السريان الآراميون والحضارة السريانية عبر التاريخ : The Syriacs Arameans and the Syriac civilization throughout history:
السريان الآراميون والحضارة السريانية عبر التاريخ :
The Syriacs Arameans and the Syriac civilization throughout history:
Khalid Saed Dawood
السريان هم سليلة حضارة بلاد مابين النهرين والشام
وهم أحفاد الآراميين والآشوريين
والكلدانيين – البابليين
والفينيقيين – الكنعانيين
والسومريين والآكاديين
الذين اعتنقوا الديانة المسيحية في القرن الأول للميلاد,
هؤلاء جميعا شكلوا الأمة السريانية التي أعطت العالم ثقافة شعوب الشرق قاطبة
ونشرت التراث اليوناني من خلال الترجمات التي قام بها أدباء وعلماء ومفكروا السريان
بدأت الحضارة السريانية بالتشكل منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد ,
حيث كان سكان منطقة الشرق الاوسط يتكلمون لهجات مختلفة من اللغة الآرامية ,
انتشرت اللغة السريانية في إيران وأورمية شرقا وشمال شرق والى العراق ونينوى وحتى بابل والبصرة جنوبا بما في ذلك بلاد ما بين النهرين
وكذلك من أقصى الشمال الشرقي:
الشاطئ الغربي لبحيرة أورمية وجبال هكاري وبحيرة وان حتى مشارف أرمينيا وكامل كيليكية (الشريط الشمالي المغتصب) ديار بكر وماردين و الرها (اورفة الحالية) وانطاكية ولواء اسكندرون السليب حتى البحر المتوسط غربا ومن ثم جنوبا على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط (لبنان وفلسطين والأردن)
وحتى شمال شرق مصر
ودون تجاهل تدمر وباقي الأراضي السورية كما كانت الآرامية معروفة ومتداولة في شبه الجزيرة العربية جنوبا وهي التي دُوِّنَ بها القرآن أول مرّة.
متى بدأت هذه الحضارة بالسقوط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان ملوك الآراميين يحاربون الآشوريين والبابليين والمصريين
سقطت المدن السريانية الواحدة تلو الاخرى تحت سلطة الاجانب
حتى أتى إسكندر المقدوني ونصب نفسه ملكا على الشرق كله عام 330 قبل الميلاد
وهكذا دخل اليونانيون أرض السريان ودخلت معهم اللغة اليونانية
وبسقوط مدينة تدمر الآرامية بيد الرومان في أواخر القرن الثالث للميلاد
انتهت آخر مدينة للشعب السرياني وأصبحوا بدون مملكة أو مدينة خاصة بهم.
كيف عامل الإسلام السريان بعد دخوله بلادهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عندما فتح المسلمون بلاد الشام سرّ الآراميين بالعرب واعتبروهم خشبة الخلاص من الفرس والبزنطيين,
ولكن مجدداً اضطُهِد المسيحيون وقلّ عددهم,
وفيما بعد عانوا الأمرّين من الأتراك والمغول منذ القرن الرابع عشر وصولا الى المجزرة الكبرى
إبان الحرب العالمية الأولى التي ذبح فيها أكثر من ربع مليون سرياني أورثوذكسي
هل هناك لهجات سريانية أم أنها لغة واحدة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عندما سمّى سكان الشرق الأوسط أنفسهم سريان استعملوا في لغتهم اللهجة الرهاوية تبعاً لمملكة الرها
التي كانت تعرف بمملكة العلوم والمعارف
وهي اللغة التي يتكلمها حالياً السريان الأورثوذكس والكاثوليك والموارنة
ولكن اللهجات الأخرى لم تضِع، حتى اليوم
فسريان العراق الشرقيين (الآشوريون والكلدان)يستعملون اللهجة السريانية الشرقية المسماة “سورت”.
أما سريان طورعبدين (الطوارنة) في تركيا فيتكلمون لهجة خاصة بهم تسمى “طورويو”.
وفي سوريا يوجد حتى يومنا هذا ثلاث قرى تتكلم اللهجة النبطية أي اللهجة الآرامية الفلسطينية ( بخعة – جبعدين – معلولا)
وهي عينها التي تكلم بها السيد المسيح.
في القرن العاشر قبل الميلاد أخذ الآراميون الأبجدية عن الفينيقيين واستعملوها للكتابة بعد أن طوروها
وفيما بعد بدأ الفينيقيون استعمالها لذا ترى أسماء المدن والقرى اللبنانية من أصل سرياني وليس فينيقياً
(فينيقي تعني باللغة السريانية مرفـّه).
