رحلة أجداد السريان عبر الزمان
رحلة أجداد السريان عبر الزمان
كانت الساعة تقترب من منتصف الليل قرع بابي فقالت زوجتي من يا ترى أن يكون هذا؟؟
هرعت مسرعة ففتحت الباب تفاجئت بثلاث رجال لم تراهم من قبل وقد أعياهم السفر الطويل
قالت: تفضلوا يا كرام ..
ألقوا التحية بالسريانية شلومو أعليخو
فقلت : بشينو فقودون دون أن أراهم .. ما أن دخلوا حتى أعتلاني شعور غريب لأول وهلة
فبدأت الأفكار تغزو عقلي وتساؤلات تحيرني من هم ومن أين قدموا ؟؟؟ لباسهم من قدم التاريخ
تفرس احدهم بي وقال: لما أنت يا بني محتار؟؟
أسمع بني : انا جدك آرام وهذا اخي كلدو وهذا اخي آشور.
هنا غمرني فرح كبير بعد حيرتي لقد أختاروني من بين أبناء أمتي !! هذا لشرف كبيرلي
فقلت لهم: جئتم أهلاً وحللتم سهلا . لكن لما أنا أخترت منكم؟
قال كلدو: لقد قرعنا أبواب كثيرة لكن لم يفتح لنا احد حتى وصلنا لعندك
قال آشور: الكل منهمك بمشاغل الحياة وغارق بهموم الدنيا
قلت لهم : هذا شرف لي قدومكم وهنا ناديت زوجتي هيا يا زوجتي الغالية حضري الحمام
وجهزي الطعام لأهل البيت الكرام
أجاب آرام: لا تفعلي شيئ يا أبنتي نحن شبعنا من همومكم وصراعاتكم ومشاكلكم ..
ولا نحتاج لغسيل لقد تغسلنا بدم شهدائنا الأبرار.
لقد صعقني هذا الكلام برغم حقيقته الجلية للعميان فقلت لهم لما هذا الكلام؟
أجاب آشور: لقد قررنا القدوم لمعرفة أخبار أحفادنا الكرام وكل واحد منا توقع شيئ منهم.
فانا توقعت النهوض لشعبي بعد أن سمعت بأن دولته سقطت ويقوم من جديد ويعيد أمجاده
لكن للأسف كانت صدمتي لا توصف لقد أستسلم للهزيمة وتبعثر بين الأمم وضاع كل تعبي!!
أجاب آرام: وأنا ماذا أقول لقد وضعنا أسس الحضارات للعالم وتوقعت الازدهار والتطور لكم
لكن للأسف حزنت للثمالة لم تقدروا أن تزيدوا عنا بشيئ والمصيبة الكبر لم تحموا ما قدمناه!!
أما كلدوا: فبكى كطفل صغير فقال: كنت أتوقع أن يكون أول من يركب الفضاء أحد أبناء أمتي
لكن للأسف أصبحتم آخر البشر بعد أن كنا أولهم بالفكر.
حتى بفتح قنوات التلفاز تتصارعون بدلاً من التعاون وتبادل الخبر لقد دمرتم كل ما بنيناه ..
فقلت لهم هذا ما أراده لنا البشر ماذا نفعل ؟؟؟
أجاب آرام: زالحزن يغرق العبر أسمع يا بني ..
لقد أنشغلتم بالتفرقة وزرع الفتن والصراع على التسمية وأهملتم التاريخ والحاضر والأمة
من انتم ؟؟؟قال لي : صمت لا أعرف ما أقول !!!
قال:ستقول أبن آرام وغيرك أبن آشور وآخر أبن كلدوا..وووو
من هو آرام أو آشور أو كلدوا كلنا بالمسيح سريان ..سريان
هل سمعت فلا تقولوا بعد نحن أبناء هذا أو داك بل قولوا سريان .
يكفي تفرقة وأهتموا لما يحصل وما قد يحصل في قريب الزمان.
أجاب آشور لن نقبل أن نكون شماعة لكم ولأنانيتكم العمياء وحبكم للمناصب ..
وأجاب كلدوا: أخبر كل السريان بهذه الرسالة وليوحدوا صفهم لا ينتظرهم الزمان.
فهبوا بالرحيل حاولت أن أبقيهم أكثر لكن قالوا وقتنا أنتهى سنعود بعد قرنان.
فودعتهم حتى غابوا عن الأنظار أوصدت الباب بقوة ولعنت الزمان .
ماذا فعلنا بحالنا وبأجدادنا الشجعان ؟؟؟؟
تحيات أخوكم بالرب
م: أبن السريان 08.08.2009