ترجمة وتحقيق الآشوريون الجدد للبروفيسور جون جوزيف ج5

ترجمة وتحقيق الآشوريون الجدد للبروفيسور جون جوزيف ج5
يتبع ج4
استشهد الباحث فراي من كتاب الأستاذ جون، فردَّ عليه الأستاذ جوزيف بمقال مستقل، لكننا أعطينا عنوان المقال ج5

ب- رد الأستاذ جون جوزيف على مقال فراي: آشور وسوريا: المترادفات
ترجمة وتحقيق موفق نيسكو
البروفسور ريتشارد فري يبدأ مقالته بالقول إن الالتباس (الارتباك) موجود بين الكلمتين المتشابهتين (سوريا وآشور) على مدار التاريخ حتى يومنا هذا، ومما يؤسف له أن هذا المقال يُديم (يُخلِّد) الالتباس [1]، وفي ملاحظاته الختامية يخبرنا فراي أن نقاشه بشأن استعمال اسم، الآشوري / السرياني، قد أظهرت حقيقتين بوضوح، الأولى: ارتباك الغربيين في استخدام اسم سوريا للجزء الغربي من الهلال الخصيب، واسم آشور للأرض القديمة شرق الفرات، والثانية: استعمال الشرقيين لم يفرق بين الاثنين إلاَّ عندما يكون متأثراً بالغرب، أو لأسباب خارجية أخرى، ودعونا نلقي نظرة على هاتين النتيجتين أكثر:

أولاً: استعمال الغربيين لاسمـي سوريا و آسيا كان في وقت ما، حين لم يكن الغربيون (الإغريق، اليونان)، على دراية كاملة بالشرق الأدنى، ولم يكونوا يفرقون بين سوريا وآشور، لاسيما عندما كان الآشوريون لا يزالون في السلطة، ولكن في وقت مبكر من القرن الخامس قبل الميلاد أي بعد سقوط نينوى بقرنين تقريباً، فهيرودوتس بشكل واضح جداً يُفرِّق بين المصطلحين والمناطق، وتظهر أبحاث Randolph Helm راندولف هيلم، أن هيرودوتس بأمانة وباستمرار ميَّز بين أسماء سوريا وآشور واستعملها بشكل مستقل عن بعضها، وأن سوريا/ السوريين بالنسبة له، هم سكان بلاد الشام الساحلية بما في ذلك شمال سوريا، فينيقيا، وفلسطين، ويشدد هيلم على أن هيرودوتس لا يستخدم أبداً اسم سوريا للإشارة إلى بلاد ما بين النهرين، فبلاد آشور هي في بلاد ما بين النهرين بالنسبة لهيرودوتس، ولم يستعمل اسم آشور أبداً لينطبق على سوريا، فالتمييز الواضح المثبَّت عن هيرودوتس، بتعليقات هيلم، كانت مفقودة عن مؤلفين كلاسيكيين لاحقين، فبعضهم فسَّر تاريخ هيرودوتس الكتاب السابع، فقرة 63، أنه إشارة إلى الفينيقيين أو اليهود، أو أي شرقيين آخرين على أنهم آشوريين [2].

في التعليق على موضوع استخدام آشور / سوريا كما هو مذكور أعلاه، ففي تاريخ المؤرخ هيرودوتس، كتاب 7، فقرة 63، تحدث (فراي) بشكل سطحي، وليس من مدة طويلة عن أن اليونان أطلقوا على الأشوريين اسم السوريين، السريان، لكن بدون حرف A كما هو على الاسم الأول، وفي الصفحة التالية فإن هيرودوتس يمثل نقطة تحول في الفصل بين المصطلحين عندما أصبح الإغريق على دراية ومعرفة أفضل بالشرق الأدنى وبشكل خاص بعد إسقاط الإسكندر الأكبر للإمبراطورية الأخمينية في القرن الرابع قبل الميلاد، فعندما حكم اليونانيون والرومان المنطقة لاحقاً، تَقيَّدوا (التزموا) باستعمال اسم سوريا على الأراضي الواقعة غرب الفرات.
خلال القرن الثالث قبل الميلاد (280 ق.م.) وعندما تمت ترجمة الكتاب المقدس العبري إلى اليونانية (السبعينية) لكي يستعملها اليهود اليونان في مدينة الإسكندرية، تمت ترجمة مصطلح الآراميين والآرامية من الكتاب المقدس العبري إلى اليوناني ب (سوري، سريان، واللغة السريانية) على التوالي [3].

