السريانية تظهر كشبح خافت على مدونات تاريخية
السريانية تظهر كشبح خافت على مدونات تاريخية نجح العلماء باكتشافها دون النص المكتوب عليها

 

تحرير /عنكاوا كوم عن نيوز ويك
ترجمة \ريفان الحكيم

سعى الكتاب  ان تكون مدوناتهم ذات مدى محدود دون ان تكون الرغبة بان تحظى تلك الافكار التي نقلوها  سواء على  المستقبلات المتاحة لاسيما جلد الحيوانات مناسبة لان تصل للاجيال اللاحقة لذلك بقيت  بعض تلك النصوص مخبوءة امام اعيننا  لرغبة تلك الشريحة من الكتاب ان يقوموا بمسح ما دونوه لغرض كتابة نص اخر على ما كان متاحا امامهم   ورغم ذلك فقد دخلت التقنية الحديثة هذا المجال  لغرض استعادة  النصوص السرية  كما داب العلماء في مختبر  الولايات المتحدة  للطاقة في ولاية كاليفورنيا  ليجروا ابحاثا مكثفة  شهدها ( ستانفورد ساينكروترون للاضاءة (SSRL) ) حيث بدا فريق الابحاث  جهوده بتحليل صفحة لم تكن مسبقا قابلة للقراءة كجزء من المقدمة.

 

مجلة نيوز ويك سلطت الضوء على تلك الجهود  والتقت على هامش التقرير الذي اعدته ببيتر بورمان العالم المخصص بدراسة العلاقات بين الحضارات القديمة في جامعة مانشستر في المملكة المتحدة, حيث اعلن  بان “النتائج الاولى تثير الذهن بشكل لا يصدق, هذه شهادة فريدة لهذا النص”.حاول فريق الابحاث تجربة ما قاموا به حينما عملوا على مسح نص كتب قبل  الف عام بعد ان كتب على جلد حيوان , في حوالي العام 500. وتبين انه من السهل ان يمحو الكتاب بشكل مفاجئ عن طريق خدش الحبر من جلد الحيوان. وهذا يعطي الكتاب اللاحقين سطحا نظيفا كافيا لإعادة استخدامه دون العثور على جلد عنزة او غنم اخرى.وبرغم ان النص المحذوف اضحى كشبح خافت  لكن ربما يكون الظل من الصعب رؤيته , الا ان الفيزيائيين المعاصرين يمتلكون اداة لتسليط الضوء عليه: شعاع فائق القوة من الاشعة السينية بعرض شعر بشري. ويستخدم هذا الجهاز, وهو مسرع جزيئي دوري في مختبر التعجيل الوطني التابع لوزارة الطاقة, عادة من قبل العلماء في مشاريع تتراوح من بناء الالكترونيات الى تطوير الادوية.

لكن من حين الى اخر, يتم استدعاؤه لفحص المخطوطات والحفريات وغيرها من الاهداف الاكثر انتقائية. من خلال مسح صفحات المخطوطة بهذه الحزمة, يمكن للعلماء تحديد مكان العناصر الكيميائية الفردية على الصفحة, مما يسمح لهم بتخطيط الاحبار القديمة والجديدة بشكل مفصل.

هذه ليست المرة الاولى التي يتم فيها تصوير الكتاب تحت مجموعة من الاطوال الموجية للضوء في محاولة للحصول على النص الممسوح. استخدم العمل السابق الاشعة الفوق بنفسجية والمرئية والاشعة تحت الحمراء الموجية على النص. لكن بقي من المستحيل فك رموز بعض الاجزاء.

وقال مايكل توث, والذي تنسق اعماله مشاريع تصوير المخطوطات: “نحن مستمرون بالقيام بذلك, لكننا نصل الى حدود تلك القوانين الرهيبة في الفيزياء بصريا”.

بحلول يوم السبت, يعتزم الفريق مسح 26 صفحة من المخطوطة بأستخدام حزمة الاشعة السينية هذه. وقبل البدء بالمشروع, كان يجب استخراج هذه الصفحات بعناية من الربط الحديث للمخطوطة وتسويتها للفحص. تستغرق كل صفحة 10 ساعات للفحص, مما يعني ان الفريق يقوم بتحويل الصفحات بعناية في بعض الاحيان في منتصف الليل لتحقيق اقصى استفادة من وقته مع الجهاز.

اذا نجحت الجهود, فسينتهي الامر بفكرة اكثر وضوحا عن الكتابة المخفية في تلك الصفحات الـ26, والتي تم اختيارها من بين حوالي 226 صفحة من النص المحذوف. كلا الكتابتين, الممسوحة والمرئية, مكتوبة بالسريانية, وهي شكل من اشكال الارامية القديمة. انتهى الامر بان تكون السريانية مصدرا رئيسيا للغة العربية فيما بعد, وبالتالي فان الثقافات الاوربية تحاول الاستفادة من المعرفة القديمة. في حين ان الرسائل المرئية هي نص ديني مكتوب في القرن الحادي عشر, فقد تمت كتابة النص المحذوف فأن النص المحذوف تم كتابته في القرن السادس, ويحتوي على دراسة طبية. يعتقد الفريق انه كتب في دير سانت كاترين في شبه جزيرة سيناء, المشهور بمكتبته.

ذلك النص الممسوح هو ترجمة للكتابات اليونانية القديمة من قبل طبيب يدعى غالين من بيرغاموم, بالاضافة الى مقدمة من المترجم.
وقال برومان” غالين هو الطبيب الاكثر اهمية والاكثر نفوذا في اي وقت مضى.”
كانت معتقداته – مثل فكرة ان الجسد يحكمه اربعة سوائل- توصف بالفكاهة, وان المرض كان نتيجة عدم توازن هذه السوائل- بقيت حجر
الزاوية في الطب في اوربا. هذا جزء من سبب تصميم الفريق على كسر اسرار المخطوطة.
وقال بورمان “في الاساس هذا تاريخنا, وهذا كيف تطور الطب”.

http://www.newsweek.com/ancient-translation-historic-greek-medical-text-rediscovered-using-x-ray-841560