و أضافوا ستة أحرف منقّطة على الأبجدية السريانية ونقّطوا باقي الأحرف
لقد كان العرب وحتى فجر الاسلام يستعملون اللغة السريانية
ثم بدأوا باستعمال اللغة العربية ولكنهم استعانوا بالترجمات التي قام بها السريان من كافة العلوم والفلسفة اليونانية…
فكان العصر العباسي أيام الخليفة هارون الرشيد وولديه الأمين والمأمون العصر الذهبي في الترجمة والنقل
لدى العرب وانتشرت الحضارة واللغة العربية بقوة محل اللغة السريانية آنذاك.
منذ القرن الخامس عشر بدأ السريان في لبنان يتحولون الى المذاهب المارونية أو الأورثوذكسية أو الكاثوليكية
استمر عدد السريان بالتراجع في العراق وسوريا والكثير من سريان حلب أصبحوا كاثوليك وتركوا لغتهم الأم
وفي بداية القرن العشرين لم يعد هناك سريان بأعداد كبيرة إلا في جنوب شرق تركيا
ينتشر السريان اليوم بشكل واسع في اوروبا وخاصة النروج والسويد والمانيا,
كما توجد اعداد كبيرة منهم في الولايات المتحدة وكندا واستراليا.
أخذ الإمبراطور فرديناند في فيننا- النمسا عام 1555على عاتقه مجددا طباعة الكتاب المقدس كاملا باللغة السريانية
وذلك ايماناً منه بقوة الشعب السرياني لمواجهة قوة السلطان العثماني سليمان الأول حيث كان عدد السريان وقتئذ كبيراً.
وما بقي حتى يومنا هذا من الموسيقى السريانية هي الموسيقى الكنسية التي تعود الى القرن الرابع بعد الميلاد
ونلاحظ اليوم أن الكثير من الألحان الشعبية في الشرق كالزجل وغيره من الأغاني الشعبية هي ألحان سريانية بامتياز.
معاناة السريان وتضحياتهم:
لقد مرت على التاريخ شعوب وحضارات وأمم أكثر من أن تحصى، اندثر منها الكثير لعوامل مختلفة مباشرة أو غير مباشرة، ولكن الشعب السرياني الذي تكلم لغة السيد المسيح أبى أن يندثر واستمر في البقاء والعطاء، فعندما قال يسوع للقدّيس بطرس: “أنت سمعان بن يونّا، وسأدعوك “كيفا” – أي الصخرة – وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” (يوحنا 1/42. (وكلمة “كيفا” هي طبعاً آرامية – سريانية، وكانت كنيستنا السريانية الأنطاكية هي الأخرى كالبناء الشامخ المبني على الصخرة والتي ربت أجيال وأجيال على الإيمان القويم.
والسريان: شعب مؤمن ومسالم، محب للمعرفة ومخلص لمجتمعه وبالرغم من هذه الخصال الحميدة فقد مرت الكنيسة السريانية منذ نشأتها ولا تزال بظروف حرجة وصعبة تلاحقها المضايقات والمظالم، فهي كما تحدث عنها البطريرك إغناطيوس يعقوب الثالث في إحدى مؤلفاته حيث اعتبر أن وجودها واستمرارها هو نوع من المعجزة.
طبعاًلم ينجو مقر الكرسي السرياني الأنطاكي للكنيسة السريانية الأرثوذوكسية من هذه العواصف. فقد كانت أنطاكية مقره لغاية سنة 518 م، ولكن بسبب الاضطهادات التي عانتها الكنيسة نقل مقره واستقر في دير الزعفران في القرن الثالث عشر وبقي هناك حتى عام 1933 م حيث انتقل إلى مدينة حمص السورية في عهد البطريرك مار افرام برصوم الأول وأخيراً انتهى به المطاف في دمشق العاصمة السورية عام 1959 م.
1 – عانى المسيحيون الأوائل من الاضطهاد والقتل على أيدي الرومان الوثنيين والعبرانيين في بداية ظهورها، وذاقت الرها والأقاليم المحيطة بها أقسى العذاب من أباطرتها. وفي القرن الخامس وبسبب الاختلافات اللاهوتية وكغطاء لفرض سيطرة المحتل البيزنطي الذي أذاق أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية صنوف التعذيب الذي طال حتى كبار رجال الدين عندهم فقتل البعض ونفي البعض الآخر وتشرد الكثيرين منهم في كل مكان ولم يبق لتلك الكنيسة عام 544 م سوى ثلاثة مطارنة ( أساقفة ) فقط .وفي هذه الفترة العصيبة من تاريخ الكنيسة، ظهر مار يعقوب البرادعي في ساحة نضالها من أجل البقاء، حيث توجه البرادعي إلى القسطنطينية للقاء الملكة ثيودورة التي كانت تتعاطف مع اللاخلقيدونين في ظروفهم القاسية التي كانوا يعيشونها، والملكة السورية ثيودوره ذات أصول سريانية من مدينة منبج الحالية في سوريا، وبرعاية الملكة ثيودورة ودعمها رسم يعقوب البرادعي مطرانا عاما للسريان على يد ثيودوسيوس بطريرك الإسكندرية الذي كان منفيا في القسطنطينية ، وابتدأ البرادعي بعد نيله لصفة شرعية بإحياء الكنيسة السريانية وأقام لها من جديد عشرات المطارنة ومئات الكهنة والشمامسة، وتوفي عام 578 م، وتمكنت كنيسة السريان في تلك الفترة من الصمود أمام عواصف الاضطهاد والتنكيل بفضله.
