لماذا يا أستاذ هنري لا تجامل السريان الضالين ؟
لماذا يا أستاذ هنري لا تجامل السريان الضالين ؟
هنري بدروس كيفا
منذ حوالي ١٧ سنة كنت في زيارة لمدينة ديترويت و كنت سألقي محاضرة على إخوتنا السريان . أجريت مقابلة مع الراديو الكلداني هنالك
للإعلام عن موعد و مكان المحاضرة .
و كان المستمعون يستطيعون أن يتصلوا و يبدوا رأيهم حول المواضيع
المطروحة … طلب مني الأخوة المسؤلون عن النادي الكلداني أن ألقي
محاضرة عندهم و الموضوع هو ” هل التسمية الكلدانية هي قومية أم
مذهبية ؟” …
خلال اللقاء على الهواء كنت أستخدم التسميات العلمية الأكادمية و هذا
مما أزعج بعض الأخوة من السريان الشرقيين المدعين بهوية أشورية غير علمية . ولم تتوقف الإتصالات حتى بعض إنتهاء البرنامج !
خرجت من الصالة و بعد ٧ دقائق طلب مني الأخ المسؤول أن أرد
على الهاتف على أحد الأخوة من السريان الضالين ! لم أعد أذكر أسمه
و طبعا هو غير مهم فكما تعلمون هنالك المئات مثله الذين يدعون عن
جهل بهوية أشورية غير علمية !
قال لي : هل تعلم إذا إتفقنا أنت و أنا فنحن نستطيع أن نوحد شعبنا !
قلت له : إنني باحث في التاريخ و لست سياسيا …
قاطعني : هل ممكن أن نلتقي و نتحدث معا ؟
أجبته : إنني مشغول و سوف أحضر للمحاضرة التي سألقيها …
قال لي : طيب هل ممكن أن نتكلم معا بضعة دقائق قبل المحاضرة لأنني
عندي أسئلة حول موضوعك !
أجبته مسرعا : أكيد سوف أكون في الصالة قبل الوقت المحدد و نستطيع
أن نتحدث أما أسئلتك فالأفضل أن تكون بعد إلقائي للمحاضرة و إنني
أرحب بكل سؤال !
بعض المفاجاءات قبل و بعد المحاضرة !
١ – السرياني الضال كان ينتظرني مع ثلاثة سريان ضالين مثله و قد
طلب مني رأسا ” أعطيني محاضرتك كي ألقي نظرة عليها…”
أجبته إنني لا أقرأ المحاضرة و لكنني ألقيها و أكتب رؤوس أقلام حول
الموضوع…
أجابني : يعني سوف تستخدم نفس التعابير كما جرى في الراديو ؟
الكلدان قد إنشقوا من الكنيسة و الشعب الأشوري و إنني أريد أن أعرف
جوابك على السؤال المطروح ” هل التسمية الكلدانية هي قومية أم
مذهبية ؟”
أجبته فورا : سوف تسمع جوابي بعد ساعة من خلال محاضرتي !
قاطعني صارخا : التسمية الكلدانية هي مذهبية و أريد جوابك الآن!!!
و هنا كان كاهن رعية السريان الكاثوليك قد شاهد حدة النقاش فأخذني
من يدي و قال لي : لا تتعب نفسك مع هؤلاء ….
٢ – خلال المحاضرة قام هؤلاء الأخوة الضالون بمقاطعتي و كانوا
جالسين في الصف الأول الأمامي : السرياني المثقف لا يحق له مقاطعة
المحاضر و إذا كان فعلا واثقا من نقده فهو يستطيع أن يسأل أمام الجميع
سؤاله أو يدلي بمعلوماته التي تخالف الأستاذ المحاضر !
لقد حاول هؤلاء الأخوة أن يشوهوا الموضوع المطروح من خلال أسئلتهم
السطحية التي تشير الى تعصبهم و جهلهم . الأخ السرياني الضال بعد
سؤاله الأول إذا به يطرح سؤالا ثانيا و يريد أن يطرح سؤالا ثالثا و قد
طلب منه المسؤول أن يسمح للأخرين أن يسألوا هم أيضا و كانوا حوالي
١٦٠ شخص !
