ذكرتُ أكثر من مرة، منها قبل عدة أيام في مقالي (مصر والأزهر والسريان)، بالحرف الواحد: إن كنيسة السريان (بضمنها الهند)، والأقباط (بضمنها أثيوبيا وأرتيريا)، والأرمن، هي كنائس بإيمان مشترك واحد عبر التاريخ منذ سنة 451م، ويأتي بيان رؤساء الكنائس الثلاثة المجتمعين في وادي النطرون قبل ثلاثة أيام 18-20 تشرين 1 الحالي اليوم، ليؤكد كلامي.
لكن المهم في مقالي هذا هو أمر آخر ربما يُخفى على الكثيرين ويجب كشفه وهو تشويه تاريخ العراق ومنه تاريخه المسيحي الذي يقوم بتزويره فئة من السريان النساطرة لأغراض عبرية وسياسية وطائفية، وأتمنى من القراء الكرام أن لا يُفهم قصد مقالي هذا أو غيره أو كتبي، أنه دعاية للديانة المسيحية، أو تفضيل مذهب مسيحي على آخر، فأنا علماني، وكل قصدي هو كشف الأهداف المخفية لمن يدَّعون زوراً أنهم آشوريين وكلدان، ليس على مستوى الاسم فقط، بل على مستوى العقيدة أيضاً.
فقد أكد بيان رؤساء كنائس السريان والأقباط والأرمن أن النسطورية هي هرطقة، قائلين: إن الكنائس الثلاثة متمسكة تمسكاً راسخاً بتراثها الروحي ووحدتها في الإيمان النابع من الكتاب المقدس، والمعبّر عنه في المجامع المسكونية الثلاثة: نيقية (325م)، القسطنطينية (381م)، وأفسس (431م)، وهي متمسكة بتعاليم آبائها القديسين، وما رفضته كنائسهم من هرطقات على مدى تاريخها، ويذكر البيان العلاقات مع جميع الكنائس: الكاثوليك، الأرثوذكس البيزنطيين، الأنكليكان، الإنجيليين، وغيرهم، باستثناء النساطرة الآشوريين لأنهم يعتبرونهم هراطقة (ملاحظة: مجمع افسس 431م هو الذي حرم نسطور وهرطقته، وكان برئاسة كيرلس بابا أو بطريرك الأقباط).
ولشرح ذلك أقول: المعروف أن أغلب سريان العراق خاصة شرق الفرات الذين كان مقرهم ساليق، قطسيفون (المدائن) اعتنقوا عقيدة نسطور وانفصلوا سنة 497م عن كنيسة أنطاكية السريانية تحت ضغط الفرس، ولذلك تُسمَّى كنيستهم في التاريخ الكنيسة الفارسية، ويقول الأب د. يوسف حبي الكلداني: إن اسم الكنيسة الفارسية طغى على كنيستنا في كثير من العهود، وكثير من قديسهم إلى اليوم لقبهم هو الفارسي، وهناك عشرات الكتب باسم، كنيسة فارس أو الكنيسة الساسانية، والمهم، هؤلاء عاشوا كل تاريخهم محرومين وفي عزلة تامة عن كنائس العالم، واشتهروا في التاريخ باسم النساطرة خاصة في ضل الحكم الإسلامي، وفي سنة 1553م انضم عدد كبير منهم إلى الكثلكة، فسمتهم روما، كلداناً، استناداً لكلمة أطلقها البابا اوجين الرابع على السريان النساطرة، وثبت اسمهم كلداناً في 5 تموز 1830م، وأصبحوا من أشد الحاقدين على النسطرة باعتبار أنهم اهتدوا إلى الصراط المستقيم الكاثوليكي، واستمر الباقون على العقيدة النسطورية، حيث سمَّاهم الإنكليز آشوريين سنة 1876م، وانشقت كنيستهم إلى قسمين سنة 1968م، وثبت اسم الآشورية على جزء واحد فقط في 17 تشرين أول 1976م، وفي كلا التسميتين كانت روما والإنكليز تقول لهم إن اسم الكلدان أو الآشوريين أفضل من نساطرة، لأن الأخير يدل على هرطقة، والمهم أن كنيسة الكلدان هي كاثوليكية، لكنها ليست نقية تماماً، بل تعتمد على الشخص سواء رجل دين أو علماني حيث يحنُّ أحياناً أو يتعلق ببعض تراثه القديم كبطريرك الكلدان الحالي ساكو الذي له أفكار نسطورية واضحة، وكثير من العلمانيين الكلدان أيضاً يحنون لتراثهم النسطوري القديم، ونترك المتكلدنين من النساطرة المتكثلكين، ونأتي للنساطرة المتأشورين، الذين هم قصد مقالنا.