2- وصلت الكنيسة السريانية إلى كيريلا في الهند، بفضل توما الرسول في القرن الأول وتعتبر ليتورجية كيريلا إحدى أقدم الليتورجيات في العالم. وقد استمر ازدهار الكنيسة السريانية الهندية في مالابار إلى أن أتى البرتغاليون إلى الهند عام 1498م حيث تعرض السريان إلى الكثير من الضغوطات والتنكيل والانقسام وحرق المخطوطات والوثائق التراثية التي احتوت أخباراً قيمة تختص بالكنيسة الهندية السريانية لما قبل عام 1599م.
3 – وفي إيران فقد انتشرت المسيحية في عصر الاخمينيين (226 م) وكان للدين المسيحي اتباع منذ القرن الاول الميلادي فيما بين النهرين وغرب ايران، وزاد عدد المسيحيين في ايران في العصر الساساني ( 652 م).
واجه السريان كغيرهم أوضاعا مأساوية من القرن الرابع وحتى القرن السابع على يد الإمبراطورية الفارسية ونتيجة الحروب التي دارت بين الفرس والرومان. (تاريخ الكنيسة السريانية الأنطاكية _ الجزء الثاني _ اغناطيوس يعقوب الثالث). وحديثاً هبطت أعداد المسيحيين في البلاد تدريجياً.
مع بداية الثورة الاسلامية خاف الكثيرون ودفع البعض ثمن علاقاتهم بالشاه، لكن الآن الوضع مستتب. وحوالي مئة وخمسين ألف مسيحي يعيشون في ايران أغلبهم من الأرمن والآشوريون، ليس هناك من اضطهاد ولا الغاء. للمسيحيين كنائس ومؤسسات وأندية ومدارس وجرائد ومجلات وجمعيات خيرية، يعلمون لغاتهم، لهم احترامهم مكرسة في الدستور لهم، 3 نواب 2 أرمن وواحد آشوري، المسيحيون يدخلون إلى الجيش، لهم قانون أحوال خاص بهم، زواج، طلاق وإرث”. -الخوري اسكندر الهاشم UCIP LIBAN وسركيس ابو زيد.
4 – وفي الجزيرة العربية ازدهرت المسيحية بعد وصولها هناك عن طريق التبشير. ويقول المؤلف حسين العودات: انتشرت النصرانية في نجران وفي صنعاء وفي مأرب وظفار وكانت الأديرة تمتد على طول الطريق من مكة مروراً بدمشق والعراق وظفار. وكان الدير في ذلك الوقت مكان استراحة على طريق التجارة ومركز دعوة دينية وثقافية، أي أنه كان مدرسة متعددة المهمات. ويقول البلاذري عن هذه الأديرة: “كان أهل ثلاث بيوت يتبارون فيها أهل المنذر في الحيرة، وغسان في الشام، وبنو الحارث بن كعب في نجران، وبنوا ديارتهم (أديرتهم) في المواضع النزهة وكثيرة الشجر والرياض والغدران، وجعلوا في حيطانها الفسافس وفي سقوفها الذهب والصور” معجم البلدان ج2- حوار العرب – العدد 7 – حزيران2005\”.
لكن تدريجياً تراجع الوجود المسيحي بشكل كبير هناك. وتعلق الكاتبة سلوى بالحاج صالح – العايب المؤرخة وأستاذة التاريخ الوسيط بالجامعة التونسية في كتابها المسيحية العربية وتطوراتها، دار الطليعة – بيروت 1997. عن سبب زوال المسحية العربية في الجزيرة العربية وما حولها بحلول القرن العاشر الميلادي وتقول:
قد حصل تراجعاً تدريجياً في الحضور المسيحي في نجران والحيرة وغيرها بسبب هجرة بعض القبائل مثل قبيلة بني تغلب أو اعتناقم الإسلام وكان يوحنا هو آخر أسقف لنجران عام 934. ويعلق المطران مارون اللحام أسقف تونس على هذا الكتاب ويقول: إن المسيحي الذي يقرأ هذا الكتاب يشعر بأنه يسير في طريق آلام طويلة عاشها أجداده…الخ.
