حلب تاريخ «شارع التلل» ..

حلب تاريخ «شارع التلل» ..

أحد أهم معالم مدينة حلب السورية :
يطلق عليه لقب «الشارع الأنيق» ، يصفه البعض مع سوقه بـ«شارع العائلة» ، حيث ما فتئ منذ تأسيسه في آواخر القرن التاسع عشر يستقطب عائلات المدينة بمختلف شرائحها ،
هذا الشارع ، الذي اشتهرت دكاكينه بتخصصها في بيع الألبسة لمختلف أفراد العائلة ،
يروي فعلياً حكاية حلب في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين المنصرم ، يقدم بانوراما تراثية لحياة حلب وسكانها .
منذ تأسيسه كان المنافس الأقوى لأسواقها القديمة المسقوفة الشهيرة التي يبلغ مجموع أطوالها 13 كلم . لذلك جاء «التلل» بشارعه الطويل ، الذي يتجاوز الستمائة متر ، من الجنوب إلى الشمال ، وبمحلاته التي يصل عددها إلى 365 دكاناً ليشكل نهاية «المدينة القديمة» ، والحد الفاصل بين حاراتها أسواقها قلعتها خاناتها وبين «المدينة الحديثة» التي تنطلق من شارع العزيزية نحو الأسواق والحارات الجديدة التي أسست في منتصف القرن الماضي .
سبب تسمية الشارع والسوق بـ«التلل» ، «من المعروف أن المنطقة حيث يقوم الشارع ، والتي تسمى (العبارة) موجودة في واد بمنطقة منخفضة جداً ، فأنجز الشارع في عدد من التلال المشرفة على الوادي
لذا كانت تسميته بـ(التلل) … أي التلال» .Lousin Kerdo
بيان الأقباط والسريان والأرمن يؤكِّد كلامي عن النساطرة

https://www7.0zz0.com/2022/10/23/18/189360521.png

ذكرتُ أكثر من مرة، منها قبل عدة أيام في مقالي (مصر والأزهر والسريان)، بالحرف الواحد: إن كنيسة السريان (بضمنها الهند)، والأقباط (بضمنها أثيوبيا وأرتيريا)، والأرمن، هي كنائس بإيمان مشترك واحد عبر التاريخ منذ سنة 451م، ويأتي بيان رؤساء الكنائس الثلاثة المجتمعين في وادي النطرون قبل ثلاثة أيام 18-20 تشرين 1 الحالي اليوم، ليؤكد كلامي.

لكن المهم في مقالي هذا هو أمر آخر ربما يُخفى على الكثيرين ويجب كشفه وهو تشويه تاريخ العراق ومنه تاريخه المسيحي الذي يقوم بتزويره فئة من السريان النساطرة لأغراض عبرية وسياسية وطائفية، وأتمنى من القراء الكرام أن لا يُفهم قصد مقالي هذا أو غيره أو كتبي، أنه دعاية للديانة المسيحية، أو تفضيل مذهب مسيحي على آخر، فأنا علماني، وكل قصدي هو كشف الأهداف المخفية لمن يدَّعون زوراً أنهم آشوريين وكلدان، ليس على مستوى الاسم فقط، بل على مستوى العقيدة أيضاً.

فقد أكد بيان رؤساء كنائس السريان والأقباط والأرمن أن النسطورية هي هرطقة، قائلين: إن الكنائس الثلاثة متمسكة تمسكاً راسخاً بتراثها الروحي ووحدتها في الإيمان النابع من الكتاب المقدس، والمعبّر عنه في المجامع المسكونية الثلاثة: نيقية (325م)، القسطنطينية (381م)، وأفسس (431م)، وهي متمسكة بتعاليم آبائها القديسين، وما رفضته كنائسهم من هرطقات على مدى تاريخها، ويذكر البيان العلاقات مع جميع الكنائس: الكاثوليك، الأرثوذكس البيزنطيين، الأنكليكان، الإنجيليين، وغيرهم، باستثناء النساطرة الآشوريين لأنهم يعتبرونهم هراطقة (ملاحظة: مجمع افسس 431م هو الذي حرم نسطور وهرطقته، وكان برئاسة كيرلس بابا أو بطريرك الأقباط).

ولشرح ذلك أقول: المعروف أن أغلب سريان العراق خاصة شرق الفرات الذين كان مقرهم ساليق، قطسيفون (المدائن) اعتنقوا عقيدة نسطور وانفصلوا سنة 497م عن كنيسة أنطاكية السريانية تحت ضغط الفرس، ولذلك تُسمَّى كنيستهم في التاريخ الكنيسة الفارسية، ويقول الأب د. يوسف حبي الكلداني: إن اسم الكنيسة الفارسية طغى على كنيستنا في كثير من العهود، وكثير من قديسهم إلى اليوم لقبهم هو الفارسي، وهناك عشرات الكتب باسم، كنيسة فارس أو الكنيسة الساسانية، والمهم، هؤلاء عاشوا كل تاريخهم محرومين وفي عزلة تامة عن كنائس العالم، واشتهروا في التاريخ باسم النساطرة خاصة في ضل الحكم الإسلامي، وفي سنة 1553م انضم عدد كبير منهم إلى الكثلكة، فسمتهم روما، كلداناً، استناداً لكلمة أطلقها البابا اوجين الرابع على السريان النساطرة، وثبت اسمهم كلداناً في 5 تموز 1830م، وأصبحوا من أشد الحاقدين على النسطرة باعتبار أنهم اهتدوا إلى الصراط المستقيم الكاثوليكي، واستمر الباقون على العقيدة النسطورية، حيث سمَّاهم الإنكليز آشوريين سنة 1876م، وانشقت كنيستهم إلى قسمين سنة 1968م، وثبت اسم الآشورية على جزء واحد فقط في 17 تشرين أول 1976م، وفي كلا التسميتين كانت روما والإنكليز تقول لهم إن اسم الكلدان أو الآشوريين أفضل من نساطرة، لأن الأخير يدل على هرطقة، والمهم أن كنيسة الكلدان هي كاثوليكية، لكنها ليست نقية تماماً، بل تعتمد على الشخص سواء رجل دين أو علماني حيث يحنُّ أحياناً أو يتعلق ببعض تراثه القديم كبطريرك الكلدان الحالي ساكو الذي له أفكار نسطورية واضحة، وكثير من العلمانيين الكلدان أيضاً يحنون لتراثهم النسطوري القديم، ونترك المتكلدنين من النساطرة المتكثلكين، ونأتي للنساطرة المتأشورين، الذين هم قصد مقالنا.