خلال القرن الثاني قبل الميلاد نعلم أن، Posidoniu بوسيدونيوس، وهو يوناني كان يعيش في سوريا، وكتب: إن الناس الذين نُسَمِّيهم (نحن اليونان) السوريين، السريان، هم يُسَمُّون أنفسهم آراميون، والشعب في سوريا هو آرامي [4] ، وبوسيدونيوس الذي كان بلا شك مدركاً للالتباس الذي كان موجوداً في أيامه بين المصطلحين الآشوريين والسوريين (السريان)، يعرف جيداً أنه مهما كانت العلاقة الاسمية بين الاسمين، فإن جغرافية بلاد آرام (سوريا)، وجغرافية بلاد آشور، هما جغرافيتان مختلفتان عرقياً وثقافياً ووجوداً (كينونةً)، وتم التعبير عن هذه النقطة بشكل جيد من قبل Heinrichs في مقالته الموضحة أعلاه، فهو يتحدث بحدة وحزم عن الاستمرار بهذا الأسلوب الساذج في تحديد أساس الهوية أو الهوية شبه الشخصية وأسماء المجموعات السكانية في ظل هذه الأخطاء الموجودة في كل مكان وفي كل أدب تبريري كتبه المؤرخون بدون التدقيق (التوجيه) اللغوي [5].

يقول فراي في إشارة إلى لوسيان أو لوقيان الساميساطي +180م تقريباً: دعا لوسيان شعب سوريا، آشورياً، لكن فراي نفسه قال في ص33: “أنا الذي كتب ذلك”، ويوضِّح هذا القول التمييز الواضح لهيرودوتس وآخرين من بعده، وهذا الأمر فات (انطلى) على بعض المؤلفين الكلاسيكيين لاحقاً، ويلاحظ فيروس ميلر من جامعة أكسفورد هذا الخلط بين سوريا وآشور ويشير إلى لوسيان، وطيطانوس الذي يرتبط نفسه أيضاً مع آشور قائلاً إنه ولد في بلاد آشور، لذا لقبه “طيطانوس الآشوري”، فميلر وضَّحَ وكتب أن لقب طيطانوس هو اليوناني وأنه ولد في بلاد آشور الجغرافية، “لا أكثر ولا أقل” مما فعل غيره من الكتاب اللاتين الذين كتبوا اسم طيطانوس “طيطانوس اليوناني” كما كتبوا أن لوقيانس السميساطي هو من سميساط [6].

ثانيا: استعمال الشرقيين لاسمي سوريا وآشور: هنا تظهر الحقيقة بوضوح وهي أن المصطلحين لم يكونا متميزين عن بعضها إلاَّ بتأثر النفوذ الغربي ولأسباب خارجية أخرى، وهذا لا يعني أنه لم يكن هناك التباس في استعمال هذه المصطلحات شرق الفرات أيضاً، وهذا الارتباك في هذه المناقشة حسب رأي، ناتج من المؤلف (فراي) نفسه، وأود أن أشير أدناه على نحو خاص ما وجدته من أمور مُحيرة عنده.

يقول فراي في ص32: أُطلق على اللغة الآرامية لاحقاً السريانية في الغرب أو الآشورية في الشرق، وهنا أذكر موضوع سابق في استخدم الشرق للأسماء خاصةً الأرمن، فنحن قلنا إن كلمة “Asori” في الأرمنية تُشير إلى السريانية الكلاسيكية التي هي لهجة آرامية، دعيت السريانية من الرومان، لكن الأرمن دعوها آشورية، وهو فهم خاطئ وواضح، وما هو مُغيَّب من العبارة أعلاه (أي غيَّبه أو بتره فراي) هو أن كلمتي سريان وآشوريين في اللغة الأرمنية تبدأ بحرف A، لكن الكلمتان تتميزان عن بعضهما البعض، فكلمة (Asori) تُشير إلى الشخص السرياني )الآرامي) المفرد مثل كلمة (Suraya، Soroyo السريانية الآرامية)، وجمعها في الأرمنية (Asoriner السريان)، واللغة السريانية “الآرامية” في اللغة الأرمنية هي (Asoreren)، بينما كلمة آشوريين في الأرمنية هي (Asorestants’i).

الاسمان الجغرافيان لسوريا وبلاد ما بين النهرين أيضاً واضحان في اللغة الأرمنية، فكلاهما يبدأ بحرف A، لكن اسم سوريا هو Asorik، وهو الاسم التقليدي لسوريا في اللغة الأرمنية، بينما اسم بلاد آشور هو Asorestan، وقد كتب البروفيسور الأرمني Sanjian إلى الكاتب فراي رسالة موضحاً له ذلك [7].
———————-

