الشاعر الشعبي العظيم الرائد دنحو كورية دحّو ( 1926-1994 ) .

الشاعر الشعبي العظيم الرائد دنحو كورية دحّو ( 1926-1994 ) .


شلومو اعزائي الاصدقاء الكرام من متابعي روّاد الشعر السرياني الشعبي .
يسرني جداً أن أبشّركم بأن ننشر قريباً ملحمة شعرية غنائية موسيقية بعنوان ( ماوزالتو ܡܘܙܠܬܐ الفلك ! ) ومن إبداع الخالد الذكر الشاعر الشعبي العظيم الرائد دنحو كورية دحّو ( 1926-1994 ) .
نعم يا أحبائي …انها تلك القصيدة العبقرية التي كان قد الفّها قبل نهاية السبعينات من القرن الماضي ، بحيث كان شاعرنا قد ضاق به الأمر وسودّت الدنيا في عيناه وذلك لِما آلت إليه الأمة السريانية في غفلتها بل من سُباتها العميق ومن انقسام شرَخ أوصالها وفتّتها الى طوائف وعشائر …
حَدّقَ شاعرنا بعينيه المتوقّدتان جمراً وحُزناً …ثم اخذ الكأس أنيسه ورفيقه لسنوات طويلة …، وشرَع يحتسيه بجرعاتٍ حتى الثمالة … ومن ثم استفاق ( كما عهدته منذ طفولتي ) ، و انفجرت به قريحته العبقرية بقصيدة قلّما ان نسمع بمحتواها وتركيبها الشعري السرياني العامي وتطعيمه بالسريانية الفصحى ليبتكر بعدئذ خطاً شعرياً رائع الحَبك وغني التعابير ، وذلك لتسير عليه كل الاجيال التالية التي أتت من بعده وتنسج على منواله… ولكن ولكل شاعر سرياني شعبي كان له اسلوبه الخاص المميز المستحب لدى السامعين المتذوقين.
تلك كانت مقدمة بسيطة في التعريف بنجمنا الشاعر دنحو دحو واسلوبه والشعراء السريان الشعبيين .

رائعته الملحمية ( ماوزالتو = الفلك ) التي لحنتها في سنة 2011 وسجلتها من بعد أن اشتركتُ في غنائها صولو مع المغنيات الصولو ايضاً وهنً نور عيساكي وسينا ماروكي و كيلدا عنقا وايضا الشاب صليبا ايوب وبالإشتراك مع الكورال في سنة 2013 واصبحت جاهزة للنشر قريباً من حيث المونتاج والإخراج ، وهذا ما بشّرني به تلفونياً ومشكوراً اليوم صديقي العزيز القديم من ايام القامشلي وهو ناشر التراث الغنائي السرياني السيد عيسى ملكي رشّو صاحب تسجيلات ستيريو الكندي .
كنتُ قد نشرتُ الترجمة العربية لقصيدة ملحمة (ماوزالتو -الفلك) منذ سنوات والآن سأعيد نشر بعض الأبيات وبالمناسبة القصيدة بنصها السرياني هنا في هذا المنشور ممكن أن تتطلعوا عليه ، والآن اليكم بعضاً من الترجمة :
– الويلُ الويلُ لك يا أيها الفلك
تستحق حقاً البصاق في وجهك
لَو لم يكن أبوك فاسقاً
وأمك حقاً زانية!!
مع العالَم كنتَ صادقاً
ومعنا كنتَ خائناً !
– قل ؟ هل بيدكَ من حجّة؟
لا والف لا من سوادِ وجهك
صَعَدّتَ العالَم الى القمر
ليكتشفوا على أرضٍ جديدة !
ونحن ماذا جنينا منك ؟
سوى آفة الإنقسام !!
وأي شاب لَو سألناه
ما هو جنسك؟ فيقول الأمة !
ويجيبك وبكل سفالةٍ
أنا من القرية الفلانية !!!
– سأعطيك نصيحة
كي تكون يقظاً وبلا جهالة
أعطَينا للعالم الثقافة
ونشرنا أحرف الأبجدية
ارفع رأسك بمَعَزّة
وبصوت عالٍ ومشرّف
لا أُدعى بإسم قرية !
بل وبكل فخرٍ ابن السُريان !
————————————————————————–
أعزائي …توضيح بسيط وهو شاعرنا هنا يقصد ب ( الفلك دوران الزمان وخيانته !! ) والى هنا ترجمتُ اليكم بعضاً من هذه القصيدة لانه مهما أحكمَت الترجمة فلن تعطيها المذاق الحقيقي باللغة السريانية الاصلية التي صاغها بميزان الذهب شاعرنا الرائد دنحو دحّو ّ !
انتظرونا قريباً ….
ملاحظة : كرّمتُ شاعرنا بلوحتين الاولى بالقلم الرصاص في سنة 2003 والثانية بالقلم الفحمي في سنة 2007 Sardanapal Asaad