منذ أن قام الإنكليز بتسميتهم آشوريين، بدؤوا بعمل سياسي وحملة دعاية قوية جداً لترويج اسمهم الآشوري المُنتحل ، باعتبار أنهم سليلو الآشوريين القدماء، ولكي يعززوا من موقفهم العقائدي النسطوري الضعيف، رافق تلك الحملة دعاية أخرى هي الترويج أنهم كنيسة رسولية عظيمة ومهمة، ونسطور كان مظلوماً، وعقيدته ليست هرطقة، واليوم أصبح معترفاً بعقيدة نسطور..إلخ، وقاموا بعمل لقاءات دعائية واستعراضية وتوقيع بيانات عقائدية مع كنيسة روما آخرها سنة 1994م الذي رغم أن النساطرة تنازلوا واعترفوا بلقب أم الله لمريم العذراء، وبطبيعة السيد المسيح حسب إيمان روما، لكن مع ذلك تأسفت روما للاشتراك معهم بالقداس لأن إيمانهم ليس كاملاً (أي لا زالوا نساطرة هراطقة)، أمَّا على الصعيد الكنسي في الشرق الأوسط، فقاموا عبر قنواتهم الإعلامية والمواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي بعمل دعاية قوية جداً للعقيدة النسطورية، مُدعين زوراً أن عقيدتهم أصبحت مقبولة، وأن الحرومات قد أُلغيت، وكنيستهم أعظم وأقدم وأصح كنائس العالم، مستدعين وكالعادة شخصيات غربية متعاطفة معهم أو شخصيات متأشورة للدفاع عن صحة العقيدة النسطورية، وقاموا بتغيير اسمهم عدة مرات في لبنان وسوريا والعراق وغيره، من نسطوري إلى آشوري، ونتيجة اختلاط اسمي آشوريين وكلدان المزورين، فإنهم في لبنان سمَّوا أنفسهم الكلدان الآشوريين النساطرة، ثم آشوريين فقط، وأرثوذكس، والطريف أن العراق والمفروض أنه الأهم لأنه هو المستهدف باعتباره بلاد آشور، لكن لأن عملية التزوير دائماً يصاحبها تخبط، فقد كان العراق آخر دولة تغير فيها الاسم من نسطوري إلى أثوري في 17/آب/ 1993م، كما في الوثائق المدرجة أسفل المقال، مع ملاحظة أنه في العراق تم تغيير اسمهم إلى أثوري، وليس آشوري، وهو الصحيح، وقد تم ذلك حسب طلبهم هم الذين يقولون فيه: (اسمنا بالسريانية هو أثوري)، وهو تأكيد آخر أنهم سريان باسم آشوري مزيف، علماً أن صيغة آشوري هي عبرية، أمَّا بالعربية والسريانية، فأثوري، ولا توجد كلمة أشوري في التراث العربي القديم مطلقاً).

وأخيراً من المعروف أن موقف الأقباط متشدد جداً منهم، حيث منعوا النساطرة من الحصول على مقعد في مجلس كنائس الشرق الأوسط، وعندما تسأل النساطرة المتأشورين لماذا لستم عضوا؟، أجابوك بسبب الفيتو القبطي، والطريف أن النساطرة غالباً يصفون الأقباط في كتابتهم بكلمات غير لائقة، ويُعيرون فقرائهم العاملين في بعض مجالات الخدمة العامة، والسؤال كيف لكنيسة الأقباط الفقيرة، تستطيع منع كنيسة عظيمة وشعب يدَّعي أنه سليل سنحاريب وآشور بانيبال وسركون الذين دوَّخوا العالم ووصلوا إلى مصر، والخلاصة أن كنيسة النساطرة المتأشورين لا تزال تعتبر هرطوقية من أهم كنائس الشرق الأوسط الذين يعيشون معهم، وهم الأقباط (بضمنهم (أثيوبيا وأرتيريا)، والسريان (بضمنهم الهند) والأرمن، وليس كما يحاول الترويج له النساطرة المتأشورون مُدَّعين أنهم مقبولون من المسيحيين الآخرين. وشكراً/ موفق نيسكو

البيان المشترك لكنائس الأقباط والسريان والأرمن
في مساء يوم الأربعاء 19 تشرين الأول 2022، ومن بعد اجتماعهم الثالث عشر، قام أصحاب القداسة رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط: قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وقداسة الكاثوليكوس آرام الأول، كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير، بتوقيع البيان الرسمي المشترك، بعدها تبادل أصحاب القداسة الهدايا التذكارية، وفيما يلي نصّ البيان: اللقاء الثالث عشر لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالشرق الأوسط بمركز لوجوس للمؤتمرات بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون- مصر 18– 20 أكتوبر / تشرين الأول 2022م.

‎باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين
‎”مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ.” (2كو1: 3، 4).
‎نحن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والبطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، والكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا الكبير، نشكر الله لأنه منحنا أن نجتمع معاً في الاجتماع الرسمي الثالث عشر لرؤساء كنائسنا منذ عام 1998م، وفى إطار شركة الإيمان القائمة منذ القرون الأولى للمسيحية، إن كنائسنا الثلاث منذ فجر المسيحية يجمعها التراث الرسولي المشترك والإيمان الواحد متمسكة تمسكاً راسخاً بتراثنا الروحي ووحدتنا في الإيمان النابع من الكتاب المقدس، والمعبّر عنه في المجامع المسكونية الثلاثة الأولى: مجمع نيقية (325م)، مجمع القسطنطينية (381م)، مجمع أفسس (431م)، وتعاليم آبائنا القديسين وما رفضته كنائسنا من هرطقات على مدى تاريخها، إننا ندعم مسيرة كنائسنا بالقرارات والتوجهات التي تصدرها في سياق خدمتنا المشتركة لكنائسنا في العالم وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط حيث الشهادة المسيحية منذ العصر الرسولي، وما تسلمناه من آبائنا وقديسينا وشهدائنا ونحافظ عليه بكل حرص كوديعة مقدّسة لجميع الأجيال، ولقد تناولنا بالبحث والدراسة المواضيع ذات الاهتمام المشترك واستمعنا إلى تقرير اللجنة الدائمة:

‎أولاً: الوجود المسيحي في الشرق الأوسط.
‎إن الوجود المسيحي كان وسيبقى من أكثر همومنا ومشاغلنا. فقد تدارسنا بعمق أهمية هذا الوجود وضرورة تقويته، وبحث الآليات الممكنة لتثبيت أبنائنا في بلادهم، وتعهدهم بالرعاية التي تساهم في تثبيتهم في أوطانهم، والحدّ من نزيف الهجرة إلى دول الانتشار بسبب الصراعات القائمة والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم وبخاصة في شرقنا الأوسط، نصلي من أجل أبناء أوطاننا المتألمين بسبب هذه الأزمات التي تطال المعيشة اليومية لجميع مواطني بلادنا في الشرق الأوسط، فيما تسعى كنائسنا إلى تقديم الشهادة المسيحية عبر توفير الخدمات الاجتماعية لجميع المحتاجين. منوهين بدور أبنائنا في بلاد الانتشار في تمكين كنائسنا لتقوم بواجبها الرعائي في المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية خدمةً لأبنائنا، نستمر في الصلاة إلى الله من أجل كشف مصير المطرانَيْن المخطوفَيْن مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، وبولس يازجي مناشدين أصحاب النوايا الحسنة والمجتمع الدولي لبذل الجهود في هذا المجال.