الهوامش

[1] علماء الساميات المعروفين مثل فرانز روزنتال عميد جامعة ييل للدراسات الآرامية في أمريكا لأكثر من جيل من وجهة نظره أن السريان والآشوريين هم من أصول مختلفة تماماً، ولو أن ذلك سيبقي للمؤرخين مستقبلاً إثبات صحة الرأي. انظر Rosenthal’s ، (البحوث الآرامية)، وعن هذا الموضوع راجع مقال، Wolfhart Heinrichs زميل فراي في جامعة هارفارد، بعنوان (The Modern Assyrians-Name and Nation، الآشوريين الجدد أو الحديثين-الاسم والأمة)، Festschrift Philologica Constantino Tsereteli Dicta, Silvio Zaorani، تورينتو 1939م، ص104-105.
[2] انظر Helm هيلم، تاريخ هيرودوتس، ك 7 فقرة 63، والدلالات الجغرافية لبلاد آشور في العصر الأخميني (ورقة قدمت في الجلسة 190 في الجمعية الشرقية الأمريكية في سان فرانسيسكو، أبريل 1980م). انظر أيضاً (Greeks’ in the Neo-Assyrian Levant and ‘Assyria’ in Early Greek Writers، اليونان في بلاد الآشوريين الجدد، وآشور المشرق عند الكُتَّاب اليونان الأوائل، أطروحة دكتوراه، جامعة بنسلفانيا 1980م، ص27-41)، انظر أيضاً تاريخ هيرودوتس ك 1، 105، ك 2، 106. كما أوضح الراحل أرنولد توينبي أن (Syrioi، السريان)، هم الأشخاص الذين شملهم هيرودوتس ضمن منطقة الضرائب الخامسة التي تشمل كل من فينيقيا وما يُسَمَّى بفلسطين، سوريا،ً مع قبرص، ويؤكد توينبي أن السريان ليسوا من شعب بلاد آشور التي شملت بابل وهي المنطقة التاسعة في قائمته. (A Study of History، دراسة التاريخ، 1954م، مج7 ص654 n. 1. وانظر جورج راولنصونGeorge Rawlinson ، (The History of Herodotus، تاريخ هيرودوتس)، Manuel Komrof، نيويورك 1956م، 2 ص115.
(نيسكو: استخدم هيرودوتس اسم سوريا على كل أنهار آسيا، واسم ليبيا على قارة أفريقيا، وللمزيد حول، ك 7 فقرة 63 من تاريخ هيرودوتس، انظر كتابنا، فصل: ثلاث حجج هزيلة فقط للسريان المتأشورين، أولاً: المؤرخ هيرودوتس 484-425 ق.م.).
[3] واصلت النسخة المعتمدة من الكتاب المقدس استخدام المصطلحات التي وردت في الترجمة السبعينية إلى سنة 1970م، ثم بدأت تستعمل اسم، الآراميين والآرامية، من النص الأصلي العبري.
(نيسكو: وهذا دليل دامغ على أن السريان هم الآراميون فقط وتحديداً، مثلما الهنكار المجريون، والأرارتيون هم الأرمن، والأثيوبيون هم الأحباش، فعندما قام اليهود بالترجمة السبعينية للكتاب المقدس سنة 280 ق.م. من العبرية إلى اليونانية خصيصاً ليهود مصر الذين كانت عبريتهم قد ضَعُفتْ لأنهم كانوا يستعملون اليونانية، فتم تغير كل كلمة آرام وآرامي وآرامية فقط إلى سريان وسرياني وسريانية، لأن اسم سوريا بدل آرام كان قد انتشر بقوة، والدليل الآخر الدامغ هو أن التبديل استثنى اسم العلم (آرام) لأشخاص، مثل آرام بن سام وآرام بن حصرون، لأن المقصود: أن كل آرامي هو سرياني فقط، مثلما شخص معين اسمه الشخصي، مجر أو ارارت، أو حبش، لكن يبقى اسمه الشخصي الأصلي المعروف به، ولا يستبدل بهنكار أو أرمن أو أثيوب).
: انظر J.G. Kidd, Posidonius, Cambridge Classical Texts and Commentaries، ج2 ق2 ص955-956. وانظر Arthur J. Maclean، آرثر ماكلين، (Syrian Christians، المسيحيون السريان،Encyclopaedia of Religion and Ethics، موسوعة الأديان والاثنيات)، Frederic Macler، فريدريك ماكلر،Syrians or Aramaeans) ، السريان أو الآراميون)، الذي يوضِّح أن اسمي السريان والآراميين هما اسمان مترادفان، وهذا أمرٌ مسلمٌ به، وانظر سبستيان بروك، Sebastian Brock، (Eusebius and Syriac Christianity، أوسابيوس والسريان المسيحيون) في (Eusebius, Christianity, and Judaism، أوسابيوس، المسيحية، واليهودية)، للمحررين،Attridge و Gohei، ليدن 1992م، ص226.
[5] مصدر سابق، ص102-0103
[6] انظر Millar، ميلار، (The Roman Near East، الرومان والشرق الأدنى) 31 ق.م.-337م، كامبردج، 1993م، ص227، 454-455، 460. (نيسكو: اليونان سَمَّوا طيطانوس، اليوناني، لأنه كتب إنجيل الدياطسرون باليونانية، أمَّا لماذا يرد اسمه آشوري أحياناً؟، فلأنه اسم جغرافي، فطيطانوس ولد قرب الموصل أسوةً بالسميساطي المولود في سميساط، وهو لم يقل إني آشوري، بل ولدت في بلاد آشور، ويرجَّح أنه ولد قرب الموصل، وعاش في الرها، كما يُعتقد أنه ولد في أربيل، ومعروف أن الموصل وأربيل اسمهما الجغرافي في المصادر السريانية، أثور، خاصةً الموصل، فطيطانوس الأثوري، يعني الموصلي، ويقول مرمرجي في مقدمة كتاب الدياطسرون لطيطانوس: آشوري، أي أنه عاش في بلاد ما بين النهرين قرب نهر دجلة شمال العراق الحالي. انظر كتابنا، فصل: أسماء مدينة الموصل ومنها اسم وأثور. وانظر يوسف حبي: كنيسة المشرق التاريخ العقائد الجغرافية الدينية ص242).
[7] انظر كاتب هذه السطور (جون جوزيف)، (The Nestorians and Their Muslim Neighbors، النساطرة وجيرانهم المسلمين)، طبعة برنستون، 1961م، ص15، n. 35. ومعلوماتي تؤكد أن الراحل Avedis Sanjian، Narekatsi أستاذ الدراسات الأرمنية في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، أرسل في 10 أكتوبر 1994م، رسالة استشارية (توضيحية) ل Heinrichs أيضاً، مرجع سابق، ص106-107م.

