صحوة سريانية لبطريركي الآشوريين والكلدان
صحوة سريانية لبطريركي الآشوريين والكلدان
بدايةً أكرر ليس المقصود من كلامي الترويج لاسم معين، بقدر ما هو مقال لدليل دامغ جديد يُثبت صحة ما أقوله وأكتبه وأوثّقه منذ عشرين سنة عن تصحيح مسار والدفاع عن تاريخ العراق عموماً وتاريخ المسيحية فيه خاصةً، الذي قام بتزويره وتشويهه بعض رجال دين ومثقفين من جماعتين مسيحيتين سريانيتين، خدعمها الاستعمار الغربي لأغراض عبرية، سياسية، طائفية، تميزية، فانتحل واستورد لهما اسمين من تاريخ العراق القديم، حيث قامت روما بتسمية الطرف السرياني النسطوري المذهب الذي تكثلك، كلداناً، وثبت اسمهم في 5 تموز 1830م، ثم قام كامبل تايت رئيس أساقفة كانتربري الإنكليزي سنة 1876م بتسمية الطرف السرياني الذي بقي نسطوري المذهب، آشوريين، وثبت اسمهم كنسياً في 17 تشرين أول 1976م، ومنذ حوالي 200 سنة، ضحك بعض رجال الدين ومثقفي الجماعتين السريانيتين على أنفسهم والناس البسطاء باستغلال اسمين منتحلين وخطف تاريخ العراق وربط أنفسهم زوراً بالآشوريين والكلدان القدماء، والادعاء أنهم الوحيدون سكان العراق الأصليين ووريثي وسليلي نابو بلاصر ونبوخذ نصر وآشور بانيبال وسنحاريب..إلخ، وتحالفوا مع روما وإنكلترا وفرنسا ثقافياً ودينياً وعسكرياً، فزوَّرا وشوهوا تاريخ العراق المدني والديني بما فيه الكتاب المقدس نفسه، لكي يقنعوا البسطاء أنهم فعلاً كلدان وآشوريون، لكن دون جدوى، حيث تصدى لهم الكتاب والباحثون الذين يعرفون حقيقتهم، ومنهم أنا، واعتقد إن ما كشفناه وقلناه وكتبناه حولهم بدأ يأتي ثماره، لأنه الحقيقة التاريخية الدامغة، فلا يمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت.
فقبل يومين، وبتاريخ 16/ 12/ 2022م، انتهى المؤتمر الأول لبطاركة الكنائس ذات التراث السرياني، الذي انعقد في لبنان بدعوة ورئاسة بطريرك السريان الأرثوذكس إغناطيوس أفرام الثاني كريم، وحضر وشارك في المؤتمر خمسة بطاركة سريان، منهم بطريرك الآشوريين أوا الثالث وبطريرك الكلدان ولويس ساكو اللذان وقعا على البيان الختامي (البطريرك ساكو أرسل مطران مثَّله، لكنه شارك في النقاش عبر الإنترنيت، ووقع البيان)، كما حضر المؤتمر بطريرك السريان الكاثوليك إغناطيوس يوسف يونان، وبطريرك الموارنة بشارة الراعي لأن الموارنة أيضاً سريان، واسم كنيستهم الرسمي في التاريخ والى اليوم (الكنيسة المارونية الأنطاكية السريانية)، وأرجو الملاحظة والانتباه أن المؤتمر شمل بطاركة السريان فقط، لذلك لم يشارك الأقباط أو الأرمن أو غيرهم من المسيحيين، علماً أنهم يشاركون في منظمة Pro Oriente المذكورة في البيان أيضاً، وهي منظمة للحوار السرياني العقائدي.
وفي كلمته تطرّق بطريرك الآشوريين آوا الثالث إلى ما يحمله هذا اللقاء من نفحة أمل وعلامة رجاء لأبناء كنائسنا، وإلى الثمار التي سيحصدونها منه.
أما بطريرك الكلدان لويس ساكو فأشار إلى التحدّيات التي تجابهها كنائسنا في بلاد الشرق، والفوائد الجمّة من نشر التراث السرياني المشترك وتعريف العالم به.
والمهم في البيان الختامي للمؤتمر الموقَّع من بطريركي الكلدان ساكو، والآشوريين آوا، كل شي هو سرياني، ولا يوجد شيء اسمه آشوري أو كلداني مطلقاً، حيث يقول البيان إن المجتمعين: تراثهم هو سرياني، الإرث السرياني، والجميع شعب واحد بتراثه السرياني، الإيمان السرياني، اللغة السريانية، تعاليم الآباء والقديسين السريان، الروحانيات السريانية، متابعة شؤون الأبناء والحضور السرياني في بلاد الانتشار، نشر الوعي لتعزيز الهوية السريانية، الدارسات السريانية، إقامة مؤتمرات سريانية Symposium Syriacum.
فهل بعد هذا البيان قيمة لكلام شخص متكلدن أو متأشور يأتي ويدعي زوراً أنه سليل الآشوريين والكلدان القدماء؟.
نتمنى من البطريركين السريانيين آوا وساكو باسميهما الحديثين الآشوري والكلداني أن تكون يتخذوا خطوات صحيحة أخرى لاحترام تاريخ العراق وتاريخهم وتراثهم ولغتهم وثقافتهم وعدم الانتباه لبعض السياسيين أو المتعصبين الذين يجهلون التاريخ فيعتقدون فعلاً أنهم آشوريون وكلدان. وشكراً/ موفق نيسكو
نص البيان لمن يرد قرأته
https://www.syr-cath.org/news/display/4589