5 – حروب الفرنجة: أما في بلاد الشرق فقد استمرت معانات الشعب السرياني حيث تعرض لهجمات شرسة أثناء حروب الفرنجة -الحملات الصليبية – أبيد خلالها عشرات الآلاف من السريان وتم تدمير الكثير من القرى. ولم يقف المواطنون من كل الأطياف، والشرائح، والأديان، والانتماءات، والمذاهب، مكتوفي الأيدي تجاه غزوات الفرنجة الذين جاؤوا من أوروبا محتلين، ودخلوا هذه البلاد غزاة، ودمروا أولاً أهم المعالم المسيحية بدءاً من القسطنطينية، ومروراً بالرها، ثم مرعش، وأنطاكية، وحلب، ووصولاً إلى بيت المقدس، وكان على المسيحيين أن يدافعوا مع المسلمين عن كرامتهم ويحموا مدينتهم من الخراب، وهكذا الأمر في عهد الأيوبيين (المطران يوحنا ابراهيم – رئيس طائفة السريان الأرثوذكس بحلب).
6 مذابح السريان والأرمن: وتعتبر فترة الاحتلال العثماني منذ عام 1515م مرحلة تميزت بالاضطرابات والمضايقات الدينية العنيفة ونشر الفتن القلاقل فيما بينها بتشجيع من الاستعمار الأوروبي منذ بداية ارسالياته التبشيرية وبدأت تزيد المضايقة على السريان فحدثت إنقسامات وأسلم قسم كبير منهم وبالأخص في طور عبدين. لكن من أقسى الكوارث التي عاشها السريان والتي مازالت جروحها غضة وذكراها حياً في الذاكرة كانت المذابح الكبرى في بداية الحكم العثماني وحتى بداية الحرب العالمية الأولى وكان أعنفها وأقساها مذابح 1914 ـ 1919 حيث ذهب خلالها أكثر من 300.000 قتيل والعالم يتفرج.
وقد نجا من المذابح من فر إلى الدول المجاورة. وحتى بعد هذه المذابح – السيفو- استمر التهجير القسري والمزمن للسريان من طورعبدين- تركيا. حيث اتجه قسم كبير منهم وبأعداد كبيرة هذه المرة إلى أوروبا لغاية بداية السبعينيات لدرجة أفرغت طورعبدين تقريباً وقراهم ما تزال شاهداً.
7 عنصرية الاحتلال الأسرائيلي. وأما المسيحية في فلسطين ومن ضمنها السريان فقد تعرضت أيضا إلى ضغوطات كبيرة ومجحفة خلال العصور. وآخرها من قبل الاحتلال الإسرائيلي العنصري وهذا ما أدى إلى تقلص خطير في عددها من نسبة مهمة من الشريحة الوطنية إلى أن وصلت لنحو حوالي 1% من عدد الشعب الفلسطيني فعلى سبيل المثال، تناقصت نسبة السكان المسيحيين في القدس من حوالي 50% عام 1922 إلى أقل من 10% في بداية السبعينات (BBC) وأما في بيت لحم حيث كان للسريان حضوراً كبيراً قبل الاحتلال فوصل اليوم إلى حوالي 1000 نسمة.
8 – ظاهرة الهجرة والتنقل: بدأت منذ الستينيات موجة هجرة واسعة كانت أولها إلى لبنان لسب اقتصادي وثم إلى بلاد الاغتراب واستمرت لفترة طويلة وخاصة إلى السويد وألمانيا مما أثر على التوازن الديموغرافي في هذه المنطقة وكذلك بدأت الهجرات في منتصف القرن الماضي حيث تركزت في بادئ الأمر إلى أمريكا الجنوبية وخصوصاً البرازيل والأرجنتين وفيما بعد إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث يعيش عدد كبير منهم.
9 – الحرب الأهلية اللبنانية: وفي لبنان الذي تألق فيه السريان لزمن طويل وقع بعدها في مأزق ومعاناة محيرة بسبب الحرب الأهلية اللبنانية المزمنة التي انطلقت شرارتها في نيسان 1975 حيث عمت كامل الأراضي اللبنانية لتوقع نارها بأكثر من 150 ألف قتيل خلال خمسة عشر عاماً، إضافة إلى تشريد ونزوح مئات الآلاف من اللبنانيين ومن ضمنهم السريان. فقد كان عدد السريان والآشوريين عام 1975 نحو 100 ألف من أصل لكنهم اليوم أصبحوا حوالي 70 ألفا هاجر معظمهم إلى كندا وأمريكا وأستراليا والسويد.
10 – حرب العراق: وفي العراق بشكل عام ومحافظة دهوك بشكل خاص تعرضت القرى السريانية المسيحية عبر القرون إلى الضغوطات والتهجير لإخلائها من سكانها المسيحيين وتغيير جغرافيتها. وآخر هذه المآسي المزمنة للعراق كانت ومازالت الغزو الأجنبي الذي زعزع توازنه الاجتماعي والإثني ودفعت بسببه الكنيسة العراقية كلها ثمناً باهظاً من الشهداء ونزوح واسع من المسيحيين سيغير وزن المسيحيين في الشرق بشكل مقلق. وبسبب الاضطهاد الواسع فقد خرج على الأقل 600 ألف مسيحي من العراق بعد الاحتلال إلى دول الجوار والهجرة إلى بقاع الأرض هرباً فتشتت العائلات. والأمل طبعاً ضعيف جداً في عودتهم إلى الديار مستقبلاً. وكالعادة فالمسيحيين هم ذو مناصب جيدة في المجتمع العراقي وهذا خسارة للجميع.