وشكراً/ موفق نيسكو/ يتبعه ج أخير

البطريرك ساكو ومشكلة اللغة العربية

البطريرك ساكو ومشكلة اللغة العربية

أصبحت مسألة الطقوس واللغة تجارة في كنيسة الكلدان، ففي كل يوم يطلع علينا أحد الكلدان بانتقاد جديد للبطريرك لويس ساكو على أنه المسؤول عن تعريب الكنيسة، ومنهم السيد الدكتور ليون برخو زميل البطريرك سابقاً، فيرد عليه البطريرك ساكو قبل ثلاثة أيام ردَّاً ضعيفاً غير موفق، فساكو شخصية متقلِّبة وضعيفة ومهزوزة أمام المتعصبين والجهلاء من القوميين الكلدان الجدد، وهو شخص يملك علماً، لكنه غير مبدئي، لا علمياً ولا كنسياً، ويتنصل من كلامه ويزوِّر إذا همس في إذنه أحد المتعصبين لغاية معينة، فهو دائماً يقول: لغتنا وكنيستنا وطقوسنا سريانية، ولا وجود لكلدان في التاريخ المسيحي..إلخ، لكنه يزوِّر ويحاول التمويه واللعب بالكلمات عندما يخضع للمتعصبين، عدا أفكاره الهرطوقية النسطورية، كإنكاره بتولية العذراء وغيرها، لذلك فإن انتقاد برخو وغيره للبطريرك ساكو هو أقل من مما يجب، لكن ليس في هذا الموضوع الذي يكرره برخو دائماً، وهو أن البطريرك ساكو يستعمل اللغة العربية ويشجعها وهو المسؤول عن التخلي عن لغة وطقس وتراث الكلدان.إلخ، لذلك نحب أن نوضح للقارئ الكريم، ما يلي:

1: إن انتقاد السيد برخو وغيره للبطريرك ساكو هو لأغراض دعائية فقط، وليس له قيمة علمية أو أكاديمية، خاصة أن السيد برخو  يقول ويؤكد مراراً أن لغة الكنيسة الكلدانية هي السريانية، وهي نقطة تحسب له، وعليه فالهدف من انتقاد برخو للبطريرك ساكو بتعريب الكنيسة دعائي، فساكو ليس مسؤولاً عن تعرَّيب رعيته، وكنيسة المشرق بشقيها واسميهما الحديثين الجديين المنتحلين اللذين أطلقهما العرب الغرب (الكلدان والآشوريين)، كانت قد تعرَّبت منذ القرن العاشر الميلادي، والبطريرك ساكو وليون برخو وجهان لعملة واحدة، ولكن كل واحد له آلية معينة، فقد ردَّ البطريرك ساكو على انتقادات برخو وغيره بتاريخ 3/ 5/ 2020م، بعنوان: (كنيسة اللُّغة أم لُّغات الكنيسة) وكعادته كان ردَّه غير موفق، وتنصَّل عن الحقيقة، فرغم أنه ذكر اللغة السريانية واستعمل كلمة سورث التي تعني بحسب السريانية، إلاَّ أنه مثل زميله ليون برخو حاول التمويه واللف والدوران بإيهام القارئ أن هناك فرقاً بين اللغة والطقس..إلخ.

2: أغلب رعية الكلدان يفضلون القداس باللغة العربية وعندما يكون القداس بالعربية تكون الكنيسة مزدحمة أمَّا عندما يكون الطقس سرياني (الذي يُسمِّيه بعض المزورين المتكلدنين، كلداني)، تجد الكنيسة شبه فارغة، وحتى في عقر دار المطران المتعصب المتكلدن سرهد جمو في كاليفورنيا، هناك قداس باللغة العربية والحضور أكثر من اللغة السريانية والإنكليزية، لذلك لا يستطيع البطريرك ساكو إجبار رعيته ممن أصبحت لغتهم الأم الثقافية هي العربية أن يحضروا قداساً بلغة أخرى، ولو فرض ساكو لغة أخرى، لما حضر القداس أحد منهم، والسيد برخو نفسه يكتب لأبناء كنيسة الكلدان لدغدغة مشاعرهم لأغراض دعائية، لكنه يكتب لهم بالعربية، ولو كتب بالسريانية، لن يجد أحداً يقرأ له سوى شخص أو اثنين، فما هو الفرق بين ساكو كبطريرك في الأمور المدنية، وبرخو كعلماني، ولماذا لا يسبق برخو البطريرك ساكو ويكون قدوة، ويكتب برخو لأبناء كنيسته بالسريانية (أو كما يحلو لبعض المتعصبين أن يسموها زوراً، كلدانية).

