القس يعقوب ساكا البرطلي ( ١٨٦٤- ١٩٣١)
القس يعقوب ساكا البرطلي ( ١٨٦٤- ١٩٣١)
هو يعقوب بن بطرس بن الشماس ساكا والدته مومى كني . متزوج من بلو شمعون بتي ال بتي . له اخ واحد هو ابراهيم فقد في زمن سفر بلك . اولاده ١- اسحق متزوج من فريدة شابا ال باسا ٢- الشماس رفو متزوج من فريدة حاوي …
له اربعة بنات ١- لوله متزوجة من جبو حجي ٢- سيدي متزوجة من جنو بتي ٣- حبي متزوجة من متي عازر شمعون شعيا ٤- ريحاني متزوجة من داود ناجو …

. وُلِد في برطلي عام ١٨٦٤ ، هام منذ نعومة اظفارهِ بمحبّة اللغة السريانية وعشق آدابها ، فانكبَّ على دراستها بشوق . قرأ على بعض معاصريه غير أنه لم يجد فيهم من يروي غليله ، لضآلة بضاعتهم اللغوية والأدبية .فقصد الخوري بطرس ججو حنا الخوزمي الكلداني
في قرية كرمليس الذي كان ضليعا باللغة السريانية الشرقية ( الخوري بطرس ججو حنا الخوزمي مواليد كرمليس عام 1843 ووالدته من برطلي من بيت كجميمي وهو من قام بدعوة فرع سليمان القس من برطلي الى كرمليس 1874م )
كرمليس تبعد عن قريته برطلي زهاء سبعة كيلومترات .فكان يقطعها يومياً مشياً على الأقدام ذهاباً واياباً ، في سبيل الاستماع الى درس كان يلقيه الخوري بطرس ججو حنا الكلداني .فتخرج متبحراً بالسريانية ، فعيّن من ثمّ استاذاً لها في مدرسة برطلي مدةً طويلة ، ثمّ في اكليريكية مار متى . رسم شماساً انجيلياً سنة ١٩٠٦ وكاهناً سنة ١٩٢٩، وانتقل الى الاخدار السماوية سنة ١٩٣١في نيسان تاركاً وراءهُ قصائد عصماء جمعها في كتاب واحد بخطّه الجميل ، وكوّن منها ديواناً يقع في مئتي صفحة . وتخليداً لذكرى الشاعر الملهم نشر الاب الراهب ( المطران بعدئذِ) اسحق ساكا سنة ١٩٥٨ بعض هذه القصائد .
ان شعره الرائع ، وسبكه القوي ، وانشاءه السلس كان له براعة أدبية كبرى جال في ميدان الشعر جولة موفقة ، وانكب على منهلهِ ، واغترف حتى ارتوى ، ملأ منه كؤوساً مترعة ، قدمها للنفوس الظمأى ، برهن فيها على علو كعبه في نظمه للشعر واتقانه لفنونه ، ورسوخ قدمه واحاطته بهذا الفن وتعمّقه في مفردات اللغة وضبط قواعدها .
طرق الابواب : الإخوانيات ، الرثاء ، المديح ، والاخلاق والجدل . وله قصيدة في الحكمة الالهية . سمّاه مار اغناطيوس يعقوب الثالث البرطلي ب ” الشاعر الملهم والكاتب القدير ” .
وقال مار اغناطيوس افرام الاول : ” كان ساكا مقتدراً على الشعر ومنظومه وانتهى بقصائد لها رونق وديلاجة صافية ” .ونعته المرحوم مراد فؤاد جقي محرر مجلة الحكمة بالشاعر الموهوب . اماالاب انستاس الكرملي اللغوي الكبير فقال عنه : ” لينعم السريان حقاً بدنّو وضريبيه أفرام وساكا . فإنّ هؤلاء الثلاثة يحملون مشعل الحضارة السريانية وآدابها في القرن العشرين …( ديوان ساكا المطبوع ” مقدمة” )
من مآثره الخالدة عندما رافقوه شيوخ برطلي مترجلين متوجهين الى ديرمارمتى وهو بعمر ٦٥ سنة لكي يرتسموه كاهنا لبرطلي كان يبكي طول الطريق ويترجاهم ان يعفوه عن هذه المسؤولية قائلا : اخوتي انتم لاتعلمون مسؤولية الكاهن فانا لست اهلا لاستلامها والقيام بها وكانوا يشجعونه ويقولون من هو افضل منك لهذه المسؤولية ؟
ومن مآثره ايضاً انه اختلف مع احد ابناء الكنيسة بعد رسامته كاهناً وكان يدعى ( عسكر) فلم ينم الليل كله وعند الصباح الباكر وكالمعتاد قبل ذهابه الى الكنيسة لتقديم الذبيحة الالهية اليومية ( اقامة قداس الصباح )، ذهب الى دار عسكر وطرقه عدة طرقات منادياً باسمه .ففتح عسكر الباب قائلا ماذا تريد؟ فاجابه بهدوءه ورزانته المعهودة ، جئت اطلب منك السماح والمغفرة لكي استطيع تقديم الذبيحة الالهية .فعانقه عسكر بحرارة وادمعت عيناه قائلا انا الذي اخطأت بحقك ابونا وكان علي واجب الاعتذار ياابتي .فرافقه الى الكنيسة لحضور صلاة و قداس الصباح …..
الشماس : ابلحد حنا ساكا البرطلي
الاحد ٢٤ اكتوبر تشرين الاول ٢٠٢١