الأبن العاق قصة قصيرة وعبرة

الأبن العاق
كان لرجل غني أبن وحيد وكانت والدته لاترفض له طلب ولا تعاتبه على شيئ ( مدلل).
كان الوالد يحاول أن يجعل من أبنه تاجراً ليحل محله في المستقبل فكانت الأم تمسك بيد
أبنها وتقول لم يحن الوقت فهو صغير دعه يستمتع باللعب مع رفاقه.
كان يقول أنت بهذا الدلال سوف تقضين على أبنك وبعد موتي سوف تموتون من الجوع
قال: الأبن لديك أموال لا تأكلها النيران ياأبي.
قال: الأب لو بذرتها لن تدوم سنه أو سنتين .
مرت السنوات والأب يحاول نصح أبنه لكن دون فائدة دق الماء هو ماء.فقد الأمل به
كان يتحسر على تعبه الذي سيضيع بأستهتار أبنه وزوجته.
فكان يقضي أغلب أوقاته في زريبة خالية من المواشي جعلها مقره ويختلي بها كلما ضاق
صدره ويجلس ساعات فيها.
بينما الأبن يقضي معظم وقته مع رفاقه باللهو والتبذير مما كانت تعطيه له أمه.
ومرت الأيام وشاخ الرجل وشعر بأن آخرته أقتربت فنادى على زوجته وأبنه.
قال: لهم لقد تركت لكم مالاً تقضون بقية حياتكم بنعيم لكن لو عرفتم التصرف به.
قالت :الزوجة أطال الرب بعمرك لا أريد مال بل أن تبقى على رأسنا.
قال: يا زوجتي أنت تعرفين لقد بدأنا من الصفر لا بل تحته وعشنا المر والحلو.
قالت: صدقت يا زوجي
قال: أريد منك وعد ومن أبنك أعرف لن يوفي به .
قالت: وعد أمام الرب وأمامك قل ما تريد ( الدموع تنهمر من مقلتيها)
قال: لا تبكين على بل أبكي على حالك تنتظرك أيام أصعب من قبل
قالت: كيف تقول هذا وأنت قلت لقد تركت الكثير من المال والمحال.
قال: أريد من أبنك أن لا يتصرف بغرفتي التي قضيت أيامي بها مهما حصل.
قال: الأبن ماذا أفعل بزريبه قذرة مهدمة
قالت: الأم يكفي كانت خلوة أبيك وعد يا زوجي لن أفرط بها مهما حصل.
فارق الأب الحياة بعد وعد الأم وتمت مراسيم الدفن والأم يغمرها الحزن أما الأبن ما أن
دفن الأب حتى سارع ألى رفاقه ليسهر معهم بحجة أن ينسى حزنه.
مرت الأيام والأبن بلا عمل لأن والده ترك له مالاً وفير.
كان يسهر في الليل كله ويبذر بالمال ويقضي نهاره بالنوم .
لقد حاولت الأم مع أبنها بأن يفتح المحلات ويعمل مثل والده فكان يقول لما العمل والمال موجود لسنا بحاجة .قالت الأم سيأتي يوم وينفذ المال .
الله كريم ما نفذ سوف أعمل.
ما أن مر وقت قصير حتى صرخت الأم لقد نفذ كل المال يا ولدي.
هنا بدأ الولد بالعمل لكن لا يعرف كيف يتاجر أو سير العمل فكان يبيع البضائع بخسارة
و لايعرف من أين يأتي بالنواقص بالنتيجه باع كل شيئ لأنه يخسر وعندما ضاقت به
ذهب إلى رفاقه يستقرض مالاً للطعام فقط لم يقرضه أحد بل أنكروا صحبته لهم بعد أن نفذ ماله
جاء لأمه قائلاً لقد خذلني أصحابي ولم يبقى لنا سوى هذا المنزل لقد بعت كل شيئ
هنا تذكرت كلام الأب بأن أيام صعبه تنتظرها وكل هذا لأنها دللت أبنها وهو قضى وقته مع
رفاقه فكانوا أصحابه عندما كان غنياً وهجروه عندما فقر حاله وبذر ماله.
قالت : أستحق ما يصيبني لم أعرف أن أربي أبني كما يجب لكن أنا لم يبقى لي الكثير
أما أبني فهو في بداية الحياة الويل لي من ربي.وصارت تبكي وتطلب من زوجها السماح
ومن أبنها أيضاً .
عندها شعر الأبن بأن حياته ستكون أصعب وما حدث كله بسببه فقرر أن يضع حداً لحياته
فدخل الزريبة وربط حبلاً في خشبه بوسط السقف لأنها كانت أكبرهم لكي لا تنكسر أثناء شنقه
وربط الحبل بعنقه وطلب من والده المسامحة ومن أمه ورمى الكرسي من تحته لينهي عذابه
فسقط على الأرض بعد أن أنكسرت الخشبة التي كانت محشوة مالاً وهل المال عليه مثل المطر
لشدة فرحه هرع لأمه يبشرها بالفرج ولكنه صدم لقد شاهدها قد فارقت الحياة.
جلس على رأسها وحلف بحبهم له وحبه لهم بأنه سيكون شخصاً جديد ولن يفرط بقرش
وتعهد لوالديه بأن يعيد كل شيئ كما كان .فقام بواجب أمه أن أقام لها دفناً يليق بملكة وبنى
قبرا والديه ليصبحا أفخم قبرين بالمنطقة .
بدأ حياة جديدة وأعاد المحلات التي باعها وفتحها من جديد وتعلم درساً من الحياة
عندما عرف رفاقه بتحسن حاله وجري المال من جديد بين يديه هرعوا له متسألين
معك كل هذا المال وتظاهرت بالفقر كنا نعرف بأنك لا تفقر لذا لم نعطيك المال عندما طلبت
قال لهم أذهبوا عني يا ناكرين الجميل أنتم أصحاب المال فقط ,لا يلدغ المرء من الجحر مرتين.
صرفهم عنه وكان يحي ذكرى والديه كل سنه وكتب قصته لأولاده لتبقى عبرة لهم.
تحيات أخوكم بالرب
م: س ج ر ابن السريان الخميس يوليو 16, 2009