وأود أن أنوه هنا بأنه في الكثير من الشواهد التاريخية لا يمكن فصل معانات وتهجير وقتل شعب السريان في بلاد ما بين النهرين عن تلك التي عاشها جميع المسيحيين وأن سردها جميعاً يحتاج حتماً إلى موسوعة ضخمة.
لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد السريان في العالم إنما يقدرها البعض بأكثر من ثلاثة ملايين نسمة، تقطن الأغلبية الساحقة منهم في الهند، والباقي ينتشرون في سورية، ولبنان، والعراق، والأردن، وفلسطين ودول الخليج وتركيا، ومصر، وأوروبا والأمريكيتين، واستراليا و نيوزيلاندا وكندا وغيرها. إنها حقاً مؤسسة كبيرة ومنتشرة تحتاج إدارتها إلى كادر كبير وعمل دؤوب، فهي تتألف من ثمانية وعشرين أبرشية، ما عدا أبرشيات الهند. وهناك حاجة ماسة لزيادة عدد الكهنة والأبرشيات وخاصة في بلاد الاغتراب نتيجة الهجرة المستمرة من الشرق.
(ملاحظة : هنا الكاتب يركز على السريان المسيحيين فقط .وتناسى السريان المسلمين ومندائيين .)
السريان والاغتراب:
وكمعظم الكنائس في العالم تمر الكنيسة السريانية أيضا اليوم في مرحلة اختبار صعبة علينا أن نتفاعل معها بعقلانية وتروي. وربما أكبر تحدي يواجه الكنيسة السريانية اليوم هو عامل الهجرة والاغتراب وهذا ما يقلق بعض أحبار الكنيسة. فهل يا ترى ستستمر السريانية وتنمو في الاغتراب كما استمرت في الهند؟ لكن يبدو أن هناك بعض القلق حول نمو عدد السريان في بلاد الاغتراب حيث أن حجم العائلة بدأ ينكمش وصاروا أشبه بالأوروبيين.
كما أن الجاليات السريانية نشطت أيضا في المجال الإعلامي فظهرت محطات إذاعية وقنوات تلفزيونية وجهود للبدء في العمل السينمائي. كما أن هناك اتساع في ظهور مواقع الانترنت والمجلات والنشرات الدورية بأهداف متشابهة ومشتركة لرفع مستوى الوعي التاريخي والثقافي واللغوي والتراثي والفني والاقتصادي للسريان في العالم. وبالرغم من حداثتها فإن بعض هذه المؤسسات والجمعيات نجحت في إجراء اتصالات دولية واسعة لشرح ودعم القضايا السريانية الملحة ومنها على سبيل المثال؛ موضوع سَيفو والهجرة الجماعية الأخيرة للسريان من العراق ودعم الوضع الحساس لدير مار غبريال في طورعبدين وغيرها.
أن تداعيات الهجرة الواسعة والتي ما زالت مستمرة من الشرق الأوسط وخاصة العراق إلى بلاد الاغتراب أثرت كثيراً على هيكل الكنيسة الأم وتوسعت بشكل سريع مسؤوليات كنيسة الإغتراب
عاش الآراميون في منطقة مترامية الأطراف من آسيا، وقد كان =برستد= أول من أطلق على هذه المنطقة اسم الهلال الخصيب، وعلل ذلك بأنها((تكون شكلا نصف دائري على وجه التقريب يرتكزطرفه الغربي في جنوب شرق البحر الأبيض المتوسط ، ووسطه فوق شبه جزيرة العرب ،ويرتكز طرفه اآخر عند الخليج الفارسي ، وخلف ظهر هذا تقوم الجبال المرتفعة، وبذلك تقع فلسطين عند نهاية الجزء الغربي، وبلاد بابل في الجزء الشرقي، بينما تكون بلاد آشور جزءا كبيرا من وسطه)) برستد: تاريخ الحضارة ص 151
وقد وجدت في هذه المنطقة عدة حضارات قبل أن يسود فيها الآراميون، بل قبل أن يستوطنها الجنس السامي. فقبل عام 3500 قبل الميلاد تقريبا ازدهرت حضارة في سهل شنعار على يد السومريين وهم (قوم غير سامي الأصل)-برستد -انتصار الحضارة= فيبيب حتي -تاريخ سوريا ولبنان وقلسطين ج1 ص 149- ديلابورت-بلاد مابين النهرين ص18-
قادهم نشاطهم التجاري الى استعمال اللغة السومرية وهي لفة(ليست سامية ولا آرية) =سارترون: تاريخ العالم:الفصل الثالث.
