القامشلي زالين ايام زمان… ونوستالجيا عيد الرشيش

القامشلي زالين ايام زمان… ونوستالجيا عيد الرشيش
Samir Shamoun
9 مايو 2021 ·
القامشلي زالين ايام زمان… ونوستالجيا عيد الرشيش …بقلم سمير شمعون… 2_2_ 2021
احيانا أسأل نفسي … هل ذلك الزمن الزاليني الساحربكل شئ … الذي كتبته بدقائقه وبأشواقي … هل كان موجودا في الحقيقة … أم خيالي هو الذي صنعه… إنها النوستالجيا لزمن إنكسر… ولن يعود ابدأ كما كان .
ودوما بعد خمسين يوما ، من عيد قيامة المسيح يقع عيد العنصرة ، وبالنسبة لنا نحن الاطفال كان يعني عيد الرشيش ، اي رش كل من يمر بالماء ، ودائما كان يقع عيد الرشيش في وقت امتحانات التاسع والبكلوريا.
وطبعا العيد يكون حيويا على الطقس الارثوذكسي ، كونهم كانوا الغالبية كعدد ، بينما نحن الكاثوليك كنا قلال العدد نسبيا فكنا نعيد معهم ، و اساسا لم نكن نعرف وقتها أنه عندنا نحن ايضا عيد الرشيش .
ويبدأ العيد عندما كنا نعود من قداس صباح الأحد . وطبعا القامشلي كلها تصبح مسبحا ، وعندما كنا نصل للبيت كنت اخرج نربيج(خرطوم) الماء للشارع ، وكذلك يفعل سليمو دولي وابناء سيسيريان وبيت جاك ابلحد بيري وبيت علي عكام وبيت فارس و فايز شماس وبيت هانري حسنو ومقابلهم بيت خالي كولي وزوجها توماس بغدو , وبيت نعيم نجار ، وجانبهم بيت جميلة ملوس ،وجانبهم بيت فلاحة، وجنبهم بيتنا ( يعقوب شمعون)، وبالشارع المتقاطع مع شارع الجزيرة( الوكالات) مع شارع القادم من منتزه كبرييل وسيمونيدوس، يقع بيت اسكندر ميرخان ومقابله بيت فاهرام وفاجي رشدوني، وبجانبه بيت حنا هوبيل حنا ، ومن كل هذه البيوت تمتد خراطيم الماء ، يبدأون الناس بالمرور وكنا نرش عليهم المياه ، وكنا اولا نرش بعضنا بالماء حتى أن تنتقع ثيابنا .
وكان الناس يهربون من المياه ، وكنا نستمتع عندما نكون أول من يرش الماء على شخص مطقم وغير منتقع بالمياه ، وكانوا أهل القامشلي كلهم ، يتنقلون من شارع لشارع ، وكانوا يتلقون رش المياه بفرح وسعادة و صدر رحب ، بالرغم من أنهم يكونون يحملون معهم اشياء يجب أن لا تنتقع ،وهكذا يبدأ الهرج والمرج والضحك والصراخ بفرح عظيم وسعادة لا توصف ، وكانوا الفتيات ايضا يشاركون في هذه الاحتفالات ، وكانوا يتنقلون مجموعات بين الحارات ، وكانت الأجواء تتم بروح اخوية بعيدة عن العداوات ، ولم يكن يحدث اية مشاكل .
وهذا المشهد كان نفسه ، يتكرر في شارع دكان عمو سمعان وخالة شمانة (حارتي)صاحب اطيب كلاسة في العلم وحارة دكان صبري قليونجي وحارة دكان برصومو بحارة الارمن ، وحارة دكان عمو منوفر وكان مكانه جانب ميامي بشارع كنيسة العذراء للسريان اورثوذوكس ، وشارع دكان عمو سليم كوو ، وشارع دكان صدقي ناشيفو وكان ابن عم بيت اصفر ونجار , وشارع دكان عمو ارام ايضا في حارة الارمن وشارع دكان عمو كربيت في شارع الحمام مقابل مدرسة الفرات للارمن ، وفي البشيرية كان الناس يجتمعون في ساحة كبيري و ياخذوا الماء بعيد الرشاش من موتور المي الموجود في بقجة فرحان البنيبلي وكان الموتور بنهاية البشيرية و كانت ساحة كبيرة بحجم ملعب كرة قدم وكانت تتجمع الناس بالمئات ويرشون الماء على بعض بالتنكات النصية وليس الكبيرة .
وعندما كان الاحتفال في شارعنا تفتر حرارته ، كنا ننتقل للشارع الذي بعد بيتنا باتجاه الجنوب ، وكان في تلك الحارة دكان خالي عطية وقبلهم بيت استاذ بيدروس وكان يدرس بمدرسة الارمن وزوجته معلمة سعاد كانت تدرس في مدرسة البروستانت (الاخطل) ، اي شارع الدومينو مع الجزيرة .
حيث كنا نلعب هناك ، وبعدها ننتقل بين الحارات والشوارع والأحياء حتى الساعة الثالثة عصرا ، ويكون التعب قد انهكنا ، لنعود للبيت فنتحمم ونغير ثبابنا وننام.
وعند المساء نجتمع أولاد الحارة لنلعب الكولدن . او التوش .
والان بعد رحيلنا عن القامشلي زالين … اصبح ذلك الزمن بمفرداته دمعة وذكرى … دمعة حارقة حفرت ذكرى بالقلوب الزالينية.
تقديرا لأصحاب الصور التالية ، مساعدتي في نقل وتوثيق ، تاريخ زالين بأمانة،فهم كانوا إحدى شهوده ،وصناعه :
١- صديقي ابو رزوق واسمه جورج قرياقس رزق الله ، كان يكلمني بعشق لا متناهي ، دوما عن القامشلي زالين في الزمن الجميل ، قال لي في احدى المرات ( القامشلي كانت بلد خير وخيرات ، من طاحونة البرغل ربيتو ٢٣ نفس وكبرتون ) ، اسمه جورج قرياقس ابو رزوق ، كان عنده محل قطع سيارات مستعملة ، جنب مخرطة ومصنع ديرخورنيان وشركائه ، وكان عنده طاحونة برغل . مع العائلة في ماميكون عام ١٩٦٨، الله يرحمك ياصديقي العزيز.
٢- صديقتي الخواجاية تشخون ميرابيان : ابنة صاحب سينما كربيس او دمشق ، كانت ناشطة اجتماعية ، في مؤسسة خيرية للصليب الاحمر الارمني في القامشلي ، خلوقة محترمة معطائة .
ويا ارض اشتدي ماحدا قدي ، الله يرحمك ياتشخون( كانت تكلمني عن ذكريات، شلتها من فتيات الطبقة المخملية في زالين) .