الآرامية الأصيلة !