3: مشكلة تعريب كنيسة الكلدان قديمة وقبل ساكو، فالأب انستاس الكرملي يستهزئ بالمطران المتكلدن أدّي شير +1915م الذي قال: الكلدان في العراق وديار بكر يتكلمون العربية ويحتقرون لغة أجدادهم، فيقول الكرملي: الغاية من اللغة هي التفاهم، والتفاهم هو مع الأحياء وليس الأموات، ولغة الأحياء والتعايش والرزق في مناطقهم هي العربية وليست الآرامية، ويضيف الكرملي قائلاً لأدي: (عليك التعيَّش ثم التفلسف)، فلو فرضنا أن جميع العراقيين تعلموا الآرامية، فهل يستطيعون التعيش بها؟، لذلك فهؤلاء الكلدان القرويون والجبليون عليهم تعلم اللغة التي يرتزقون بها قبل أن يتقنوا لغة مماتة، وهؤلاء يتكلمون العربية لأنها حية ولغة وطنهم، ولو لم تكن كذلك لتركوها كما يُترك الأموات حتى وإن كانوا أعزاء (يقصد أن الكلدان تركوا لغتهم العزيزة وأصبحت ميتة عندهم) (مجلة لغة العرب 1913م، يونيو، عدد 12، ص578-581).

4: ذكرنا أكثر من مرة أنه إذا استمر البطريرك ساكو على نهجه الضعيف في قول الحقيقة ستتحول كنيسته أسوةً بكنيسة الآشوريين إلى حزب سياسي لا يهمها اللغة والتراث والطقس، بل السياسة فقط، وفعلاً فقد تحولت كنيسة المتكلدنيين إلى حزب سياسي، لذلك الغالبية الساحقة من المتكلدنين والمتـأشورين، لهجتهم السريانية ضعيفة جداً.

إن أساس التراث واللغة والطقس هو اللغة الفصحى وليس اللهجات، ولم يوضح لنا السيد برخو في أي لهجة يريد أن يكون الطقس، هل مثلاً بلهجة قرية كربيش التي تقول كيف حالك (ما طو وت)؟، أم بلهجة تلكيف (ديخ أي وت)؟، ثم من قال إن البطريرك ساكو يستطيع التحدث بالسريانية الفصحى (التي يُسمّيها البعض زوراً كلدانية)، وإني اجزم قاطعاً أن ساكو وبرخو لا يستطيعان إلقاء محاضرة في الجغرافية أو الفلك أو الكيمياء..إلخ بالسريانية الفصحى، بل حتى باللهجة العامية، والسبب أن هؤلاء المتكلدنيين والمـتأشورين لا يجيدون السريانية الفصحى أولاً، وثانيا حتى باللهجة العامية المحكية، ليس لديهم أي معرفة بالكلمات العلمية، فهم مثلاً لا يعرفون كلمات مثل زئبق أو المريخ أو القطب أو تأكسد..إلخ، وكل ما يعرفونه هو لغة منزلية وطقسية فقط، وحتى هذه فيها كلمات عربية وكردية كثيرة، خاصة من المتكلدنين، لأن المتأشورين عاشوا معزولين في الجبال فحافظوا على لهجتهم السريانية نوعاً ما، وإن كانت هي الأخرى ركيكة، وأجزم أن من كنيستي المتكلدنين والمتـاشورين، ربما (وأقول ربما وليس أكيداً) باستثناء بنيامين حداد وشخصاً آخر أو شخصين لا أكثر، يستطيعون نوعاً ما (كقول المثل العراقي، ربما يدبروها بالدفع)، بينما آلاف السريان في طور عبدين والعراق يستطيعون إلقاء محاضرة علمية بالسريانية الفصحى، وللعلم أن أساتذة السريانية في جامعة الأزهر وعموم مصر، سريانيتهم أقوى من إكلريوس (رجال دين) الكلدان والآشورين الجدد.