‎ثانياً: الحوارات والعلاقات مع العائلات الكنسية الأخرى:
‎أ. الحوار مع العائلة الأرثوذكسية البيزنطية:
‎ا- توقف الحوار منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 1993م، ثم تمَّ لقاء مجموعة عمل من ممثلين رسميين للكنائس من العائلتين في أثينا ـ اليونان 24ـ25 نوفمبر 2014م، الذي وضعوا فيه خارطة طريق للعمل المستقبلي للجنة الحوار المشترك اللاهوتي الرسمي بين العائلتَيْن. إضافةً إلى الاجتماع الذي عُقد بين الرئيسَيْن المشاركَيْن نيافة المطران عمانوئيل والمُتنيّح الأنبا بيشوي في 12 نيسان\ابريل 2018م بضيافة وحضور قداسة الكاثوليكوس آرام الأول في أنطلياسـ لبنان، حيث تم فيه مناقشة التطورات الخاصة بالحوار اللاهوتي الثنائي والإعداد لِلقاءٍ لكامل أعضاء اللجنة المشتركة وذلك لتنشيط الحوار، وعليه نوصي بمتابعة هذه الجهود ونكلف نيافة الأنبا توماس، أسقف القوصية ومير بالتواصل مع نيافة المطران عمانوئيل الرئيس المشارك للحوار لمتابعة هذا الأمر.
‎2- أخذنا عِلماً باللقاءات التي تمت في لجنة التعاون بين الكنيسة الروسية الأرثوذكسية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية وذلك في مجال الخدمة الاجتماعية وخدمة الدياكونية وتبادل الزيارات الرهبانية والخدمة الرعوية للروس بمصر والأقباط الأرثوذكس في روسيا.
‎كذلك ما تم بين الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنيسة الروسية الأرثوذكسية من لقاءات في إطار لجنة العمل المشترك التي تشكلت بين الكنيستَيْن، لكي تبحث في مجالات الخدمة الاجتماعية والإنسانية، المجال الأكاديمي، المجال الثقافي والحضاري، مجال خدمة الشبيبة، الحياة الرهبانية، والمجال الإعلامي.
‎ب. الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية:
‎نُثني على تقدّم واستمرار الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية والذي تتم فيه مناقشة عدّة مواضيع تخص الأسرار السبعة للكنيسة والسيدة العذراء مريم في الكتاب المقدس والتقليد الكنسي (الماريولوجي)، ونصلّي من أجل نجاح الاجتماع المقبل الذي سينعقد بمركز لوجوس للمؤتمرات بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون- مصر، خلال المدة من 29 يناير\كانون الثاني إلى 5 فبراير\شباط 2023م.
‎ج. الحوار اللاهوتي مع الكنيسة الأنجليكانية:
‎منذ أن تم استئناف الحوار مع الكنيسة الأنجليكانية عام 2013م، تم التوصُّل إلى عدة اتفاقيات تدرسها الكنائس، ونوصي باستمرار هذا الحوار.

‎ثالثاً: المجالس المسكونية :
‎1- مجلس كنائس الشرق الأوسط:
‎نشكر الله الذي سمح أنْ تُعقد الجمعية العامة الثانية عشر لمجلس كنائس الشرق الأوسط بمصر لأول مرة خلال المدة من 16 – 20 مايو / أيار 2022م في مركز لوجوس للمؤتمرات الذي هو دليل ساطع على حيوية الكنيسة القبطية في الشرق الأوسط والعالم، وفي نفس الوقت فخر للكنيسة القبطية ولكل العائلة الأرثوذكسية الشرقية. حضر هذه الجمعية من رؤساء الكنائس ستة عشر بطريركاً ورئيس كنيسة وقد كان لهم لقاء مع فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وبحسب القانون الأساسي والنظام الداخلي للمجلس تم انتخاب رؤساء المجلس وأعضاء اللجنة التنفيذية، إذ سيُمثّل عائلتنا في المجلس ولمدّة أربع سنوات حتى 2026م: نيافة الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكرسي الأورشليمي رئيساً عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية، ومعه خمسة أعضاء باللجنة التنفيذية بالإضافة إلى عضوَيْن رديفَيْن، ونصلي من أجل نجاح أعمال المجلس وتوفيقه.

‎2- مجلس الكنائس العالمي:
‎نشكر الله الذي سمح بعقد الجمعية العامة الحادية عشر بمدينة كارلسرويه بألمانيا خلال المدة من 31 أغسطس/ أب – 8 سبتمبر /أيلول 2022م، وقد مثَّلت كنائسنا وفود كان لها حضورها، وخلال هذه الجمعية العامة تم انتخاب قداسة الكاثوليكوس آرام الأول كأحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية، وتم انتخاب نيافة الأنبا توماس أسقف القوصية ومير، عضواً باللجنة التنفيذية، كما تمَّ انتخاب خمسة أعضاء يمثلون كنائسنا في اللجنة المركزية، ونؤكد على دعم كنائسنا لمجلس الكنائس العالمي في رسالته المسكونية ودعوته لصنع السلام من خلال الحوار والسعي لنقل العالم إلى المصالحة، ونبذ الكراهية وقبول الآخر، كما ندعم الإجراءات التي تسهم في الحفاظ على المناخ والبيئة، وفي هذا السياق نُشيد بانعقاد مؤتمر المناخ COP 27 في شهر نوفمبر القادم في مدينة شرم الشيخ- مصر.

‎رابعاً: أخبار كنائسنا:
‎عرضنا لأهم الأنشطة التي تمت في كنائسنا والسيامات الأسقفية وتقديس الميرون وتدشين الكنائس في بلاد الشرق والمهجر، والاهتمام بالميديا المسيحية الكنسيَّة (القنوات الفضائية المسيحية) ولقاءات الشبيبة المحلّية والعالمية، والاهتمام بالمعاهد اللاهوتية والمراكز الثقافية ومراكز التربية الدينية ومدارس الأحد، والزيارات الرعوية والزيارات الرسمية للمسؤولين، وناقشنا شؤون أبنائنا في الشرق الأوسط وما يعانون منه ويكابدونه من ضغوطات وصعوبات الحياة على الأصعدة كافةً، ونهنئ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بالاحتفال بمرور ألف وخمسمائة عام على نياحة القديس مار يعقوب السروجي مِلْفان (معلِّم) الكنيسة.

‎خامساً: الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بالهند:
‎استمعنا إلى تقرير حول وضع الكنيسة السريانية في الهند واطلعنا على جهود البطريركية السريانية الأرثوذكسية من أجل الوفاق والتقارب وإيجاد حل لهذه المشكلة.
‎ونصلي من أجل نجاح جهود المصالحة وضمان حرية المؤمنين في ممارسة عبادتهم في كنائسهم

‎سادساً: الكنيسة الإريترية الأرثوذكسية :
‎نشكر الله على اللقاء التاريخي الذي تمّ يوم السبت الموافق 9 يوليه / تموز 2022م، حيث التقى قداسة البابا تواضروس الثاني بقداسة أبونا كيرلس الأول بطريرك الكنيسة الإريترية وذلك بالمقر البابوي بالقاهرة وبدأت صفحة جديدة في العلاقة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الإريترية الأرثوذكسية.

سابعاً: قضية دير السلطان بالقدس التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية:
‎تألمنا للأحداث التي تمَّت مؤخراً في قضية دير السلطان بالقدس التابع للكنيسة القبطية والذي استولى عليه رهبان إثيوبيون ومحاولات وضع العلم الإثيوبي خلال احتفالات عيد القيامة لمحاولة اثبات ملكيتهم، ونحن نؤيد ونساند الكنيسة القبطية في أحقّيتها بملكية هذا الدير القبطي التاريخي.