منذ أن قام الإنكليز بتسميتهم آشوريين، بدؤوا بعمل سياسي وحملة دعاية قوية جداً لترويج اسمهم الآشوري المُنتحل ، باعتبار أنهم سليلو الآشوريين القدماء، ولكي يعززوا من موقفهم العقائدي النسطوري الضعيف، رافق تلك الحملة دعاية أخرى هي الترويج أنهم كنيسة رسولية عظيمة ومهمة، ونسطور كان مظلوماً، وعقيدته ليست هرطقة، واليوم أصبح معترفاً بعقيدة نسطور..إلخ، وقاموا بعمل لقاءات دعائية واستعراضية وتوقيع بيانات عقائدية مع كنيسة روما آخرها سنة 1994م الذي رغم أن النساطرة تنازلوا واعترفوا بلقب أم الله لمريم العذراء، وبطبيعة السيد المسيح حسب إيمان روما، لكن مع ذلك تأسفت روما للاشتراك معهم بالقداس لأن إيمانهم ليس كاملاً (أي لا زالوا نساطرة هراطقة)، أمَّا على الصعيد الكنسي في الشرق الأوسط، فقاموا عبر قنواتهم الإعلامية والمواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي بعمل دعاية قوية جداً للعقيدة النسطورية، مُدعين زوراً أن عقيدتهم أصبحت مقبولة، وأن الحرومات قد أُلغيت، وكنيستهم أعظم وأقدم وأصح كنائس العالم، مستدعين وكالعادة شخصيات غربية متعاطفة معهم أو شخصيات متأشورة للدفاع عن صحة العقيدة النسطورية، وقاموا بتغيير اسمهم عدة مرات في لبنان وسوريا والعراق وغيره، من نسطوري إلى آشوري، ونتيجة اختلاط اسمي آشوريين وكلدان المزورين، فإنهم في لبنان سمَّوا أنفسهم الكلدان الآشوريين النساطرة، ثم آشوريين فقط، وأرثوذكس، والطريف أن العراق والمفروض أنه الأهم لأنه هو المستهدف باعتباره بلاد آشور، لكن لأن عملية التزوير دائماً يصاحبها تخبط، فقد كان العراق آخر دولة تغير فيها الاسم من نسطوري إلى أثوري في 17/آب/ 1993م، كما في الوثائق المدرجة أسفل المقال، مع ملاحظة أنه في العراق تم تغيير اسمهم إلى أثوري، وليس آشوري، وهو الصحيح، وقد تم ذلك حسب طلبهم هم الذين يقولون فيه: (اسمنا بالسريانية هو أثوري)، وهو تأكيد آخر أنهم سريان باسم آشوري مزيف، علماً أن صيغة آشوري هي عبرية، أمَّا بالعربية والسريانية، فأثوري، ولا توجد كلمة أشوري في التراث العربي القديم مطلقاً).
وأخيراً من المعروف أن موقف الأقباط متشدد جداً منهم، حيث منعوا النساطرة من الحصول على مقعد في مجلس كنائس الشرق الأوسط، وعندما تسأل النساطرة المتأشورين لماذا لستم عضوا؟، أجابوك بسبب الفيتو القبطي، والطريف أن النساطرة غالباً يصفون الأقباط في كتابتهم بكلمات غير لائقة، ويُعيرون فقرائهم العاملين في بعض مجالات الخدمة العامة، والسؤال كيف لكنيسة الأقباط الفقيرة، تستطيع منع كنيسة عظيمة وشعب يدَّعي أنه سليل سنحاريب وآشور بانيبال وسركون الذين دوَّخوا العالم ووصلوا إلى مصر، والخلاصة أن كنيسة النساطرة المتأشورين لا تزال تعتبر هرطوقية من أهم كنائس الشرق الأوسط الذين يعيشون معهم، وهم الأقباط (بضمنهم (أثيوبيا وأرتيريا)، والسريان (بضمنهم الهند) والأرمن، وليس كما يحاول الترويج له النساطرة المتأشورون مُدَّعين أنهم مقبولون من المسيحيين الآخرين. وشكراً/ موفق نيسكو
البيان المشترك لكنائس الأقباط والسريان والأرمن
في مساء يوم الأربعاء 19 تشرين الأول 2022، ومن بعد اجتماعهم الثالث عشر، قام أصحاب القداسة رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية في الشرق الأوسط: قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، وقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وقداسة الكاثوليكوس آرام الأول، كاثوليكوس بيت كيليكيا الكبير، بتوقيع البيان الرسمي المشترك، بعدها تبادل أصحاب القداسة الهدايا التذكارية، وفيما يلي نصّ البيان: اللقاء الثالث عشر لرؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالشرق الأوسط بمركز لوجوس للمؤتمرات بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون- مصر 18– 20 أكتوبر / تشرين الأول 2022م.
باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد، آمين
”مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ.” (2كو1: 3، 4).
نحن البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والبطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، والكاثوليكوس آرام الأول كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا الكبير، نشكر الله لأنه منحنا أن نجتمع معاً في الاجتماع الرسمي الثالث عشر لرؤساء كنائسنا منذ عام 1998م، وفى إطار شركة الإيمان القائمة منذ القرون الأولى للمسيحية، إن كنائسنا الثلاث منذ فجر المسيحية يجمعها التراث الرسولي المشترك والإيمان الواحد متمسكة تمسكاً راسخاً بتراثنا الروحي ووحدتنا في الإيمان النابع من الكتاب المقدس، والمعبّر عنه في المجامع المسكونية الثلاثة الأولى: مجمع نيقية (325م)، مجمع القسطنطينية (381م)، مجمع أفسس (431م)، وتعاليم آبائنا القديسين وما رفضته كنائسنا من هرطقات على مدى تاريخها، إننا ندعم مسيرة كنائسنا بالقرارات والتوجهات التي تصدرها في سياق خدمتنا المشتركة لكنائسنا في العالم وبخاصة في منطقة الشرق الأوسط حيث الشهادة المسيحية منذ العصر الرسولي، وما تسلمناه من آبائنا وقديسينا وشهدائنا ونحافظ عليه بكل حرص كوديعة مقدّسة لجميع الأجيال، ولقد تناولنا بالبحث والدراسة المواضيع ذات الاهتمام المشترك واستمعنا إلى تقرير اللجنة الدائمة:
أولاً: الوجود المسيحي في الشرق الأوسط.
إن الوجود المسيحي كان وسيبقى من أكثر همومنا ومشاغلنا. فقد تدارسنا بعمق أهمية هذا الوجود وضرورة تقويته، وبحث الآليات الممكنة لتثبيت أبنائنا في بلادهم، وتعهدهم بالرعاية التي تساهم في تثبيتهم في أوطانهم، والحدّ من نزيف الهجرة إلى دول الانتشار بسبب الصراعات القائمة والظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم وبخاصة في شرقنا الأوسط، نصلي من أجل أبناء أوطاننا المتألمين بسبب هذه الأزمات التي تطال المعيشة اليومية لجميع مواطني بلادنا في الشرق الأوسط، فيما تسعى كنائسنا إلى تقديم الشهادة المسيحية عبر توفير الخدمات الاجتماعية لجميع المحتاجين. منوهين بدور أبنائنا في بلاد الانتشار في تمكين كنائسنا لتقوم بواجبها الرعائي في المجالات الصحية والتعليمية والاجتماعية خدمةً لأبنائنا، نستمر في الصلاة إلى الله من أجل كشف مصير المطرانَيْن المخطوفَيْن مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم، وبولس يازجي مناشدين أصحاب النوايا الحسنة والمجتمع الدولي لبذل الجهود في هذا المجال.