سنة 2015م م زار البطريرك ساكو طور عبدين في تركيا والتقى مع المطران السرياني صموئيل أقطاش الذي تحدث بالسريانية، ولأن البطريرك ساكو سريانيته ضعيفة جداً كان الأستاذ جوزيف أسمر ملكي يقوم بالترجمة للعربية، ولو كان الأمر معكوساً أي أن البطريرك ساكو تحدث بلهجته السريانية الشرقية التي يستعملها الكلدان، كان المطران أقطاش على الأقل فهم 90 بالمائة دون مترجم، والسبب لأن السريان لغتهم السريانية الفصحى قوية جداً، وحتى لهجتهم المحكية قوية ونقية من الكلمات الأخرى كالعربية والكردية وغيرها مقارنة بالشرقيين، فيستطيع السريان فهم لهجة الشرقيين بسهولة (ربما التحدث بلهجة الشرقيين فيه نوع من الصعوبة، أما فهم الكلام، فالأغلبية الساحقة من إكلريوس السريان يفهمون اللهجة الشرقية)، وهنا أتحدث عن إكلريوس السريان من غير العراقيين، أمَّا إكلريوس السريان العراقيين خاصة في برطلة وقرقوش فيفهمون اللهجة الشرقية 100 بالمئة، وأفضل من المتكلدنين والمتاشورين، لأنها لغتهم المحكية في المنزل، وفي نفس الوقت كنسياً وطقسياً فلهجتهم هي السريانية الغربية، لذلك لغوياً، لا يوجد وجه مقارنة بين إكلريوس السريان وإكلريوس المتكلدنين والمتـاشورين، بل لضعف لهجة المتكلدنيين بالذات، فكثير من العرب عندما كان يشاهدون متكلم متكلدن في أحد برامج قناة عشتار، كانوا يفهمون موضوع الحوار عموماً، لأن حوالي 50 بالمئة من كلمات المتكلم هي عربية.

5: دائماً يطالب السيد برخو وغيره البطريرك ساكو بالتركيز على الطقوس الكلدانية، ويستعمل برخو طرقاً ملتوية، فأولاً هو يقول دائماً أن كنيسته وكنيسة الآشوريين النساطرة هي كنيسة واحدة، فماذا كانت طقوس كنيسته قبل الانقسام حديثاً، آشورية أم كلدانية؟، وثانياً هو يؤكد دائماً أن لغة كنيسة الكلدان هي السريانية، لكنه لأغراض دعائية يحاول التمويه والتلاعب بالكلمات على الناس البسطاء بصورة لا تليق بمن يدَّعي أنه أكاديمي ومثقف، فيستعمل جملة مموهة مثل: اللغة والتراث والطقس الكلداني، واضعاً اللغة في بداية الجملة، تحسباً لمن يسأله، هل اللغة الكلدانية؟، فسيجيب، لا أقصد التراث والطقس هو كلداني، وهنا نقول للسيد برخو: الطقس مرتبط باللغة بل هو اللغة بعينه، وطالما تقول إن اللغة سريانية، فالطقس أيضاً سرياني، ولنفرض أن هناك فرقاً بين اللغة والطقس، وإن كنت أكاديمياً حقيقياً، ادرج للبطريرك ساكو ولقرائك وثائقاً من التاريخ فيها عبارة (طقس كلداني) قبل أن يُسمِّي الغرب السريان الشرقيين، كلداناً، بل حتى بعد أن تسمَّوا كلداناً كانوا يقولون: طقوسنا هي سريانية، وبإمكانك التفتيش عن كتب باسم طقس كلداني في كتاب صديقك المتحمس للطقس الكلداني المطران جاك اسحق: فهرس المخطوطات السريانية في خزانة مطرانية أربيل الكلدانية، عينكاوا الذي صدر سنة 2005م، لعلَّك تجد مثل وثائق المطران أوجين منا الكلداني الذي يقول سنة 1901م: طقوسنا هي سريانية، وكذلك كتب ورسائل بطاركة المتكلدنيين في القرن التاسع عشر مثل إيليا عبو وعبديشوع الخياط الموجَّهة للرعية ويقولون فيها: إن اسمهم، وكذلك اسم المتأشورين النساطرة ولغتهم وطقوسهم هي سريانية، لا كلدانية ولا آشورية، وندرج هذه الوثائق أدناه:

https://e.top4top.io/p_1587u6nwi1.png

https://f.top4top.io/p_1587khv7g2.png

https://g.top4top.io/p_1587dqtbn3.png

ا- في بدايات تسعينيات القرن الماضي وبحضور بطريرك الكلدان روفائيل بيداويد ونيافة مطران بغداد للسريان سيويريوس حاوا والمؤرخ الكلداني كوركيس عواد وأخيه وكثيرين، وأهدى المطران جاك اسحق لمطران بغداد للسريان كتاباً عن طقس الكنيسة الكلدانية، فردّ نيافة المطران السرياني حاوا على جاك: إن عنوان الكتاب خطأ، ولا يوجد شيء اسمه طقس أو لغة كلدانية، فأيَّد المؤرخ القدير كوركيس عواد وغيره كلام المطران السرياني، قائلاً: نعم في كل المصادر اسم لغتنا وطقوسنا هي سريانية، لذلك سَمَّينا مجمعنا، مجمع اللغة السريانية.