‎ختاماً: نشكر الرب الإله لقيادته إيانا في مناقشاتنا وقراراتنا كافة، ونسأله أن يفيض فينا دائماً قوةً وشجاعةً وحكمة لنعمل من أجل وحدة كنيسته التي اقتناها بدمه الكريم، وأن نُحافظ على قطيع المسيح الذي اؤتمنّا عليه، كما نصلّي من أجل الأمن والسلام والعدل والاستقرار في العالم أجمع، وخاصةً في شرقنا الأوسط الحبيب مهد المسيحية والذي نحن من جذوره حضارياً وثقافياً ولنا دوراً أساسياً هاماً فيه على الأصعدة كافة، ولهذا نكرّر دعوتنا لأبنائنا أن يظلّوا ثابتين ومتجذّرين كلٌ في وطنه مقدّمين شهادة حيّة عن إيماننا المسيحي بالمحبة والتسامح والعيش المشترك مع إخوتنا في الإنسانية وشركائنا في الوطن، نشكر كل الجهات التي تعاونت معنا في تسهيل إقامة هذا الاجتماع، كما نشكر أيضاً الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على استضافتها لنا، المجد للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين.

تذكار مار دانيال …………. وديره المعروف بدير الخنافس

مار دانيال

العشرين من تشرين الأول من كل عام
تذكار مار دانيال …………. وديره المعروف بدير الخنافس
نبذة عن حياة القديس ما دانيال الناسك في القرن الرابع
القديس مار دانيال من ديار بكر تركيا حاليا ، ومار دانيال هذا هو احد الرهبان الذين رافقوا مار متى الناسك في رحلته من جنوب تركيا إلى بلاد ما بين النهرين جراء الاضطهاد الذي مورس ضد المؤمنين في منتصف القرن الرابع الميلادي من قبل يوليانوس الجاحد فاتخذوا من كورة نينوى مكانا لنسكهم وتعبدهم لخالقهم , توجهوا حيث الجبال والوديان و المغاور المجهولة وأسسوا أديرة وقلايات . وحلّوا في منطقة جبل مقلوب أما القديس الراهب مار دانيال انفرد إلى جبل عين الصفراء المجاور الى برطلة الذي عرف فيما بعد باسمه (جبل مار دانيال) يحمل الدير اسم القديس مار دانيال الناسك ويبعد 30 كم شرقي مدينة الموصل ويطلق عليه أيضاً اسم دير الخنافس لظهور الخنافس صغيرة تغطي أطلاله لمدة ثلاثة أيام في عيده المصادف في العشرين من تشرين الأول من كل عام ولا ترى الخنافس إلا في نفس الوقت من العام التالي
—–
جاء في موسوعة المدن والمواقع في العراق ج 1 – بشير يوسف فرنسيس
عن دير الخنافس
يعرف بدير مار دانيال وهو دير قديم في شرقي الموصل / العراق على بعد 16 ميلاً منها ترى أطلاله في قمة جبل العين الصفراء وللدير منظر عجيب لأنه يشرف على سهول نينوى وقراها .
له يوم في السنة يجتمع الناس اليه من كل موضع فتظهر فيه الخنافس ذلك اليوم حتى تغطي حيطانه وسقوفه وأرضه ويسوّد جميعه فإذا كان اليوم وهو عيد الدير وتذكار القديس مار دانيال الناسك , اجتمعوا الى الهيكل فقدسوا وتقربوا وانصرفوا وقد غابت الخنافس حتى لا يرى منها شيء الى ذلك الوقت.
وقال الخالدي عن الدير :
هذا الدير بغربي دجلة بقرب الموصل على قلة جبل شامخ، وهو دير صغير لا يسكنه أكثر من راهبين، وهو نزه لعلوه على الضياع وإشرافه على أنهار نينوى. وله عيد في كل عام مرة، يقصده أهل تلك الضياع ثلاثة أيام تسوّد (سواد) حيطانه وسقوفه وفرشه من الخنافس الصغار اللواتي كالنمل، فإذا انقضت تلك الأيام لا يوجد في تلك الأرض من تلك الخنافس واحدة. فإذا علم الرهبان بدنو تلك الأيام يخرج ما في الدير من القماش، وهذا أمر مشهور هناك يعرفه أهل تلك الناحية.
منذ القرن الرابع عشر الميلادي هجر دير مار دانيال الناسك وتركه رهبانه منتقلين لدير مار متى المجاور لوعورة الطرق المؤدية لديرهم الذي بناه مار دانيال الناسك بالتزامن مع انشاء زميله مار متى ديره على جبل مقلوب في القرن الرابع الميلادي بعد فرار الراهبين مار متى ومار دانيال ومجموعة من الرهبان من منطقتهم بديار بكر التركية هربا من اضطهاد يوليانس الجاحد .
وبينما يجهل كثيرون تسمية دير مار دانيال بتسميته هذه اذ الاغلب يعرفون حقيقة واحدة عن الدير كونه د ير الخنافس اذ تظهر ابان عيده الذي يحل في العشرين من تشرين الاول (اكتوبر) من كل عام خنافس صغيرة سوداء في الجبل الذي يجزم متابعين بتسميته نسبة للراهب مار انيال فيما يشيع عن الاغلبية ان تسمية الجبل تعرف بعين الصفرة .
————————-
نطلب من الرب وبشفاعة قديسه مار دانيال أن يرحمنا جميعا ويكلل المرضى بتاج العافية آمــــــين

Samir Zako

اللغة السُريانية الآرامية(1350 ق.م – لتاريخه)
القديس مار آسيا الحكيم
القديس مار آسيا الحكيم
هو طبيب الأنفس والأجساد يقصده المؤمنون الكثيرون لطلب شفاعته ، لينالوا الشفاء من أمراضهم وأسقامهم المتنوعة ،
هو شفيع المرضى .
وقد أقيمت كنائس ومزارات ومعابد كثيرة على اسمه أشهرها
( مار آسيا في بلدة المنصورة شمال ماردين ،
كنيسة مار آسيا في الدرباسية التي مازال الكثيرون من أهالي المنطقة يقصدونها خاصة يوم عيده وفاء لنذورهم ،
مزار مار آسيا الملاصق لكاتدرائية مار افرام بحلب ،
مزار مار آسيا الحكيم في كنيسة العذراء مريم في حي الصليبة بحلب .
دعاء في زمن الأمراض والشدائد ..
( أيها القديس مار آسيا طبيب الأنفس والأجساد العجيب
صاحب المعجزات العظيمة
يامن هدمت هيكل الأوثان في آفاميا هديت خدامهم إلى دين المسيح
أبرأت ابن ملك الفرس من مرض عضال
أنقذت ابنة الملك ثاودوسيوس من داء وبيل
اعتقت الفتاة الانطاكية من الأفعى
شفيت عدداً لا يحصى من المؤمنين من جميع ضروب الأمراض والأسقام ..
إنني ألتجئ إليك في هذه الساعة لتشفع بي عند ربي عسى أن يشفي نفسي أولاً من مرض الخطيئة
ويبرئ جسدي من الداء الذي أصابني ( أو فلان من كذا ) وتمنّ علي بالشفاء التام إن كان ذلك عائداً لمجد الله تعالى
سعادتي الأبدية
إنني أعدك بعد نيلي هذه النعمة أن أخدم الله بكل استطاعتي
أقتدي بفضائلك المقدسة طوال أيام حياتي
لأنال نعمة الخلاص
إلى أبد الآبدين .
آميييين
حرب المتأشورين على اسم سوريا منذ سنة 1897م