ثانياً: الحوارات والعلاقات مع العائلات الكنسية الأخرى:
أ. الحوار مع العائلة الأرثوذكسية البيزنطية:
ا- توقف الحوار منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 1993م، ثم تمَّ لقاء مجموعة عمل من ممثلين رسميين للكنائس من العائلتين في أثينا ـ اليونان 24ـ25 نوفمبر 2014م، الذي وضعوا فيه خارطة طريق للعمل المستقبلي للجنة الحوار المشترك اللاهوتي الرسمي بين العائلتَيْن. إضافةً إلى الاجتماع الذي عُقد بين الرئيسَيْن المشاركَيْن نيافة المطران عمانوئيل والمُتنيّح الأنبا بيشوي في 12 نيسان\ابريل 2018م بضيافة وحضور قداسة الكاثوليكوس آرام الأول في أنطلياسـ لبنان، حيث تم فيه مناقشة التطورات الخاصة بالحوار اللاهوتي الثنائي والإعداد لِلقاءٍ لكامل أعضاء اللجنة المشتركة وذلك لتنشيط الحوار، وعليه نوصي بمتابعة هذه الجهود ونكلف نيافة الأنبا توماس، أسقف القوصية ومير بالتواصل مع نيافة المطران عمانوئيل الرئيس المشارك للحوار لمتابعة هذا الأمر.
2- أخذنا عِلماً باللقاءات التي تمت في لجنة التعاون بين الكنيسة الروسية الأرثوذكسية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية وذلك في مجال الخدمة الاجتماعية وخدمة الدياكونية وتبادل الزيارات الرهبانية والخدمة الرعوية للروس بمصر والأقباط الأرثوذكس في روسيا.
كذلك ما تم بين الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والكنيسة الروسية الأرثوذكسية من لقاءات في إطار لجنة العمل المشترك التي تشكلت بين الكنيستَيْن، لكي تبحث في مجالات الخدمة الاجتماعية والإنسانية، المجال الأكاديمي، المجال الثقافي والحضاري، مجال خدمة الشبيبة، الحياة الرهبانية، والمجال الإعلامي.
ب. الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية:
نُثني على تقدّم واستمرار الحوار مع الكنيسة الكاثوليكية والذي تتم فيه مناقشة عدّة مواضيع تخص الأسرار السبعة للكنيسة والسيدة العذراء مريم في الكتاب المقدس والتقليد الكنسي (الماريولوجي)، ونصلّي من أجل نجاح الاجتماع المقبل الذي سينعقد بمركز لوجوس للمؤتمرات بالمقر البابوي بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون- مصر، خلال المدة من 29 يناير\كانون الثاني إلى 5 فبراير\شباط 2023م.
ج. الحوار اللاهوتي مع الكنيسة الأنجليكانية:
منذ أن تم استئناف الحوار مع الكنيسة الأنجليكانية عام 2013م، تم التوصُّل إلى عدة اتفاقيات تدرسها الكنائس، ونوصي باستمرار هذا الحوار.
ثالثاً: المجالس المسكونية :
1- مجلس كنائس الشرق الأوسط:
نشكر الله الذي سمح أنْ تُعقد الجمعية العامة الثانية عشر لمجلس كنائس الشرق الأوسط بمصر لأول مرة خلال المدة من 16 – 20 مايو / أيار 2022م في مركز لوجوس للمؤتمرات الذي هو دليل ساطع على حيوية الكنيسة القبطية في الشرق الأوسط والعالم، وفي نفس الوقت فخر للكنيسة القبطية ولكل العائلة الأرثوذكسية الشرقية. حضر هذه الجمعية من رؤساء الكنائس ستة عشر بطريركاً ورئيس كنيسة وقد كان لهم لقاء مع فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وبحسب القانون الأساسي والنظام الداخلي للمجلس تم انتخاب رؤساء المجلس وأعضاء اللجنة التنفيذية، إذ سيُمثّل عائلتنا في المجلس ولمدّة أربع سنوات حتى 2026م: نيافة الأنبا أنطونيوس مطران القدس والكرسي الأورشليمي رئيساً عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية، ومعه خمسة أعضاء باللجنة التنفيذية بالإضافة إلى عضوَيْن رديفَيْن، ونصلي من أجل نجاح أعمال المجلس وتوفيقه.
