لماذا أعشق إسم ” بر حدد ” ؟ هنري بدروس كيفا
لماذا أعشق إسم ” بر حدد ” ؟ هنري بدروس كيفا
هذا التمثال هو للإله ” هدد أو حدد ” إله الرعد عند الآراميين و كان
يكتب هدد ܗܖܖ في النصوص الآرامية القديمة و ܚܕܕ في المصادر السريانية . عدة ملوك آراميين كانوا يحملون هذا الإسم ܒܖ ܗܖܖ برهدد
اي إبن الإله حدد !
هذا الإسم هو آرامي و يشير بكل وضوح الى إله وثني و المثير هو
إننا وجدنا في المصادر السريانية أسماء عدة أساقفة سريان من القرنين الخامس و السادس الميلادي يحملون إسم “برحدد ” ! و هذا لا يعني
أن هؤلاء الأساقفة كانوا يتعبدون لإله آرامي وثني و لكن و بكل بساطة
أنهم يتحدرون من الشعب الآرامي الذي كان يشكل أكثرية السكان في
شرقنا الحبيب .
لقد إنتشرت عبادة الإله حدد عند جميع الآراميين و خاصة في مملكة
دمشق . إن أسفار التوراة تخبرنا عن ” معبد حدد ” الكبير في مدينة دمشق و هذا المعبد سيشتهر في أيام الرومان ” معبد جوبيتر الدمشقي”
و سيتحول الى كنيسة مار يوحنا المشهورة عند إنتشار الديانة المسيحية.
بعد إحتلال العرب لمدينة دمشق سيأخذون نصف الكنيسة و يستخدمونها
للصلاة ثم سيحولونها الى جامع يعرف بالجامع الأموي حتى اليوم.
إنني شخصيا لم أكن أعرف أهمية تاريخ الآراميين في الشرق و لكنني
بعد دراسات طويلة إكتشفت أهمية تاريخهم و دورهم في تاريخ الشرق !
لقد سمينا أنا و زوجتي إبننا البكر ” بر حدد ” كي لا ينسى جذوره
الآرامية !
أخيرا كان الآراميون يتعبدون لألهتهم و لملوكهم و هذا واضح من
التماثيل الآرامية العديدة المكشفة فالملك و الإله يرتديان نفس الثوب
و ينتصبان في نفس الشكل : الفرق الوحيد هو أن الإله له قرنان يرمزان
إلى ألوهيته !
المؤرخ اليهودي يوسيفوس ينقل لنا عن الكاتب نيقولا الدمشقي من القرن
الثاني قبل الميلاد بأن أهالي دمشق في القرن الثاني ق٠م يتعبدون
ل ” حزائيلوس و أدادوس ” النص باللغة اليونانية و هم بدون شكل ملوك
دمشق الآراميين حزائيل ٨٤٣ – ٨٠٣ و بر حدد إبنه أو حزائيل و الإله
” حدد ” نفسه ! هذا يعني أن سكان دمشق قد حافظوا على ذكرى
الملك حزائيل بعد أكثر من ٦٠٠ سنة على موته !
جميع أصدقائي المقربين يعرفون جيدا بأنني متمسك بهوية أجدادنا
الآراميين و ليس بديانتهم الوثنية ! و ميلي الخاص هو barhaddad
و طبعا ” ميلي ” هنا أقصد به adresse mail و ليس ميولي و إتجهاتي ! الحمدلله لقد ترك لنا أجدادنا و علمائنا السريان عشرات
النصوص التي تثبت أنهم كانوا يعرفون و يؤمنون بهوية آرامية واحدة!
محبتي الى كل أخ أصيل متمسك بجذوره الحفيقية و لا يتغنى بجذور
وهمية تشير الى جهله و ضياعه .
الصورة المرفقة
١ – تمثال للإله حدد قد أكتشف في تل حلف مع بعثة فون أوبنهايم.
٢- القرنان واضحان و يؤكدان لنا أنه إله آرامي و هو بدون شك الإله حدد
٣-أسماء عائلات ” حداد ” و حتى ” حداديان “المنتشرة في كل شرقنا لا تعني أن أصحاب هذه الأسماء كانوا يشتغلون كحدادين و لكن أن أسمهم
يؤكد إنتمائهم الآرامي .
٤-هل كل الألهة عند الشعوب القديمة في شرقنا القديم كان لها قرنان
يرمزيان الى ألوهيتهم ؟ إنني غير مطلع على هذا الموضوع…