البيت الترابي
البيت الترابي
كم كنا محظوظين في العيش في بيوت من تراب .
وكم هذا الجيل مسكين ومحروم حتى من اللعب.
لقد ولدنا في بيت ترابي حيث شاركنا أحلامنا وأفراحنا وأحزاننا و ضيقنا
فكان يفرح كلما سقط المطر فكانت تفوح منه رائحة الحياة تعبيراً لفرحته بالمطر كأنه يشارك الناس فرحهم
بقدوم الخير والبركة من السماء.
كنا نلعب ولا نخشى السقوط لأنه كان يتلقفنا كصدر حنون لكي لا نتأذى وكان يترك أثره على وجوهنا
بعد السقوط لنضحك على منظرنا فكنا ننسى الألم إن أصابنا ونتذكر أشكالنا المضحكة
هكذا كان البيت الترابي بحوشه الترابية الحنونة فما كانت الأم تخاف على طفلها من اللعب في الخارج
أو في ساحة الدار لعلمها اليقين بأن مكروهاً لن يصيبه أما اليوم نجد الطفل
ملتصقاً بأمه ولا تفلت يده وتمنعه من اللعب خوفاً من سقطة أو أصابة على صفائح الأسمنت الصامة .
كان التراب رائعاً بلونه البني الأوحد وأجمل من كل ألوان الأسمنت البكماء الخرساء
أتذكر كنت صغيراً كنا نتطعم التراب بعد كل سقطة فكان له مذاق عجيب كرائحته العجيبة
لقد كانت أيام رائعة برغم الفقر كانت تعج بالسعادة والفرح لبساطتها .
كان البيت الترابي يبادل سكانه الحب حيث يوفر لهم الدفئ في الشتاء والبرودة في الصيف عربون أهتمامهم
به أيام الخريف فكان الناس يرممون البيت ويصلحون المهدم منه فكان يرد المعروف بالمعروف.
هكذا كانت المحبة متبادلة بين الطرفيين .
هكذا عشنا طفولة وشباب أما هذا الجيل.
ماذا سيكتب لبعده عن أخرس أم أصم أم بارد وقارس شتاءً وملتهب صيفاً .
ما أجمل العيش في حب دافئ وحنان ساري في العروق
أخوكم: سمير روهم
أخوكم: أبن السريان  السبت مارس 13, 2010