2- مجلس الكنائس العالمي:
نشكر الله الذي سمح بعقد الجمعية العامة الحادية عشر بمدينة كارلسرويه بألمانيا خلال المدة من 31 أغسطس/ أب – 8 سبتمبر /أيلول 2022م، وقد مثَّلت كنائسنا وفود كان لها حضورها، وخلال هذه الجمعية العامة تم انتخاب قداسة الكاثوليكوس آرام الأول كأحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي عن العائلة الأرثوذكسية الشرقية، وتم انتخاب نيافة الأنبا توماس أسقف القوصية ومير، عضواً باللجنة التنفيذية، كما تمَّ انتخاب خمسة أعضاء يمثلون كنائسنا في اللجنة المركزية، ونؤكد على دعم كنائسنا لمجلس الكنائس العالمي في رسالته المسكونية ودعوته لصنع السلام من خلال الحوار والسعي لنقل العالم إلى المصالحة، ونبذ الكراهية وقبول الآخر، كما ندعم الإجراءات التي تسهم في الحفاظ على المناخ والبيئة، وفي هذا السياق نُشيد بانعقاد مؤتمر المناخ COP 27 في شهر نوفمبر القادم في مدينة شرم الشيخ- مصر.
رابعاً: أخبار كنائسنا:
عرضنا لأهم الأنشطة التي تمت في كنائسنا والسيامات الأسقفية وتقديس الميرون وتدشين الكنائس في بلاد الشرق والمهجر، والاهتمام بالميديا المسيحية الكنسيَّة (القنوات الفضائية المسيحية) ولقاءات الشبيبة المحلّية والعالمية، والاهتمام بالمعاهد اللاهوتية والمراكز الثقافية ومراكز التربية الدينية ومدارس الأحد، والزيارات الرعوية والزيارات الرسمية للمسؤولين، وناقشنا شؤون أبنائنا في الشرق الأوسط وما يعانون منه ويكابدونه من ضغوطات وصعوبات الحياة على الأصعدة كافةً، ونهنئ الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بالاحتفال بمرور ألف وخمسمائة عام على نياحة القديس مار يعقوب السروجي مِلْفان (معلِّم) الكنيسة.
خامساً: الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بالهند:
استمعنا إلى تقرير حول وضع الكنيسة السريانية في الهند واطلعنا على جهود البطريركية السريانية الأرثوذكسية من أجل الوفاق والتقارب وإيجاد حل لهذه المشكلة.
ونصلي من أجل نجاح جهود المصالحة وضمان حرية المؤمنين في ممارسة عبادتهم في كنائسهم
سادساً: الكنيسة الإريترية الأرثوذكسية :
نشكر الله على اللقاء التاريخي الذي تمّ يوم السبت الموافق 9 يوليه / تموز 2022م، حيث التقى قداسة البابا تواضروس الثاني بقداسة أبونا كيرلس الأول بطريرك الكنيسة الإريترية وذلك بالمقر البابوي بالقاهرة وبدأت صفحة جديدة في العلاقة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الإريترية الأرثوذكسية.
سابعاً: قضية دير السلطان بالقدس التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية:
تألمنا للأحداث التي تمَّت مؤخراً في قضية دير السلطان بالقدس التابع للكنيسة القبطية والذي استولى عليه رهبان إثيوبيون ومحاولات وضع العلم الإثيوبي خلال احتفالات عيد القيامة لمحاولة اثبات ملكيتهم، ونحن نؤيد ونساند الكنيسة القبطية في أحقّيتها بملكية هذا الدير القبطي التاريخي.
ختاماً: نشكر الرب الإله لقيادته إيانا في مناقشاتنا وقراراتنا كافة، ونسأله أن يفيض فينا دائماً قوةً وشجاعةً وحكمة لنعمل من أجل وحدة كنيسته التي اقتناها بدمه الكريم، وأن نُحافظ على قطيع المسيح الذي اؤتمنّا عليه، كما نصلّي من أجل الأمن والسلام والعدل والاستقرار في العالم أجمع، وخاصةً في شرقنا الأوسط الحبيب مهد المسيحية والذي نحن من جذوره حضارياً وثقافياً ولنا دوراً أساسياً هاماً فيه على الأصعدة كافة، ولهذا نكرّر دعوتنا لأبنائنا أن يظلّوا ثابتين ومتجذّرين كلٌ في وطنه مقدّمين شهادة حيّة عن إيماننا المسيحي بالمحبة والتسامح والعيش المشترك مع إخوتنا في الإنسانية وشركائنا في الوطن، نشكر كل الجهات التي تعاونت معنا في تسهيل إقامة هذا الاجتماع، كما نشكر أيضاً الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على استضافتها لنا، المجد للثالوث القدوس الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، آمين.