لا توجد دولة على وجه الأرض وفي كل التاريخ كُتب عن اسمها مثل سوريا، ولم تشهد دولة في التاريخ صراعاً على اسمها مثل سوريا، فقد كُتب عن اسمها مئات الكتب والمقالات والآراء، منها لعلماء ومؤرخين مشهورين مثل: نولدكه، روالنصون، كاترومير، أرنست رينان، سيلدان، فراي، جون جوزيف، جان موريس فييه، فرانس روزنثال، شفارتس، تفندتس، روبرت رولينغر، إزابيلا بيشوب، بابولا، ليتمان، فيليب حتي، جواد بولص، فولوس غبريال وكميل البستاني، أسد رستم، أنيس فريحة، يوسف الدبس، فاروق إسماعيل، شاكر خصباك، أدي شير، اسحق ساكا، وغيرهم كثيرون، والحقيقة هو ليس صراعاً، بل هي حرباً فكرية وسياسية ضد اسم سوريا شنها السريان النساطرة في أروميا إيران، وهكاري تركيا، وشمال العراق، الذين سَمَّاهم الإنكليز آشوريين سنة 1876م لأغراض سياسية وطائفية وعبرية، مطالبين بإقامة إقليم آشور شمال العراق وجزء من سوريا وتركيا أيضاً.

 

أمَّا لماذا هذا الصراع على اسم سوريا: فالمعروف أن السريان هم الآراميون تحديداً وليس غيرهم، وهم سكان سوريا القدماء التي كان اسمها بلاد آرام، وعاصمتها آرام دمشق، واسم آراميون وسريان هما اسمان مترادفان في كل التاريخ على الإطلاق مثل هنكاريا والمجر، أثيوبيا والحبشة، إيران فارس، ألمانيا تسوكلند والقوط، فرنسا بلاد الغال..إلخ، وبما أن السريان النساطرة الذين انتحلوا اسم الآشوريين حديثاً على يد الإنكليز، اسمهم كسريان مرتبط بسوريا وليس بآشور، فقد بدئوا بشن حرب ضروس على اسم سوريا، مخترعين نظرية الاشتقاق المضحكة، معتبرين أن اسم سوريا مشتق من آشور (وباللغة الانكليزية فقط، وليس بلغتهم الأم التي هي الأصل)، قائلين أن اسم سوريا الأصلي وبالإنكليزي هو (Assyria)، لكن حرفي As سقطا، وأصبحت (Syria)، لذلك فسوريا والسريان هم الآشوريون، وانتقلت عدوى التـأشور إلى بعض السريان الساكنين قرب شمال وغرب العراق في تركيا وسوريا بين ديار بكر وطور عبدين والقامشلي الذين تعاطفوا مع متأشوري العراق وإيران، فصدقوا أنهم فعلاً أحفاد الآشوريين القدماء، والحيلة الأخرى التي يعتمدها هؤلاء المتأشورين، أنهم يطبقون نظريتهم على السريان المسيحيين فقط ويُسمُّونهم آشوريين، والسؤال المحرج لهم الذي يهربون منه: إذا كان اسم سوريا والسريان مشتق من آشور، فلماذا في مقالتهم وقنواتهم الإخبارية لا يُسمُّون سوريا، الجمهورية الآشورية، ودمشق عاصمة بلاد آشور، ومثلاً قام الرئيس الآشوري بشار الأسد بزيارة حمص؟.

 

لقد بدأت الحرب على اسم سوريا عندما اعتمد المتأشورون على مقالة نُشرت في آذار 1897م في جريدة زهريرا دبهرا للكاتب السرياني النسطوري ميرزا مصروف خان كرم من أروميا في إيران، الذي ساوى بين كلمتي آشوريين وسريان لأول مرة في التاريخ، معتمداً على كتاب الرحَّالة المبشرة الإنجيلية الإنكليزية ابنة الكاهن الأنكليكاني وزميلة جمعية الجغرافية الملكية الإنكليزية، ايزابيلا بيشوب (1831-1904)، التي زارت منطقة السريان النساطرة في أورميا سنة 1889م، وألَّفت كتاب بجزين طبع في لندن سنة 1891م بعنوان: الرحلات إلى فارس وكوردستان والصيف في منطقة أعالي الكارون وزيارة النساطرة في مناطق الرايات.

Journeys In Persia And Kurdistan Including A Summer In The Upper Karun Region And A Visit To The Nestorian Rayahs

وقد لاحظت إيزابيلا أن هؤلاء السريان النساطرة لديهم اضطراب بين اسمهم الحقيقي السريان، واسم الآشوريين الذي اخترعه لهم حديثاً رئيس أساقفة كانتربيري الإنكليزي، فكتبت في ج2 ص235 فصلاً عن مدينة أورميا، سمَّتها المدينة السريانية (city Syrians)، ونتيجة اضطراب الاسم كَتبتْ في ص237 فصلاً بعنوان مثير للانتباه هو: (The Syrians or Assyrians السريان أو الآشوريون)، ركَّزت فيه بوضوح على أن الاسم الحقيقي لهؤلاء المتأشورين هو السريان، والاسم الآشوري اخترعه حديثاً لهم رئيس أساقفة كانتربيري لأغراض سياسية، وأقنعهم بأنه أفضل من اسم النساطرة الذي له مدلول هرطوقي لأنه نسبةً لنسطور المحروم من الكنيسة سنة 431م، وقالت: أنا أكتب عن مسيحيي أورميا بأنهم (سريان Syrians)، وهو الاسم الذي يطلقونه على أنفسهم، ونحن نعرفهم في المنزل أنهم نساطرة، وهذا الاسم يُطلقه عليهم الغرباء، وأنا لا أعرف لماذا يجب علينا استعمال تسمية فيها وصمة عار تدل على بدعة قديمة لإطلاقه على أمة، والرئيس الحالي لأساقفة كانتربري جاء بمصطلح الآشوريين لإطلاقه عليهم، وهذا المصطلح لا يُستعمل أبداً من قبلهم لإطلاقه على أنفسهم، كما لا يُستعمل من الآخرين، فالمسلمون يُسَمُّونهم نصارى، وهو اسم يُطلق عادة على المسيحيين السريان.

تَلقَّف عنوان الفصل المثير للانتباه أعلاه، ميرزا خان كرم (1862-1943م) وهو موظف كبير ومثقف سرياني نسطوري في أورميا/ إيران، وكتب مقالاً بالسريانية عنوانه: (ܡܠܟܘܬܐ ܕܐܬܘܪܝܐ ܝܢ ܕܐܣܘܪܝܐ ملكوتا داتوريا يان دآسورَيَا (الترجمة الحرفية: مملكة الأثوريين أو الآسوريين)، نشرهُ في جريدة زهريرا دبهارا السريانية في أورميا في 15 آذار سنة 1897م، عدد 48 ص35.

