القامشلي زالين ايام زمان … وذكريات مدرسة الباترية او الراهبات او الحكمة

القامشلي زالين ايام زمان … وذكريات مدرسة الباترية او الراهبات او الحكمة … جزء( 3) … بقلم سمير شمعون … ٢٧_١_٢٠١٩.

هل تعرفون ماذا كانت زالين …
هل تعرفون ماذا أصبحت زالين …
زالين كانت مدينة للزالينيين… بحجم وطن … أصبحت الآن وطن للزالينيين … مساحته كل العالم.
نتابع الغوص في التاريخ الزاليني ، في القامشلي زالين ، واي مكان افضل من مدرسة الحكمة او الباترية او مدرسة الراهبات ، مرآة الزمن الزاليني الالماسي، حاضرة القامشلي زالين… الإسم الذي سيبقى خالدأ للأبد.
نعود للموسم الدراسي عام ( ١٩٥٧_١٩٥٨) ، حيث كانت الراهبات تدير المدرسة ، وكان مدخل المدرسة من طرف شارع الوحدة ، ممتلئ بزهور تدعى مار يوسف ، والى جانبها كانت تمثال العدراء مريم ، خلف الزجاج ضمن بيت من البيتون ، لا أعلم ما اذا لازال موجود ذلك التمثال ، وكان في المدرسة خزان الماء، بنته فرنسا ، ياريت كان المحتل دوما يشبه فرنسا، وكان هناك مثل يقول (( ك… أخت فرنسا … عذرا من القراء )) طبعا وكان المعنى المقصود انه ياريت فرنسا ما طلعت ، وأيضا كانوا الراهبات الدومينيكان يهتمون بالعلم كثيرا ، وكانوا يستقدمون الاساتذة المختصين والمشهورين بأدائهم، من كافة انحاء سوريا ، وكانت المدرسة للفتيات حتى االصف التاسع ، اما الاولاد فحتى الصف الثالث ، فينتقلون بعدها للمدرسة الموجودة بكنيسة الارمن كاثوليك على شارع القوتلي مقابل المشفى الوطني ، وكان الدوام في المدرسة يبدأ ، من الثامنه صباحاً وحتى الثانية عشر ظهرا ، وتأتي بعدها فترة الغداء ، وكان زمنها يقارب نصف ساعه ، الدخول إلى غرفة الطعام كان منظم ، لكل طالب كرسي مخصص له ، وطبعا ً غسل اليدين قبل وبعد الطعام ، والصلاة قبل الطعام ، وطريقة الأكل بهدوء بالإيتيكيت الفرنسي، ودون سماع أي صوت للملاعق ، وهي تصطدم بالصحن الخزفي الابيض ، ومضغ الطعام والفم مغلق ، ذلك الحدث الأعظم كان اثناء الطعام ، ووضع الشوكه على اليسار والسكين على اليمين ، كل ذلك كان يؤلف ثقافة جديدة بالمنطقة ، تحلق بين النجوم ، و بإشراف راهبه ، ولم يكن جميع الطلاب يأكلون في المدرسه ، فذلك كان كلفه إضافيه ، على الأقساط السنوية للعام الدراسي ،لقد كان العدد محدود ، بعدها حصتين ثم الأنصراف الى البيت ، في الساعة الثانية والنصف ظهرا .
وكان باص الاوتوكار ، ياخذ التلاميذ من البيت صباحا ويعيدهم ظهرا ، طبعا صناعه امريكيه ولم اعد اذكر ماركته ولكن كان لونه فضي ، والسائق كان عمو بهنان الرجل الطيب الحنون واب الكل ، وكانت ترافقه بالأوتوكار ماسور ، كانت تستقبلنا بكلمة بونجور و تدخلنا للباص ، وكل واحد كان يعرف مقعده فيتجه له ويجلس .
أما اللباس فكان صدرية لون أزرق سماوي ، وبوط أسود وبنطال كحلي للأولاد ، أما الصلاة في الكنيسه داخل المدرسه كان بشكل يومي ولكن ليس اجباري ، حيث كانت الراهبات تقيم قداس قبل بدء الدوام ، وكان كثير من الطالبات و الطلاب يحضرون القداس ، ولكن يوم الأحد كان تقريبا اجباري ، بكنيسة الارمن كاثوليك ، حيث كانت الراهبات تعرف من حضر قداس الأحد ، ولم يكن هناك كشك للبيع داخل المدرسه ، ولكن بعد عام ١٩٥٩م ، لم يعد يشترك احد بالغداء في مدرسة الحكمة او الباترية ، فتم الغاء تلك اللفتة الحضارية الرائعة ، وذلك بسبب تردي الوضع الاقتصادي للناس بشكل عام ، الذي رافق الوحدة مع مصر، وبعد ذلك تم فتح شباك لبيع الأغراض من قبل الماسور، وكانت تبيع لنا ، الأغراض التي ليس فيها اوراق لتوسخ باحة المدرسة ، مثل القمردين والبسكويت مع الراحة والمصاصات وجوز الهند وووو.
