نينوى ام الجبابرة ! ܢܝܢܘܐ ܠܡ ܐܡܐ ܕ ܓܒܖ̈ܐ !
نينوى ام الجبابرة !
ܢܝܢܘܐ ܠܡ ܐܡܐ ܕ ܓܒܖ̈ܐ !
نينوي لام إيمو دكابوري !

Sardanapal Asaad

إنه ذاك المطلع الشعري العظيم الذي خطر ببال موسيقار جميع الأجيال السريانية الرائد كبرئيل اسعد ، وذلك عندما رزِقَ بالبنت البكر الأولى وكان ذلك في 21 ايار من سنة 1935 ، وكان وقتئذ يعمل في فلسطين عاملاً في صنعة البلاط في النهار ، وفي الليل كان يعمل أحياناً عازفاً للكمان مع الفرق الشرقية .
وُلدت بنته البكر في دمشق وذلك لأن عائلتنا كانت مستقرة في العاصمة وفي حارة حنانيا بباب شرقي التاريخي المعروف . ومن شدة فرح الموسيقار كبرئيل اخذ إجازة من رب العمل في فلسطين واتجه الى دمشق لكي تكتحل عيناه برؤية فلذة كبده التي لا تعادلها أي فرحة في العالم مثل فرحة ولادة بنته الأولى !
وفيما الموسيقار كبرئيل و هو مغمور بالسرور وبفرحه الطائر في السماء ، وما بين التفكير في أن يلحن لحناً خالداً وذلك ابتهاجاً بهذه البشرى والمناسبة السعيدة ….
فعاد به التفكير الى القهقرى الى ايام الميتم السرياني في مدرسة أضنة في الدولة العثمانية و مابين السنوات 1916 و 1921 تلك الفترة التي تعلّم بها الأغاني القومية السريانية و عن عظمة السريان بكل اسمائهم التاريخية من كلدانية وارامية واشورية وخاصة عاصمة الامبراطورية الاشورية التي يتكرر اسمها كثيراً في الكتاب المقدس وعلى وجه الخصوص في العهد القديم وكذلك في كتب التاريخ والأركيولوجيا ومتاحف العالم التي تفتخر باسم عاصمة أشور نينوى !
للتوّ تناول الموسيقار كبرئيل القلم والورقة ليكتب ما خطر بباله وما جال بخاطره من شعر رقيق ولكنه عظيم المعاني ، وكذلك داعب آلة الكمان بأوتارها الحنونة وبدأ يلحن ويجود في عطائه الى أن جادت قريحته وأبدعت لحنه المعروف لمعظم ابناء الامة السريانية ومطلعه هو :
ܢܝܢܘܐ ܠܡ ܐܡܐ ܕܓܒܪܐ ܐܡܐ ܕܫܠܝܛܐ ܘ ܟܫܝܪܐ !
نينوي لام إيمو د كابوري و إيمو د شاليطي و كاشيري !
يا نينوى يا ام الجبابرة و يا ام المتسلطين المجتهدين !
اشتهرت الأغنية في كل مكان تواجد فيه السريان في الوطن والمهجر وخاصة في سهرات عائلتنا الخاصة في بيت المرحوم عمنا عيسى أسعد …
ولكن ما حدث هو بأن الموسيقار كبرئيل تناقش مع زوجته ( والدتي زهرة مقدسي الياس ) بأن يسمّي المولودة البكر باسم ( نينوى ) ، بل كان يغني طوال الوقت للمولودة تلك الأغنية الرائعة التي لحنها ، ولكن الوالدة زهرة أصرّت بأن تُسمّى المولودة باسم ( روزا Roza = وردة ) وهو اسم ايطالي وكان دارجاً جداً في ذلك العصر في الثلاثينات من القرن الماضي ، وهكذا لم يكسر الموسيقار كبرئيل بخاطر زوجته ، بل أن يراعيها في تسمية المولودة روزا !
وبقي الإسم وسجّل روزا ، وكبرت البنت الصغيرة المُدلّلة واصبحت صبية وهي التي كانت تقوم بكل مسؤوليات البيت من خدمات وطبخ وغسيل ورعاية وتربيتنا نحن الأطفال الصغار ( اخواتي واخي وانا ) الذين وُلدنا جميعاً من بعدها في القامشلي التي انتقلنا اليها من دمشق في سنة 1937 .
تزوجت روزا ( نينوى ) في سنة 1967 ورُزقت بثلاثة أولاد وهم الفريدينا و ديانا و جميل ، وبعدها إنتقلت الى ابو ظبي و ثم بيروت واخيراً الى السويد والتحقت بنا كشمل للعائلة وذلك في بداية سنة 1980.
ومنذ حوالي اسبوعين أصيبت روزا بوباء الكورونا اللعين وبسببه فارقت الحياة في فجر يوم الأربعاء الواقع في 2021-06-02 وهي متممة لكل واجباتها الدينية .
و أخيراً … و ما أصعب الفراق وما أمرّه !
أصدقائي الأعزاء …
ترحموا جميعاً على روح اختنا المرحومة روزا ( نينوى ) كبرئيل أسعد التي كانت بمثابة أماً ثانية حنونة وحقيقية لنا ، ولكم دوام الصحة وطول العمر ورحم الله امواتكم ودمتم .