وطبعاً فُسِّر قصد ميرزا من السياسيين النساطرة أنه يعني (مملكة الآشوريين أو السريان)، وما قام به ميرزا هو أنه أضاف حرف الألف وحذف ياء النسبة من الكلمة السريانية (سُوريَيا ܣܘܪܝܝܐ، واختصرها سورَيَا ܣܘܪܝܐ) التي تعني السريان، لتصبح عنده (ܐܣܘܪܝܐ آسورَيَا)، على نهج إضافة حرفي AS بالإنكليزية لكلمة (Syrians سريان، لتصبح Assyrians أي آشوريين)، وهذه أول مرة في التاريخ كتابةً أو نُطقاً تظهر كلمة آسورَيَا بالسريانية بهذا التوصيف لتدل على الآشوريين، علماً أن كلمة آسوريا في قاموس الآشوريين والكلدان الحاليين معناها: رابط أو خشبة تُعلق في عنق الكلب (قاموس مطران الكلدان أوجين منا، دليل الراغبين في لغة الآراميين ص34)، وقد نسى المتـأشورون:   

 

أولا: إن أصل القوم هو كيف يُسمُّون أنفسهم بلغتهم، لا بلغة الآخرين كالانكليزية واليونانية، وكلمة سريان في لغتهم ونطقهم وقواميسهم هي (ܣܘܪܝܝܐ سوريَيا)، وتختلف حروفاً ونطقاً مع كلمة (أثوريين أو آشوريين ܐܬܘܪܝܐ) مثلما تختلف كلمة هندي عن صيني وياباني عن ألباني، والأمر الطريف للمتأشورين أنهم يطبقون نظرياتهم الاشتقاقية على وزن البعض أن شكسبير هو شيخ زبير، ومدينة سانت هوزي الأمريكية هي مدينة الإمام الحسين، أو يستعملون قاعدة، تعطيني غزال أعطيك غزال، تعطيني أرنب أعطيك غزال أيضاً، فهم عندما يترجمون كلمة (ܣܘܪܝܝܐ سرياني) من السريانية إلى اللغات الغربية كالإنكليزية، يترجمونها (Assyrian لتعني آشوري)، أمَّا إذا كان العكس وترجموا عبارة الملك سنحاريب الآشوري من الإنكليزية إلى السريانية، فيبقى سنحاريب (ܐܬܘܪܝܐ الآشوري، وليس ܣܘܪܝܝܐ السرياني)، وطبعاً يطبِّقون القاعدة عندما يترجمون من العربية للإنكليزية، حيث تُترجم كلمة سرياني إلى (Assyrian)، أمَّا العكس إذا ترجموا (Assyrian) للعربية، فتبقى آشوري، وللطرفة أحياناً يستعملون طرق رياضية لكن باتجاه واحد فقط، فيكتبون كلمة (ܣܘܪܝܝܐ سريان = Assyrian)، لكن عندما تُعكس المعادلة، فكلمة (Assyrian = ܐܬܘܪܝܐ آشوري).

    

ثانياً: إذا افترضنا جدلاً أن اسم سوريا مشتق من آشور، فذاك لا يعني أن السوريين والسريان هم آشوريون، فلا علاقة لاشتقاق أو تقارب الأسماء بهوية الشعب، بل حتى لو تطابق اسمان 100 بالمئة، فذاك لا يعني أن الشعب الثاني منحدر من الأول، مثل اسم الروم المشتق من الرومان وروما اللاتينية والذي أُطلق على اليونان البيزنطينيين أيضاً، لكن الروم اليونان البيزنطينيين ليسوا رومان أو لاتين، وكثير من الأسماء متقاربة أو مشتقة من بعضها، فمثلاً الراجح أن اسم العراق وإيران من كلمة فارسية واحدة هي (إيراك)، لكن العراقيين ليسوا فرساً، واسم الحبشة نسبةً لقبيلة حبشت العربية، لكن الأحباش ليسوا عرباً، واسم عبري وعربي من جذر كلمة واحدة، واسم الأفرنج يُطلق على كل الغربيين لكنه يعني حرفياً الفرنسيين، علماً أن الاسم أصلاً هو لقبائل ألمانية، واسم الكورد أو الأكراد أرمني، لكن الأكراد ليسوا أرمناً، واسم الأرمن من آرام، لكن الأرمن ليسوا آراميين أو سريان..إلخ.

 

ثالثاً: إن السريان هم الآراميون في التاريخ ويختلفون حسباً ونسباً، ثقافةً ولغةً، ملوكاً ونسلاً، جغرافيةً وتاريخاً، عن الآشوريين، بل أن الآشوريين الذين انقرضت دولتهم سنة 612 ق.م، كانوا ألد أعداء السريان الآراميين، في كل التاريخ المدني والكتاب المقدس أيضاً، فالآشوريون يفتخرون في سجلاتهم بغزو والتنكيل بالآراميين، وهنا سؤال مهم للمتأشورين: لماذا يقفون دائماً عند اسم السريان فقط لتبرير حيلتهم؟، ولماذا يهربون ولا يستطيعون الإجابة على سؤال أسوةً بإيران وفرنسا وإيطاليا وغيرها، وماذا كانت أسمائها السابقة، والسؤال المهم هو: من هم السريان وماذا كان اسمهم قبل أن يُطلق عليهم اسم السريان؟.

 

استمر التزوير على اسم سوريا والسريان حيث اعتمد المتأشورون الجدد على علماء ومستشرقين، والذين بالمناسبة لم يقل أحد منهم مطلقاً أن السريان هم الآشوريون، بل أكدوا أن السريان هم الآراميون، لكن المـتأشورين زوَّروا كلام وقصد العلماء ليغشوا القارئ والناس البسطاء، فذهبوا أولاً إلى اللغوي الفرنسي رينان الذي كان يتحدث عن آراء وعلاقات لغوية بين الأسماء، وليس عن هويات شعوب، فذكر هامشاً في كتابه (اللغات السامية/ 1858م)، إن اسم سوريا يُحتمل أنه مشتق من آشور، وأغفلوا أن كلام رينان أصلاً هو في فقرة عنوانها الرئيس والكبير هو: (الحقبة الآرامية) التي يقول فيها: (السريان هم الآراميون، وحتى بعد أن أُطلق اسم السريان عليهم، بقي استعمال الاسم الآرامي)، علماً أن رينان أدرج هذا الرأي في الهامش ص209، وهو ليس رأيه أصلاً، بل للباحث كاترومير الذي كان بدوره يناقش علاقات أسماء لغوية ببعضها أيضاً، ثم قام المتأشورون سنة 1897م بتزوير مقدمة قاموس المطران توما أودو، كنز اللغة السريانية ص9 الذي قال: (السريان هم الآراميون)، فقام أحدهم تحت اسم المدقق الذي اكتشفتُ أنا اسمه، بإضافة هامش آخر فيه هامش رينان: (إن اسم سوريا مشتق من آشور أو مختصراً له)، لكي يُفهم أن السريان هم الآشوريون، علماً أنه الهامش الوحيد في القاموس، ومن يومها انطلقت الحرب على اسم سوريا بشكل منظم وبمئات الكتب والمقالات كما ذكرتُ، وما تزال الحرب قائمة، علماً أن جميع الوثائق لميرزا وإزبيلا ورينان وكاتروميرو وغيرهم، موجودة في كتابي أسمهم سريان، لا آشوريون ولا كلدان، وسأكتفي بإدراج نص المدقق المزور ص9، وسأكتب عن الموضوع مستقبلاً.

