الخواجة الذي اول من قرع ناقوس كنيسة مار يعقوب…

الخواجة الذي اول من قرع ناقوس كنيسة مار يعقوب…
Samir Shamoun
قامشلي زالين ايام زمان… وذكريات الخواجة الذي اول من قرع ناقوس كنيسة مار يعقوب… بقلم سمير شمعون… 20_12_2020.

هناك في زالين… في الديار الحقيقية…حيث ترعرعنا… حيث بدأت الحكاية… لتولد الف حكاية بالف حلم… لنصحوا ذات يوم على ألم الرحيل …
هناك… لم يكن دوماهناك البديل… لقد تعودنا امتهان الموت والرحيل… ولكن سأعود يوما لذلك الشارع … شارع الجزيرة… وأعبر امام البيوت وانظر ابوابها … واشتم تلك الرائحة الجميلة… حتى لو كنت مسافرا غريبا … حتى لو لم يعرفني احد… حتى لو لم تعرفني المنازل وجدرانها … نعم سأعود ذات يوم لذلك الشارع … وارفع نخب الذكريات والتاريخ… سألمس الجدران التي اتكأت عليها… وذلك الرصيف الذي غفوت عليه بطمأنينة … نعم سأعود لذلك الشارع… حتى لو لم يعرفني الزقاق والرصيف … فيكفيني انا بأنني اعرفهما …
نحن الزالينيين طيور مهاجرة… تفقد ريشها رويدا” رويدا
فنحن نصنع الأسلحة للصيادين… لمطاردتنا من مكان إلى مكان، هل ستثبت اقدامنا في اوطان احفادنا الجديدة.
كان العم شبو افريم كللو المدويني، من اوائل من سكنوا القامشلي زالين، وجاء ومعهة حرفة النجارة والتصميم ، واساسا النجارة هي فن وذوق، واشترى منزله في كرسي مدرسة البروتستانت، مقابل شمعون الشيخ( مدرسة ميسلون في القامشلي زالين)، وكان يدعى شيخ النجارين كما كان يسمى كبير المهنيين النجارين، وكان متخصص ببناء و صناعةالمذبح في الكنائس ، اي ما يسمى قدس الاقداس (قدشي القاديشي )، وله الفضل في بناء تخديم المذبح ، ليس فقط في كنيسة مار يعقوب وكنيسة العذراء مريم، بل في كل كنائس القامشلي زالين، وهو لم يكتفي فقط بالقامشلي، بل صنعه لمعظم كنائس القرى في منطقة زالين، ولكن اعظم ما قام به، كان إشرافه ومساهمته ببناء كنيسة العذراء للسريان اثوذوكس بالقامشلي، وأظن كتب اسمه في ركن الكنيسة، بماء الزئبق ، كيلا يمحى للأبد، ومن اروع ما سمعته، ان هذا المهندس بالجينات الوراثية ، هو من شارك بإعمار كنيسة العذراء ، دون مخطط هندسي من مكاتب هندسية، بل هو من وضع المخطط الهندسي لها، وبناها بمهارته وخبرته، ودوما كان قلم الرصاص يشاهد بجيبه، وأيضا كان يقول عنه المرحوم المهندس فريد اناويس، ان العم شبو كان يمسك البركال(الفرجار)، بطريقة يعجز عنها مهندسين، رغم تعليمه البسيط،و كان العم شبو يملك علامة فارقة، وهي ان اصبعه الخنصر مقطوعة، فقد قطعه في ورشته بسوق النجارين، وامر اخر، كان السريان وخاصة اهالي مديات، مشهورين في تلبيس ونقش الحجر، على المساكن والاديرة، وبناء وزخرفة جرسية الكنائس ، كنيسة مار يعقوب في القامشلي زالين هي شاهد على ذلك الفن، وهي مزخرفة ومنقوش عليها زخارف وهي أبهة وغاية في الجمال، وزخرفها احد المعلمين من مديات (واتمنى من يعرف اسمه ان يكتبه بمداخلة)، وتعد شاهد على اعمال الفن السرياني عالميا، ، وكانت قد جائت بعثة من الياباني، وشوهدت تبحث في مكان جرسية كنيسة مار يعقوب في زالين، وتم اخذ مجموعة من الصور للجرسية، ويقال ايضا ان منارة الجامع الكبير بالقامشلي عند سوق اللحمة والفرانين ، والخضرة، زخرفها وزينها نفس المعلم المدياتي، الذي زخرف جرسية مار يعقوب، هذه هي القامشلي زالين، صنيعة الزالينيين.
إذا عندما بنيت كنيسة مار يعقوب، واكتمل بنائها بتركيب الناقوس، عند الباب الشرقي، حصلت مزاودة مالية، لأول من يقرع ناقوس الكنيسة، والغاية كانت التبرع للكنيسة الفتية، فقد كانت الطائفة بحاجة لمال كثير لإكمال بناء المرافق، وتم الاتفاق على يوم المزاودة اول يوم الأحد، من اتمام جهوزية الناقوس، واجتمعت الطائفة وحضر خواجات الطائفة والأثرياء، وبدأت المزاودة، وطبعا الاثرياء الخواجات في ذلك الوقت معروفة هي اسمائهم، واحتدمت المزاودة، واخيرا ربحها الخواجة داوود حداد، وكان هو أول من قرع ناقوس كنيسة مار يعقوب، لأوثق انا الآن اسمه وذلك الحدث، في تاريخ زالين المدينة الفاضلة.