وبقي الحال على هذا الوضع ، حتى جاء تاريخ ( شباط او ذار) _ ١٩٦٨) حيث صدر قرار تأميم المدارس الخاصة في كل سورية ، واكيد درس القرار قبل صدوره ستة اشهر او أقل، ومن ضمنها المدرسة التي كانت مركزا للتربية والتعليم والرقي ، وطبعا عند التأميم جائت الشرطة مع بعثة من قبل التربية ، لاستلام مدرسة الراهبات او الباترية او الحكمة اخر اسم لها ، وحصلت صدامات بين تلاميذ وتلميذات ونساء حي الوسطة والشرطة ، وانتهى الموضوع بسرعة عندما خرجت الراهبات وزجروا التلاميذ اللذين تجمعوا ، وتم تغير اسم مدرسة الباترية او الراهبات ، من اسم مدرسة الحكمة الى مدرسة القادسية (معركة تاريخية لا علاقة لها بالتربية والتعليم) .
ولا زلت اذكر احداث التأميم ( او الاستيلاء ) ، وايضا لا زلت اذكرقبلها مثل الخيال بتسعة اشهر تقريبا ،حرب الستة ايام او نكسة حزيران ١٩٦٧ ، حيث كان والدي قد دهن بللور شبابيك بيتنا باللون الازرق ( الجفيت ) ، ومنهم من الصق على الشبابيك، الجلاد الورقي الازرق ، المستخدم لتجليد الكتب والدفاتر ، وذلك حسب توجيهات الشرطة ، كي لا يظهر ضوء الكهرباء ليلا .
وطبعا تم تأميم ايضا مدرسة الوحدة للسريان كاثوليك ، عند السبع بحرات خلف الكازية ، وكنت وقتها تلميذ في المدرسة ، واغلقت مدرسة الوحدة ، لتفتح لاحقا ما يدعى مكتب (الميرا ) ، وتابعة لمكتب الحبوب ، وبعدها فتحت ما يدعى الجنائية .
وبقي تاريخ التأميم او الإستيلاء ، جرح في قلوب الزالينيين ، وكانت شبه مأساة للشعب الزاليني، وكان التأميم اخر مسمار دق في نعش الوجود الزاليني .
وكان هناك في مدرسة الحكمة ، ومدرستي أنا مدرسة الوحدة للسريان كاثوليك ، بطاقات من كرتون صغيره ولا زلت اذكر لونها الزهري والمكتوب عليها باللون الأسود ، توزع لكل طالب مميز في دراسته اي (مرحى) يكتب عليها بالفرنسية (ponpwan) ، ولقد حصلت كثيرا على البونبواني ، لو عرفت انني ساوثق تاريخ زالين ، لإحتفظت بالبونبواني ، وكثير من الاشياء ، التي كانت تنتمي فقط للزمن الزالين المخملي الفخم ذلك.
زالين مدينة ولدت ذات يوم صدفة من عام ١٩٢٦… ولكنها ستبقى أسطورة للأبد … يتكلمون عنها في القرون القادمة … في مجالس احفاد زالين … في ليالي الشتاء الباردة … وهم جالسين حول نار الموقد …
وتاريخ الصورة التالية ١٩٥٧ الصوره ، التقطت في مدرسة الراهبات او الباترية او الحكمة ، والمناسبه كانت وطنيه وقدمنا عرض في السينما على ما أذكر:
من يعرف الأسماء ارجو ان يضيفهم بمداخلة ، لنضفهم لهذا البوست:
الصف الأول ومن جهة اليسار : جاك خوري وفي الجهة المقابلة مروان كابوس والصف الأخير جهة اليمين محمود كيتوع والثاني من جهة اليسار في نفس الصف من الطائفه اليهوديه وأسمه سيون وتحته مباشرة سعيد ماردو وكان أعرج
هذا الكلام لاحد التلاميذ بذلك الزمن الجميل قال بمداخلة : كان هناك في مدرسة الباترية معي في الصف ، طالبه فريال عبد النور ، أبنة عبدالنور بقال ، معلم ألكترونيات في ذاك الزمان ، وطالبه اسمها صونيا بيلما تابيا ، وامها كانت اجنبية .
كل الشكر لمن ساعد بالمعلومات:
١_جاك خوري