ب- سنة 2006م وبحضور السيد عبدالله النوفلي رئيس ديوان الوقف المسيحي، طلب المطران جاك اسحق من الأستاذ السرياني بشير طوري تدريس طلبة كلية بابل اللاهوتية التابعة لكنيسة الكلدان مادة اللغة، فقال الأستاذ بشير للمطران جاك: أنا مدرس لغة سريانية، فماذا تريدني أن ادرس طلبتك، لغة سريانية أم كلدانية؟، فقال المطران: طبعاً لغة سريانية، فقال له الأستاذ بشير: إذن لماذا تؤلف كتاباً باسم طقس كلداني، فحاول التمويه واللف أن اسم الكنيسة كلدانية..إلخ.وذكرنا أن المطران ألَّف كتاب فهرس المخطوطات السريانية.

هل تستطيع كنيسة المشرق إنكار عروبتها

ليس قصدنا القول إن كنيسة المشرق هي عربية، لأنها سريانية، لكن نتيجة اعتراض الكلدان والآشوريين الجدد الحاليين من رجال دين وكُتَّاب وعلمانيين بالعرب ولغتهم بل الاستهزاء أحياناً بإطلاق كلمة العربجية، لأغراض سياسية ودعائية كما ذكرنا، نقول: آخر من يحق له ذلك، هم المتكلدون والمتـاشورون:

1: حوالي خمسة وسبعين بالمئة من كُتَّاب كنيسة المشرق (الكلدان والآشوريين الجدد) كتبوا بالعربية فقط، لأن أصل كثير منهم عرب أقحاح، وخمسةبالمئة كتبوا بالفارسي (البهلوي)، وعشرون بالمئة بالسرياني، وأغلب الكُتَّاب المشهورين كتبوا بالعربي، مثل: علي بن عبيد الأرفادي (المعروف إيليا الجوهري) مطران دمشق حوالي 893م، الجاثليق (البطريرك) يوحنا الأعرج +905م، الجاثليق مكيخا النسطوري + 1109م، الجاثليق إيليا ابن الحديثي +1190م، الجاثليق إيليا الثاني +1131م، المطران يوسف النسطوري ق 12، القس صليبا بن يوحنا، القس الفيلسوف ابن الطيب، الراهب النسطوري حنون بن يوحنا ابن أبي الصلت وأبوه أيضاً، الشماس أبو الخير، كتاب المجدل لثلاث كُتَّاب، ماري، عمرو، صليبا، إيشوعياب بن ملكون، كاتب التاريخ السعردي، حنين بن اسحق العبادي وعائلته، جبرائيل بن عبدالله، هبة الله بن التلميذ، يوحنا الطبري، عمار البصري، يوحنا بن ماسويه، سابور بن سهل، أبي سهل المسيحي الجرجاني، سبريشوع الموصلي، عيسى بن يحيى، حبيش بن الأعسم، أمين الدولة بن حسن هبة الله، أبي الحسن بن بطلان، عدا المجهولين ككاتب شرح أمانة الآباء 318، وآبا الراهب، عدا الذين كتبوا بالسرياني والعربي كعبديشوع الصوباوي وإيليا برشينايا، وهذه الأسماء هي من كتاب واحد فقط لكوركيس عواد، هو (الأصول العربية للدراسات السريانية)، ومن ص 159-566 فقط، وهناك كتب أخرى مثل، تاريخ التراث العربي المسيحي للأب سهيل قاشا، والأعلام الفارسية والعربية عند السريان، للبطريرك العلاَّمة أفرام الأول برصوم، وأحوال النصارى في خلافة بني عباس لجان فييه الدومنيكي، وغيرهم.

وأكثر شعب له أسماء عربية هم من الكنيسة الشرقية: الحسن بن بهلول وإيشو بن علي (مؤلفا أهم قاموسين سريانيين في التاريخ، ق10)، مطران دمشق علي بن عبيد الأرفادي حوالي 893م، أبو علي طاهر أسقف السن والبوازيج +1106م، اسطيفان أبو عمر مطران جنديسابور +1074م، الشماس أبو الفتح بن نظام الملك 1092م، الشماس أبو علي الحسن بن اتردي +1133م، (عشرات الأسماء علي وحسن وحسين)، المؤرخ عمرو بن متى، أبو عثمان الدمشقي، أبو نوح الأنباري، محي الدين العجمي الأصفهاني، يوحنا الطبري، عبدا بن عون الجوهري العبادي الذي أدار الكنيسة قبل الجاثليق يشوع برنون +828م، وغيرهم كما ذكرنا ولم نذكرهم.