كانت تكتب بآلة تشبه المسمار يضغط بها على الطين الذي يصنع على صورة ألواح فتترك أثرها فيه، ثم يجفف الطين ويحرق حتى يظل متماسكا مما جعل هذه الكتابة تعرف بالكتابة المسمارية. ولقد تركز النشاط الثقافي على عهد السومريين في المدن((وكان المعبد في المدينة هو نواة حضارتها والمركز الرئيس فيها))=برستد -انتصار الحضارة ص164-ولعل مما يدل على هذا تلك المدونات التي عثر عليها في كثير من الحفريات بين أنقاض هذه المعابد—(وتعتبر الحضارة السومرية أساسا لعدة حضارات آسيوية ، ولقد ظل العامل السومري هو العنصر الأساسي لثقافة ما بين النهرين)=بول ماسون أورسيل : الفلسفة في الشرق: ترجمة محمد يوسف مرسي.
ومنذ الألف الثالث قبل الميلاد، نزحت جماعات جديدة واستوطنت منطقة الهلال الخصيب، وعاش فريق منها جنب الى جنب مع مع السومريين في منطقة ما بين النهرين ثم لم يلبثوا حوالي سنة 2750 قبل الميلاد =ويلز-موجز تاريخ العالم ص66- أن يتعلبوا بزعامة سرجون الأول على دويلات المدن، وأن يؤسسوا دولة موحدة قوية شملت معظم وادي الرافدين ، وأن يتخذوا أكاد عاصمة لها.
ولم يكن هؤلاء الساميون قد تحضروا بعد فأخذوا عن السومريين بعض معارفهم (وهكذا غلب السومريين قاهريهم)=جورج سارترون:تاريخ العالم المفصل:ترجمة طه الباقر ص148. ولقد اقتبس الآكديون((الكتابة المسمارية عن السومريين ليكتبوا بها لغتهم السامية ، وكانت هذه هي المرة الأولى التي كتبت فيها لغة سامية))=برستد-انصار الحضارة ص178.. ومعظم اللوحات المسمارية التي كشفت حتى الآن مكتوبة باللغة اآكدية التي تسمى عادة البابلية. ثم ظهرت أمة جديدة عرفت باسم سومر وأكاد، وحققت ما عرف بالحضارة البابلية .
وفي حوالي القرن الحادي والعشرين ق.م . غزا الأموريون بلاد أكاد، ويستدل من أسمهم على أنهم أقاموا في (أمور) وهي منطقة من سوريا العليا كانت بين لبنان والفرات=بول ماسون اوروسيل: الفلسفة في الشرق:ص70.—–وفي عهد الأموريين اكتسبت عاصمتهم بابل شهرة عظيمة ، وغلب اسمها على سهل شنعار القديم فسمي باسم بلاد بابل =برستد: انتصار الحضارة ص186-المسعودي مروج الذهب ج1-ص313.
أشهر ملوك الأموريين كان حمورابي( 1728-1686) ق.م . اتخذ من بابل عاصمة له، استعمل (اللغة السومرية في رسائله الى ولاته) =برستد= انتصار الحضارة ص188.ولكنه استعمل اللغة البابلية في قوانينه التي تدل على أن الحضارة البابلية ((قبل كل شيء كانت حضارة تشريعية))
ثم تغلب الكاسيون =جورج سارترون: تاريخ العالم ص195. الذين أتوا من شرقي دجلة ، وأقاموا فترة بالبلاد على بابل حوالي سنة 1761 ق.م ، وظلوا فيها قرابة خمسة قرون تارة سادة وتارة مسودين، وكانت بينهم وبين فراعنة مصر مراسلات ودية ومصاهرات كشف عنها ما ورد في رسائل تل العمارنة في عهد فرعون مصر أخناتون، وكانت بينهم وبين اآشورينن حروب على الحدود بين مملكتيهما ، ثم ضعف أمرهم، وصارت الغلبة للآشوريين ، وبذلك انتقل مركز الحضارة الى بلاد آشور.
ومما لا شك فيه أن الحضارة الآشورية ايضاً قد استفادت من الحضارة البابلية والسومرية ، فقد ثبت أن الآشوريين ((أدركوا القيمة العلمية للنصوص السومرية فجمعوا ألواحها وترجموها الى الآشورية)) =جورج سارترون:تاريخ العالم : الفصل السادس: المرحلة الآشورية.
تعرضت الدولة الآشورية لغزو الآراميين الا أنها ردتهم على أعقابهم، وقضت على دمشق عاصمتهم حوالي 732 ق.م .