وشكراً/ موفق نيسكو

سارق الفأس
سارق الفأس
قال أحدهم : فقدت فأسي، فإشتبهت بالجار بأنه قد سرقه مني،
فبدأت أراقبه بإهتمام شديد..
كانت مشيته مشية سارق فأسي
وكلامه كلام سارق فأسي
وحركاته توحي بأنه سارق فأسي
‏أمضيت تلك الليلة حزينًا ولم أعرف كيف أنام وأنا أفكر بالطريقه التي سأواجهه بها ؟؟؟
وفي الصباح الباكر عثرتُ على فأسي , لقد كان ولدي الصغير قد وضع فوقه كومة قش،
نظرت إلى الجار في اليوم التالي، فلم أجد فيه شيئًا يشبه سارق فأسي، لا مشيته،
ولا كلامه، ولا إشاراته
‏وجدته كالأبرياء تمامًا، فأدركتُ بأني أنا من كان اللص
لقد سرقتُ من جاري أمانته وذمته، وسرقتُ من عمري ليلة كاملة أمضيتها ساهراً
أفكر كيف أواجه بالتهمة رجلًا بريئًا منها.
الإنسان الملوث داخليا لايستوعب وجود بشر أنقياء…. منقول ….
7 تشرين الأول هو تذكار الشهيدين مار سركيس ومار باكوس
7 تشرين الأول هو تذكار الشهيدين مار سركيس ومار باكوس
القديسان سركيس وباخوس ويعرفان أيضًا عند العرب باسم سرجيس وباكوس هما قديسان وشهيدان بحسب معتقدات الكنائس الجامعة الأرثوذكســــية والكاثوليكية ، كانا جنديين رومانيين في القرن الثالث، ضمن جيش الإمبراطور غاليريوس مكسيميانوس برتبة ضابط ، وقد اعتنقا المسيحية سرًا في فترة الاضطهادات الرومانية للديانة المسيحية ، والتي كانت تصل عقوبتها للإعدام بعد افتضاح أمر عقيدتهما تعرض سركيس وباخوس للتعذيب بهدف دفعهما للجحود بالإيمان المسيحي ، غير أنهما رفضا رغم التعذيب العودة عن إيمانهما وتقديم الذبائح للآلهة الرومانية فماتا تحت التعذيب ولقبّا بـ “الشهيدين العظيمين” و”أعظم شهداء الشرق” تم بناء العديد من الكنائس والأديرة على اسم سركيس وباخوس، سيّما في العراق وسوريا ولبنان وتركيا وشبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، وكذلك الحال في روما والقسطنطينية أما مزارهما الرئيسي فوقع في مدينة الرصافة على نهر الفرات ضمن حدود سوريا حاليًا، ويقع عيد تذكارهما في 7 أكتوبر، الكتابات التاريخية تظهر علاقة قويّة بين الرجلين، ويعتبران من القديسين الذين يذكران الواحد مع الآخر،
السيرة الذاتية للشهيدين :
أقدم الروايات وأقدم المراجع التي تتكلم عن القديسين سركيس وباخوس هي نص يوناني معروف باسم “آلام سركيس وباخوس”، ووفقًا للنص فقد كانا مواطنين رومانيين وضابطين رفيعي المستوى في الجيش الروماني، وتم اكتشاف مسيحيتهما عندما رفضا مصاحبة مسؤول روماني إلى معبد وثني مع سائر حرسه الشخصي، والاستمرار في رفض تقديم الأضاحي لكوكب المشتري الذي يعتبر الإله الشخصي للإمبراطور غاليروس، وردًا على ذلك تم تعريضهما لإذلال علني، منها تقيدهما بالسلال وإجبارهم على ارتداء ملابس النساء والطواف بهما في جميع أرجاء المدينة. عندما سمع الإمبراطور بقصتهما، طلب أن يحاكما أمام أنطيخوس القائد العسكري في بلاد الشام ، وكان أنطيوخس صديقًا قديماً لسركيس، غير أنه فشل في جعلهما يرتدان عن دينهما، وتعرض باخوس للضرب والتعذيب حتى الموت في مدينة صور، وفي اليوم التالي لوفاة باخوس ظهرت “روحه” لسركيس وشجعته على البقاء قويًا في احتمال الآلام حتى يكونا معًا إلى الأبد كما يذكر النص، وخلال الأيام القليلة التالية، نقل سركيس من صور إلى الجزيرة الفراتية حيث تعرض “لتعذيب وحشي” انتهى بإعدامه بقطع الرأس في *الرصافة .
التكريم :
مع بداية القرن الخامس تحديدًا عام 425 بنيت كاتدرائية الرصافة على اسم القديس سركيس، ولكن لا توجد أدلة ثابتة على انتشار تكريمه كقديس قبل هذا التاريخ، وقد بنيت الكاتدرائية بطلب من الأسقف ألكسندر أسقف منبج مطران المنطقة. في عام 518 تم تجديد البناء والمواد المستخدمة في التشييد، وقد زار الكاتدرائية عدد من الشخصيات الهامة أمثال الإمبراطور جستنيان والملك كسرى الثاني من بلاد فارس وعدد من حكام المناذرة وكذلك عدد من حكام وأمراء الغساسنة , وقد كان للغساسنة والمناذرة دور هام في نشر إكرام القديس سرجيس ودفع القبائل العربية في أنحاء المنطقة إلى الحج إلى قبره وتعظيم ذكره كما ذكر لويس شيخو، فضلاً عن بني تغلب . انتشر تكريم القديسين سركيس وباخوس بسرعة كبيرة في وقت مبكر من القرن الخامس، وذكرا دوماً على أنهما من “شهداء الإيمان” في الجيش، وأمر الإمبراطور جستنيان الأول ربما في عام 527 بتشييد كنيسة دير كبيرة على اسمهما في القسطنطينية، وكان الغساسنة في الفترة نفسها إذا خرجوا إلى القتال وضعوا راية أيقونة للقديس سركيس على أعلامهم.
وبنتيجة هذه الأهمية أصبحت الرصافة أسقفية خاصة، وتحولت إلى مركز من مراكز الحج المسيحي في الشرق . ومنها انتشرت كنائس أخرى في سوريا والعراق على اسم سركيس أو سركيس وباخوس، وبنيت كنيسة في روما على اسمه بطلب من البابا سرجيوس الأول في القرن التاسع، ويبدو أن القبائل العربية المسيحية في بادية الشام وصحراء العراق وشبه الجزيرة العربية اعتبروهما شفعيهما الخاصين.
وفي عام 434 حولت الرصافة إلى مركز أسقفية ودعيت “سرجيوبوليس” أي “مدينة سرجيس” تخليدًا له، وقد ظلّ الدير قائمًا حتى القرن العاشر حين نهبه البدو، وبعد الغزو الإسلامي زار الدير عدد من الخلفاء ودعيت الرصافة باسم “رصافة سرجيس” تكريمًا له. من الأديرة القديمة المشيدة على اسمهما دير قرب دمشق في سوريا لا يزال قائمًا إلى الآن ويرجع عهد بناءه إلى القرن الرابع ودير آخر في عكار وعدد من الرعايا والكنائس الأخرى. في العراق ولبنان ومصر علمًا أن ذكرهما وصل لأرمينيا وينصّ السنكسار الأرمني أن سركيس وباخوس هما جنرالين مسيحيين في الجيش الروماني، نتيجة عقيدتهما المسيحية، ويسبق العيد في الطقس الأرمني ثلاث أيام من الصيام.
لتكن صلاتهما معنا وسوراً حصيناً لجمعنا.
وكل عام وكل من تسمى على اسم هذين القديسين بالف خير.

