شارع القوتلي سينما ديانا أمام سينما الكندي الحالية
شارع القوتلي سينما ديانا أمام سينما الكندي الحالية
تقع سينما ديانا أمام سينما الكندي الحالية ، وتأسست عام 1920 باسم سينما باتا الشتوية وأغلقت عام 1928 لأسباب مادية .
وفي عام 1940 أعيد افتتاحها باسم سينما ديانا واستمرت حتى عام 1945 ثم أغلقت ثانية ،
هذه الصورة هي في فترة سينما ديانا .
لسينما ديانا أثاث فخم وفيها خمس بلاكين ، تعتمد على فترة استراحة طويلة تتجاوز مدة الساعة وسط الفيلم ، يقدم خلالها العشاء في البلاكين الخمس .
كل بلكون فيها تحجزه عائلة واحدة فيه طاولة كراسي مريحة ، يتنالون العشاء في البلكون ، كما أن للبلكون ستائر من المخمل تستطيع النسوة أن يحتجبن خلفها لمزيد من الراحة .
عادة العشاء في سينما ديانا مكتسبة من سينما باتا الصيفية ، هي مكان نادي الضباط الحالي ، ترتصف فيها الطاولات يقدم العشاء قبل الفيلم ،
مطبخ سينما باتا هو مطعم حنا كعدة الحالي .
كان أصحاب سينما ديانا يكسبون من العشاء أكثر من إيراد الفيلم لذلك تحولت سينما ديانا بشكل أوتوماتيكي إلى مطعم الأندلس .
حلب كانت سباقة بإنشاء سينما صيفية في الهواء الطلق ، تبعتها دمشق وحمص .
لكن نمطاً آخر من السينما ظهر في منتصف الخمسينيات ، هو سينما السيارات ، حيث تدخل بسيارتك إلى ساحة كبيرة وتشاهد الفيلم من سيارتك .
العجيب أن هذا النوع دخل إلى مدينة صغيرة في سوريا ، لم يدخل إلى حلب أو دمشق بل إلى القامشلي ، حيث كانت سينما السيارات تعرض أفلامها من عام 1955 حتى أغلقت بأوامر من الرئيس عبد الناصر عام 1958 .
لكن لماذا القامشلي ؟
في الخمسينيات طرح مشروع الهلال الخصيب نشطت العلاقة بين سوريا والعراق بشكل كبير ، لاقت دعماً أمريكاً كبيراً واستحساناً تركياً ، كانت القامشلي هي جسر التواصل بين البلدان الثلاثة ، تتميز على صغرها بأنها مدينة مختلطة من كل الأديان سكانها غاليبة سريان قليل من الأكراد والعرب ، نهضت نهضة كبيرة واعتنت بالمطاعم والمنتزهات ، كما أن سكانها الأغنياء من السريان استثمروا كثيراً في هذا المجال وراهنوا على نجاح هذه الفكرة خاصة عائلتي أصفر ونجار رواد النهضة الزراعية في سوريا .
تقودنا سينما السيارات للحديث عن تلك الفترة ، حيث كانت هاتين العائلتين تملكان أراضي شاسعة في الجزيرة السورية ، ناهيك عن ثقة سكان الجزيرة من عرب وأكراد بهاتين العائلتين ، لم تشهد الجزيرة السورية أياماً أفضل من تلك الفترة ، حيث انشغل الجميع بكسب المال والزراعة ،
انشغل أصفر ونجار في التسويق العالمي للقمح والقطن السوري واستيراد المحالج الصوامع حتى البواخر واستئجار الموانئ .
جرى تأميم شركة أصفر ونجار في الستينات ،
تحولت سوريا إلى مستورد لرغيف الخبز غرقت الجزيرة بالفقر والإهمال .
وبالعودة للصورة نجد أن هذه البناية هي أول بناية في حلب اعتمدت على الدرابية بدلاً من الأبواب الخشبية ، إلا أن الأباجور مازال سبانيولي مثل أغلب أباجورات حلب القديمة .
الدرابية اختراع فرنسي دخل مع الانتداب ، عملي ولايحتاج إلى مساحة مثل الأبواب ، كلما يحتاجه عملية تزييت كل شهر أو شهرين .
تزامن دخول الدرابية مع دخول الكهرباء إلى حلب ،
أصبح الشعالون والدومرية بلا عمل ، حيث كان هؤلاء يعتنون بمصابيح اللوكس التي تنير شوارع حلب ، تحول قسم منهم ليعمل في تزييت الدرابيات بدلاً عن عمله كشعال أو دومري ، خاصة أنه يحتاج إلى نفس العدة التي كانت بحوزته حين كان دومرياً .
نجد هنا العلاقة الوثيقة بين مهنة مزيت الدرابيات و الدومري .
الدرابية نشأت في فرنسا مع شركة رينو ، التي انتجت سيارات خفيفة كادت أن تنافس مرسيدس وفورد حينها ، استمدت خفة السيارات من عملية ثني الصاج وتشكيل عصب له ، الذي يعطيه قوة وخفة ، هذه الفكرة لم تكن عند باقي الصانعين .
على نفس المبدأ تعمل الدرابية فهي عبارة عن صاح رقيق مثني بشكل أقواس صغيرة تجعله صعب الاختراق .
دخل قالب الدرابية إلى الجديدة قرب ساحة الحطب مع مكبس اكسنتريك يدوي يعمل بالفولان يديره عامل مفتول العضلات ذلك في عام 1918 أشرف عليه في البدايه خبير فرنسي .
انتشرت الدرابيات في سوريا والجزائر أكثر من انتشارها في فرنسا ذاتها .
في الخمسينيات من القرن العشرين ظهرت في حلب أبنية ضخمة هي بنايات الأوقاف واعتمدت على درابيات من الحديد على شكل شبك ثقيلة الوزن وغالية الثمن وصعبة الصيانة ولاتحمي زجاج المحل من الحجارة . فشلت فشلاً ذريعاً ، أول بناية ركبت فيها هذه الدرابيات هي في بناية أوقاف الحميدية عند موقف النيال .
منقول بتصرف .