وقد بلغ الآشوريون أوج عظمتهم في عهد سنحاريب (705-681 ق.م) الذي اتخذ نينوى عاصمة له. وممن عرف بمحبته للعلوم من الآشوريين آشور بانيببال فقد( استجلب من مكتبات بابل وغيرها من المدن البابلية كل ما وجده من الكتب القديمة في آداب البابليين وعلومهم وصناعاتهم وتواريخهم وديانتهم ، واستنسخها كلها)) =أدي شير: تاريخ كادو وآثور ج1 ص 123.
وحوالي 612 استولى الكلدانيون على سورية -وهم فرع ثاني من الآراميين تغلغل الى وادي الفرات الأسفل عرف باسم كلدو منذ حوالي القرن الرابع عشر ق.م . ولقد تحققت لهم أعظم انتصاراتهم في عهد نبوخذ نصر(604 ق.م) اذ فتح أورشليم =586= ق.م ، وأخذ خير ما فيها ونقله الى بابل . ولقد كان الكلدانيون بحكم الظروف ورثة لتقاليد آشور ومعارفها مما دفع الحياة العلمية الى الازدهار في عهدهم. فقد مهروا في العلوم الرياضية والالهية، كما كانت لهم عناية بالغة برصد الكواكب ومعرفة بطبائع النجوم)) =صاعد الاندلسي: طبقات الأمم
يقول المسعودي تحت عنوان((ذكر ملوك السريانيين ولمع من أخبارهم(( ان أول الملوك ملوك السريانيين بعد الطوفان، وقد تنزع فيهم وفي النبط، فمن الناس من رأى السريان هم النبط، ومنهم من رأى انهم اخوة لولد ماس بن نبيط ومنهم من رأى غير ذلك)).
وهو يذهب الى أن اللسان السرياني ((هو اللسان الأول، لسان آدم ونوح وابراهيم عليهم السلام وغيرهم من الانبياء.))
كذلك يرى الجهشاري أن ((أول من وضع الكتاب السرياني وسائر الكتب آدم عليه السلام)
ويذكر القلقشندي (( أن لغة العرب المستعربة وهم بنو قحطان بن عابر وبنو اسماعيل كانت السريانية أو العبرية لأن لغة عابر واسماعيل كانت سريانية أو عبرانية))
في الجزء الشمالي الغربي من اقليم ما بين النهرين كانت تقوم مملكة الرها ، وفي مكان يقع شرقي الفرات قامت الرها عاصمتها. ولقد ظلت مملكة الرها مستقلة فترة انتدت بضعة قرون قبل الميلاد وبعده(122 ق.م الى 206 م) وقد كانت الرها من (( أهم ولما دخلتها المسيحية في مستهل القرن الثاني اكتسبت هذه اللغة نفوذا سما بها الى أن ينقل اليها الكتاب المقدس ، وأن يتخذها المسيحيون لغة لهم، وتصبح الوسيلة المعبرة عن الثقافة المسيحية. يقول فيليب حتي ((ان الترجمات الرئيسية للتوراة السريانية قد وضعت هناك في آواخر القرن الثاني))
ولقد كانت بيئة الرها مسرحا لثقافة فائقة في العهد الوثني ، وهذا ما أكدته الآثار المكتشفة. كذلك تشير بعض النصوص الأدبية الى أن الحضارة الآرامية كانت مزدهرة خلال القرنين الأول والثاني الميلاديين، ومن خلال استعراض قصة فيضان نهر ديصان (201م) تنكشف معالم حضارة على قدر كبير من الرقي، ولقد كان من الخسائر التي سببها هذا الفيضان المروع تصدع كنيسة المسيحيين التي وصفتها المراجع العربية بالعظمة والبهاء. ابن الفقيه: مختصر كتاب البلدان ص124.
ولقد أتيح للسريان أن يتأثروا تأثرا ملموسا بالثقافة اليونانية . يقول الدكتور مراد كامل: ((من المؤكد أن الأساليب اليونانية كانت ذات أثر فيما وصلت اليه اللغة السريانية ، فقد حاكى السريان الأبنية اليونانية في بعض كتاباتهم ، وقلدوهم في طريقة استعمال الكلمات ، بل انهم نقلوا الى لغتهم كثيرا من الكلمات اليونلانية، كما أسسوا علم النحو في لغتهم على غرار النحو اليوناني ، واتخذوا من الصوائت اليونانية حركات يستعملونها في كتاباتهم)) تاريخ الأدب السرياني ص15
ولقد كان هذا التأثير نتيجة طبيعية للعوامل التي مهدت له ، وأدت الى نتائجه، فلقد اختلط اليونان بالسريان اختلاطا كبيرا . كذلك انتشرت الأديرة والمدارس التي اضطلعت بالنشاط العلمي الذي يتناول العلوم السريانية واليونانية على حد سواء.