كانت أغلب القرى المحيطة ب قبور البيض، مملوكة ومسكونة من قبل عائلات سريانية، تعود بأصولها الى جبل إيزلا الجزء الجنوبي لطور عابدين ، وغالبيتهم العظمى من قريتي، حباب و أربو ومنهم للتذكير : حنا ملكي اسحق من قرية حباب( أحوو الجبلية)،كان يملك مناصفةً مع عزيز قس الياس المارديني وبسندات عثمانية رسمية أراضي قرية (روتان )ومطحنتها المائية. إن أول من وضع حجراً على حجر وبنى داراً بمدينه القامشلي زالين، هو عيسى شمعون ، وأصله من قرية حاح ، ترك قريته أيام السيفو ((كانت والدته متوفاة منذ صغره وكان وحيد والده)) ، وجاء للقامشلي زالين ، فبنى بها غرفتين، الواحدة كبيرة ( اوضا) لاستقبال الضيوف ، والثانية صغيرة ( بخيرية ) لتخزين المؤونة وأعمال الطبخ، وكان الموقع (بعد أن تم بناء البلدة )، تقاطع شارع كنيسة مار يعقوب شمالاً مع طلعة شارع السينمات , مقابل (على شكل اشارة الضرب )مبنى البريد القديم ، ومقابل مكتب أصفر ونجار (لاحقاً دائرة زراعة للدولة ) وعلى الأغلب بنى منزله بين عامي ١٩٢٢_١٩٢٣م ، حسب ما قال ابنها ( ان والدتي ولدت بهذا البيت والتي هي الابنة البكر)، ولدت فيه عام ١٩٢٤ . … .. والهجرة هي ذكريات مؤلمة، هجرتين ارمنيتين ثم يهود قرية عويجة في ليلة واحدة الى نصيبين ومنها لكل انحاء العالم، وبعدها يهود البلد، و من ثم السريان إلى السويد والمانيا، والاشوريين إلى امريكا، لكنها لم تكن موجات الهجرة جماعية كبيرة، حتى عام م٢٠١١م.روى احد المطارنة هذه الحكاية ، انه خلال زيارته لامريكا، زار احد اليهود اللذين هاجروا من القامشلي زالين، فقال انني وجدت في بيته علم سوريانا واقف عل طاولة في غرفة الإستقبال.
عند ترسيم الحدود بين تركيا العصملية وسوريانا، اتت لجنة من عصبة الأمم، التي اعتمدت من حيث المبدأ، خط سكة الحديد الروماني وليس الجسر الروماني، هو الحد الفاصل بين سوريا وتركيا، وهو نفسه خط قطار برلين بغداد أي الخط الموجود حالياً( والذي كتبت فيه الكاتبة اجاثا كرستي روايتها جريمة في قطار الشرق السريع)، وبجهود وانحياز رئيسة اللجنة، السويسرية الآرمنية الأصل كارين يببي، وبعد أن كلمها أرمن حلب، ووضحوا لها حقيقة ما لحق بالمسيحيين عامة في مذابح ١٩١٥م، في تركيا العصملية التي تعرضوا لها من الأتراك العثمانيين، تم إدخال مناطق جديدة لصالح سوريا ( وهناك مدرسة للأرمن بحلب بأسم كارين يببيه) تكريماً للجهود التي بذلتها في ترسيم الحدود .
وفي تلك الفترة من ترسيم الحدود ، طالبت الهيئة التركية ، القيام بتقسيم نهر الدجلة، بين سوريانا وتركيا، فوافق الكولونيل بوانه، وطلب من المفوضية في لبنان، ارسال ضباط بحريين فقدم من بيروت اربع ضباط وباشروا بتخطيط”تلبيك”الدجلة، وكان الاتراك قد عينوا لهم ضابطا، من طرفهم للاشراف على تقسيم دجلة، طال عمل هذه اللجنة ٣اشهر، وقد عثروا خلال ذلك، على اكبر عمق في نهر الدجلة بلغ ٣٠ مترا، وانتهت المهمة اخيرا في (تلبيك)في بيشخابور، واضاف ارمن حلب قرى كثيرى للجغرافيا السوريانية، مثلما اضاف ميشيل بيك دوم مئات القرى للجغرافيا السوريانية، عندما كانوا يتفقون نهارا مع اللجنة المرسلة من عصبة الأمم المتحدة، ويضعون الاحجار التي مكتوب عليها (m) اول حرف من تسم ميشيل بيك دوم، اي ان هذه هي الحدود الجغرافية المتفق عليها بين منقار البطة وتركيا الاتاتركية، وفي الليل كان يستأجر عمال ، ويدفع لهم نقود بالعملة الذهب الرشادي لكي يزيح هؤلاء العمال او القجاغجية،الحجارة المؤشرة، بحيث تربح سوريانا مئات القرى بهذه الطريقة، هذا ما فعله المسيحيين في سوريانا ، إذ اضافوا اراضي تقدر بمئات القرى للجغرافيا السوريانية، وحصدنا النكران والترحيل في ارضنا التاريخية.