Samir Zako

———————–
*الرصافة وتسمى باليونانية سرجيوبوليس لؤلؤة بادية الشام في سوريا، وتقع الرصافة على بعد ثلاثين كيلومترًا من مدينة الرقة في شمال سورية على نهر الفرات، وقد كان لها تاريخ وحضارة عريقة عبر العصور.
المصدر : من عدة مصادر على النت.
كتاب بيعً وديراً في نصوص سريانية وكرشونية وعربية وأجنبية
شارع القوتلي سينما ديانا أمام سينما الكندي الحالية
شارع القوتلي سينما ديانا أمام سينما الكندي الحالية
تقع سينما ديانا أمام سينما الكندي الحالية ، وتأسست عام 1920 باسم سينما باتا الشتوية وأغلقت عام 1928 لأسباب مادية .
وفي عام 1940 أعيد افتتاحها باسم سينما ديانا واستمرت حتى عام 1945 ثم أغلقت ثانية ،
هذه الصورة هي في فترة سينما ديانا .
لسينما ديانا أثاث فخم وفيها خمس بلاكين ، تعتمد على فترة استراحة طويلة تتجاوز مدة الساعة وسط الفيلم ، يقدم خلالها العشاء في البلاكين الخمس .
كل بلكون فيها تحجزه عائلة واحدة فيه طاولة كراسي مريحة ، يتنالون العشاء في البلكون ، كما أن للبلكون ستائر من المخمل تستطيع النسوة أن يحتجبن خلفها لمزيد من الراحة .
عادة العشاء في سينما ديانا مكتسبة من سينما باتا الصيفية ، هي مكان نادي الضباط الحالي ، ترتصف فيها الطاولات يقدم العشاء قبل الفيلم ،
مطبخ سينما باتا هو مطعم حنا كعدة الحالي .
كان أصحاب سينما ديانا يكسبون من العشاء أكثر من إيراد الفيلم لذلك تحولت سينما ديانا بشكل أوتوماتيكي إلى مطعم الأندلس .
حلب كانت سباقة بإنشاء سينما صيفية في الهواء الطلق ، تبعتها دمشق وحمص .
لكن نمطاً آخر من السينما ظهر في منتصف الخمسينيات ، هو سينما السيارات ، حيث تدخل بسيارتك إلى ساحة كبيرة وتشاهد الفيلم من سيارتك .
العجيب أن هذا النوع دخل إلى مدينة صغيرة في سوريا ، لم يدخل إلى حلب أو دمشق بل إلى القامشلي ، حيث كانت سينما السيارات تعرض أفلامها من عام 1955 حتى أغلقت بأوامر من الرئيس عبد الناصر عام 1958 .
لكن لماذا القامشلي ؟
في الخمسينيات طرح مشروع الهلال الخصيب نشطت العلاقة بين سوريا والعراق بشكل كبير ، لاقت دعماً أمريكاً كبيراً واستحساناً تركياً ، كانت القامشلي هي جسر التواصل بين البلدان الثلاثة ، تتميز على صغرها بأنها مدينة مختلطة من كل الأديان سكانها غاليبة سريان قليل من الأكراد والعرب ، نهضت نهضة كبيرة واعتنت بالمطاعم والمنتزهات ، كما أن سكانها الأغنياء من السريان استثمروا كثيراً في هذا المجال وراهنوا على نجاح هذه الفكرة خاصة عائلتي أصفر ونجار رواد النهضة الزراعية في سوريا .
تقودنا سينما السيارات للحديث عن تلك الفترة ، حيث كانت هاتين العائلتين تملكان أراضي شاسعة في الجزيرة السورية ، ناهيك عن ثقة سكان الجزيرة من عرب وأكراد بهاتين العائلتين ، لم تشهد الجزيرة السورية أياماً أفضل من تلك الفترة ، حيث انشغل الجميع بكسب المال والزراعة ،
انشغل أصفر ونجار في التسويق العالمي للقمح والقطن السوري واستيراد المحالج الصوامع حتى البواخر واستئجار الموانئ .
جرى تأميم شركة أصفر ونجار في الستينات ،
تحولت سوريا إلى مستورد لرغيف الخبز غرقت الجزيرة بالفقر والإهمال .
وبالعودة للصورة نجد أن هذه البناية هي أول بناية في حلب اعتمدت على الدرابية بدلاً من الأبواب الخشبية ، إلا أن الأباجور مازال سبانيولي مثل أغلب أباجورات حلب القديمة .
الدرابية اختراع فرنسي دخل مع الانتداب ، عملي ولايحتاج إلى مساحة مثل الأبواب ، كلما يحتاجه عملية تزييت كل شهر أو شهرين .
تزامن دخول الدرابية مع دخول الكهرباء إلى حلب ،
أصبح الشعالون والدومرية بلا عمل ، حيث كان هؤلاء يعتنون بمصابيح اللوكس التي تنير شوارع حلب ، تحول قسم منهم ليعمل في تزييت الدرابيات بدلاً عن عمله كشعال أو دومري ، خاصة أنه يحتاج إلى نفس العدة التي كانت بحوزته حين كان دومرياً .
نجد هنا العلاقة الوثيقة بين مهنة مزيت الدرابيات و الدومري .
الدرابية نشأت في فرنسا مع شركة رينو ، التي انتجت سيارات خفيفة كادت أن تنافس مرسيدس وفورد حينها ، استمدت خفة السيارات من عملية ثني الصاج وتشكيل عصب له ، الذي يعطيه قوة وخفة ، هذه الفكرة لم تكن عند باقي الصانعين .
على نفس المبدأ تعمل الدرابية فهي عبارة عن صاح رقيق مثني بشكل أقواس صغيرة تجعله صعب الاختراق .
دخل قالب الدرابية إلى الجديدة قرب ساحة الحطب مع مكبس اكسنتريك يدوي يعمل بالفولان يديره عامل مفتول العضلات ذلك في عام 1918 أشرف عليه في البدايه خبير فرنسي .
انتشرت الدرابيات في سوريا والجزائر أكثر من انتشارها في فرنسا ذاتها .
في الخمسينيات من القرن العشرين ظهرت في حلب أبنية ضخمة هي بنايات الأوقاف واعتمدت على درابيات من الحديد على شكل شبك ثقيلة الوزن وغالية الثمن وصعبة الصيانة ولاتحمي زجاج المحل من الحجارة . فشلت فشلاً ذريعاً ، أول بناية ركبت فيها هذه الدرابيات هي في بناية أوقاف الحميدية عند موقف النيال .
منقول بتصرف .

Lousin Kerdo