أحدالحاضرين قال لي حرفيا ” ليس عندي أي سؤال و لكنني أريد فقط
أن أشكرك على رباطة جأشك و تحملك و صبرك !”
٣- بعد إنتهاء المحاضرة و الأسئلة العديدة أردت أن أذهب الى التواليت
و إذا بي أرى إبنة أختي تلحقني كي تحرسني و هي تنظر في كل الجهات و لم أفهم لماذا هي متخوفة ؟
أخيرا عرفت السبب : الأخ البطل السرياني الجاهل كان يراقبني بعد
خروجي من صالة المحاضرة و كان قد طلب من أحد الشباب المتواجدين
أن يقوم بضربي و لحظه التعيس كان ذلك الشاب إبن أختي الذي أجابه
” إن الأستاذ المحاضر هو خالي و لا يستحق الضرب و لكن الإحترام
لأنه متخصص في التأريخ و قد سمح لكم بطرح كل أسئلتكم و قد أجابكم
عليها!”.
٤ – المفاجأة الكبرى !
خلال الوليمة التي قدمها لي المسؤولون عن النادي قالوا لي ” إن الأخ
الذي تهجم عليك كان قد إتصل برئيس النادي- الذي كان متواجدا خارج
الولايات المتحدة – و قد حاول بكل الطرق إلغاء المحاضرة مدعيا بإنك
لست باحثا و إنك تقسم شعبنا !
بعد كل هذا الشرح أعتقد أن السريان الغيورين سيعرفون لماذا أنا بشكل
خاص و كل باحث نزيه لا يجامل كل أخ متطفل أو مدعي أو منافق في
الأمور التاريخية .
إنني أنتمي الى عائلة سريانية رهاوية و منذ صغري حلفت أن أتعمق في
تاريخ الرها مدينة أجدادي . لقد وجدت عددا كبيرا من الطروحات التاريخية الخاطئة حول الرها و قد صححتها و لكنني إكتشفت معلومات
عديدة و مهمة حول تاريخ السريان و هويتهم الآرامية .
لقد تعلمت- مع الوقت و الخبرة – بأنني إذا جاملت فئة من السريان الضالين فإنني سوف أضطر الى مجاملة كل سرياني يردد طروحات
تاريخية خاطئة !
المجاملة بكل بساطة تعني أن كل السنوات التي تعبت فيها في البحث
و التدقيق و التصحيح سوف تذهب هدرا !
المجاملة تعني بأنني لا أناضل من أجل هوية تاريخية علمية .
المجاملة تعني بأن لي مصالح ليس لها علاقة بالبحث العلمي الأكاديمي!
أخيرا سياسة المجاملة تعني لي بأنني أثق بالمثقفين السريان أو – لا سمح
الله – إنني أستطيع أن أجامل و أن لا أحد من السريان المثقفين سيلاحظ
بأنني أجامل !
إنني أفضل مئة مرة أن أصافح يد سرياني غيور مهتم بتاريخ أجداده
العلمي و لا يهمني أي سرياني مدعي يستخدم منصبه أو ماله أو فنه
للإدعاء بطروحات تاريخية خاطئة حول هويتنا السريانية الآرامية !
الصورة المرفقة
١ – كل من يرفع هذا العلم الآرامي هو أخي بالإنتماء الى شعبنا الآرامي العظيم !
٢- لا يهمني أن أعرف أسماء هؤلاء الشباب الغيورين و لكن المهم أن يعرف كل أخ سرياني أن كل من يرفع هذا العلم يؤمن بتاريخنا العلمي !
٣- من الرائع إن بعض السريان يرفعون علمنا في الصيف و البعض الآخر- كما في الصورة – في فصل الشتاء و في أعلى الجبال !
٤- هذا العلم هو في قلوبنا في كل فصول السنة ! إذا كانت أقلية من أبناء شعبنا يحملونه اليوم ففي السنين القادمة هذا العلم سيكون علم كل مسيحي ( جميع مسيحي الشرق ما عدا أخوتنا من الأرمن و الأقباط ) وأغلبية أخوتنا المسلمين الذين ينتمون مثلنا الى الآراميين !