ما معنى ” جبرائيل ” في اللغة الآرامية ؟
ما معنى ” جبرائيل ” في اللغة الآرامية ؟
هنري بدروس كيفا
نحن مسيحيون و لا شك في ذلك و لكننا مطالبون بالأمانة للتاريخ الأكاديمي !
لقد بدأ اليهود في تدوين أسفار التوراة في القرن السادس قبل الميلاد ,
أغلب العلماء يرددون أنهم بدأوا تدوينه في بلاد أكاد ( بلاد بابل فيما
بعد ) بعد سبي الكلدان لهم حوالي سنة ٥٨٧ ق٠م . و بعض أسفار
التوراة كتبت في القرن الثالث أو الأول ق٠م .
لقد تطور علم التاريخ في القرن التاسع عشر و تحول من أدب الى
علم يتبع منهجية علمية هدفها ذكر الحقائق التاريخية كما هي !
للأسف لنا أن كثيرا من مفسري أسفار التوراة قد رددوا و لا يزالون
يرددون أن أسماء عمنوئيل و جبرائيل و دانيئيل ( دانيال ) … هي
أماء عبرية تعني ” الله معنا ” و” الله هو الجبار ” أو ” الله هو القاضي”.
نحن لا نستطيع أن نردد هذه التفسيرات الخاطئة للأسباب التالية :
١- إنها أسماء آرامية و ليس عبرية و إن إستخدمها العبرانيون !
٢ – إنها وردت في نصوص آرامية أقدم من تدوين أسفار التوراة بأكثر
من ٣٠٠ سنة !
٣ – إن كتابة الأسماء بحد ذاتها تذكر الإله ” أيل ” و ليس ” الله ”
فنحن نكتب و نلفظ ” عمنوئيل ” و ليس ” عمن ألوهو “!
٤- لا شك لقد كان أجدادنا الآراميون أول شعب بعد اليهود قد قبلوا
الديانة المسيحية و إستشهدوا من أجلها مئات السنين عبر تاريخهم
الطويل . و نحن أقدم شعب لا يزال يعيش في الشرق و لهذا السبب
يجب علينا – جميعا – أن نعتمد على التاريخ الأكاديمي الذي يؤكد
أن أسماء عمنوئيل و جبرائيل و دانيئيل هي آرامية بعكس ” التفسيرات ”
التي تدعي إنها عبرية و تعني حرفيا ” الله جبار ” ! أو ” الله معنا “!
٥ – إيماننا المسيحي يجب أن يدفعنا الى الإيمان بالتاريخ العلمي كي
نحافظ على وجودنا ليس فقط كأقدم شعب مسيحي و لكن كأقدم شعب آرامي لا يزال يعيش في الشرق !
٦ -الشعب الآرامي كان في تاريخه القديم وثنيا و لكنه اليوم يضم مسيحيون
و مسلمون : الهوية الآرامية ليست حكرا للمسيحيين لأن مصادرهم تثبت
أن علمائهم قد إفتخروا بجذورهم الآرامية ٠
٧ – لقد ورد إسم حزائيل في عدة نصوص آرامية تعود الى أواخر القرن
التاسع ق.م و هو إسم أشهر ملك آرامي حكم في مملكة دمشق بين سنتي
٨٤٣ و ٨٠٣ ق٠م و معنى إسمه في اللغة الآرامية هو ” الإله إيل يرى”
و يوجد إسم ” حزقيال ” في أسفار التوراة : فهل يحق لنا أن نفسره
” الله يرى ” ؟
٨ – عدة ملايين من الأوروبيين و الأميركيين يحملون أسماء آرامية مثل:
توم و غبريال و مرتا و حزائيل و داني … و هم يجهلون معاني أسمائهم
و لا يعرفون أنها آرامية ٠ نحن لا ندعي أن إنتشار اسم توم Tom في أميركا هو بفضل أجدادنا الآراميين و لا شك إن القارئ يعلم أن إنتشار الديانة المسيحية هو الذي أدى الى إنتشار الأسماء التي كانت منتشرة بين الشعب اليهودي : إنتشار محمد بين الإفريقيين لا يعني تحدرهم من العرب
و لكن يشير الى إيمانهم المسلم !
لا أعتقد أن القارئ بحاجة أن نشرح حول الصورة المرفقة و لا شك إنه
يعلم أن لفظة توم تعني التوأم و لا تزال تستخدم حتى اليوم بنفس المعنى!