«المثلث الرحمات مار اوسطاثيوس” قرياقس تنورجي” مطران” الجزيرة” و”الفرات”
«المثلث الرحمات مار اوسطاثيوس” قرياقس تنورجي” مطران” الجزيرة” و”الفرات” السابق حكيم السريان
هو احد أحبار كنيستنا السريانية الأرثوذكسية في مطلع القرن العشرين المميزين ومن الذين كان لهم باع طويل في ميادين مختلفة من حياتهم وتركوا بصمات لا تنسى ولا تمحى، لأنهم سجلوها بل طبعوها بجهودهم المتواصلة وتجاربهم العديدة وخبراتهم المتجددة على الدوام، وأخيراً بالذكريات التي تركوها بين من تعاملوا معهم وخدموهم ونشلوهم من مهاوِ سحيقة، وأنقذوهم من مطبات قاسية، فالمثلث الرحمات المذكور كان واحدا من بين هؤلاء الموهوبين بهذه الصفات .
ولد المطران مار اوسطاثيوس قرياقس في “ماردين” تركيا سنة 1902».
«ينتمي مار اوسطاثيوس قرياقس” إلى عائلة “تنورجي” المعروفة بتقواها وإيمانها وترعرع في مدرسة مدينته ودير مار “حنانيا” “دير الزعفران” على يد المرحوم الراهب “يوحنا دولباني” وغيره من الرهبان والكهنة والشمامسة الذين كانوا يخدمون الأديرة والكنائس آنذاك، وقد عرف منذ نعومة أظفاره بنشاطه، وغيرته ومحبته لكنيسته السريانية الأرثوذكسية وآبائها وعلمائها، لبس الأسكيم الرهباني، ورسم كاهنا بيد المثلث الرحمات البطريرك القديس “الياس الثالث شاكر” الذي لازمه الراهب “قرياقس” في “ماردين” ودير “الزعفران” والقدس وفيها التقى برفيقه الراهب”يشوع صموئيل” مطران الولايات المتحدة وكندا ورافقا المثلث الرحمات البطريرك “الياس” في رحلاته وزياراته بفلسطين وسورية ولبنان والعراق.
أما عن حياته كمطران فقد اقتبل الرسامة الأسقفية في كنيسة السيدة العذراء أم الزنار على يد المثلث الرحمات البطريرك “أفرام الأول برصوم” ودعي باسم مار اوسطاثيوس سنة 1938 وعاش في كنفه كنائب بطريركي نحو خمس سنين وقد لمس فيه البطريرك امائر الذكاء والحكمة والخبرة والفطنة وبعد النظر بتصريف الأمور ما جعله يتوسم فيه الخير والنجاح للكنيسة كما اخذ المطران قرياقس عن البطريرك أفرام قوة الشخصية ومحبة الكنيسة والغيرة على تقاليدها وعاداتها وطقوسها لا سيما الوطنية الصادقة تجاه الأمة العربية وكذلك الحصافة والذكاء في حل المشاكل الطائفية وتكميل حاجات المؤمنين.
وعندما اقتضت الحاجة وطلبته أبرشية “الجزيرة” و”الفرات” مطرانا رسميا لها لم يبخل قداسته به عليها بل تنازل عنه متأثرا ومتألما لابتعاده، وجاء المثلث الرحمات المطران قرياقس إلى “الجزيرة” ومركز أبرشيتها “الحسكة”
وعن المواقف الوطنية التي وصمها المطران “قرياقس” في “الحسكة”
«لم يكن المطران قرياقس بالمثقف تماما بالعلوم واللغات لكنه كان يلم باللغة السريانية والطقوس والألحان وقد أعطاه الله الحكمة والدراية في تصريف الأمور على الوجه المطلوب، وقد تميز بشخصيته التي انطبع بجزء منها من البطريرك أفرام أثناء خدمته في النيابة البطريركية بـ”حمص” وقد فتح صدره وقلبه وعقله لكل أبناء الشعب في الجزيرة بطولها وعرضها ولكل المذاهب والمنتميات والمراجع بالإضافة إلى أبناء شعبه السريان وغيرهم كما خدم العشائر من العرب والأكراد والشيشان واليزيد، وكان الجميع يقصدونه في اقسى الظروف وأحلك الليالي وأصعب الأحوال لهم، فكان يقضي حاجاتهم ويلبي دعواتهم ويفك قيود أسراهم من سجونهم، وينهي مشاكل قتلاهم المعقدة.
ولذلك أطلق عليه تسمية حكيم السريان
وهنا لابد من ذكر حادثة يتذكرها اغلب شعبنا المسيحي في منطقة الجزيرة حين تم اعتقال بعض الشباب ممن كانوا ينتموا الى احدى الأحزاب القومية , فقام بالاتصال بأكبر مسؤول بالبلد وطلب منه الافراج عنهم فوعده باطلاق سراح السريان وفعلاً تم الافراج عنهم .
أين نحن من هؤلاء العظام اليوم ؟
حيث تمر الجزيرة باصعب الاوقات وأبنائها تحت الظلم والاستبداد.

رحمه الرب الاله بواسع رحمته ورحمنا بصلواته

Samir Zako