الصديق العزيز بيير كوكي،واضع ماكتبه هنا:
جدي المرحوم كورية أدم كوكي، مواليد اقليم غرزان ، غادرها بعد المذابح عام 1926، وسكن مدينة القامشلي نهاية حارة اليهود انذاك، وهو الان تقاطع شارع مدرسة الفرات الى شارع الوحدة، كان يملك عربة يجرها ثلاثة أحصنة، ويعمل على توزيع الريجي ضمن المحافظة، طبعا لا شوارع ولا أرصفة، وبعدها عمل في تجارة المواشي، وكان الحليب ومشتقاته متوفر واهل الحارة ترعرعوا عليها، توفي عام 1993 الله يرحمه له ملكوت السموات.
_ أي ان السيد كورية كوكي، هو من بناة القامشلي زالين.

صورة تذكارية من الزمن الجميل انا بيير كوكي في الصورة على الواقف وعمري 8 سنوات وعلى يميني المختار موسى جبرو غرزاني الله يرحمه وعلى يساري والدي صاموئيل كوكي الله يرحمه ومن الخلف على الوقوف على يمين الصورة الذي يوجد عكال على رأسه الخال ابراهيم شمعون غرزاني الله يطول في عمره ويعيش حاليا في مدينة شتوتغارت بألمانيا وبجانبه الخال المرحوم سيروب نجاريان كان يعمل في رميلان وهاجر مع اخوته واولاده الى ارمينيا عام 1976 وبجانبه عمي المرحوم أدم كوكي والد الدكتور رياض كوكي عمل في رميلان وتوفي عام 1993
الصديق العزيز الاستاذ بيير كوكي فقال:
والدي المرحوم صاموئيل كوكي أبو غسان مواليد عام 1939 وتوفي عام 2003 بحادث سير أليم على طريق دمشق عمل مدرسا للغة العربية عند مدارس الارمن ثم ادى الخدمة الالزامية لمدة ثماني سنوات في صفوف الجيش السوري وتسرح برتبة ملازم اول عام 1972 ومن ثم عمل في الدوائر الحكومية كمالي في مكتب الحبوب بالقامشلي ومن ثم عمل في الاسكان العسكري ومن ثم عمل في مالية القامشلي وأصدقائه يشهدوا له في حسن أخلاقه وتفانيه في عمله له ملكوت السموات سيبقى في ذاكرة كل واحد عرفه…
_ واضيف ايضا بأن ابو غسان عاش وكان قدوة باعماله، وتوفي ورايته بيضاء ناصعة، فحزنت القامشلي زالين على وفاته.
_واضاف السيد يعقوب اسمر بمداخلة اضيفها هنا فقال:
ألف رحمة لروحه الطاهرة ، كان فعلا مثالا للأخلاق والأمانة ، عرفته عندما عملنا في مؤسسة الإسكان العسكري وفي مالية القامشلي ما مال يوما عن قيمه وأخلاقه وأمانته .


من اليمين المرحوم رزوق ( ابن خالة كرمة ابن عمة اسكندر وجان كارات ) مدير مدارسنا المرحوم حنا عبدالاحد ، معلم الاجيال السريانية الملفان عبدالمسيح نعمان قراباشي . …… الاخير وجهه معروف ولكن نسيت اسمه والصورة التقطت في القامشلي في حوالي بداية الستينات .
الف شكر للاستاذ سردنابال للتوضيح عن الصورة هذا.