القامشلي ايام زمان… الناس كانوا يدعونها باريس الصغرى… بقلم سمير شمعون.

القامشلي ايام زمان… الناس كانوا يدعونها باريس الصغرى… بقلم سمير شمعون.
1 فبراير 2015 ·


القامشلي ايام زمان… الناس كانوا يدعونها باريس الصغرى… بقلم سمير شمعون.
باريس الصغرى , بهذا الاسم كثير من الناس يحبون ان يدعون القامشلي , وهي منحة فرنسا (كما الجزيرة ) للناجين من الفرمان العصمللي ، وملاذ آمن لهم ، وقد وضع مخطط القامشلي المهندس الفرنسى الجنسية اليوناني الاصل المسيو خرلمبو أو كرلمبو ( شارل لالمبو )، وكان منزله هو بيت جاك شاهين، بالسوق قرب شارع الوكالات، شارع الجزيرة وكان قد نام فيه الجنرال شارل ديغول عام 1930م وفي بيت ميشيل بيك دوم وكان ديغول قد بقي في القامشلي ثلاثة أيام وقتها، عندما زار قضاء عين ديوار عندما استرجعته الحامية الفرنسية من تركيا العصملية الجمهورية. وبعد خرلمبو اشتراه ميشيل دوم، وورثه جاك شاهين من امه وهي اخت ميشيل دوم، وهو جانب بناية بيت منير قواص بشارع الجزيرة اي شارع الوكالات، وحتى عام ١٩٣٢م كان مقابل منزل بيت خرلمبو وباتجاه الجنوب مع تقاطع شارع الوحدةكله فلاة بدو ن عمار، ومقابل منزل خرلمبو كان سوق بيع الغنم والبقر والجمال والخيول والحمير .
هذا ما قاله ابي، وبالمناسبة ابي كان في الجيش الفرنسي، يعمل في المؤسسة العسكرية، ولا زالت حتى الان مؤسسة عسكرية، موقعها مدخل الجسر الصغير للبشيرية، في املاك اليهود وفي ضهره الكنشتة(الكنيس اليهودي)،ومن صفات القامشلي، إذا وقفت فى أي شارع، فانك ترى أربع أطراف القامشلي القديمة (قبل التوسع العمرانى ويا ليتها ما توسعت)
،وقديما كان الجول(البرية ) يبدأ من عند شارع شكري القوتلي ومدرسة العروبة ومدرسة زكى الارسوزى ، وباتجاه الملعب وحاليا هو منتزهات كبرئيل وباتجاه شارع السياحي وباتجاه المطار وزنود، ومن هنا ( مقبرة الكاثوليك والكلدان قرب الملعب)كان يبدأ الزرع حيث كان هناك عدة منازل فقط خلف مقبرة الكاثوليك.وايضا كان يبدأ زرع القمح مباشرة من بعد قصر هدايا باتجاه الكورنيش.
ففي أيام الصيف، كنا أولاد الحارة نستيقظ قبل شروق الشمس،على اصوات السنونو ذلك الصوت الذي احن له ،وافتقده كثيرا، حيث يطلق أول من يستيقظ من النوم صيحة معينة ( ااايياااا)، وكنا ننزل من على التخت فوق السطوح إلى الشارع، وكل واحد معه أكلته المفضلة، هذا خبز تنور وعليه ماء بندورة ورشة نعناع ناشف وفليفلة حمرا ناشفة، وذاك مشحو بتومو ( خبز تنور ومدهون عليه ثوم وملح)، وآخر عنقود عنب، ونتفق على أن نصنع كل واحد منا تعليقة مفاتيح، وكنا ننطلق إلى المشفى الو طني وهو على شارع شكري القوتلي، مقابل كنيسة العذراء للأرمن للكاثوليك، وكانت امي تقول بان المشفى كان يدعى ( ميدان الطيارة )، حيث كانت طيارة الهوليكوبتر تنزل هناك عندما كان ياتي مسؤول من دمشق إلى القامشلى، وبداية نشوء القامشلي ، كانت مهبط ومطار للطائرات، ذات المروحة الواحدة ، وبعدها طائرات ذات المروحتين ولاحقا طائرات اربع مراوح (لم اعد اذكر سم هذه الطائرات)، كنا نذهب لخلف المشفى الوطني، حيث كنا نبحث عن زجاجة إبرة بنسلين فارغة، من برميل خلف المشفى، وكل واحد ياخذ عدة زجاجات ونذهب الى الجول ( النفوس حاليا )، وكان ملىء بالاشواك، حيث كنا نبحث عن النايلون المقسّى وعدة ألوان، كنا نكسر النايلونات القاسية وتدعى ( لوك)ونضعها وبعدة ألوان داخل زجاجة البنسلين، ونلف عنق الزجاجة بسلك ، ونشعل نار بالشوك ونضع الزجاجة المليئة باللوك داخل النار، وبعد ربع ساعة يذوب اللوك داخل الزجاجة، ويأخذ شكلها ونخرجها من النار ونتركها حتى تبرد، ونكسر الزجاجة فيكون لدينا تعليقة مفانيح زاهية الألوان رائعة، لأنها مجبولة بعرقنا وطيبتنا وبساطة تلك الأيام، ويكون الظهر قد حل، ونعود وكل واحد معه عدة ميداليات إلى منزله، حيث نكون عطشانين جدا، فما أن نصل للبيت، حتى نركض لجرة الماء الموجودة بحوش منزل أي واحد منا، ونبدأ بشرب الماء بالطاسة الموجودة جانب الجرة والمربوطة بحبلة، ومن شدة العطش كنا ندخل أيادينا في ماء الجرة، ولتاريخ اليوم أتذكّر كم كان ذلك الماء بارد و لذيذ ومنعش.
والآن اذهبوا و اشربوا كاسة ماء قبل النوم… وتصبحون على ايام كانت مثل الحلم جميلة … وكل العمر سنقول حسافة رحلت… ولن نعود نراها إلا باحلامنا… وفي حكايتنا التي نقصها على الصغار… أيام الشتاء الموحشة.
_ الصور تين توضحان كيف كانت الحياة في القامشلي زالين في الزمن الزاليني ، ولهذه الزالين أشتاق واكتب .والصورة من أرشيف الأستاذة خاتون عندما كانت معلمة في مدرسة فارس الخوري للاشوريين .وهذه الصور تمثل رحلة قاموا بها لكمبات الاشوريين التي كانت صحراء عندما تم طردهم بعد مذابح سيميل عام١٩٣٣ من أرض اشور ارضهم إلى صحراء الحسكة فحولوها لواحة من الحضارة الخضراء وهذه الرحلة كانت إلى قرية تل نصري عام ١٩٧٠م.