ولقد قامت هذه الأديرة بدور العوامل الفعالة في تقوية النفوذ السرياني وهو ينفذ على مهل الى الحياة العربية ، فيترك عليها طابعه . وقد أتيحت الفرصة للغة العربية لكي تصبح لغة كتابة يسجل بها تاريخ هذه الأديرة.
وجد في صدر هيكل هند الكبرى ما يلي((بنت هذه البيعة هند بنت الحارس بن عمرو بن حجر الملكة بنت الأملاك ، وأم الملك (عمر بن المنذر أمة المسيح وأم عبده ، وابنة عبده في زمن ملك الأملاك خسرو أنو شروان ، وفي زمن افرائيم الأسقف قالاله الذي بنت له هذا البيت يغفر خطيئتها ، ويترحم عليها وعلى ولدها ، ويقبل بها ويقومها الى ابانة الحق، ويكون الله معها ومع ولدها الى دهر الداهرين)) البكري: معجم ما استعجم ص264.
وهناك ملاحظة هامة يشير اليها غريغوريوس يعقوب حلياني ، وهي أن بقايا اللغة الآرامية كانت حتى ذلك الحين عالقة باللغة العربية ، ومن ذلك ما لوحظ في الأثر الذي حمل اسم امرئ القيس بن عمرو وتاريخ وفاته من اشتمال كلماته على ألفاظ آرامية.
كما يذكر ابن اسحق وهو بصدد الحديث عن بناء الكعبة على عهد محمد اذ يقول:
((حدثت أن قريشا وجدوا في الركن كتابا بالسريانية ، فلم يدروا ما هو حتى قرأه لهم رجل من اليهود فاذا هو : أنا الله ذويكة، الفادي، المخلص، ، خلقتها يوم خلقت السموات والأرض ، وصورت الشمس والقمر ،وحققتها بسبعة أفلاك حنفاء، لا تزول حتى يزول أخشباها ، مبارك لأهلها في الماء واللبن))مخطوطة قديمة غير واضحة المعالم، ذكرها ابن هشام في السيرة النبوية ج1 ص208
وفي صدر الدعوة الاسلامية اتخذ محمد من يقوم مقام المترجم بينه وبين من يشاء الكتابة لهم من الملوك والحكام.
يقول المسعود: التنبيه والاشراف ص246:((كان الخزرجي يكتب الى الملوك ويجيب بحضرة محمد . كذلك كان يترجم كتابات محمد بالفارسية ،والرومية، والقبطية، والحبشية. تعلم ذلك بالمدينة من أهل هذه الألسن))
يقول زيد بن ثابت ((أمرني محمد أن أتعلم السريانية . قال اني لا آمن اليهود على كتابي ، فما مر بي نصف شهر حتى تعلمت وحذقت فيه، فكنت أكتب له اليهم )) السيرة الحلبية: برهان الدين الحلبي: ج3 ص 425
كما يروي المسعودي في كتابه مروج الذهب كيف كان يترجم من الانجيل العبراني (انجيل متى) ما شاء له الله ان يترجم.
ليس من مصادفات العصر أن نجد الرواد الأوائل الذين يضطلعون بعبء الترجمة والنقل سرياناً، اذ أن هذا هو الأمر الطبيعي الذي كان لا بد أن يحدث ، لأن هؤلاء كانوا قد قطعوا في هذه الطريق شوطا بعيدا،فقد مارسوا الترجمة قبل ظهور الدولة الأموية بكثير، فمنذ القرن الرابع الميلادي شرع السريان (جويدي: محاضرات أدبيات الجغرافيا والتاريخ واللغة عند العرب ص82) شرع السريان في هذا المضمار—-شرح بروبوس كتب أرسطو المنطقية وايساغوس لفورفوريوس .–وترجم سرجيس كتاب الطب لجالينوس الذي يعتبر أساس دراسات الطب في الأوساط الطبية الشرقية–
وفي مصر نشط السريان قبل الفتح الاسلامي، وبدأ نشاطهم خاصة في الاسكندرية وفي الأديرة التي اتخذوها لأنفسهم ، وبسببهم عرفت مصر اللغة السريانية –وكان لهم نشاط علمي ملحوظ ، فقد ترجم أحد أساقفتهم نسخة الترجمة السبعينية الى اللغة السريانية، كما ترجم جاسيوس مقالات أهرون القس الطبية من اليونانية الى السريانية —-
وقد أدى هذا الالتحام المباشر بين السريان وعلوم اليونان الى أن أصبحت الثقافة اليونانية تعيش في كيان هؤلاء القوم ، وتخالط عقولهم ، مما جعلهم يتمكنون منها ، ويصبحون معلمين لها فيما بعد حين ينقلونها الى العرب، والذين لم يكن لديهم أي علم وقتها.
(ملاحظة : هنا الكاتب يركز على السريان المسيحيين فقط .وتناسى السريان المسلمين ومندائيين .)