عرجة جدتي

عرجة جدتي
مرت عقود على رحيلها ولكنيي لليوم لم أنسِ مشيتها
جدتي كانت تعرج بسبب قصر قدمها اليمنى من الولادة
ولم أكن اخجل من مشيتها من صغر سني بل على العكس
كنت أحبها وهي تعرج لأنني كنت أميزها من بين القادمين
عندما كانت تأخذ الفواكه والخضروات لتبيعها في المدينة
كانت ترحل في الصباح الباكر لتعود بعد منتصف النهار
فكنت أجلس في النافذة واترقب عودتها بفارغ الصبر
لأنها في كل مرة كانت تجلب لي لعبة أو تشتري حلوة
فعندما كانت تلوح مشيتها من بعيد كنت اهم بالجري أمامها
ولأستقبلها وأركب على ظهر الحمار لنعود للبيت
وعندما كانت تستقبلني جدتي بعد القبل كانت تمد يدها
إلى عبها ( صدرها ) وتخرج منه ما جلبته لي .
ثم تحملين لترفعني على ظهر الحمار ونكمل العودة للبيت
لذا كنت أحب عرجة جدتي لأنها كانت دليلي لها
وعندما كبرت فكنت أسير معها وأتمهل في مشيتي
لكي لا أسبقها وأشعرها بالنقص .
واليوم بعد مرور عشرات السنين على رحيلها
أحن لرؤيتها وترقب مشيتها التي حفرت ذكراها في كتاب ذاكرتي
رحلت الجدة وبقيت ذكراها بمشيتها خالدة .
الرحمة لكل من رقد على رجاء القايمة .
ابن السريان 30.05.2016