2: أهم كتب تاريخ كنيسة المشرق، كُتبت بالعربية وهي المجدل والسعردي، ولا يستطيع أي رجل دين أو شخص عادي، كلداني أو آشوري أن يكتب تاريخاً لكنيسته بدون هذين الكتابين، ولذلك لولا العرب ولغتهم لما كان لكنيستهم تاريخ أصلاً، وإلى العصر الحديث أشهر كُتَّابهم كتبوا كتبهم الرئيسة بالعربية، عزيز بطرس، بطرس نصري، أدّي شير، يوسف حبي، سليمان الصائغ، عمانوئيل دلي، لويس ساكو، بطرس حداد، ألبير أبونا..إلخ، والسبب: إن لغتهم السريانية ضعيفة، ولا يجيدون الكتابة بها، بل يجيدون القراءة والترجمة فقط، علماً أنهم لا يستطيعون الترجمة من العربية للسريانية، (ربما نادراً جداً جداً) بل يترجمون من السريانية للعربية، فقط لأن العربية أصبحت لغتهم الأم، فهم باستثناء اللغة الطقسية والمنزلية لا يجيدون التكلم بالسريانية في مواضيع متخصصة، كالفلك، كيمياء، زراعة..إلخ، فكتابة موضوع كهذا يتطلب ربط أفكار ومصطلحات ومقارنة..إلخ، لذلك يجمع المؤرخون أن السريان المشارقة عموماً تميزوا بكتابة قواميس سريانية فقط (لأنها سهلة)، أمَّا السريان الغربيين فكتبوا في كل المواضيع، وحوالي تسعين بالمئة منها بالسريانية، أفرام السرياني، ميخائيل السرياني، ابن العبري، يعقوب الرهَّاوي، الرهَّاوي المجهول، السروجي، ابن الصليبي، التلمحري، زكريا الفصيح..إلخ.

3: يوحنا سولاقا أول بطريرك للكنيسة التي سُمِّيت كلدانية لاحقاً خلال وجوده في روما لاعتناق الكثلكة كان يتكلم اللغة العربية في مباحثاته ويقوم مترجم بنقل كلامه من العربية إلى الإيطالية واللاتينية. (ألبير أبونا، تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية، ج3 ص136).

4: البطريرك يوسف أودو +1878م مؤسس الكنيسة الكلدانية الفعلي، كتب خطابه في المجمع الفاتيكاني 1868-1870م، بالعربية، ترجمه المطران عبديشوع خياط إلى اللاتينية. (الأب يوسف حبي، إعداد وتقديم، إدمون لاسو، من أعلامنا القدامى والمحدثين، ص589).

5: يقول كرستوف باومر في كتابه الموَّقع والمُبارك من بطريرك النساطرة (الآشوريين حديثاً) دنحا الرابع، ص176: منذ زمن الجاثليق صليبا زكا +728م، حلَّت العربية محل السريانية كلغة عامة للنساطرة في ما بين النهرين، وفي أيام البطريرك إيليا +1048م، أصبحت العربية اللغة الرسمية للمسيحيين رغم أن السريانية بقيت لغة طقسية. (كرستوف باومر، كنيسة المشرق، ص176).

6: يقول هرمان تول في كتابه المهم والحديث الذي قدم له وترجمه الأب الكلداني ألبير أبونا: أقدم وثيقة عن تبشير ماري لكنيسة المشرق جاءت بالعربية (وماري شخصية أسطورية، والوثيقة غير جديرة بالثقة)، وبعد الغزو الإسلامي حلَّت العربية شيئاً فشيئاً محل السريانية لدى السريان المشارقة مع مؤلفين مثل عمار البصري، وابن الطيب، والنصيبيني، وغيرهم، وبعض الكلدان في العصر الحديث استعربوا، وبالنتيجة أغلب الكلدان في المدن الكبيرة يتبنون العربية على حساب لغتهم المحلية باستثناء بعض الصلوات والترتيل الشعبية التي تُقام بالسريانية أو السورث، لكن الآشوريين يلتزمون استعمال اللغة السريانية والسورث، وأدرك الكلدان أكثر من الآشوريين أن على قادتهم الدينيين التخلي عن سلطاتهم التقليدية كرؤساء مدنيين، لذلك حاولوا الاندماج أكثر مع الحكومة العراقية بالتشديد على هويتهم العربية، والكلدان خلافاً للآشوريين ما كانوا يخشون من إعلان قوميتهم العربية. (هرمان تول، الكلدان-الآشوريون، مسيحيّو العراق وإيران وتركيا، ص13، 39، 65، 152، 155، 157. وكلمة سورث مختصر ل (سريو إيث، سور بائيث)، أي سريانياً أو بحسب السريانية، وتعني اللهجة السريانية المحكية، مثل ما نقول يتكلم عْرُبي، أي بدوي).

7: بطريرك الكلدان ساكو في 22/7/ 2015م، وبعنوان “العقبات أمام وحدة كنيسة المشرق”، يُعيِّر كنيسة الآشوريين التي ترفض رهبنة النساء، ويقول: وجود راهبات في كنيستنا ليس عقبة، بل غنىً، فالراهبات كهند الكبرى والصغرى وشيرين موجودات في كنيستنا قبل مجيء العرب المسلمين. (وتعليقنا 1: تعبير قبل مجيء العرب المسلمين غير صحيح، فالعرب المسيحيون موجودون قبل الإسلام، 2: نسأل: هل كانت هند كلدانية أو آشورية، أم عربية؟).

وشكراً/ موفق نيسكو