الإمبراطورة  السريانية السورية تيودورا :
الإمبراطورة  السريانية السورية تيودورا :
هي ابنة مدينة “منبج” السريانية السورية العريقة ، اعتلت عرش أكبر إحدى إمبراطوريات التاريخ شريكة لزوجها في إدارة شؤون البلاد والعباد ، كانت عنواناً للشرف الأخلاق القيم .
ولدت “تيودورا” عام 500 للميلاد
«عاشت فترة لم تتجاوز نصف قرن لكنها كانت حافلة بالنشاطات والإنجازات ،
كان أبوها قسيساً سريانياً رباها تربية صالحة على القيم والأخلاق العالية فهي مثلاً يحتذى به في حياتها ،
“كانت تيودورا فتاة رائعة الجمال زينها الله بمحاسن الجسم والنفس ، بفضل ذلك ذهبت لها شهرة واسعة في مدينتها فنظر إليها مواطنوها نظرة احترام” .
نشأت في بيئة متواضعة
كانت تعمل لتكفل نفسها .
يقال أن القيصر جوستنيان وهو بطريقه إلى محاربة الفُرس بهرته أخبار جمالها فضائلها ذكائها ، قرر الزواج منها طلب يدها من والدها هو شخصياً .
تزوجها القيصر ولي العهد بالفعل ضد كل قواعد القصر التي تمنع زواج العائلة المالكة بعامة الشعب .. في عام 522 م ،
تشير بعض المصادر أنها كانت تكبره سناً حنكة سياسية .
عند تعيينه إمبراطوراً في عام 527 م ، كانت تيودورا بالفعل أقوى نفوذاً عليه ،
«كان الدستور البيزنطي يخول للقيصرة جميع الحقوق التي يتمتع بها القيصر نفسه ، لذلك نجد جوستنيان يمنح صلاحيات عظمى لزوجته ،
تصدر الأمور بحسب ما تراه مناسباً ، لها حق في النظر في جميع الشؤون ، حتى يصفها بعض المؤرخين بأنها كانت إمبراطورة مطلقة الصلاحية .
لتيودورا فضل واضح في إعانة زوجها على الحكم ، حيث كانت ساعده الأيمن ،
« لها دور مباشر في إدارة الإمبراطورية سياسياً اجتماعياً اقتصادياً ، إنها امرأة ذات رؤية سياسية واسعة ،
تعددت الروايات عن حياة تيودورا ولكنها كلها أجمعت على أنها «لعبت دوراً مهما للغاية في إعادة بناء مدينة القسطنطينية ، بعد الدمار الشامل الذي لحقها ،
كما أنها لعبت دوراً مهماً للغاية في مسألة حقوق المرأة وكفالتها ،
فهي أول قاضية في سورية وبيزنطة ..
وأول من ارتدى الثوب الأسود في التاريخ القضائي ، كما أسهمت في وضع الدساتير والقوانين وتطويرها فيما عرف بقانون ( جوستنيان )
بعد موتها ظل جوستنيان على وفائه بعهدها لفترة طويلة .. واستمر في إصلاحات كانت تنادي وتقوم بها ،
هي بذلك تعد من أفضل السياسيات اللائي أنجبتهن الإمبراطورية البيزنطية وإن لم تكن هي
“الإمبراطورة رسمياً » .
توفيت تيودورا ، في 28 حزيران سنة 548 للميلاد في الثامنة والأربعين من عمرها ،
دُفن جثمانها في كنيسة الرسل المقدسين في القسطنطينية .
بعد ذلك بسنوات نقل جثمان تيودورا وجوستنيان إلى الكنيسة التي تعرف اليوم باسم “بازيليكا سان يتاله” في إيطاليا ،

التي اكتمل إنشاؤها قبل عام من وفاتها .

Lousin Kerdo