علبة عاجية من نمرود
علبة عاجية من نمرود
أعداد: الدكتورة هند شهاب العبيدي / الهيئة العامة للاثار والتراث
علبة عاجية نادرة تم العثور عليها في القصر المحروق في نمرود تعود للقرن التاسع والثامن ق.م. كانت دائرية الشكل مزخرفة بنقش على هيئة افريز يضم مشهد موسيقي متسلسل الاحداث لموسيقيين يعزفون بمزمار مزدوج ودف يقفون وسط اشجار النخيل واللوتس خلف شخصية مهمة ربما اميرة جالسة اما طاولة بأرجل متقاطعة متكدسة عليها المأكولات الشهية وخلف الطاولة توجد سيدتان ، والمثير بالامر توجد على العلبة نقش كتابي متقطع ومفقود برموز ابجدية تشير الى اسم مالك العلبة ، امكن من خلال تلك الرموز والاشكال المنفذة تحديد اصول صناعتها والتي كانت سوريا فينيقية.
ارتفاع العلبة 7،6سم وقطرها 5سم
محفوظة في المتحف البريطاني
هل هذه العلبة العاجية تشير الى مأتم آرامي ؟
هنري بدروس كيفا
شكرا للدكتورا هند
١- قطعة مهمة جدا و بكل تأكيد ليست أشورية :
* ملامح و لباس العازفين .
* عدم وجود أي حلق في أذنهم .
*الكتابة الأبجدية .
٢- نحن نعلم أن شمش إيلي الحاكم الآرامي في تل برسيب قد هاجم
مدينة دمشق في حوالي سنة ٧٨٨ ق٠م و لم يفك الحصار عنها إلا
أن قدم له ملكها برحدد ابن حزائيل كمية من الذهب و الفضة و قطع
من العاج كانت تزين عرش الملك الآرامي حزائيل ٨٤٣ – ٨٠٣ ق٠م
٣ – بعض هذه العاجيات الآرامية قد وجدت في بلاد أشور و بعضها
قد وجد في مدينة تل برسيب و هذه العاجيات هي موزعة اليوم في
عدة متاحف عالمية .
٤ – المشكلة هي أن الباحثين في أوائل القرن الماضي قد أكدوا بأنها
أشورية و بعض المتاحف ( متحف اللوفر في نهاية القرن العشرين )
كانت تؤكد إن هذه العاجيات هي ” سورية فينيقية ” مع إن إحدى القطع
فيها كتابة آرامية ورد فيها إسم الملك حزائيل !
٥- في المعرض الذي جرى في متحف اللوفر السنة الماضية حول
الآراميين و الحثيين , جرى عرض بعض تلك العاجيات و إكتشفت
أن الباحثين المسؤولين عن المعرض قد أكدوا أن تلك العاجيات تعود
للملك حزائيل الآرامي .
٦ – للأسف المتحف البريطاني لا يشرح أكثر حول هذه العلبة ؟ و هل
هنالك دراسات لغوية حول الكتابة الأبجدية ؟
٧ – إنني أرجح أن تكون هذه العلبة لها علاقة مباشرة مع ” المأتم ” أو
ذكرى الأموات التي كان يقيمها الآراميون لأهاليهم المتوفين:
* شكل الكرسي و الطاولة يشبه كثيرا ما وجدناه عند الآراميين .
*كانت العادة عند الآراميين أن يزوروا المدافن و يجلبون معهم الطعام
و الشراب . و هذا الطعام كانوا يأكلونه هم و لا يتركونه للأموات كما
كانت العادة عند المصريين في القديم .
*” مشهد المأتم ” عند الآراميين ظل مننشرا عندهم و هذا واضح في
النصب المكتشفة في تدمر .
٨ – للأسف لا يوجد أي كتابات آرامية تلقي الأضواء حول معتقدات
الآراميين الدينية . هنالك نصب آرامي قد أكتشف في سمأل يؤكد لنا
أن الآراميين كانوا يهتمون كثيرا لبناء نصب أو مشهد جنائزي لهم
و لأفراد عائلتهم و كانوا يسمونه بالأرامية ” المقام “.
٩ – أخيرا هل هذه العلبة هي فعليا تشير الى” مأتم آرامي ” و هل كان
الموسيقيون – الذين نراهم – يشاركون في المآتم كما يحدث اليوم ؟
اليوم صرنا نعرف أن الآراميين كانوا يقيمون ” ذكرى لأمواتهم ” في
كل سنة و في يوم محدد .
١٠ – نصب KTMW خادم Panamuwa ملك سمأل يذكر أنه
في ” الشاهد ( النصب ) يوجد النبش ( في الآرامية ܢܒܫ ) ” و قد
إختلف المؤرخون في ترجمة ܢܒܫ فمنهم من يؤكدون إنها الروح أو
النفس و منهم من يؤكد أن ܢܒܫ لم تكن تعني الروح كما هي اليوم !
ملاحظة مهمة إن اللغة الآرامية قد تطورت في العهد الفارسي و صارت
بعض حروف الأبجدية مثل الباء تقلب الى فاء و حروف القاف تقلب الى
عين مثل لفظة ܢܒܫ أصبحت ܢܦܫ أي النفس كما في اللغة السريانية اليوم
ܢܦܫܐ أي النفس !

 

أعجبني

تعليق